الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحمة بالعراق

جاسم هداد

2005 / 12 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رافق سقوط الصنم الذي تم بواسطة قوات اجنبية ، انهيار الدولة العراقية وسلب ونهب ممتلكاتها ، وعودة العراق الى ظروف أشبه بعام 1917 ، هذه الظروف التي تتطلب جهود كل شعبنا العراقي بجميع اطيافه وتلاوينه السياسية والأجتماعية ، تتطلب تعاون كافة قواه واحزابه السياسية ، من اجل اعادة بناء العراق ، والذي زاد الأحتلال خرابه خرابا ، فالنظام البعثي الفاشي شمل معوله التخريبي كل مجال طيلة حكمه ، وخلف لنا خرابا حقيقيا في كل شئ ، وحقا كانت التركة ثقيلة ، ولن يستطيع حزب بمفرده النهوض بها .

وبعد اجراءات الأنتخابات في 30 كانون الثاني 2005 ، استبشر الناس خيرا ، وتنفسوا الصعداء ، من ان حكومة عراقية وطنية سيتم تشكيلها من اول جمعية وطنية ينتخبها الشعب ، وستخلف هذه الحكومة المنتخبة ، حكومة بريمر والحكومة الأنتقالية ذات الصلاحية المحدودة .

ولكن مع الأسف فأن الأحزاب الفائزة جعلت نصب اعينها مصالحها الذاتية ، متناسية مصالح العراق ، والتي كانت ولا تزال تتشدق بها ، فقامت بتشكيل حكومة وفق الأستحقاقات الأنتخابية ، حكومة طائفية قومية ، في الوقت الذي كانت الظروف تملي وتفرض تشكيل حكومة وحدة وطنية ، ولكن الغرور السياسي ، وعقلية إلغاء الآخر ، دفعت بإتجاه تشكيل حكومة القوائم الفائزة ، بالرغم من ان الجميع يعرفون جيدا الظروف التي احاطت بالأنتخابات تلك . ونتيجة لذلك كان نصيب هذه الحكومة الفشل في تحقيق وعودها للناس ، وضعف ادائها ، ولم تستطع تحقيق أي مطلب من المطاليب الملحة لجماهير شعبنا .

وفي الأنتخابات الحالية التي تمت في 15 كانون الأول 2005 ، والتي شابها الكثير من علامات الأستفهام ، حيث كان التزوير بـ " القلم العريض " هذه المرة ، ولم تبق وسيلة لم تتبعها القوائم الفائزة فوزا ساحقا ، فالمال السياسي القادم من دول الجوار كان له دور متميز ، الى الأستعانة بخبراء التزوير من دول اقليمية ، الى الأستعانة بخبراء " سوق مريدي والسيدة زينب " ، الى اتباع اساليب التهديد والترهيب والقتل ، وكانت النتائج الجزئية المعلنة تؤشر فوز القوائم التي لها ميليشيات مسلحة ، ولا يخفى على اللبيب فهم ذلك ، وادت هذه النتائج الى خلق ازمة سياسية .

ولمعالجة ذلك تسارع الحكماء من ابناء شعبنا والذين يهمهم مصلحة الوطن اولا واخيرا وكثفوا جهودهم ولقاءاتهم من اجل الوصول الى حل يرضي الجميع ، وفي مقدمة هؤلاء الحكماء كان صوت العقل الراجح صوت المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي اوصى بـ " تشكيل حكومة وحدة وطنية وضرورة الحفاظ على مكونات الشعب العراقي " واوصى كذلك بـ " وحدة الشعب العراقي وان تأخذ القوائم الفائزة الأمور المختلف عليها بالحكمة وعدم اللجوء الى العنف "

وبادر السيد رئيس الجمهورية باللقاء مع القوائم الأنتخابية الرئيسية لحل الأزمة السياسية واكد على ان " العراق لجميع العراقيين " ، واصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي بيانا اكد فيه على العمل بجد لأيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة الأزمة وضرورة " التسامي على الحسابات والمصالح الذاتية " والأبتعاد عن محاولات التهميش والأقصاء وإلغاء الآخر و تشكيل " حكومة وحدة وطنية بعيدا عن نهج المحاصصة الطائفية والعرقية " ، وأكد السيد مسعود البارزاني على ان " مبدأ التوافق هو انسب المبادئ في صيغة الحكم في البلاد ، لأنه بدون هذا المبدأ لن تحل المشكلات الموجودة في الساحة السياسية " .

ونرى ان الأصوات " والحمد لله انها قليلة جدا " التي تنادي بعدم قبول مبدأ التوافق وتشكيل الحكومة وفق الأستحقاق الأنتخابي وعدم اللجوء الى الحوار والتفاهم من اجل مصلحة الوطن ووحدته ، فهي بعيدة عن خدمة العراق ومصلحة شعبه ، وهي اصوات نشاز مخالفة لتوصيات المرجعية الدينية ، وللحكمة والعقل والمنطق ، وقى الله العراق وشعبه من شرورها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ