الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة في حق الشاب حسني في ذكرى اغتياله

رشدي الصافي

2016 / 9 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


المكان :حي لمبيطة وهران الجزائر
الزمان : الخميس 29 سبتمبر 1994
قتل بلبل في وضح النهار، كان ذنبه الوحيد في هذه الحياة هو التغريد للحب و السلام والجمال. في نفس هذا اليوم تمت تصفية ساحر العاطفة، و ملك الراي، الشاب حسني . و الجناة دائما، خفافيش الظلام و أعداء الحياة . أصحاب الشريعة الشيطانية و ٱيات الخوف والرعب. قتلوه كما قتلوا قبله مفكرين و موسيقين ورسامين، وكما لا يزالون يقتلون الان باسم الله الجميل ، وينشرون الظلام على مشارف الشمس. ظنوا أن بقتله سيغرسون عقيدة الكره في قلوب العشاق ؛ لكن خاب ضنهم ، لأن حسني كان قد رسخ قواعد العشق والحب في وجدان كل مغرم وكل عاشق . حسني كان سببا في قصص حب داخل مدن الحقد والحديد . حسني زوّج العشاق و ألف بين القلوب. ولا يزال لحدود الساعة. حسني أنار لشباب ضائع و مقهور، الطريق إلى الذات والوجدان.
كبرت مع أغانيه منذ الطفولة و المراهقة ، "شوفو عشقها " "طال غيابك يا غزالي " " البيضا مونامور "...، كل تلك الاغاني التي غناها بصدق مشاعر، علمتني كيف احب المرأة، كيف أحترمها، كيف أرمقها، وكيف أجد الطريق لعاطفتي المدفونة تحت ركام العار و الكراهية . على الرغم من أني لم أكن من جيله إلا أني عايشته وعايشت جيلا ذهبيا من خلال أغانيه. حسني علمني الثورة على هواجس تكبل حدود العاطفة ، علمني كيف أحزن و أبكي و كيف أكون انسانا مخلصا في حبه . لن أكذب على نفسي، ولا أجد أي خجل بالقول، أن حسني كان سببا في قصة حبي لسنوات ، و التي مازلت أسمع صداها لحد الان. ولولاه ما احتفظت بشعلة العاطفة لكل تلك المدة ، ولتلك المرأة بالذات.
حسني لم يَسُب إله، بل كان يرى الله في العشق كأسمى تجليات رؤيته الوجدانية، حسني لم يعق والديه ، بل كان يقبل جبين أمه كل صباح، و ترك اوربا ليعيش بجانبها إلى حين اغتياله. حسني لم يكن لا لبراليا ولا يساريا ولم يعرف السياسة قط. حسني لم يطمع في منصب ولا كرسي، حسني لم يفعل أي شيء مما سبق. لكنه قُتل غذرا. قُتل مع سبق الاصرار والترصد بلغة القانون.
من قتل حسني؟؟ ولماذا ؟؟؟
باختصار شديد، قتل حسني لأنه حرض الناس على الحب. وقتله من يخشى على نفسه من الحب.
فل ترقد روحك بسلام يا سيد العاطفة، ولتكن مطمئنا لأن طريق الحب هو خلاصنا الاخير، وسنواصله إلى حين أن يتنفسه العالم بأجمع.
رشدي الصافي .
الخميس 29/09/2016 هانوفر ألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب