الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جهابذة الإعلام العربي والقانون المصدق من قبل الكونغرس الأمريكي المعنون ب -العدالة ضد الإرهاب-

علي سيريني

2016 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


القانون الذي صدقه الكونغرس، وتظاهر أوباما في آداء مسرحي أنه ضده، وهو "العدالة ضد الإرهاب"، خرج علينا بعض "جهابذة" السياسة و الإعلام العربي ليخبرونا أن القانون صدر ضد النظام السعودي، وعليه يجب على السعودية إعادة النظر في تحالفها وخضوعها للسياسات الغربية عموما والأمريكية خصوصا! هؤلاء الجهابذة يقولون علنا أن على النظام السعودي أن يصيح من غفلته ويعلم من هو عدوه الحقيقي!
وأنا أقول لهؤلاء "الجهابذة" فكروا بعقولكم لا بشئ آخر! فالنظام السعودي خادم وآداة بيد الغرب منذ زمن طويل. ومعظم أموال السعودية يُنقل إلى بنوك الغرب بيد النظام السعودي نفسه. اليوم يبلغ عدد سكان السعودية حوالي 30 مليونا، وميزانية السعودية تتراوح سنويا (وفق الأرقام الرسمية!) بين 200 إلى 300 مليار دولار. بالرغم من هذا فإن البطالة في المجتمع السعودي تبلغ حوالي 20% وفق إحصائات رسمية أيضا. أما البطالة المقنعة فحدث ولا حرج! ومن النواحي الأخرى: الإقتصادية، والزراعية، والتكنلوجية، والعلمية، والصناعية والتنموية...الخ، فالسعودية ليست سوى دولة متخلفة وفق كل المقاييس. إلى عام 2001، بلغت أموال "الإستثمار" السعودي في أمريكا وحدها أكثر من 900 مليار دولار حسب بيانات رسمية، عدا الذي جرى خلف الستار. وظلت أموال السعودية تتدفق دوما إلى بنوك الغرب، خصوصا الأمريكية منها بشكل مستمر، وفق طريقة روحة بلا رجعة. والنظام السعودي لا يقطع أمرا دون العودة إلى سيده الغربي. كما أنه تحول إلى أرضية خصبة وأداة في نفس الوقت لتدمير دول إسلامية شتى مثل أفغانستان، العراق، سوريا، الصومال، ليبيا، الجزائر...الخ. ومن هذه الناحية لا يقل خطره عن خطر النظام الإيراني بل يفوقه في جوانب شتى، لأن النظام السعودي يتظاهر أنه راعي العالم الإسلامي (السّـني)!
أليس الأحرى بجهابذتنا أن يسألوا، قبل أن يحذرونا من كارثة قانون الكونغرس الجديد، أين ذهبت الأموال السعودية الهائلة إذا كان وضع الشعب السعودي مهلهلا إلى هذه الدرجة؟!
واالقانون الجديد الذي صدقه الكونغرس الأمريكي، ليس يضيف شيئا جديدا ونوعيا يمكن تعريفه كمعادي أو مضاد للنظام السعودي. إن التعويضات التي يجب على هذا النظام دفعها لضحايا 11 سيبتيمبر، والتي تبلغ 3 تريليونات وثلاثمائة مليار دولار، لا تغير من المعادلة المعمولة بها منذ نشوء هذا النظام ومنذ إكتشاف النفط. فإذا كانت الأموال السعودية تذهب إلى بنوك الغرب دون رجعة، فما الجديد في المسألة سوى أن أمريكا تريد تقنين الإحتفاظ بهذه الأموال رسميا منذ البداية وإلى أن ينتهي النفط، لتسد أفواه المسلمين والعرب كمحتال آثم وقاتل محترف. مع العلم أن الأداة الطائعة لكل ما جرى ويجري من خراب ودمار ومن ثم مسرحيات (كالتي بسببها هاج بعض الجهابذة)، وهي مسرحية دفع التعويضات لضحايا 11 سيبتيمبر، هي (أي الأداة) أولا وآخرا النظام السعودي نفسه، الذي يتفانى في الإخلاص للمهيمن عليه ولحارسه وسيده. قبل أكثر من ثلاثة أعوام، دفع العراق 400 مليون دولار إلى بضعة عوائل أمريكية وبريطانية، إحتجزتها السلطات العراقية كرهائن في أحد قصور صدام لعدة أيام في عام 1990 إبان دخول قوات العراق الكويت. والغرض من إحتجاز هذه العوائل كان منع قوات التحالف قصف العراق. أطلق سراح هذه العوائل بوساطة الملك الأردني الراحل حسين بن طلال. لم نسمع منذ ذلك اليوم وإلى حوالي ثلاثة أو أربعة أعوام قبل الآن، أن أفراد هذه العوائل تعرضوا للقلق والخوف والإضطراب النفسي. ولكن فجأة بعد إحتلال أمريكا للعراق في عام 2003 ظهرت هذه "النغمة الحزينة" لقصة أسطورية حدثت لعوائل غربية قضت أجمل أيامها في أحد قصور صدام حسين، مما جعل أمر تعويضها بـ 400 مليون دولار من قوت الشعب العراقي شيئا لا مفر منه! أما الذين تعرضوا للإبادة في العراق، في فللوجة وفي أبو غريب وفي عموم المدن والأرياف منذ عام 1991، فضلا عن حصار دام 13 عاما حصد مليون إنسان، وتدمير للبنية التحتية وتشريد للملايين وتدمير لشعب بكامله بحجة إيجاد أسلحة دمار شاملة، فلا مفر من نسيانه وطي صفحته أمام أنظار العالم! اما تدمير أفغانستان تدميرا كاملا أعاده إلى العصور الوسطى فلا يستحق ذكره سوى إلقاء اللوم على الإسلام ومجاهدي صواريخ ستينغر الأمريكية!
في كل هذا الخراب والدمار والكوارث ظلت السعودية مطية رخيصة لأمريكا. وهي اليوم مطية طائعة لخططها وإستراتيجياتها. وتنقل الأموال إلى أمريكا دون حساب أو رقيب. مع كل هذا يخرج علينا بعض "جهابذة" الإعلام والسياسة العربية ليقولوا لنا:
آن الآوان أن تعيد السعودية النظر في سياساتها تجاه أمريكا!
لا يملك المرء إزاء هذه الكوميديا إلا أن يضحك ملء بطنه، مع أن الموقف لا يقبل أقل من البكاء، وهو لا يجدي ولا ينفع على أي حال.
أقول لهؤلاء الجهابذة أن النظام السعودي جزء من اللعبة، وأن الخاسر ليس هذا النظام و الـ 25 ألف أميره، بل الشعوب المسلمة ومنها الشعب السعودي الآن وفي المستقبل الذي لا يأبه به النظام السعودي، كما لا يأبه به الغرب وعلى رأسه أمريكا. كل التركيز يجري على حاضر الغرب ومستقبله. وهذا ما يهم النظام الأمريكي كما يهم النظام السعودي، لأن الغرب هو موطن مستقبل أفراده وأفراد الأنظمة الشرقية الأخرى المعادية لشعوبها. عوضنا الله في أموالنا المنهوبة وأوطاننا المدمرة والمخرَّبة بنصر قريب وهزيمة لأعدائنا هزيمة منكرة لا قيامة لهم بعدها، وعوض الله جهابذتنا بدرهم عقل ودراية. فالصحيح أن يفيقوا هم لا النظام السعودي الذي يعلم ماذا يفعل!
للمزيد حول كيفية خدمة النظام السعودي للغرب وتحديدا أمريكا، راجع إن شئت المقال الموجود في هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=532933&nm=1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في