الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل

عدلي محمد احمد

2016 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


امريكا والغرب تحاولا مقايضة اي اسناد اقتصادي محدود لحكم السيسي , حتي لا تندلع موجه ثوريه جديده , بمراعاة الحريات وحقوق الانسان , لاغراض في نفس بن يعقوب , والسيسي يحاول ابتزازهم بان عدم الاسناد يتساوي مع السعي القصدي لتفجير وضع تصعب استعادته بسهوله , مذكرا اوروبا خصوصا بمستويات الهجره غير الشرعيه التي ستترتب علي ذلك , ناهيك عن فتح جبهه قد تتسع جدا للارهاب.
الجنرال يدرك ان الغرب لا يرحب باستمرار حكمه المرتبط بنفوذ متزايد للمؤسسه العسكريه في الدوله والمجتمع , ولا يوافق علي وهم امكانية تحاشي الموجه الثوريه عبر المزيد من تشديد القبضه البوليسيه , وانه قبل ذلك غير مستعد للحلول محل بلدان الخليج في تمويل تصورات محدده لا يختلف معها فقط بل يجد انها في منتهي الخطوره.
تصورات تحكم تحركات السيسي كحكم للثوره المضاده في الداخل المصري , يحاول ان يخضع عملية تصفية الثوره للمصالح المحدده للطبقه المالكه الحاكمه المتحققه فعليا , في المحل الاول بل اخضاعها للمصالح الشخصيه للجنرال وزمرته , وبما يهدد باعادة آليات حكم المخلوع مبارك او بالاحري تكريسها , في تغافل كامل لتأثيرها علي هذا اندلاع الثوره اصلا , رغم انها كانت تجري في لحظه مختلفه من زاوية مدي حدة الاوضاع الاقتصاديه التي صارت الان اوضاع ازمه عامه يعرفها ويكتوي بها الجميع , ومدي قوة الثوره التي برهنت انها يمكن ان تقطع رأس النظام مرتين .
وقبل ذلك بالطبع فان الغرب غير مستعد لاي تنازلات اقتصاديه علي غرار اليونان مثلا وغيرها امام الثوره المصريه او غيرها , فحبل الازمه الاقتصاديه ما زال علي الجرار.
الغرب يري في استمرار الجنرال بعد الان مغامره غير محسوبه تهدد في ظل الغضب الجماهيري المحدق بها , بصدام حاد بين الجيش والجماهير التي برهنت سابقا انها تستطيع شل شرطة النظام , وهي مغامره بالتالي تشكل تهديد بامكانية انتزاع السلطه ولو لصالح قوي شعبويه ستزيد المنطقه ارتباكا , ناهيك عن تهديدها بسلطه ثوريه مع هذه الثوره الي برهنت انها لا تريد الانصراف , كما انها تهدد في اهون الاحوال بانفلات اكثر لصالح الدواعش الذين سيعتمدون لوجستيا علي الاخوان والسلفيين , بكل آثاره الوبيله علي الاوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا , ناهيك عن مصر ذاتها.
الغرب يري وفقا لهذه المخاطرالمهدده لمصالحهم التي ستتعرض للعصف بها ان جرت الامور علي هذا النحوالذي يهدد به استمرار حكم الجنرال , ان من الضروري ان يسمح له من جانب حكم السيسي والجيش باعداد مختلف لاستقبال الانفجار , يسمح بالسيطره علي زمام الدواعش واخضاعهم للتورات الامريكيه , كما يسمح بدعم سياسي اعلي لجميع الاحزاب من اجل اقصي تلاعب بالمتبقي من وعي اصلاحي لدي الجماهير, عبر طرح المسار الشرعي من جديد في مواجهة غضب الجماهير, وربط اي دعم اقتصادي بهذا التصور بالتحديد
والبديهي ان استمرار السيسي باستفزازه للجماهير الي اقصي حد وباستفزازه للاخوان , يتعارض مع امكانية هذا الترتيب , ومن المنطقي ان يتصور الجنرال ان السيرعلي هذا الطريق ولو عدة خطوات كفيل بتوفير مقومات كافيه للاطاحه به , بعد ان صار محاصرا بكل هذا الغضب الجماهيري الرهيب , ولكنه صار بعد توقف الاسناد الخليجي , اقتصاديا في مهب رياح اطاحه اقسي دون شك من جهة الجماهير.
الامر المحسوم لدي الغرب استحالة اقرار استمرار حكم الجنرال , فالثوره صارت غير مأمونة الجانب بالمره , وسيتوجه بكل حسم علي اجبار السيسي علي ما يريد وفقا لسياسة الخطوه خطوه , والتي يمكن حصر الاسناد في حدودها من اجل فرض المزيد من السيطره علي مفاتيح الاوضاع , ان الاسناد الحتمي سيحكمه هذا المعيار بالاضافه الي معيار تأخير الموجه بقدر الامكان.
افتقاد السيسي للبدائل تماما الان , لن يترك له من فرصه الا للخضوع للعب اللعبه التي تشبه شد الحبل , و التي سيضعف موقفه فيها مع الوقت بل الوقت القصير , فمهما تكن سيطرته تبدو محكمه امنيا, الا ان الورقه الاقصاديه لا تقل عن ورقة آس في يد الغرب والامريكان.
سيواصل في ظل احتياجه الشخصي المريع الي خروج آمن , الانبطاح امام الصهاينه في محاوله استعطاف الامريكان , فتتضاعف الصعوبه ويصبح تحت رحمتهم اكثر فاكثر لدرجة الانصياع التام لكل ما يقرره البيت الابيض.
اشقاؤه الجنرالات لن يكون حالهم بعيد عن ذلك المصير , فينزاح للخلف لدي الامريكان اي تفكير في استخدام محكم الدواعش بهدف عسكره محدوده للثوره , سورية الطابع , والتركيز علي اخضاع الجيش لما يقررونه من مسار شرعي جديد , ابوابه مفتوحه للحرب الاهليه المتقطعه الطويلة الامد, التي سيجري عبرها السعي الاجرامي من اجل هزيمة ارادة الشعب , دون ان تتعرض الطبقه المالكه الحاكمه المتحققه بالفعل للتدمير كما تهدد الحروب الاهليه الشامله .
حيث لم تعد واشنطن عند استسهالها الاول في تعاطي العسكره من اجل صرف الثوره واضعاف الجيوش عبر الدواعش , بعد تجربتها المره في سوريا والعراق.
كما لم يعد الجنرالات علي ذات موقفهم القديم من زاوية توقي وتحاشي الحرب الاهليه, ويرجع ذلك في الاساس الي ان الثوره ما عادت قابله للانصراف بالمسار الشرعي , وفزاعة الاخوان جري استهلاكها دون حصاد حقيقي لصالح هذا الانصراف .
ومن هنا فان الحرب الاهليه المتقطعه تطرح نفسها في هذا السياق كنقطة التقاء بين التوجهات الخارجيه والداخليه للثوره المضاده الواحده , التي بدت متعارضه بشده مع صراخ الامريكان وغربهم ضد " الانقلاب ", املا في الابقاء ولو علي قليل من الاخوان.
فقريبا سيتضح امام الشعب كله مدي علاقة الامريكان وغربهم بالحريات و بحقوق الانسان , ومدي ما يكنه جنرالات المخلوع من عداء هستيري لاغلبية المصريين , ومدي اجرام من سيحاول خداعنا مجددا , ويعول علي اي انتخابات قبل تحقيق اهداف ثورة يناير وفرضها فرضا من الشوارع والميادين , علي طريق انتزاع حكومه ثوريه تمثل الميادين المنتصره الظافره.
ان الحرب الاهليه هي الحرب الاهليه , ومذبحه واحده مهما تكن معزوله ستحول غضب شعبنا العظيم الي بركان لن يتوقف الا اذا استعاد نهر النيل الذي يعتبر الاغتصاب الامبريالي لمياهه الكابوس الاساسي لخلفية التعارض في التوجهات بين النظام واسياده الامبرياليين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان