الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم تنتظرني الغابة

كمال تاجا

2016 / 10 / 2
الادب والفن


لم تنتظرني الغابة

لا .. لم تنتظرني الغابة
بين أفياء كآبتها الكثيفة
لأتطلع من وجهة نظر
خمائلها الوارفة الظلال
على وحشتي الكامنة
فوق حشرجة ..
ضيق صدري
وتقطع أنفاسي
-
ولا -- لم تترك لي فرصة
إلا -- نضوب ماء الوجه
من على خلع براقع
حمرة الخد
في رابعة النهار
لاختلاجات حادة
من التوتر
وتحت وهج الشمس الحارقة
كهزات انفعالات متوارية
إلا بالمواجهة الحاقدة
مع المجهول الموارب
في مصارعة غيلان
غير معهودة
تغيب الصواب
-
وتحت مظلة
مواجهة تنانين
متجردة من هيئاتها
كذعر مكشر
عن أنياب أفتراضية
تنهش فينا
كتوبيخ متواصل
من الاشمئزاز الحيادي
على صرف مخزون الحياء المتواري
من محفظتي الشخصية
-
و من مزاولة الحنين العاصف
في الغربة
وعلى شكل نشب براثن شراسة
غير مكافئه
لصكه أسنان ملتوية الحنك
-
إلا من زمجرة وحشية تعوي
بتضاريس خوائي
صرخات يأس مدوية
-
ثمة وحوش مفترسة
لا نعهدها
تدب الذعر
في سهوب خلدي
وفوق وهاد باطني
وتقطع سبل تضاريس
مس الصميم
العصية على الدحض
حتى أرتب دوافعي
من الوقاية الناجعة
من وحوش غرائزي
وارتعاد فرائصي
-
ولم أنتهز أي مهلة
من ضيق الوقت
لأن أتعلم كيف أضبط
صدى صراخ
زمجرتي الداخلية
لأخرج ذلك النباح الوحشي
الذي يعوي من أعماقي
-
وأنتم يا أصدقائي الغيلان
و يا أحبابي الأشباح
يا أخوة السراب
و يا أقرباء السدى
و يا أبناء عمومة الهراء
و يا ندماء شراب الهباء
و يا خلاني المنتشرين بالخلاء
لا تكونوا السبب في ضياع رشدي
-
ويا أيتها الظلال الممدودة
كخداع نظر
لا تنفروا الوليف الذي كان يشاركني
موائد المكوث
في كل خلوة مع نفسي
لتناول كأس اليأس
المحطم للنفس
وحدي
-
و أنت يا أيتها الأخيلة المترجلة
عن صهوة أحصنة الخيال
كفرسان مهانة
لهزائم استكانه
تجر أسلاب خزي
لا علاقة لها بزهو
لفخر متنصل
-
ويا أيتها الأوهام الماكرة
الراكضة في ميدان خلوي إلى نفسي
من الأطياف الدائرة
في أحراش باطني
كتكشيرة
-
ولكل الأجناس
من الحيرة
الناجين للتو من عقص
أشواك ضميري
وطعن وساوسي
التي كانت تلوح
كذعر الوجس المخيف
الذي ترتعد له فرائصي ..
من الهلع الوطني
-
وأنا في كل موضع شك
أكابد غصة
الحنين المتقاعس
-
و أقاسي من هجمة ..
الضغينة الكيدية
دون بغضاء
تودي إلى كراهية
-
مع وحشتي المتقاعسة
والتي كانت تطل عليّ
من بين أغصان عاطفتي الشائكة
بتجهم حنق محرج
تكاد تفترسني
في مواجهة قسمات .. توبيخ
وسحنات تأنيب ..
و تجهم ردع واعظ
لسقطاتهم المريعة
كوقود دموي للحرب
-
وأنا أواجه فنجرة دموعي
مع جحظ عيناي
والتي كانت تحيط بالمكائد
في كل محاولة
لنزوعي لشاطئ البر
لسلامة غير ضامنة
لنزواتي المرعبة
-
و على وقع إنصاتي الواجف
من سماع زمجرة زئير حاقد
لوحوش غرائز متضورة
من جوع الانهماك
الممتطي صهوتي
كفارس متخاذل
والمضر بصحة
شفاء عافيتي
-
و أتلقى بلمسة إحساسي العاري
الوهن الضاغط
من جلبة دوّي طقطقة أنيابهم
وبزفة صهيل شحذ براثنهم
في كل محاولة عابثة
للنيل منيّ
-
أم أن كل هوى يتمسك
بحبال ودي
على أغصان مهلهلة ضعيفة
قابلة للكسر .
وعلى شكل حطام تقاعسي
مثل مهجة محطمة
تتهاوى
بانتظار سقوطي المخزي
في معارك
أخذ زمام منتهية الصلاحية
-
وما توقف الغدير
عن عزف ألحان صليلة
أمام رشفة ظمآى
ملأت جوفي
-
وأنا إلى الآن لا أعرف .. كيف أهتدي
و لا-- أدري كيف .. أضل سبيلي
و لا -- لماذا أسرف باستهلاك
هذه النوايا الضحلة .. المعكرة للمزاج
ومن إنشاد كل أمل ضعيف
أرقع به أثواب رغبتي
وانصياعي
لحزمكم أمري
في كل معارك دحري
-
وأعول على حسن تصرف
الرجاء العنيف
كي تزوغ هذه الرفوف المهاجمة
التي تحط فوق أسنة
حراب أهدابي
وعلى أطراف
ديق رموشي
حتى تتكسر أنظاري
ويفل عزمي المتباري
وينال مني وهني العاري
في قفزة نهشة
قضمه حيوانية
تقتات أغوار صميمي
حتى آخر ضيق نفس
رضوخ متقاعس
-
ولتقضي بنهشتها الفاجرة
على ما تبقى من غوائل الصميم
و هي تهتك أساريري السيئة الخلط
حتى تنال من مخزون حيويتي الدائمة .
من الغرق الحتمي
في لجة اللامعقول
نحو كل سافلة وحضيض

كمال تاجا ــــــــــ7 /2 /2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل