الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تم حقا- تزوير الانتخابات العراقيه.....دراسه تحليليه اوليه

انيس الامير

2005 / 12 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثارت النتائج الجزئيه الاوليه للانتخابات العراقيه التي اعلنتها المفوضيه المستقله للانتخابات ردود فعل عنيفه من بعض الاطراف التي اعتبرتها نتائج مزوره ووصل الامر الى حد مطالبة بعض هذه الاطراف الى الغاء هذه النتائج واعادة الانتخابات رغم ما يحمله ذلك من تداعيات خطيره على مستقبل العمليه السياسيه ومستقبل البلد ككل.
ولقد انطلقت ردود الافعال هذه من خليط غير متجانس من القوى السياسيه فالبعض منها اطراف خبرتها جماهير شعبنا كأطراف وطنيه نزيهه وحريصه على مستقبل العمليه السياسيه ( حميد مجيد موسى ومهدي الحافظ وتوفيق الياسري والحزب الاسلامي العراقي) بينما لايختلف اثنان ان دوافع بعض المعترضين هو الرغبه في اثارة العقبات امام العمليه السياسيه والسعي لافشالها بالكامل.
وازاء كل ذلك نطرح ويطرح المواطن العراقي والمراقب للشأن العراقي سؤالين اساسيين :
1- هل حدث حقا" تزوير في الانتخابات العراقيه؟
2- ماهو حجم هذا التزوير( ان وجد ) وهل له تأثيرملموس على النتائج النهائيه للانتخابات؟
لغرض الاجابه بشكل علمي ومنصف على هذه الاسئله نورد المؤشرات الآتيه:
1- ان هناك زيادة في عدد الناخبين عن الانتخابات السابقه في بداية العام الحالي يبلغ مليونان وربع المليون ناخب وهذا الرقم يمكن تحليله الى العناصر الآتيه:
ا- المقاطعون للانتخابات السابقه ( جماهير جبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني وكتلة التحرير والمصالحه وبعض اطراف التيار الصدري)
ب - الذين لم يشتركوا في الانتخابات السابقه بسبب الظروف الامنيه يوم التصويت التي تحسنت كيرا" في الانتخابات الاخيره.
ج- الزيادة الطبيعيه في عدد الناخبين نتيجة الزيادة السنويه في عدد السكان وهي قد تصل الى مئتي الف ناخب.
د - الزيادة في عدد الناخبين بسبب اضافة اسماء من لم ترد اسماؤهم سهوا" في قوائم الانتخابات السابقه.
هـ - الاوراق المزوره ان وجدت.
ان اي محايد منصف وموضوعي يمكن ان يستنتج ان الزيادة في اصوات الناخبين اذا كانت حقيقيه ( اي لاتوجد اوراق مزوره )فان 80-90% منها ( اي بحدود مليون وثمنمائة الف صوت ستذهب الى الى القوائم المشار اليها في الفقره أ اعلاه) وهذا ما حصل فعلا" ففي محافظة بغداد على سبيل المثال وهي المحافظه التي تشير اصابع الاتهام لحصول تزوير فيها كانت الحصيله كالاتي:
- الزياده في عدد الناخبين: 526000
- اصوات جبهة التوافق: 454000
- اصوات جبهة الحوار الوطني: 37000
- الرساليون : 43000
وهذا يفند بشكل كبير الادعاءات القائله بحصول تزوير مؤثر في نتائج الانتخابات في بغداد وينطبق نفس الشيء على المحافظات الشماليه( الامر يختلف قليلا" في المحافظات الجنوبيه كما سنوضح ذلك ).
نعم حصلت حالات تجاوز وخروقات اتاحها وجود نسخ مكرره من قوائم الناخبين في المركز الانتخابي الواحد وسهولة ازالة الحبر من اصابع الناخبين لكن هذه الحالات قليله جدا" ولا ترقى الى مستوى التأثير الملموس على النتائج النهائيه.
2- ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد حصلت تقريبا" على نفس الاصوات ( وليس المقاعد) التي حصلت عليها في الانتخابات السابقه ( اكثر قليلا" من 4 ملايين صوت).
3- ان الحديث عن سير الانتخابات في المحافظات الجنوبيه يقودنا للحديث عن احتمال حصول تجاوزات وخروقات استهدفت تحديدا" القائمه العراقيه الوطنيه. فهذه القائمه تشكلت من العديد من الكيانات السياسيه (القائمه العراقيه وقائمة عراقيون واتحاد الشعب وتجمع الديمقراطيين المستقلين والتجمع الجمهوري العراقي والتيار الاسلامي الديمقراطي وحزب الامه وغيرها) كانت قد حصلت مجتمعة" في الانتخابات السابقه على مليون واربعمائة الف صوت وكان من المتوقع ان تحصل على عدد اكبر من الاصوات ان لم تحافظ على نفس العدد. لكنها حصلت فقط على عدد يقل عن المليون . فما الذي جرى حقا" ؟
تشير المعلومات الوارده من المحافظات الجنوبيه الى حالات انتهاكات كبيره سبقت يوم التصويت تمثلت في تمزيق ملصقات هذه القائمة والاعتداء على منتسيبها ومؤيديها وحرق بعض مقرات الاحزاب المؤتلفة وهي ممارسات صدرت من بعض المتحمسين لقائمة كبيره اخرى وكان على المفوضيه المستقله للانتخابات والحكومه ان تتدخل لمنع هذه التصرفات التي اساءت للتجربه الديمقراطيه الوليدة والتي نحرص جميعا" على تطويرها وضمان ديمومتها.
4- ان عدد الاوراق الباطله في هذه الانتخابات (حوالي 122000 ورقه) يتناسب مع عدد الاوراق الباطله في الانتخابات السابقه (94000 ورقة) لكننا لانعلم انسجام هذه الارقام مع المعايير الدوليه.
ختاما" نرى ان النتائج المعلنه للانتخابات لا تحمل اية مفاجاءات ولا توجد مؤشرات على حدوث خروقات كبيره ومؤثره ( عدا ما حصل للقائمه العراقيه الموحده) وعلى جميع الاطراف القبول بهذه النتائج والتوجه الجدي والمخلص لتشكيل حكومة وحدة وطنيه تمثل كافة القوائم الكبيره كما ان على جميع الاطراف الكشف ومحاسبة العناصر التي اساءت للعملية الانتخابيه وتفادي حصول ذلك في المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو