الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة المهرج الذي اشترى ذمم البعض في الإعلام العراقي

كهلان القيسي

2005 / 12 / 27
الصحافة والاعلام


ترجمة: كهلان القيسي
؟؟- كيف جَعلَ المهوسُ من شوارع كودلمنيغ، الملايين تُديرُ حربَا دعاية لوزارة الدفاع الأمريكيةَ في العراق.
لقد كانت صعقة مذهلة لنخبةِ واشنطن السياسية: ففي الشهر الماضي إكتشفوا بأنّ الرجلَ الذي في قلبِ الفضيحة على تسريب الدعايةِ الأمريكيةِ في الصُحُفِ العراقيةِ كَان خريج أكسفورد النشط لكنه مجهول بعمر 30 سنةً الذي إستطاعَ بطريقةٍ ما الحُصُول على عقد بقيمة 100 مليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكيةِ.
ومما يثير العجب على أية حال، أنه بعد التحقيقِ الذي أجرته التايمز، تبين بأنّه قبل عشَر سنوات فقط Christian Bailey - الذي شركته الأمريكية تخضع للتحرّي والتحقيق لدسها أخباراً مزيفةِ في الصُحُفِ العراقيةِ،-- قد ظهر أنه كَان شخصاً وضيعاً مكروها اجتماعيا، تاركاً لدراستةِ الإنجليزيةِ وإن اسمه العائلي Jozefowicz.
إن التحول من المهرج إلىChristian Jozefowicz الطموحَ: الذي كان قبل بِضْع سَنَواتِ فقط يَعيش ويكبر في منزل بسيط في Godalming، في منطقة ساري، إلى شخصية سِاحْرة ليصبح مليونيراً بوجه طفل باسم Christian Bailey الذي يَختلطُ الآن بالبعض بالشخصيات السياسية القوية في واشنطن — والذي من المحتمل سَيُواجهُ في السَنَة القادمة الاستجواب في الكابيتول هِلْ، حول شركتِه — إحدى القصصِ الإستثنائيةِ الأكثرِ بروزاً من جراء حربِ العراق.
ففي هذا الشهرِ قد كُشِفَ بأنّ شركةِ السّيدِ Bailey الأمريكية، مجموعة لينكولن، تسلمَت عقداً من وزارة الدفاع الأمريكيةِ للمُسَاعَدَة في خَوْض حربِ المعلوماتَ في العراق. وتبين ايضا بان الشركةَ كَانتْ تَدْفعُ للصحفيين العراقيينَ لزِراعَة "قصصِ" الأخبارِ المتفائلةِ في صُحُفِ العراق والتي كَانتْ قَدْ كُتِبتْ من قبل الجيشِ الأمريكيِ.
إن التدخل في الصحافة يمس عصباً حسّاساً في أمريكا. فإن الكشف عن القصصِ المزيفِة قد أثارَ غضبا بين الجمهوريين والديمقراطيين. والرّئيس بوش قالَ بأنّه كَانَ “ منزعج جداً منها ”. دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي، وَعدَ بتحقيق في وزارة الدفاع الأمريكيةِ. والكونجرسُ يُخطّطُ لجلساتَ خاصة بالفضيحةِ.
إن الرحلة مِنْ المدرسة الثانويةِ الملكيةِ في مدينة، Guildford، التي تَركَها السّيد Bailey في عام 1994، إلى قلبِ شارع K في واشنطن، مركز المالِ والتأثيرِ في العاصمةِ الأمريكيةِ، كَانتَ هذه الرحلة سريعةَ جداً. وهو اليوم يتمتعُ بسمعة كبيرة في واشنطن لأنْه عضو إجتماعي بارز ذو صلاتِ بالجمهوريين المؤثرينِ. فهو طيار لطائرةَ مروحيةَ وطائرة حربية وبيتَه في منطقة راقية.
ومن خلال الناطق بلسان مجموعةِ لينكولن، أجابَ السّيدَ Bailey عن أسئلة التايمز للمُسَاعَدَة في التَوضيح كيف؟؟ا، انه فقط في الثلاثين من العمر اخترق البنتاغون كزبون مهم. وهو كَانَ قد ولد باسم Christian Martin Jozefowicz في 28 نوفمبر 1975 في كنكستون في أعالي نهر التايمز من أبويه Jerzy و Anne Jozefowicz. كان أبوه , مهندس مُعماري بولندي، ماتَ في أبريل/نيسانِ 1998. وأمّه، التي مُنْذُ ذلِك الحينِ قَدْ رَجعتْ إلى اسمها قبل الزّواجِ Seifert، كَانتْ ولدتَ في ألمانيا الغربية. العائلة عاشتْ في East Molesey، جنوب غرب لندن، قبل الإنتِقال إلى Godalming، Surrey.
زملاء السّيدِ Bailey المعاصرون له في المدرسة الثانويةِ الملكية يَتذكّرونَه بأنه السمج الذي كان مولعا بالعمل التجاري ولذلك كان قليل الأصدقاءِ. “كَانَ طالباً معقَّداً في المدرسة,” واحدهم أخبرَ التايمز. بأنه كان " نكتة المدرسةِ ” عندما كان يخبرَ كُلّ شخصَ بأنه سَيصْبَحُ مليونيراً. وهو كَانَ الأولَ في المدرسة الذي امتلكُ هاتف جوَّال وأول من اهتم بالجيل الأول للحاسوبِ الشخصيِ في بداية انتشاره.
أَسّسَ شركة مغامرة صغيرةِ، باسم شاميلون، والتي أدّتْ إلى اختياره كأحد المشاركين في مشروعِ الشبابِ الستّة البارزين في بريطانيا.
أما سجل مدرستةُ السنوي فإنه يظهر Christian Jozefowicz كرجل تجاري وقد إنتخبَ منتدى الطالبِ الدوليِ نائبَ رئيس له, وهو نادي لأصحاب العمل الذين يَتجمّعُون في الولايات المتّحدةِ. وفي سنة 1994 حصل على مكان في كليَّةِ لينكولن، بأكسفورد، حيث درس الاقتصاد وإلادارةَ. فقد أبقىَ الحاسباتَ في غرفتِه، لمراقبة أسواق الأسهم الماليةِ، كما أخمن.
وفي سَنَتِه الثالثةِ في أكسفورد استأجر مُساعداً لمُسَاعَدَته لإدارة شركتِه الصحيحةِ الأولى، Linck Ltd ، التي باعتْ أشرطةَ المساعدة الذاتيةِ. إلا أنه في 1998، غيّرَ اسمَه إلى Bailey. “ بعد موتِ أبّيه، على إفتراضَ أن Bailey الاسم قد تبناه لأسبَابٍ عَائِلِيَّةٍ، الشّيء الذي يعمله الشباب عموماً,
وقال ناطق بلسان مجموعةِ لينكولن: إنه في أواخر التسعينياتِ إنتقلَ إلى سان فرانسيسكو لمُحَاوَلَة الولوج في أعمال الإنترنت، وبعد ذلك تحول إلى نيويورك، حيث أصبحَ أمينَ صندوق جمعِية Oxonion وهو نادي للمُحبين لإنكلترا الثقافي. وبعدها أصبحَ رئيسَاً مشاركاً لمجموعة ربطِ شبكات للجمهوريين الشبابِ. حيث أن إتصالاتِه بالجمهوريين توسعت ونمت، وبتوسع صلاته بالجمهوريين فقد إنتقلَ السّيدُ Baily لى واشنطن، حيث إكتشفَ فرصة عملِ ذهبيةِ: الحرب المرتقبة في العراق. فشكّلَ شراكة مَع بَيج كريج , وهو جندي بحرية أمريكي سابق خَدمَ في العراق.
وفي أوائل 2003، مباشرةً قبل الغزو، أسس السّيد Bailey شركة لينكولن التابعة، شركة تحالفِ لينكولن، حيث عرض أن يزود دوائرَ المخابرات وزبائن حكوميون واجهوا بتحديات الإستخباراتِ بمعلومات جاهزة، فأسس شركة تابعةَ أخرى أيضاً، Iraqex، حيث رَبحَ عقدا بـ 6 مليون دولار من وزارة الدفاع الأمريكيةِ لبَدْء “ إعلان عدواني وحملة دعائية يُخبر فيهاِ الشعب العراقي عن أهداف قوى التحالف لأجل الحصولِ على تأييدِهم ”.
جاءَ الإختراقُ الكبير في يونيو/حزيرانِ من هذه السَنَةِ عندما مَنحتْ وزارة الدفاع الأمريكيةَ مجموعةَ لينكولن عقدا يساوي بحدود 100$ مليون على مدى خمسة سنوات لدَعْم الجيشِ الأمريكيِ “ عمليات نفسية مشتركة ”، المعروفة ب"العمليات النفسيةِ".
دافعتْ مجموعةُ لينكولن عن زِراعَة القصصِ وأكدت الشركةِ بأنّ لا مقال منها كَان يحتوي على معلومات خاطئة بشكل واقعي. وقال ناطق الشركة: إن عدم التكلم مع أجهزةِ الإعلام المحليّةِ، فإن التَحَالُف يَسْمحُ بوجود فراغ ما للإشاعاتِ والكذبِ والتهديدات التي يشيعها الرعاع من المتمرّدين.
الكاتب: Patrick Foster
المصدر: http://www.timesonline.co.ukl
24ديسمبر/كانون الأول التايمز, 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد من الاحتفالات بالذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء في


.. آخر شهود على إنزال النورماندي..ذكريات محفورة في الذاكرة الجم




.. في يوم إنزال نورماندي..نجا والدي نجا والدي بشكل لا يصدق


.. الجيش الإسرائيلي نشر فيديو لغارة يقول إنها استهدفت عنصرين لح




.. هدنة غزة .. ضبابية تلتف تفاصيلها | #ملف_اليوم