الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي ورئيس تحرير جريدة “الى الامام” - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الشيوعية العمالية والاسلام السياسي.

سمير عادل

2016 / 10 / 2
مقابلات و حوارات




من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -186- سيكون مع الأستاذ سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي ورئيس تحرير جريدة “الى الامام” - حول: الشيوعية العمالية والاسلام السياسي. .


 

في البداية نشكر "الحوار المتمدن" على اتاحة الفرصة لنا في فتح هذا الحوار مع القراء الاعزاء. ونود ان نقول ايضا من الصعب اختيار اي موضوع للحوار في ظل تحولات عظيمة وكبيرة وخطيرة تحدث على حياة البشر في العالم. في مرحلة تحاول الطبقة البرجوازية العالمية ليست في صياغة معادلات سياسية جديدة عبر اعادة تقسيم العالم بطرق بربرية ووحشية فحسب بل ايضا في صياغة مفاهيم ومقولات جديدة وطبع العالم والمجتمعات البشرية وقولبته على اسس تتناسب مع تلك الوحشية والبربرية. لقد استطاعت البرجوازية وبحق ان تقايض الجماهير، اما الافقار والعوز وقمع الحريات او الامن والامان. لقد امست "الحرية"، "المساواة" "الرفاه" مقولات من الكماليات، بعد ان تحول العالم الى مسرح للقتل والجريمة الوحشية، واجبار الناس في كل مكان على تقديم تنازلات من حريتها ورفاهها من اجل العيش فقط والبقاء على قيد الحياة بشروط مجحفة.
لقد اخترنا عنوان "الشيوعية العمالية" وهي عنوان حركتنا،ولم اختر، الشيوعية، كي نفصل بين شيوعية ماركس وشيوعية لينين، الشيوعية التي تعلمناها من الأيديلوجية الالمانية والبيان الشيوعي والرأسمال، عن الشيوعية التقليدية، الاحزاب الشيوعية التقليدية، التي هادنت وتهادن الدين،وتطأطأ رأسها امام كل الترهات والخرافات الاسلامية بعنوان "التراث" وان الظروف ليست جاهزة الان، وعلينا ان لا نقفز فوق الواقع. لقد شوهوا حتى ما قاله ماركس حول الدين " بأن الدين افيون الشعب- نقد فلسفة الحق لهيغل". لقد قرأنا وفي نفس هذا الباب "حوار مع كاتب" كيف ان أحد الذي يعرفون أنفسهم بواحد من قادة الحركة الاحزاب الشيوعية وتحديدا اذا لم تخني الذاكرة من السودان، بتشويه مقولة ماركس اعلاه حول الدين وحيث يقول عنها انها ليست صحيحة ومفبركة. او الذهاب ابعد من ذلك في عقد الصفاقات مع الاحزاب والقوى الاسلامية تحت مبررات اكثر من سخيفة وهي من اجل المصلحة الوطنية والابتعاد عن الحزبية الضيقة، كي تصبح بالأخير ذيل للأحزاب الاسلامية او في افضل الاحوال تنظم طواعية تحت جناحها،وهي في الحقيقة محاولة فاشلة بدأتها هذه الاحزاب منذ أكثر من نصف قرن في لوي عنق الماركسية وموقفها من الدين وتفريغها من محتواها الثوري كي يتناسب مع فِصال الاسلاميين. بينما القوى الاسلامية لم تٌكًيّفْ اي من مقولاتها مع الشيوعيين والماركسيين وظلوا يروجون ضدهم بأنهم "ملحدين"وهم هكذا بالفعل ولكن بطريقة يحاولون تخويف المجتمع منهم، ويمارسون الجنس مع اخواتهم وينشرون الفساد في المجتمع، للتغطية على محتواهم الطبقي المعادي للطبقة العاملة وتقديسهم للملكية الخاصة ومعادة لكل ما هو انساني.
لقد اخترناعنوان الموضوع اعلاه، لأنه يتمحور حول مستقبل وافاق البشرية ويحدد الافاق النضالية بكل الوسائل ضد الاسلام السياسي الذي بات يهدد مستقبل انسانية.فاذا كان صعود الفاشية والنازية والتاتشرية والريغانية المعادية حد النخاع لمحتوى وفلسفة وجود الانسان وقيمته، فأن الاسلام السياسي ليس اقل معاداة للمحتوى الانساني. وإذاكانت الفاشية والنازية والريغانية والتاتشرية، تبين بأن البرجوازية وفي منافستها وازمتها الاقتصادية،لن تتمكن من الصمود الا بأبراز مخالبها وانيابها لغرسها في جسد العامل، المرأة، الطفل الشاب، المسن، وتسلب كل مكتسباتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلى استعداد لشن الحروب الدموية، كي تتمكن من الاستمرار واعادة انتاج الرأسمال والمحافظة على ارباحها،لتعبر ازمتها باقل الخسائر، فأن الاسلام السياسي هو تعبير عن اكثر التيارات البرجوازيةانحطاطا على الصعيدالفكريوالسياسي والاجتماعي والاخلاقي في هذه المرحلة التاريخية. ان الفاشية والنازية والديمقراطية والليبرالية والاسلامية والقومية هي خيارات وبدائل البرجوازية في كل مرحلة تاريخية من حياة النظام الرأسمالي، وتطرحها البرجوازية حسب حاجتها السياسية والاقتصادية وتناسب القوى في المجتمع. ان اكثر التيارات البرجوازية انسانية ومتحضرة ومتمدنة هي الليبرالية، لكن البرجوازية لن تقدمها كبديل الا في حالة توزان القوى ليس لصالحها. صحيح ان التقاليد الليبرالية والديمقراطية ترسخت في المجتمعات الغربية، وليس من السهل اقتلاعها، لكن البرجوازية دائما لها وسائلها في تقويض تلك التقاليد ومقايضتها امام الامن والامان، مثلما حدث بعد اعقاب جرائم الحادي عشر من ايلول في واشنطن ونيويورك التي تمر ذكراها علينا، ومثلما حدث في فرنسا اعقاب جريمة "تشارلي ايبدو" ليخيم على العالم قانون واحد في مصادرة الحريات، وهو قانون مكافحة الارهاب.
ان النقد الشيوعي العمالي الى الاسلام السياسي، ينبع من هذه الزاوية، من زاوية نقد فكري سياسي واجتماعي واقتصادي طبقي. انه لا ينظر الى الاسلام السياسي من زاوية النقد الليبرالي ولا من زاوية النقد الديمقراطي، بل ينظر اليه بأنه عدو طبقي، لا يختلف عن الفاشية والنازية، لا يختلف عن القومية ولا يختلف عن بقية التيارات البرجوازية الاخرى. الا ان ميزةالاسلام السياسي هي واحدة من أكثر التيارات البرجوازية همجية، ويحاول بكل وسائل القرون الهجرية والوسطى وما تنتجها التكنلوجيا الحديثة من وسائل التعذيب والقتل بتثبيت نفسه ويجد مكان مرموقا بين صفوف التيارات البرجوازية الاخرى.
بات الاسلام السياسي اليوم معضلة حقيقية امام البشرية وخاصة في مجتمعاتنا الشرق الاوسطية. انه يطبع عصرنا بطابعه، مثلما طبعت الفاشية والنازية النصف الاول من القرن العشرين. ان نضالنا ضد الاسلام السياسي يختلف كليا عن محاربة الانظمة الغربية له الى جانب الحكومات الفاسدة في العالم العربي. ان تلك الانظمة لا ترى في الاسلام السياسي عدو لها بل تعتبره طرح وبديل في معالجة الازمات الاقتصادية والسياسية التي تعانيها الانظمة الرأسمالية في عدد ليس قليل من مناطق الشرق الاوسط، وترى بوجوده سلم امان لإنقاذ مشاريعها هي. الم تقدم ادارة اوباما الدعم المالي لحملة محمد مرسي الانتخابية في مصر لتسيطر على شمال افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط عن طريق الاخوان المسلمين "الاسلام المعتدل"، الم تدعم بكل الامكانات العسكرية أكثر الانظمة متخلفة ورجعية ووحشية في السعودية وقطر، الم تعتبر في مرحلة ما جبهة النصرة فرع القاعدة في سورية من المعارضة المعتدلة في سورية، وكذلك تعتبر بنفس المعيار احرار الشام وجيش الفتح ونور الدين الزنكي الذي ذبحوا طفل بتهمة الخيانة من المعارضة المعتدلة وتقدم كل اشكال الدعم لها. الا تعتبر تركيا حليفها اللدود وهي التي قدمت الدعم اللوجستي والعسكري لعصابات داعش لتأسيس كيانهم الجغرافي المعروف بدولة الخلافة الاسلامية، الم تكن الولايات المتحدة الامريكية من الدول الاربعة الاولى في العالمالى جانب باكستان والامارات والسعودية تعترف بحركة طالبان عندما دخلت كابول عام ١٩٩٦، لكن سرعان ما سحبت اعترافها تحت ضغط المنظمات الحقوقية.
ان النضال ضد الاسلام السياسي، هو نضال ضد أحد بدائل البرجوازية المحلية والاقليمية والعالمية لإعادة تقسيم العالم. ان الطائفية هي احدى العناوين البارزة للإسلام السياسي، وليس أكثر من وسيلة فكرية وسياسية واجتماعية في الصراع الاقليمي. ان البرجوازية في قطر والسعودية وتركيا والجمهورية الاسلامية في ايران وبدعم الاقطاب الدولية، لا يبغون اسباغ المجتمعات والبلدان باللون الطائفي وتفريق البشر فيها على اساس الطائفة وسلب هويتها الانسانية، واشعال حرب اهلية طائفية في كل مكان فحسب، بل تحاول ايضا وفي خضم صراعها على اعادة تقسيم مناطق النفوذ السياسي والاقتصادي، بتقسيم البلدان والمجتمعات الى كيانات طائفية، مثلما يحدث الان في العراق وسورية. ولذلك ان النضال ضد الطائفية يتم من خلال النضال ضد الاسلام السياسي، ضد الاسلام المعتدل والمتطرف، ضد اسلام الازهر الحكومي واسلام الجمهورية الاسلامية الجعفري، ضد اسلام السعودية، وضد اسلام عصابات داعش السني، ضد الاسلام المهادن الغربي، وضد الاسلام الذي تلتحف بها القوى القومية العروبية الجديدة كما في العراق وسورية لتكيف نفسها مع صعود نجم الموديل الطائفي.
ان ضمان نجاح نضالنا وانتصارنا يكمن في تصعيد النضال على جميع الاصعدة الفكرية والسياسية والاجتماعية وفي مرحلة ما حتى العسكرية ضد الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني.. ان احدى نقاط ضعف حركتنا الى الان ومعضلة كل القوى التحررية التي تناضل من اجل السلام والحرية والرفاه، بأنها لم تدرك الى الان اهمية ومكانة النضال المسلح ضد التيارات الاسلاميةعلى الاقل في النموذج العراقي والسوري. وفي نفس الوقت وعي خطورة الانضمام تحت مظلة القوى البرجوازية الاخرى في النضال ضد التيارات الاسلامية التي لا تختلف في محتواها عن محتوى الطبقي للإسلامالسياسي بكل فصائله دون استثناء. وأنها لن تتردد ابدا اي القوى البرجوازية التي تصنف نفسها بعلمانية او ليبرالية او قومية بعقد الصفقات السياسية معها على سبيل المثال وليس الحصر كما حدث في عهد السادات، عندما ابرم صفقة مع الاخوان المسلمين بأن الشارع لإخوان المسلمين والسلطة له، او كما حدث في تأييد الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي تحت عنوان حماية الثورة، او كما تحدث مع مليشيات الحشد الشعبي التي لا تقل معاداة للإنسانية عن عصابات داعش، او كما يحدث اليوم في سورية مع نظام البعثي السوري بذريعه انه نظام علماني ويقف شوكة في عين اسرائيل وانه جزء من محور المقاومة.
واخيرا مثلما ذكرنا ان الصراع مع الاسلام السياسي هو صراع على جميع الاصعدة،ونود ان ان نؤكد على الميدان الاجتماعي حيث ليس اقل اهمية عن الميدان العسكري او الفكري او السياسي، انه صراع بين التقاليد المتمدنة والتقاليد الرجعية، علينا، ان نولي هذه المسالة جانبا مهما. فالملا او شيخ الجامع الذي هو احد الدعاة والمعلمينوابواق العصابات الاسلامية ولكن بشكله الهادئ والوجه "النوراني"، اينما يذهب، وفي اي بيت يدخل، وفي اي محل يتسوق، ينفث سمومه، اذا رأى طفلة غير محجبة دعاها الى الحجاب، وطلب من اهلها بإلباسها الحجاب، اذا حضر دعوة غذاء يلزم صاحب الدعوة بالفصل بين الذكور والاناث على مائدة الغذاء، وهكذا يفعل في الجامعات والمدارس يدعو بالفصل بين الذكور والاناث، اذا راى شاب لا يدخل الجامع حثه بالدخول والصلاة، اذا وجده غير صائم في رمضان وبخه بكل قوة ويوجه له النصيحة، اذا وجد شاب يلبس جينز او له قصة شعره حديثة، نهره ونصحه وأستهزئبه، اذا رأى الشباب لا يتوشحون السواد في يوم عاشوراء وصفهم بأعداء الحسينلإرعابهم وتخويفهم وارغامهم على التوشح بالسواد، اذا رأى امرأة غير محجبة في رمضان حتى ولو كانت في بيتها تنشر الغسيل او تغسل الباحة الامامية للبيت،وهو يمر صدفة بالطريق، وبخها ويطلب من زوجها او اخيها او ابيها بمعاقبتها. الخ. انهم يحشرون انوفهم في كل المسائل الاجتماعية الصغيرة والكبيرة في المجتمع لتثبيت تقاليدهم.وعلينا جذم تلك الانوف بمجابهتهم بنفس اساليبهم. علينا كشيوعيين وعلمانيين وتحررين ان نعي الالة الدعائية لهؤلاء الافاقين، وعلينا ان نفعل مثلما يفعلون ونجابههم بتقاليدنا المتحضرة، وعلينا ان ندخل في نقاشات معهم، وعلينا ان نفعل العكس في بيوتنا وفي مناطقناومحلات سكننا، وعلينا توبيخهم والزامهم لحدودهم وعدم التدخل، وحتى في بعض الاحيان تأديبهم. ان السؤال لماذا هم يشعرون بحقانيتهم،في حين هم حاملي سيف الافقار والقمع والظلام، بينما الحقانية معنا نحن حاملي مشعل الحرية والمساواة؟
ان فصل الافاق النضالية على جميع الاصعدة هو ضمان الانتصار على الاسلام السياسي. وبالانتصار على الاسلام السياسي في اية بقعة او اي مكان ستمني البرجوازية بهزيمة لاحدى بدائلها الرجعية في المنطقة. ان حسم مصير الاسلام السياسي سيكون في منطقتنا مثلما قلنا قبل سنتين وفي مقالنا المنشور على نفس هذا الموقع "بين الاسلام المعتدل والاسلام المتطرف" كما حسم مصير الكنيسة والمسيحية في الغرب التي لم تقل وحشية عن الاسلام السياسي اليوم.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انعطافه موفقه
ليث الجادر ( 2016 / 10 / 2 - 22:28 )
( ان احدى نقاط ضعف حركتنا الى الان ومعضلة كل القوى التحررية التي تناضل من اجل السلام والحرية والرفاه، بأنها لم تدرك الى الان اهمية ومكانة النضال المسلح ضد التيارات الاسلاميةعلى الاقل في النموذج العراقي والسوري.)
تحيه لك سمير عادل ..انها انعطافه في التشخيص المعلن من شأنها ان تحاصر كل الاختلافات التي تعتري حراك الاصطفاف الشيوعي ...جاءت متأخره ؟ نعم ..لكن المهم ان تتلمس خطى تطبيقها بشكل وبوتيره تعوض ذالك التاخير


2 - رد الى: ليث الجادر
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 11:06 )
تحية وشكرا لك.. اعتقد ان موقفنا واضح وانت اكثر الاشخاص بدراية لذلك ولنا تجربة سوية في هذا المضمار. لا اعتقد اضفت شيء جديد، ولكن النقطة المهمة هو تحديد اليوم الحلقة المركزية في الصراع السياسي.


3 - من هو بديل الاسلام السياسي؟
سيلوس العراقي ( 2016 / 10 / 3 - 12:23 )
مرحبا
انكم تريدون ان تحاربوا الاسلام باغلب اشكاله الحالية وليس الاسلام السياسي فقط
وعلى افتراض انكم تحاربون الاسلام السياسي (فقط) ماهي انجازاتكم وامكانياتكم ،عدا الخطابية منها؟
هل تعتقد بانكم ستكونون البديل عن الاسلام السياسي في المنطقة؟
ماهي قوتكم الستراتيجية ازاء الستراتيجيات العالمية ؟
من هم حلفاؤكم العالميين لتتمكنوا من التغيير ؟
هل تعتقد ان لديكم اليات قادرة على محاربة الاسلام غالبا والاسلام السياسي؟
ان التشخيص لامراض العالم العربي لوحده لا يكفي، فالجميع يفلحون في التشخيص نظريا، لعدم توفر العلاجات المحلية في العالم العربي
واذا كنت تعتقد بان الشيوعية هي العلاج أو الحل
فلن يحالفكم النجاح ولو قيد شعرة
لان التجارب الشيوعية اعلنت فشلها عالميا الى الابد


4 - رد الى: سيلوس العراقي
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 12:47 )
لم يعتقد اي شخص في القرون الوسطى بأن الكنيسة تقصى من الحياة السياسية والاجتماعية للبشر في اوربا. سواء التجربة الشيوعية فشلت ام نجحت يجب التخلص من سرطان الاسلام السياسي، كما تخلصت البشرية من النازية والفاشية. ان النضال الانساني من اجل عالم افضل، من اجل عالم خالي من الخرافة والوحشية والذبح لن يتوقف. وسنكون نحن الشيوعيين في مقدمة هذا النضال.


5 - لم يقنعني ردك
سيلوس العراقي ( 2016 / 10 / 3 - 14:14 )
للاسف فان تشبيهك لفصل الكنيسة عن النظام السياسي والحكم في اوربا ليس في محله
لان الكنيسة كانت جسما وكيانا واحدا تم فصله عن السياسة
لكن الاسلام السياسي ليس كالمؤسسة الكنسية ، فهويتمثل في احزاب شعبية عديدة وكثيرة وحركات مسلحة لم يكن لها شبيه في حال الكنيسة اعلاه
ولم تجبني عن البديل عن الاسلام السياسي وإن كان جاهزا أم لا في رؤية حزبكم العراقي؟ وهناك نقطة أخرى

الا تعتقد بان التجربة الشيوعية السوفيتية البائدة مع منظومتها الاشتراكية الدموية والتعسفية لم تكن هي الاخرى انسانية؟ وهناك الكثير من السياسيين والستراتيججين الدوليين والمفكرين العالميين الذين يضعون الشيوعية في مرتبة الانظمة المعادية للحريات وللانسانية (تماما مع النازية والفاشستية)،فالانظمة الشيوعية لم تخل هي الاخرى من المجازر الدموية لملايين البشر لمجرد انهم عارضوا الانظمة الشيوعية، في هذا ربما ينطبق ماتمارسه الحركات السلفية والارهابية من توحش ودموية وقتل وقطع رقاب ضد معارضيها ومعارضي الدين الاسلامي ومن من يختلف معها مع الايديولوجية ونظام الحكم الشيوعيين
ارجو ردا واضحا منك
وشكرا


6 - رد الى: سيلوس العراقي
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 15:47 )
الاتحاد السوفيتي ليس لها وجود في منظومتنا لا الفكرية ولا السياسية. واتفق بأن الاتحاد السوفيتي كان دولة شمولية ولم يخلتف عن الانظمة الاستبدادية. لقد كان نمط الاقتصاد الموجود فيها هو راسمالية الدولة. ولكن الا اتعتقد بأن عدائك للشيوعية لا يجعلك ان تبصر وتضع في ميزان واحد كل انواع الاسلام واحزابه السياسية وحثالات البرجوازية في السعودية وقطر وايران مع الاتحاد السوفيتي!
لا نسعى ابدا لاقامة نظام مثلما كان موجود في الاتحاد السوفيتي الذي كان جزء اساسي من انتقاداتنا الفكرية والسياسية للنظام الرأسمالي. نحن نسعى لاقامة نظام اشتراكي، فيهه المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المطلقة لكل البشر الذي يعيشون في ظله، نظام علماني، الدين مفصول عن الدولة والتربية والتعليم. نظام غير قومي، نظام يعرف الانسان فيه بهويته الانسانية. ومجتمع فيه يكون فيه الانسان اغلى راسمال كما قال ماركس.


7 - تحليل دقيق
Mike ( 2016 / 10 / 3 - 16:14 )
اتفق تماما مع ما جاء في مقالك طرحت ارائك بجرأه و شفافيه قلما تجدها في كتابات الاخوه العلمانيين و في ادبيات اليسار التقليدى


8 - رد الى: Mike
سمير عادل ( 2016 / 10 / 4 - 11:09 )
لم اتي بشيء جديد، الشيوعية كانت دائما وابدا جرئية وغير مساومة لانها استندت على الراية الماركسية. ولكن الشيوعيات البرجوازية لوت عنق الماركسية كي تحرم الطبقة العاملة منها كراية نضالية من اجل القضاء على الطبقات وبناء مجتمع تسودها المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ان لوي عنق الماركسية خدمة جليلة قدمت الى البرجوازية كي يستمر الظلم الطبقي، كي تتشتت وحدة صف الطبقة العاملة، كي يطمس وعي الطبقة العاملة، كي تستمر الطائفية والقومية وكل الخزعبلات والترهات والخرافة في صفوف العمال للحيلولة دون توحيد صفوفهم.


9 - وما الجديد الذي ستاتون به للبشرية؟
سيلوس العراقي ( 2016 / 10 / 3 - 16:26 )
شكرا لك سيد سمير على ردك الواضح
ارى ان ماذكرته اعلاه في ردك وما تسعون الى بنائه وتاسيسه قد سبقكم الغرب العلماني اليه وحقق نجاحا انسانيا باهرا فيه مع انه راسمالي ليبرالي
مالذي يجعلكم واثقون بان ما تسعون اليه سيكون اكثر انسانيا من المجتمعات الغربية
أم ان التجربة الغربية في بناء المجتمع العلماني اجتماعيا واقتصاديا ورفاهية وضمان لكافة الحقوق لا يبدو لكم كافيا ؟
مالذي ستضيفينه وتاتون به الى مجتمعاتنا الشرقية والاسلامية ولم يتمكن المجتمع الغربي ونظامه من تحقيقه ؟
مع شكري الجزيل لك


10 - رد الى: سيلوس العراقي
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 19:01 )
عزيزي السيد سيلوس.. ليس هناك مقارنة بين المجتمعات الغربية ومجتمعاتنا. وبالرغم لدينا نقد طبقي للمجتمعات الغربية، لكن ليس معناه اننا نرفض ان تكون مجتمعاتنا مثل المجتمعات الغربية على الاقل على صعيد الحريات الفردية وحقوق المواطنة. ومن الممكن جدا وفي مرحلة نضالية معينة لعملنا الذي قد يشترك معنا تيارات سياسية اخرى وهى علمانية وتحررية وليست بالضرورة شيوعية، ان تسود الحريات الفردية وحقوق المواطنة في مجتمعاتنا، ويفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، والانسان لا يعرف بهوية دينية او طائفية مثلما موجود اليوم في البطاقة المشينة في العراق التي تسمى بالبطاقة الوطنية التي تعامل من ليس ديانته الاسلام، بشكل عنصري. وهناك مساواة وحقوق كاملة للمرأة مع الرجل. ونحن نضع ايدينا بايدي اية قوة تشاطرنا هذه الاهداف الان. الا ان هدفنا الاستراتيجي شيء وهو تحقيق الاشتراكية، والمرحلة التي نعيشها اليوم شيء اخر. اي لا نقول للعامل والمرأة والشاب الذي يمارس كل اشكال التمييز والاظطهاد بحقهم من قبل البرجوازية واكثر تياراتها حثالة وهو الاسلام السياسي ونقول لهم انتظروا حتى نحقق الاشتراكية لكم.
والنقطة الاخيرة، ان المجتمعات الغربية هي مجتمعات راسمالية، وبالرغم من كل المسائل التي انت اشرت اليها لكن ما زال هناك اظطهاد طبقي، هناك تمييز في الاجور ضد النساء، ضد السود في الولايات المتحدة الامريكية، ضد اللاجئين، العامل الذي لا يعمل ساعات اضافية لا يمكن له ان يوفر لاسرته كل مستلزمات الحياة العصرية، ان الشخص الغني الذي يمتلك الملايين من الدولارات يستطيع ترشيح نفسه للبرلمان او الكونغرس او الرئاسة، اما العامل فلا يمكن ترشيح نفسه. هناك تفاوت طبقي واضح. نحن ننشد الى مجتمع تسودها المساواة المطلقة على جميع الاصعدة. وما وصلت اليها المجتمعات الغربية من تلك الحقوق والحريات يعود الفضل الى نضالات الطبقة العاملة والحركة النسوية والحركات التحررية في المجتمعات الغربية.


11 - أستنادا الى ردك
ليث الجادر ( 2016 / 10 / 3 - 16:38 )
أذن واستنادا الى ردك العزيز سمير عادل ..فانا اتخلى عن وصف الانعطافه لانني فهمت الطرح بسياقه الطبيعي الواضح ..وبما انك فسرت لي عكس ما فهمت ..اتضحت الصوره الان ..بمعنى خيار الكفاح المسلح بقى فقط مبدئيا مطروح ...ولهذا لا ارى اي جديد فيما يخص تحديد الحلقه النضاليه المركزيه ...ان التصدي للاسلام السياسي ليس خيارا نظريا او فكري ..بل الواقع هو من كان يمليه بشكل دوؤب في تفاصيلنا اليوميه ...فانت ان اردت ان تنشط باتجاه العمل النقابي ستجد نفسك مقموعا من قبل الاسلامويين ..وان توجهت الى الفعاليات الفنيه الجماهيريه ستصطدم بالاسلاميين ..وان روجت لثقافه علمانيه تنويريه حوصرت برد فعل اسلاموي ...التصدي للاسلام السياسي والمواجهه المباشره معه ..ليس بخيارك ولابخياري ..انما هو الذي يفرضها علينا دوما حتى اذا اردنا ان نتحاشاه على سبيل الافتراض ...الاختيار والفعل الارادوي يكمنان في تحديد شكل الرد على هذه السطوه ..ولهذا حينما فهمت ان تطورا في موقف القبول بالكفاح المسلح قد عبرت عنه ..اعتبرت ذلك انعطافه ....تحياتي


12 - رد الى: ليث الجادر
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 18:23 )
عزيزي ليث.. لا اعرف كيف فسرت ردي، لكن على العموم ان الاشكال النضالية يفرضها الواقع علينا ولا نختارها بمحض ارادتنا. وانا اتفق معك. واؤمن بما قاله ماركس خطوة عملية واحدة خير من دزينة برنامج.


13 - يجب فك الاشتباك
ليث الجادر ( 2016 / 10 / 3 - 19:10 )
الان مطلب ازاحه سلطه الاسلام السياسي ..شكل منطقه مطبات فكريه وتنظيميه خطره ..حيث تلتقي فيها نشاطات البرجوازيه العلمانيه باطيافها الوطنيه والقوميه مع نشاطات القوى التقدميه الطبقيه ..هذا الاشتباك خطر ..لان معطيات الواقع التنظيمي للبرجوازيه يمكنها من الاستحواذ الكامل على نتائج هذا الصراع ..ويتحول كل جهد القوى التقدميه الى حساب البرجوازيه ..ليس فقط كعامل مرحلي ..بل كعامل ستراتيجي مضاف لقدرات البرجوازيه في صراعها وصدامها الموكد مع القوى التقدميه بعد مرحله ما بعد الاسلام السياسي ..وان واحد من حلول فك هذا الاشتباك المرحلي يكمن في ان تسارع القوى التقدميه الى طرح مشروع تجريم اي نشاط سياسي ديني وليس الاكتفاء بفصل الدين عن الدوله ..فالقوى البرجوازيه المحليه وبحكم تبعيته المبطنه لمفاهيم التراث الديني لايمكن ان تجرؤ على طرح مثل هكذا شعار


14 - رد الى: ليث الجادر
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 19:41 )
ان الطبقة البرجوازية امست رجعية بشكل مطلق ليس على صعيد العراق والمنطقة بل على صعيد العالم. ان الطبقة البرجوازية، اليوم تنفخ في روح الدين المسيحي والاسلامي واليهودي وو. انظر الى الولايات المتحدة الامريكية، فلقد انتعشت الكنيسة بعد الحادي عشر من ايلول، وتحديدا في فترة ادارة بوش الابن. انظر الى تصريح رئيس وزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون حول اللاجئين انه يبغي الدفاع عن الغرب المسيحي ولا يقبل بتغيير هويته المسيحية. انظر الى ادارة اوباما فقدمت 300 مليون دولار دعما لحملة محمد مرسي في الانتخابات المصرية. انظر الى دعم قطر والسعودية الذين قدما الدعم المطلق للحركات الاسلامية في العالم. الم يروج الغرب للتجربة الاسلامية في تركيا ودقوا الطبول لحزب العدالة والتنمية. اليس هناك من حلف مقدس بين نظام بشار -العلماني- والجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله.؟
ان الاسلام السياسي هو احد حثالة التيارات البرجوازية. لذلك ان البرجوازية لن تقدم على اي عمل ثوري وتقدمي في العراق على سبيل المثال، وتطالب بفصل الدين عن الدولة كاضعف الايمان. ان البرجوازية العالمية تسعى بشكل حثيث لتأهيل السلطة الاسلامية في العراق، لذلك عقدت صفقات بين صندوق النقد الدولي وحكومة العبادي. وجميع الاحزاب الاسلامية وافقت على شروط صندوق النقد الدولي. وعلاوة على ذلك الصفقات مع الشركات النفط العالمية. اي لا يمكن انتظار البرجوازية في العراق تحذو حذو البرجوازية في الثورة الفرنسية 1789. ان من لديه المصالح الوحيدة بالاطاحة بالسلطة البرجوازية للاسلام السياسي هي الطبقة العاملة وتيارها الشيوعي والذين يشتركون معها اي الطبقة العاملة بأهدافها على الاقل المرحلية. لان العامل ليس من مصلحته ان يكون ضد العامل المصنف الشيعي او السني او المسيحي او الصابئي او العربي او الكردي او التركماني، وهناك قوى برجوازية موحدة تقوم باظطهاده. فمن مصلحته دولة علمانية وغير قومية، تؤمن بهوية المواطنة.. ان مشلكة البرجوازية اليوم في العراق هي القضاء على تشرذمها السياسي. وكل تياراتها وافقت على الدستور الذي تشبه بنوده كما اشرت في مناسبة اخرى شوارع العراق المليئة بالحفر وبديباجة جعفرية. فالمسألة ليست مسألة جرأة ومستعدة حتى اكثر التيارات التي تعرف نفسها ليبرالية في صفوف البرجوازية مثل جماعة علاوي والحزب الشيوعي العراقي والالوسي في عقد صفقات مع القوى الاسلامية تحت عنوان انقاذ الوطن او المصلحة الوطنية.


15 - طبعا نعم ..ولكن
ليث الجادر ( 2016 / 10 / 3 - 20:13 )
عزيزي سمير
كثير مما ذكرت متفق عليها وهي واضحه ولالبس فيها ..ولكن تشخيص الواقع العراقي الاستثناء بمحاكماه واقع مجتمعات اخرى تتمتع بكل الميزات التي تهيء نظام حركه برجوازيه طبيعي..اختلف فيه معك ...فقراءه الواقع السياسي العراقي الان محدده في احتماليين ..اما التقسيم ..والاتجاه نحو الكونفدراليه ..وهذا يتطلب المحافظه الشامله على اسلامويه السلطات ..او بقاء كيان الدوله الموحد مع تفعيل الفدراليه ..هذا الخيار لايمكن ان ينجز بصوره مستقره مالم يتم فسح المجال امام قوى سياسيه علمانيه توازن وتلطف من الاختلافات الطائفيه داخل السلطه ..


16 - رد الى: ليث الجادر
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 20:48 )
عزيزي ليث.. هناك بحث من جزئين نشرت في -الى الامام- العددين الاخيرين حول الاوضاع السياسية في العراق ارجو الاطلاع عليه، تحدثنا بالتفصيل عن التقسيم وبدائل القوى البرجوازية، والدولة والدستور والهوية. هنا ليس مجال مناقشة هذه القضايا التي تحتاج الى الكثير من التفصيلات.


17 - ممنون
ليث الجادر ( 2016 / 10 / 3 - 21:07 )
شكرا العزيز سمير وتحياتي لشخصك


18 - رد الى: ليث الجادر
سمير عادل ( 2016 / 10 / 3 - 22:06 )
اني اشكرك على اثارة مسائل مهمة للحوار .
مع تقديري


19 - الدين ضرورة موضوعية
محمد خيري ( 2016 / 10 / 3 - 22:33 )
لا اعتقد ان احد ماركسي السودان شكك في مقولة ماركس يبدو انك انت من فهمت الطرح بشكل ملتبس لكن ماتطرحه من فكر ينافي الماركسية بمفهومها العلمي والتاريخي ,من ابسط مفاهيم الماركسية هي تحليل الواقع الملموس ,الدين عنصر اساسي في معظم المجتمعات ولا يمكن تجاوزه بضربة لازب وجوده يعني انه ضرورة موضوعية ,لكن الحديث يبقى في الاسلام السياسي الذي يجب ان يصارع بالاشكال التي يغتضيها الواقع المحدد,تكلمت عن العمل المسلح هو خيار في واقع محدد لكن ليس هو الخيار العملي المنتج


20 - رد الى: محمد خيري
سمير عادل ( 2016 / 10 / 4 - 10:23 )
الدين ليس ضرورة موضوعية. الدين هو صناعة اليوم، احدى اهم الصناعات البرجوازية لتحميق الطبقة العاملة والمجتمع. الدين هو احدى الادوات للسيطرة الطبقية. ان البرجوازية صورت للمجتمع بأن الدين جزء اساسي وموضوعي في المجتمعات. لكن تخيل مجتمع او عالم توجد فيها الحرية والرفاه الاقتصادي والمساواة المطلقة بين البشر، فالمجتمع ليس بحاجة للدين. وستتحول الجوامع والكنائس الى متاحف للوفود السياحية.
ان النضال ضد الدين جزء اساسي من النضال الشيوعي. ومن يقول غير ذلك، فهو كل شيء ولكن ليس له علاقة بالماركسية. - ان الغاء الدين، من حيث هو سعادة وهمية للشعب، هو ما يتطلبه صنع سعادته الفعلية، ان تطلب تخلي شعب عن وهم، حول وضعه هو تطلب التخلي عن وضع بحاجة الى وهم فنقد الدين هو بداية نقد وادي الدموع الذي يؤلف الدين هالته العليا- -نقد فلسفة الحق عند هيغل-
واخيرا يجب عدم عزل الاسلام السياسي عن الاسلام كايدلوجية التي يستند عليها الاسلام السياسي. ان الماركسية هو نقد لكل ما موجود في النظام الراسمالي، الاقتصاد، الايدلوجية، الفسلفة، الدين. فدون نقد الاسلام من الناحية الفكرية والفلسفية وحتى التاريخية التي يستمد الاسلام السياسي قوته منها ليس بنقد ماركسي وستعمل البرجوازية بشكل حثيث للدفاع عن الاسلام وحسب تفسيراتها. انظر الى الصراع الاخير
بين ملالي قم وطهران وبين ملالي مكة والرياض، حول الحج الى مكة. فكل واحد يدعي بأحقيته بالاسلام وكل واحد كفر الثاني وباسم الاسلام. لكن في الحقيقة يجب نقد الاسلام من اساسه وتجريد حثالة البرجوازية في ايران والسعودية من سلاحها الايديلوجي في تحميق البشر وزجها كوقود في حربها غير المقدسة.


21 - تغيير موازين القوى
عواد احمد صالح ( 2016 / 10 / 3 - 23:50 )
ليس النقد الماركسي للاسلام السياسي بجميع تجلياته واشكاله سوى الخطوة الاولى لتهياة ارضية نظرية وخطاب سياسي واضح لجماهير العمال والكادحين والمهمشين والنساء على اوسع نطاق من شانه ان يخلق تصورا سياسيا لدى الجماهير عموما عن نفسها وعما يدور حولها من صراعات ومعضلات ....لكن هل هذا يكفي ؟؟ المطلوب دائما وابدا العمل على تغيير موازين القوى الاجتماعية لصالح هذا الطرح او التصور بطرق ووسائل مختلفة ومبتكرة ، الفكرة تصبح قوة مادية عندما تعتنقها الجماهير ، ان كثير من الشرائح الاجتماعية والفئات وحتى الطبقات الاجتماعية المنظوية تحت لواء قوى الاسلام السياسي وتدافع بشراسة عن ايديولوجياته لا تعي بشكل تتام انه لا يمثل مصالحها الطبقية وصبواتها الواقعية والانسانية ...ولكنها منجرفة بفعل الموجة - التاريخية - بمعنى المرحلة التاريخية التي سوغتها وهياتها الايديولوجيا البرجوازية العالمية ورمت فيها الجماهير في اتون الحروب الرجعية والارهابية الشرسة والتقسيم الطائفي والديني والعرقي للبشر بهدف تحقيق اهداف الرسمال العالمي في في المرحلة الحالية الهيمنة والتفتيت وتحقيق اقصى الارباح ... لذلك فان التحدي الكبير الذي يواجه الشيوعية العمالية وكل الحركات الرديكالية التحررية والاشتراكية يكمن في كيفية وضع بدائل عملية مدروسة وميدانية لتغيير موازين القوى الاجتماعية والسياسية لصالح رؤيتها وتصوراتها سواء عن الاسلام السياسي او مجمل التيارات البرجوازية الاخرى في مختلف البلدان .


22 - رد الى: عواد احمد
سمير عادل ( 2016 / 10 / 4 - 11:02 )
السؤال هو كيف تصبح الفكرة قوة مادية تعتنقها الجماهير يا عزيزي عواد؟
والجواب هو عن طريق السياسية. لقد قال ماركس بكل وضح ان الثقافة السائدة هي ثقافة الطبقة المسيطرة او السائدة. ولذلك ان تحول الفكرة الى قوة مادية تعتنقها الجماهير هي بفعل السلطة السياسية. تذكر العراق في عقد السبعينات، كان مجتمع نموذج لعالم منفتح وتحرري على جميع الاصعدة، على التعايش السلمي وغياب الهويات الطائفية، تحرر المرأة النسبي من حيث الملبس والاختلاط مع الرجال، علمية التفكير وضعف الغيبيات في المجتمع، انتشار كل اشكال المدنية والتحضر، المقاومة الشرسة ضد كل الافكار الرجعية والمتخلفة. كانت البرجوازية الصاعدة التي تتمثلها السلطة البعثية بحاجة الى القضاء على كل مخلفات المجتمع القديم، وتحتاج الى الحداثة في كل مفاصل الحياة، بحاجة الى تحديث المجتمع، الصناعة والرزاعة والثقافة والى التعليم، كي تستطيع ان تكون جزء من السوق الراسمالية العالمية الحديثة.
لكن بعد حربين دمويتين، وحصار اقتصادي وحشي، اعادت نفس السلطة البعثية ما حاربتها الى المجتمع من جديد. فنحتت كلمة -الله اكبر- على العلم العراقي، وشنت حملة ايمانية عام 1996، واطلقت العنان للعصابات السلفية والوهابية في المنطقة الغربية بمحاربة النساء، ودعت في كل مكان للذهاب الى الجوامع، وشيدت على بطون الملايين من الجياع اكبر الجوامع، واستبدل لقب قائد الضرورة الى امير المجاهدين او المؤمنيين، بثت خلال البرامج التلفزيونية اوقات الصلاة والاذان، وفتحت مئات من دورات حفظ القرآن، وارتكبت عصابات قصي وعدي (فدائي صدام) المجازر بحق النساء تحت عنوان -بائعات الجسد- ودفعت النساء بشكل مباشر وغير مباشر عنوة لارتداء الحجاب في الدوائر الحكومية،. ان البرجوازية في هذه المرحلة من حياتها احتاجت الى احياء الدين من جديد لتخدير المجتمع العراقي وادامة سلطتها ونهبها وقمعها. ان ظهور عصابات داعش اليوم، وظهور ظاهرة المبرقع والغيبيات، وتنامي الاحزاب الطائفية الشيعية، ودق الطبول لادماء الجباه ولسع الظهور في عاشوراء مهدت لها الارضية السلطة البعثية، وتممتها الماكنة العسكرية للاحتلال ومشروعها السياسي والاقتصادي في العراق. ومانعيشه اليوم في العراق من تراجع فكري واجتماعي وثقافي هو بفعل السلطة السياسية. انها السياسة يا عزيزي تحول الفكر الى قوة مادية. وليس كما قال زميل اخر بأن الدين ضرورة وجزء من المجتمعات.


23 - من محمد الرديني
محمد الرديني ( 2016 / 10 / 5 - 10:27 )
استاذي الععزيز
ما هومستقبلنا مع الاسلام السياسي


24 - رد الى: محمد الرديني
سمير عادل ( 2016 / 10 / 5 - 13:24 )
عزيزي محمد.. قبل كل شيء ارجو ان لا نستخدم فيما بيننا كلمة -استاذ- فهي عبارة اكاديمية ويجب ان تستخدم في اماكنها مثل المدرسة او المعهد او الجامعة. انها كلمة تستخدم وللاسف دون قصد من قبل الكثيرين في المجتمع، لتقديس الفوراق الاجتماعية والمكانة الاجتماعية، وبالتالي تكريس الاستعلاء على الاخرين. ولا اعرف لماذا رفاقي وزملائي الاعزاء في -الحوار المتمدن- استخدموا كلمة -استاذ- معي. فلست لا استاذ ولا احب ان اكون استاذا. وارجو ان لا تفهم هذه الملاحظة بأنها تخصك بل اقصد استخدامها الاجتماعي ونقدنا الشيوعي لهذا الاستخدام.
فيما يخص الرد على سؤالك، مثلما اشرت ان الاسلام السياسي هو احد التيارات البرجوازية، وبرنامجه السياسي والاجتماعي هو احد البدائل البرجوازية في المجتمع. من الممكن الحاق الهزيمة بالاسلام السياسي مثلما الحق الهزيمة بالفاشية والنازية، عن طريق تنظيم جبهة انسانية عالمية مثلما تشكلت نفس الجبهة ضد الفاشية والنازية ،والضغط على الانظمة الغربية للكف عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للحركات الاسلامية وفضح نفاقها والانظمة العربية الفاسدة وخاصة في السعودية وقطر التي هي احدى مصادر تمويل السرطان الاسلامي، والمطالبة بتقديم الدعم الى التيارات العلمانية والتحررية في مجتمعاتنا. وكذلك تصعيد النضال في مجتمعاتنا لفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، واقرار دساتير علمانية.


25 - لماذا على الشيوعية محاربة الدين؟
عبد الحكيم عثمان ( 2016 / 10 / 5 - 21:17 )
السيد سمير عادل- تحية طيبة
تقول في تعليق لك من الضروري او على الشيوعية محاربة الدين- لماذا؟ وماعلاقة الشيوعية بالدين-حسب فهمي للشيوعية انها نظام مجتمعي تحققه السلطة الشيوعية قائم على المساوة المطلقة كما تزعم بين قطاعات المجتمع وهذه المساواة مستحيلة اقامتها-سبب فشل الحزب الشيوعي بكل تنوعاته-عمالي الى اخره- وقوفه بالضد من الاديان-يعني لايجوز ان يعتقد الشخص بالشيوعية كفكر وان يؤمن بالله-
احب ايضاحات حول الشيوعية والاديان وما السبب او السر وراء استهداف الشيوعية للاديان ومحاربتها
لك التحية


26 - رد الى: عبد الحكيم عثمان
سمير عادل ( 2016 / 10 / 5 - 21:43 )
السيد العزيز عبد الحكيم
عندا يتحول الدين الى شأن شخصي، فلا علاقة للشيوعية كتيار فكري-سياسي- اجتماعي به. اي بعبارة اخرى مثلما البرجوازية بكل تياراتها الفكرية والسياسية والاجتماعية تنفخ بالدين وتعتبر الدين جزء من الدولة واحد المصادر الاساسية في تشريع القوانين، والهدف منه واضح من اجل تفريق البشر في المجتمع على اساس الهوية الدينية والحط من قيمة الانسان عندما يصنف لا على اساس انسانيته بل على اساس دينه، ووضع عشرات الموانع والمحرمات لتقييد ت حريته، وتصويرها بشكل مخادع اي البرجوازية للمجتمع انه امر مسلم به وضرورة موضوعية، وفي الحقيقة ليس كذلك فهي تعتبر بأن من يطالب المساواة المطلقة بين المرأة والرجل على سبيل المثال في مجمعاتنا المصنفة بالاسلامية، فهو مخالف للشريعة الاسلامية، وعندما تمنع زواج طفلة عمرها 9 سنوات فهو مخالف للشريعة الاسلامية، وعندما تطالب بحق او قانون الالحاد، فيقولون انك مرتد ويجب اقامة الحد عليك، وعندما تطالب بالحريات الفردية فيقولون انه مخالف للشريعة الاسلامية، وعندما تطالب بعدم اعفاء رجال الاعمال من الضرائب بسبب حيلهم عن طريق بناء الجوامع، فيقولون لك انه يشيد بيوت الله، وعندما تطالب بالغاء الاوقاف لانه تعتاش على عرق وكد العمال والكادحين وعشرات المسائل الاخرى، عندما يجب ان نسأل انفسنا لماذا البرجوازية جدية وشرسة ومقاومة بالدفاع عن الدين؟ لان لديها مصلحة في تخدير الجماهير والمجتمع، واداة قمعية ضدها. لذلك يجب النضال ضد الدين مثلما يجب النضال ضد الايدلوجية والفلسفة والاقتصاد البرجوازي. اركن الدين جانبا في البيت، فليس للشيوعية اية علاقة بها. بأسم الدين يهتف كاميرون بأنه يريد الحافظ على الهوية المسيحية للمجتمع الاوربي ضد للاجئين والمهاجرين، وبأسم الدين هتف بوش بعد الحادي عشر من ايلول بأن حربه صليبية في افغانستان والعراق، وباسم الدين ترتكب المجازر في العراق وسورية والسعودية وايران وافغانستان ونيجيريا وباريس وبنغلادش واسطنبول وبروكسل وكاليفورنيا لاعلاء راية الاسلام، وبأسم الدين ترتكب اسرائيل مجازر بحق الفسلطينيين للحفاظ على الهوية اليهودية.


27 - الصراع ضد الدين شكل من اشكال الصراع الطبقي
حميد فكري ( 2016 / 10 / 5 - 23:40 )
السيد سمير عادل تحية نضالية عالية موضوع الحوار معك ،حول الصراع الشيوعي العمالي ،ضد الاسلام السياسي ،كواحد من حثالات التيارات البورجوازية الكولونياية المسيطرة في مجتمعاتنا ،هو موضوع للاسف وكما جاء في عرضكم ،لم توليه التنظيمات الشيوعية ،حتى الان المكانة التي يستحقها في استراتيجيتها النضالية ، ولنفس الاسباب ـالتبريرات ـ التي ذكرتموها .،وهو ما يجعلها ،تخسر احد اهم معاركها ،في حربها الطبقية . انها معركة العقل الفكر ،باعتباره ،منتج الايديولوجيا ،التي تشكل بدورها حقل اساسي من حقول الصراع الطبقي . العديد من المناضلين الثوريين ،يبخسون من قيمة الصراع ضد الدين ،معتقدين ،ان التغيير الاجتماعي الاقتصادي ،وحتى السياسي ،سوف يؤدي حتما وبشكل ميكنيكي ،الى تخلي الناس عن الدين .متناسين ،الديالكتيك بين الواقع والفكر.


28 - رد الى: حميد فكري
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 01:32 )
عزيزي السيد حميد فكري.. تحية رفاقية
ان المسألة لا تتعلق بأن المناضلين الثوريين يبخسون من قيمة الصراع ضد الدين، بل انها مرتبطة من اية زاوية طبقية ينظرون الى الدين. نحن ننظر الى الدين من زاوية الطبقة العاملة. بالنسبة لنا ننظر الى الدين وسيلة لتفريق وتشتيت صفوف الطبقة العاملة، وسيلة لنشر الخرافة والوهم في صفوف العمال للنيل من وعيهم لمصالحهم المستقلة، وسيلة لتخديرهم، والتشويه على نضالهم ضد الراسمال، وسيلة لطمس التضاد الطبقي بين العمل المأجور والراسمال. ان العامل ينتج فائض القيمة الذي هو اساس ارباح الراسمالي، ولكنه يحصل على الفتات بينما الراسمالي ينعم بالخيرات ويقول للعامل -هذا من فضل ربي- و-الحسود لا يسود-، ينعم الراسمالي بجنة الحياة، ويقول للعامل ان عدوك العامل الشيعي او السني او المسيحي او الصابئي او القبطي او البربري او من جنوب السودان او فرنسي او الماني او..وعليك على سبيل المثال لا الحصر،ان تمشي في عاشوراء وتضرب السلاسل على ظهرك وتدمي جباهك كي تدخل الجنة اذا كنت صالحا. اما الرأسمالي فلقد ارشى ربه عن طريق الزكاة والخمس وذبح الاضاحي لان لديه فائض قيمة العامل لذلك يضمن الجنة. هكذا هو ترياق الدين.
بالنسبة للمناضلين الذين ذكرتهم ليس لديهم مشكلة مع الدين لانهم ينظرون من زواية الطبقة البرجوازية الصغيرة او البرجوازية. لذلك نجدهم يدافعون عن الدين بشكل افضل من الاسلاميين انفسهم -..الامبريالية العالمية وطلائعها المحليين .. يحاولون تصوير الدين الاسلامى بوصفه عقيدة تؤمن بالفوارق الطبقية ، وتعادى الاشتراكية ، ينحاز إلى جانب الاستعمار الحديث ، ويرفض الاستقلال الوطنى ، يدفع شعوبه إلى قبول العيش تحت ظل الاستعمار (المؤمن) ضد الاشتراكية (الملحدة) الخ .. (وهذه) الشعوب .. ترفض هذا التزييف للأسلام ، وترى فى دينها قوة للجماهير المناضلة فى سبيل الكرامة والحرية .. و .. الاشتراكية بوصفها النظام الوحيد الذى يسمو بالقيم الروحية ، ويقيم العدالة والمساواة بين البشر والحزب الشيوعى السودانى .. يجاهد بحزم وبصبر لتحرير الدين .. بوضعه فى مجرى تطوره الحقيقى .. ضد التمييز الطبقى وحكم الطاغوت ، ومن أجل السير بالحضارة الإسلامية إلى عالم القرن العشرين-. انفسهم. - -في اطار التحضير للمؤتمر الخامس للحزب لاشيوعي السوداني- الاول من تشرين الاول 2006- موقع الحوار المتمدن- ان هذا التصوير للدين الاسلامي لا يوجد حتى في مخيلة الخميني والظواهري وبن الباز والعيثمي..ان الدين الاسلامي هو دين طبقي بأمتياز منذ ان قال محمد ان الخمس له ولاسرته في غنائم الحرب، منذ انه اجاز امتلاك العبيد والجواري وليس هناك نص قرآني واحد ولا حديث نبوي واحد يحرم العبيد. ان هذه التنظيمات الشيوعية التي ذكرتها تحتاج الى التملق للقوى الاسلامية كي تحقق برامجها الاقتصادية والسياسية للبرجوازية الوطنية المعادية للمصالح الطبقة العاملة. انها تنظيمات شعبوية وتحتاج لتعبئة المجتمع من اجل تحقيق مصالحها الطبقية. ولذلك التملق للدين والحفاظ عليه يأتي من هذه الزواية, فلقد دابت بتحريف ماركس وتحريف الشيوعية تحت مسميات الواقع ومستلزماته والظروف الموضوعية وكل الترهات والتي لم يستطع الاسلاميين ان يسوقها علينا.


29 - لم تعد الفلسفة الماركسية...
salah amine ( 2016 / 10 / 6 - 00:36 )
لم تعد الفلسفة الماركسية قادرة على فهم ومسايرة الصراعات السياسية الحالية الدائرة في العالم. ويمكنني القول في هذا الشأن بأن ما جاء في مقالكم من أن الإسلام السياسي هو تعبير عن أكثر التيارات البرجوازية انحطاطا هو قول لا معنى له، فالإسلام السياسي هو حركة إرهابية جاهلية، لا علاقة لها بالصراع الطبقي إطلاقا. إنها حركة رجعية تصطف مع قوى التخلف والظلامية ضد قوى التقدم والحرية، وهذه الحركة يتواجد أفرادها في كل الطبقات من فقراء وبرجوازيين ، وبين متعلم وأمي وبين الأميين أنفسهم وبين المتعلمين أنفسهم. ولقد أصابت الماركسية فقط عندما اعتبرت بأن الدين أفيون الشعوب.


30 - رد الى: salah amine
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 01:52 )
عزيزي.. ما تقوله حول الفلسفة الماركسية هي جملة عامة وليس فيها اي استنتاج سياسي وهي اقرب الى امتعاض من ان يكون نقد سياسي.
ومع هذا لنعد الى ما تفضلت به حول الاسلام السياسي بأنه ليس تيار برجوازي وتصفه بحركة...الخ. اني اتفق معك حول وصفك للحركة، ولكن ما لا اتفق معه ليس هناك حركة في المجتمع اقدامها معلقة في الهواء. فكل حركة سياسية كانت ارهابية، متخلفة او رجعية او تقدمية، لها اقدام تقف على طبقة في المجتمع. اما دليلك على ان اقدامها معلقة في الهواء ولا تستند على طبقة بأن افرادها يتواجدون في كل الطبقات، فأن كل التيارات السياسية، البرجوازية في المجتمع، ايضا لديها افراد يتواجدون في الطبقات المختلفة. القومية، الديمقراطية، الليبرالية..الخ. هناك عمال متوهمين بالقومية، هناك افراد برجوازية صغيرة وبرجوازية ينتمون الى مختلف تلك التيارات. وحتى الحركة الشيوعية، هناك افراد من الطبقة العاملة ومن البرجوزاية الصغيرة ومن البرجوازية الكبيرة ينتمي اليها. ان الاسلام السياسي هي واحد من التيارت البرجوازية، تؤمن بالنظام الرأسمالي، تؤمن بالملكية الخاصة لوسائل الانتاج، تؤمن باستثمار العمل المأجور ، لها مكانتها بين التيارات البرجوازية في العالم مثل السعودية والجمهورية الاسلامية وتركيا والعراق نموذج لحكم الاسلام السياسي. تحاول في تلك البلدان الحفاظ على فائض القيمة المطلق، حيث تمنع الحريات النقابية، منع التظاهر والتنظيم والاضراب، تفرض شروط عمل مضنية على العمل للحفاظ على ارباحها وقدرتها على التنافس في السوق الراسمالية العالمية.


31 - كل ماتطرقت اليه ليس من الشريعة الاسلامية
عبد الحكيم عثمان ( 2016 / 10 / 6 - 17:11 )
العزيز سمير عادل:
كل ماتطرقت اليه في ردك ليس من الشريعة الاسلامية وينسب اليها زورا وبهتانا
فزواج القاصر(9 سنوات) ليس من الشريعة الاسلامية انها من السيرة النبوية وهو امر غير ملزم على المسلم- ولاتوافق على ابرام عقد زواج اي محكمة شرعية حكومية
اما الاوقاف هي دائرة لرعاية اموال القاصرين والايتام-وخاصة العقارات وحصص الايتام القصر من الارث

اما المساوة المطلقة بين المرأة فهو من ضروب المستحيل لاسباب لايجهلها جنابك الكريم
اما اعفاء ردل الاعمال من الضرائب فينحصر هذا الاعفاء بمايتعلق ببناء الجامع ليس الا ولايسحب هذا الاعفاء عن باقي الاعمال التجارية-على حد علمي-اشكر لك حسن الحوار-لك التحية الطيبة


32 - رد الى: عبد الحكيم عثمان
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 18:48 )
عزيزي عبد الحكيم عثمان.. قبل كل شيء تحية لك وشكرا لك على هذه المحاورة المتحضرة.
اود ان اوضح بعض المسائل، لسنا معنيين ما هو يعود الى نص الشريعة الاسلامية وما هو يعود الى السيرة النبوية وما لا يعود اليهما، فكل الاديان لها مفسريها وشيوخها ومجتهديها وفرقها ومذاهبها، ولكننا ننظر الى الدين كمنظومة واحدة من الشرائع والقوانيين والفقه وما الى ذلك. ان مهمتنا الانية هي فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، وعدم افساح المجال للبرجوازية استخدام الدين كترياق في تشتيت صفوف الطبقة العاملة، وتحريف نصال نضالها ضد بعضهم لانهم شيعة او سنة او يهود او مسيحيين او صابئة..الخ. لتدع البرجوازية هذا الترياق وتضعه على الرف فلا احد يتقرب منه، مثلما نفس البرجوازية قبل ثورتها عام 1789 المعروف بالثورة الفرنسية شن مفكريها وفلاسفتها نضالا لا هوادة فيه ضد المسيحية كدين لانه كان ايديلوجية وسلاح الاقطاع-الكنيسة ضد البرجوازية، فاليوم لا احد يتقرب الى المسيحية بالنقد مثلما كان في القرن الثامن عشر لان ليس لديها مخالب او انتزعت مخالبها.
النقطة الاخرى في الدولة العلمانية لا يبقى مكان لوزارة الاوقاف، حيث تلغى هذه المؤسسة الطفيلية، وكل المؤسسات الدينية التابعة لتلك الوزراة تشرف عليها الدولة وتفرض عليها الضرائب، وملالي الجوامع والشيوخ والقساوسة الطفيليين الذين يبثون السموم اليومية تقطع عليهم الرواتب والمعاشات التي يستلمونها من وزارة الاوقاف.


33 - أَقُول قولي والله المستعان
بارباروسا آكيم ( 2016 / 10 / 6 - 18:06 )
ما زال التنظير الماركسي أَسير المفاهيم الماضوية
ذات مرة سألت فؤاد النمري عن نشأة وظهور الإسلام السياسي ، فأجابني بما معناه إنها عوامل ومتغيرات إقتصادية لا أَكْثَر !
ببساطة يا صاح لن تفهموا الإسلام السياسي مادمتم ترفضون النظر اليه من خارج القوالب الماركسية
الإسلام السياسي هو الإسلام ولذلك فهو لا يشبه أَي شيء آخر ولا يمكن بحال من الأَحوال فصله أو تحدييده أو عزله عن النشاط السياسي

لأن الإسلام أَساساً مذهب سياسي

حينما تقرأون لحسن البنّا و للــ الخميني وسيد قطب ومن شاكلهم
ستفهمون معنى الحكم بالنسبة للإسلام

الحكم بالنسبة للإسلام مثل الرئة بالنسبة للإنسان


34 - رد الى: بارباروسا آكيم
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 19:00 )
اصبت، لذلك يجب النضال ضد الاسلام السياسي، ونقد الاساس الذي يستند عليه وهو الاسلام على الصعيد الفكري والسياسي والاجتماعي.
اما ما تفضلت به حول التنظير الماركسي، فلم افهم ماذا تقصد، ولا اعرف كيف تفهم الماركسية، ولكن للمعلومة ان الماركسية هي الراية الفكرية والسياسية للحركة الشيوعية في صفوف الطبقة العاملة. انها بوصلتها النضالية، وتعتبر الدين سواء كان الاسلام او المسيحية او اليهودية او اي دين، هو احد الادوات القمعية ضد الطبقة العاملة ويجب النضال ضده مثلما تناضل ضد الفلسفة والايديلوجية للتيارات البرجوازية الاخرى مثل القومية والديمقراطية والليبرالية ..الخ.


35 - هل يتوفر البديل
عبدالحكيم عثمان ( 2016 / 10 / 6 - 20:02 )
العزيز سمير عادل:
هل يتوفر النموذج البديل؟
هذا ما اطالب به اصحاب المطالبة بالنظام العلماني-النموذج البديل الذي يطمح لقيامه حتى المسلمون اين هو-كأن تكون شركة تتحقق بها المساواة بين الكل في كل المجالات ذكور واناث او كان تكون المدينة الفاضلة-الاتستطيعون تحقيقها انتم دعاة العلمانية ودعاة فصل الدين عن الدولة
وانتم كثر ولستم بالقلة
عندما تتحقق هذه المدينة على ارض الواقع ستهفو لها الانفس
اعملوا نموذج مع الاعتذار لك الشديد شبعنا تنظيرات
لك التحية


36 - رد الى: عبدالحكيم عثمان
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 20:16 )
عزيزي عبد الحكيم عثمان
انه ليس تنظيرات فارغة، انه عمل نضالي وقدم الاف من الشيوعيين والتحررين تضحيات جسام من اجل عالم افضل. ان الكنيسة حكمت قرون وقتلت الاف المؤلفة، هل كان احد يقول لكوبرينكس الذي اعدمته الكنيسة، او غاليلو الذي ارغم بالقوة بالتنازل عن معتقداته، فولتير روسو ومونتسيكو وسبينوزا وعشرات من فلاسفة البرجوازية ومفكريها ضحوا بكل شيء ولم يعيشوا منجزات ثورتهم، هل احد قال لهم كفى تنظيرا؟ نحن نعمل ونناضل مع المئات مثلنا من اجل عالم المساواة. لقد ضح من قبلنا الاف المؤلفة من البشرية منذ كومونة باريس وثورة اكتوبر والثورة المالنية ,, هل كان احد يقول لهم كفى تنظيرا.
عزيزي نحن لا ننظر من اجل التنظير، نحن لسنا مثقفين نجلس وراء الكومبيوترات ولا شغل عمل لنا كي ننظر. ان النضال الفكري او النظري جزء من نضالنا الشيوعي. نفس الموقع الذي نتحاور عبره اغلق عدة مرات من قبل الانظمة الفاسدة في السعودية والكويت والمغرب لانها مرعوبة من هذا -التنظير-. ان -التنظير- هو جزء من التوعية والتعبئة لطبقتنا والمحرومين من اجل العالم الذي تنشده. ان سبارتكوس قادة ثورة العبيد لكنه لم ير العالم الاحرار الذي قاتل وقتل من اجله.


37 - ثورة الاتصال وبداية هزيمة الايديولوجية الدينية
حميد فكري ( 2016 / 10 / 6 - 22:01 )
تحية نضالية مجددة للرفيق سمير اعتقد ان تمار الحرب الفكرية المعلنة ضد الاديان عموما والاسلام خصوصا،والتي تعتبر الماركسية اهم اسلحتها واخطرها باتت تلوح في الافق ،فمع انتشار وسائل الاتصال الحديثة ،من انترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي ،اشتدت هذه الحرب ،وانتشرت معها موجة هائلة من الالحاد والظاهر انها ستشتعل اكثر مع ولوج الانترنيت الى اوسع الشرائح الاجتماعية .انها مقدمة ضرورية ،لتغيير عميق حتما سيقع ،لكنها تبقى غير كافية ،اذ لابد من ،تحول تلك الموجة الى حركات سياسية ،من جهة ومن جهة اخرى لابد من استتمار التنظيمات الماركسية لها ، بتبنيها لافكارها ،داخل برامجها السياسية. هل توافقني الراي والتحليل??


38 - رد الى: حميد فكري
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 22:48 )
رفيقي العزيز حميد فكري
تحية نضالية ورفاقية..
بودي ان اوضح مسالة مهمة جدا، وهي ان الماركسية ليست راية حركة ضد الدين. ان الماركسية كما اشرت في جوابي لاحد الزملاء بأنها راية الحركة الشيوعية او التيار الشيوعي في صفوف الطبقة العاملة. انها الراية النظرية والسياسية والتنظيمية لهذه الطبقة من اجل اقامة نظام اشتراكي، نظام يلغي فيه العمل المأجور واستثمار الانسان.
انني شيوعي، فيجب ان احمل الراية الماركسية. ان عمل الاحزاب الشيوعية هي تنظيم الطبقة العاملة من اجل اقامة الثورة الاجتماعية للبروليتاريا. ان هذه الثورة لن تكون دون دعاية وتحريض وتنظيم الطبقة العاملة. وهنا يأتي وفي خضم الدعاية والتحريض، النضال ضد الدين، ملثما هو دعاية وتحريض في النضال ضد التيارات الفكرية والسياسية للبرجوازية مثل القومية والديمقراطية والليبرالية والفاشية والنازية..الخ.
ان هذا هو الفارق بيننا كشيوعين عماليين وبين التنظيمات الشعبوية التي تسمي نفسها بالشيوعية وتتبنى الماكرسية كشكل ولكن خالي من المضمون والمحتوى والروح للبيان الشيوعي، والتي قوضت الماركسية وانزلتها اما الى النضال ضد الدين او التملق وطأطاة الرأس الى الدين.
ولكن من الممكن ان نكون في جبهة مناهضة للدين -الاسلام السياسي مثلا- في مرحلة ما، مثلما نكون في جبهة مناهضة للفاشية، وهي تكتيك معين في خضم نضالنا الشيوعي صوب الاشتراكية.
براي وقلته بعد 10 حزيران 2014 مباشرة اثناء سقوط الموصل بيد عصابات داعش عبر مقال نشر في هذا الموقع ، ان تصفية الحساب مع الاسلام السياسي ومع الايديلوجية التي يستند عليها وهو الاسلام سيكون في منطقتنا، وستنشأ حركة فكرية وسياسية واجتماعية ضد الدين بمعزل عن التنظيمات الماركسية التي اشرت اليها في تعليقك اعلاه، ومن الممكن ان تلعب تلك التنظيمات دورا فيها، مثلما نشأت حركة فكرية وفلسفية ضد المسيحية في الغرب حتى بعد سقوط الكنيسة والثورة البرجوازية في 1789.


39 - شكرا عن الإجابة.
salah amine ( 2016 / 10 / 6 - 22:14 )
أشكرك كثيرا أيها الرفيق سمير على ما تفضلتم به من رد على مقالي، ولكني لا أتفق معك تماما عن ماء في ردكم. مع العلم أني كنت شيوعيا ولفترة زمنية طويلة وكان اعتقادي بها راسخا، ولكني أخضعت فلسفتي لفكر نقدي صارم دام لسنوات ، ثم اتخذت قراري بضرورة تغيير فلسفتي قبل مغادرتي لهذه الحياة، مع العلم أني بقيت ملحدا، وإلحادي عمره الآن 46 سنة.


40 - رد الى: salah amine
سمير عادل ( 2016 / 10 / 6 - 22:20 )
لا يسعنا الا بأحترام اختيارك ايها العزيز ولك كل الاحترام سواء اتفقنا او اختلفنا.


41 - اين هي ثمرات نضالكم
عبدالحكيم عثمان ( 2016 / 10 / 7 - 09:03 )
العزيز سمير عادل:
ماقصدته هو مزاوجة في النضال بين ا لتنظير يعني التعبئة او التثقيف لخلق جيل يتكفل بالتغير المنشودوبين الفعل اقصد الانتاج على ارض الواقع وما وصفته يالنموذج

هل وضعتم زمن تظهر فيه ثمرات نضالكم؟
ام تاركينها للظروف
لك التحية الطيبة


42 - رد الى: عبدالحكيم عثمان
سمير عادل ( 2016 / 10 / 7 - 09:24 )
عزيزي عبد الحكيم
ليس هناك سقف زمني لانتصار اية حركة في التاريخ. نحن نعمل على جميع الاصعدة واتمنى شخصيا ان اكل من ثمرة نضالنا الان او على الاقل ابنائنا ينعمون ويتلذذون بتلك الثمرة. هكذا كان تاريخ نضال البشرية عبر التاريخ الانساني.

مع كل التقدير


43 - اين يرتكز حزبكم
هيثم المهندس ( 2016 / 10 / 8 - 10:11 )
عزيزي سمير عادل : من المعروف ان مركز نشاط الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو دولة العراق وحسب تعريفكم بانكم ايضا مثل كل الحركات يرتكز حزبكم وحركتكم على طبقة معينة وهي بالنسبة لكم الطبقة العاملة. السؤال هل الطبقة العاملة العراقية هي طبقة منفصلة وواضحة المعالم ويمكن تشخيصها بسهولة ؟ وهل لديها القدرة على مواجهة الاسلام السياسي والتيارات السياسية البرجوازية الاخرى ؟ او ليس معظم المعامل في العراق معطلة عن العمل فاين تتواجد تلك الطبقة ؟؟ او ليس الميل الشيوعي العمالي والفكر الشيوعي العمالي ضعيف بين صفوفهم ؟ اليست الطبقة العاملة اساسا منقسمة ومشتتة الى عدد من التيارات التي قد لا تلتقي مع بعضها ابدا .؟ وهل سيترككم الاسلام السياسي تنظمون العمال وقادتهم دون مواجهات تصل الى حد التصفية الجسدية للحفاظ على مصالحها ؟ والسؤال الاخر وليس الاخير : الا تعتبر جرأتكم و خطابكم السياسي هذا متطرفا جدا وقد لا يقبله المجتمع . من اين لكم القدرة على اتخاذ مثل هذا الخطاب السياسي رغم معرفتنا بصغر حجم حزبكم ( اقصد الكم العددي) ومعرفتنا بان هذا الخطاب ليس وليد هذه اللحظة ؟


44 - رد الى: هيثم المهندس
سمير عادل ( 2016 / 10 / 8 - 12:53 )
عزيزي هيثم..
ان الطبقة العاملة في العراق، ليس الان ولكن منذ بداية القرن العشرين اصبحت واضحة المعالم مع نشوء وتطور الرأسمالية في العراق. والطبقة الرأسمالية اليوم او البرجوازية في العراق التي يمثلها احزاب وقوى الاسلام السياسي والقومية، تعيش على خيرات وانتاج الطبقة العاملة. ان اساس النهب والسلب التي تمارسها تلك الاحزاب والقوى يعود الى تلك الخيرات.
على سبيل المثال وليس الحصر ان القطاعات الصناعية التي تعمل في العراق اليوم هي قطاع القطاع النفط في البصرة وميسان وذي قار وكركوك، وقطاع الغاز في الجنوب، ومصانع السمنت في كربلاء التي تديرها اليوم شركة لافارج الفرنسية، ومصانع النسيج في الكوت والجلدية في بغداد وادوية سامراء وعشرات المصانع التي تعمل في الاسكندرية والزيوت النباتية في بغداد ومعامل الطابوق في بغداد ايضا وعمال الكهرباء على طول وعرض العراق... كلها تبين ان الطبقة العاملة موجودة وحية. صحيح هناك عشرات المصانع متوقفة وهي تابعة لوزارة الصناعة وهناك خطة لحكومة العبادي لخصخصتها، وتحويل قسم من عمالها الى وزارات اخرى، والقسم الاخر تحويله الى التقاعد، لكن يبقى كل هؤلاء جزء من الطبقة العاملة اضافة الى الاف من العمال العاطلين عن العمل.
وهناك مسالتين اود الاشارة اليها، الاول، ان بول بريمر الحاكم المدني للاحتلال في العراق، الغى جميع القوانين البعثية الا قانون منع حق التظاهر والاضراب والتنظيم العمالي في القطاع العام، كما اشار ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي واثناء محاولة تمرير مسودة قانون النفط والغاز في عام 2008، بأنه لا يخشى من رفض البرلمان لمسودة القانون ولكنه يخاف من رفضها من المنظمات والنقابات العمالية في العراق. اما المسألة الاخرى هي الاحتجاجات العمالية منذ عام 2009 في عشرات القطاعات مثل النفط والغاز ومصانع ومعامل وزارة الصناعة وعمال البلديات والكهرباء، بالرغم ان تلك الاحتجاجات لم تتوقف قبل التاريخ المذكور ولكنها اصبحت اكثر قوة وتنظيم.
اذن ان الطبقة العاملة موجودة وحية ولها احتجاجاتها اليومية، وان الذين يقولون وخاصة عدد من قوى اليسار البرجوازي بأن الطبقة العاملة ليس لها وجود هي تبرير لسياستها الانتهازية وذيليتها للبرجوازية. ولقد سمعنا نفس تلك الترهات في الثمانينات عندما كانت العراق أكبر بلد صناعي في منطقة الشرق الاوسط. فمجرد التذكر بتهديد المالكي لعمال النفط في 2013 بتطبيق مادة 4 ارهاب عليهم في حال اي اضراب عمالي في شركة نفط الجنوب، تستطيع بسهولة للاستدلال الى الوجود الفعلي للطبقة العاملة وخطورة تحركها على مصالح البرجوازية.
انظر كيف ارسلت بعد الاحتلال الى العراق عشرات من المنظمات التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي واتحاد نقابات الحرة ومنظمة العمل الدولية ومركز التضامن العمالي الى العراق لتنظيم المئات من ورش العمل، من اجل تشويه وعي العمال، وابرام صفقات بين العمال ومجالس ادارة المعامل، والحيلولة دون نشوب صراعات بين العمال وتلك المجالس. ليس هنا الفرصة لبحث المزيد من التفاصيل، فسأحاول ان نركز عليها في مقالات وابحاث اخرى. ما اريد ان اقوله هناك مساعي جدية وحثيثة من قبل البرجوازية المحلية والعالمية للجم جماح الطبقة العاملة وحركتها العمالية.
نعم ان ضعف التيار الاشتراكي او التيار الشيوعي العمالي كخط فكري وسياسي في صفوف الطبقة العاملة يعود جزء كبير منه الى ضعف حزبنا وحركتنا، لكن التيار المذكور له تاريخه النضالي في العراق وله بعده الاجتماعي العالمي، انه تيار من الناحية الاجتماعية له وجوده الفعلي لكن قادته مشتتين وليس لهم وضوح فكري وسياسي، وتحت افاق التيارات الاصلاحية والنقابية. ان سعينا وعملنا وخاصة ما ذهبنا اليه في الاجتماع الاخير للجنة المركزية، هو خلق الانسجام الفكري والسياسي لهذا التيار وتقويته داخل الطبقة العاملة. ان مهمة وهدف وسعي اي حزب شيوعي يستند على البيان الشيوعي لماركس وانجلز، هو في توحيد ورفع وعي الطبقة العاملة من اجل تنظيم ثورتها الاجتماعية. ومن هنا يأتي نضالنا ضد تبديد الخرافات والاوهام الدينية والقومية والديمقراطية في صفوف الطبقة العاملة.
اما ان الاسلام السياسي يدعنا او لا يدعنا، فأنه مثلما قلنا في السابق ان الاسلام السياسي هو أحد التيارات البرجوازية، وان البرجوازية لم ولن تدع لا الحزب الشيوعي ولا الطبقة العاملة في اي بلد حتى الاكثر عراقة بالديمقراطية في العالم الا وتلجأ الى قمعها. الليبراليون والديمقراطيون وخاصة نسختهم العراقية يمجدون كثير بالديمقراطية والليبرالية في الغرب، ولكن على سبيل فقط نود ان نذكرهم بما فعلتها مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا في الثمانينات من القرن الماضي بعمال مناجم الفحم عندما أطلقت الكلاب عليهم لفك اضرابهم. انظر الى القانون الامريكي فلرئيس الولايات المتحدة الامريكية الحق في الغاء اي اضراب عمالي خلال 20 دقيقة. انظر الى الاحتجاجات العمالية في كل عام من الاول من ايار يوم التضامن العمال العالمي، نجد البرجوازية تشحذ كل كلابها وشرطتها واجهزتها القمعية للتلويح باي تهديد يشكله العمال في هذا اليوم، فنصف بلدان العالم يتعرض العمال في هذا اليوم الى هجمة شرسة من قبل تلك الاجهزة القمعية. ما اريد ان اقوله ليس الاسلام السياسي لا يدع الشيوعيين والطبقة العاملة من تقدم حركتها ولجم نضالاتهم، بل كل التيارات البرجوازية تشترك بنفس الاهداف. ولكن يعتمد على توازن القوى وتكتيكات الحركة العمالية وحزبها الشيوعي.
اما جرأتنا في الخطاب السياسي، يأتي من جرأة الشيوعية وجسارة التيار الاشتراكي في صفوف الطبقة العاملة. ان جرأتنا تستند على حقانية حركتنا واهدافها الانسانية. ان جرأتنا تستند على ان الانسان اغلى رأسمال مثلما علمنا اياه ماركس ومنصور حكمت.
وعلى طول التاريخ الانساني، فأن الحركات الثورية وخطابها السياسي، كانت ابدا جريئة وجسورة. وهذه الصفة لا تعود الينا لوحدنا، وفي يوم ما كانت البرجوازية ايضا جريئة في وجه الاقطاع والكنيسة، لكن منذ ان كتب البيان الشيوعي، امست الطبقة الوحيدة الثورية في المجتمع البشري هي الطبقة العاملة وان التيار الشيوعي هو اكثر فرقها او تياراتها، حزما بالدفاع عن المصالح العامة والمستقلة للطبقة العاملة. ان حزبنا هو امتداد لهذا التيار الشيوعي.


45 - عودة اخرى وليست اخيرة
هيثم المهندس ( 2016 / 10 / 8 - 10:17 )
زيزي سميرعادل عودة اخرى معك ويبدو انها ليست الاخيرة .هناك اسئلة عملية تطرح في كل مكان يتواجد فيه نشاط الحزب الشيوعي العمالي العراقي وكذلك على صفحات التواصل الاجتماعي ومرتبط بموضوع حواركم وهي : ما هو موقفكم من التيار المدني والحركاتت الجماهيرية والمظاهرات التي رفعت شعار - باسم الدين باكونة الحرامية - اي سرقونا اللصوص , وكذلك الشعار الجديد - صار البوك للهامة .... من طب بيهة ابو عمامة - اي وصلت السرقات الى القمة عند دخول المعممين الى الى الحكم (التوضيح بالعربية الفصحى لغير العراقيين ) . أليست تلك حركات علمانية ضد الاسلام السياسي الحاكم في العراق ويجب دعمها من قبل حزبكم ؟؟ وتحدثت عن تشكيل جبهة عالمية تحررية وانسانية ضد الاسلام السياسي في معرض ردك على عدد من المشاركين في الحوار ,فهل لديكم فعلا خطط وخطوات عملية لتشكيل جبهة عالمية ضد الاسلام السياسي ؟؟. تقبل تقديري


46 - رد الى 2: هيثم المهندس
سمير عادل ( 2016 / 10 / 8 - 14:07 )
.

لقد كنا جزء فاعل من الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في 31 تموز 2015، وكانت مطالبها عادلة وهي ضد الفساد وغياب الخدمات ورفعت شعارات ضد الطائفية والمحاصصة. نحن ايدنا واشتركنا في تلك الاحتجاجات. لكن تلك الاحتجاجات انحرفت عن مسارها وفرغت من محتواها واصبحت احتجاجات تيارات اخرى لنفس القوى الموجودة في العملية السياسية. لقد استطاع الصدر وتياره ان يركب موجة تلك الاحتجاجات وتفريغها من محتواها. واراد التيار الصدري كما قلنا في مناسبات مختلفة، ان يحسن مكاسبه السياسية من جهة ومن جهة الحيلولة دون تعميق راديدكالية تلك الاحتجاجات التي رفعت شعار -باسم الدين باكونا الحرامية- -وصار البوك للهامة من طب بهية ابو عمامة-.
من هنا يأتي موقفنا من التيار المدني، الذي تطابقت بوصلته مع بوصلة التيار الصدري. بالنسبة لنا لم نتفاجأ بهذه المسألة، لان التيار المدني وحركة الصدر ذي محتوى طبقي واحد. وكلاهما تمثل احتجاجاتهما البرجوازية الصغيرة الساخطة من كل ما حولها، على صعيد المطالب السياسية والاصلاحات السياسية والشعارات السياسية. باختصار يمثلان مصالح طبقية واحدة. فكلاهما يطرحان اصلاح العملية السياسية، وكلاهما يطرحان حكومة دون محاصصة، وكلاهما يطرحان محاربة الفساد، وكلاهما يطرحان الاطر الوطنية لبرنامجهما. لذلك ان التقاء التيار الصدري والتيار المدني هو شيء طبيعي، ومن هنا يأتي تفسير لبس قادة التيار المدني الكفن الذي يرتديه مقتدى الصدر واتباعه في المناسبات الساخنة والقاء الخطابات السياسية.
من وجهة نظرنا بالنسبة للتيار المدني كما التيار الصدري يحاولان خداع الجماهير، بتشكيل حكومة فوق الطبقات او فوق الطبقية او طرح برنامج فوق الطبقات، لكن محتوى هذا البرنامج لا يلغي معاداة الحكومة الجديدة -التكنوقراط- للعمال والمحرومين في المجتمع، ولا تعمل على الغاء سياسة التقشف بأعادة الرواتب والمعاشات الى ما كان عليها، ولا توقف تقليل الانفاق الحكومي على القطاعات الخدمية والصحية، ولا تطلق العنان للحريات الفردية والسياسية، ولا تلغي مادة 4 ارهاب،..الخ. ان تشكيل حكومة تكنوقراط من عدم تشكيلها لا يهمنا لا من قريب ولا من بعيد، نحن يهمنا المحتوى الطبقي لبرنامج حكومة التكنوقراط. ننطر الى هذه الحكومة ونتخذ الموقف منها من زاوية مصالح طبقتنا. التقارير الاعلامية الاخيرة حول الجمهورية الاسلامية في إيران كشفت عن حجم الفساد المتغول في الدولة، وعن الهوة الطبقية بين مسؤولي الجمهورية الاسلامية والعمال والموظفين. فكما قالت تلك الوسائل ان راتب المسؤول في الدولة يصل الى 20 الف دولار بينما لا يتجاوز راتب الموظف 300 دولار وكلنا نعلم في ايران ليس هناك حكومة محاصصة، اي بعبارة اخرى نفس المسلسل التركي تبث حلقاته في كلا البلدين اي في العراق وايران. اي ان تشكيل حكومة تكنوقراط التي رماها العبادي في ملعب المعارضة البرجوازية -القوى والاحزاب الاسلامية والقومية في العملية السياسي- وتلقفها التيار الصدري وسوقها التيار المدني ليس أكثر من تغيير شكل حكومة النهب والسلب لامتصاص سخط واستياء الجماهير.
اما بصدد تشكيل جبهة معادية للإسلام السياسي في العالم، فبراي الشخصي نحن مستعدون ان نكون من مؤسسيين هذه الجبهة ونضع يدنا بيد اية قوة او حركة محلية او عالمية مناهضة لبربرية ووحشية الاسلام السياسي.


47 - العلمانيه والنظام المدني
سلام فضيل ( 2016 / 10 / 8 - 15:00 )
االعلمانيه والنظام المدني
السيد سمير عادل ان الاحزاب الدينيه ظلت موجودة بعدما اقر النظام المدني في العالم المتقدم ولكنها فرض عليها النظام المدني مثلها مثل العلمانيه وانهم اناس مثل كل الناس ولاعلاقة لله في تعينهم وليس بامكانهم تشكيل حكومة من دون المشاركة مع احزاب علمانيه ديمقراطيه تؤمن بالنظام ويمينيه ذات خلطه دينيه بشكل خاص مابعد الحرب العالميه الثانيه حيث بداية الممارسة الديمقراطيه بشكل متنامي وفي الثمانينات سمح للاحزاب اليساريه الشيوعيه بالمشاركة في السلطة التشريعيه ومنها كمثال المانيا وبريطانيا وهولندا وامريكا الى حدما وبعد الحرب الباردة حاولت الاحزاب الدينيه الهيمنة ولكن المجتمعات صارت على درجة عالية من الوعي واخذت تحاول تثبيت النظام المدني وراحوا يظهرون ماكان من انحطاط نظام الكنيسة الذي كان سائدا ماقبل الثورة الفرنسه القرن الثامن عشر وراح اليساريرفع صوت الاحتجاج وفضح كل اساليب الاحزاب الدينيه السياسيه التي تستغل الدين وتضييق مساحة النقد (ادوارد كندي-ك-حكاية حياتي وبيل كلينتون-ك-حكاية حياتي)واخذوا بدعم التكفير الاسلامي في العالم المتقدم ضمن فكرة صناعة عدوودعم هيمنتهم من خلال انعاكسه على المجتمع في العالم المتقدم وتهيئة العوائل التي كانت تحكم بلدان العالم الفاشل ماقبل واهمها بلدان الشرق الاوسط التي استقلت مابعد الحرب العالميه الثانيه ذا كثيرة الثروات بلدان غنية جدا وشعوب فقيره لغرض سهولة هيمنة ضبط القمع والجهل والتكفير(ادوارد كندي –ك-حكاية حياتي)ومنها العراق الذي عين عليه حاكم من عوائل السعوديه عام 1920فيصل الاول بعدما عين لفترة حاكم على سوريا وتم رفضه من خلال السوريين وفرنسا وفرض تعينه على العراق 1920من خلال لورانس العرب ومعه كثر ليست عراقيين وهو يمقت الديمقراطيه وضمن خلطة دينية قبليه وفرض الهيمنة والتخلف على المجتمع بمثلما كان النظام العثماني الاكثر تخلفا وانحطاطا (الحسني –ك-فيصل الاول) وكلها باسم الله وسمو الشيخ ومنها مصروالعراق وسوريا واليمن وليبيا والجزائر والاحزاب الدينيه ومنها الاسلام السياسي الذي منه التكفير واهمها تلك المنظمات التي اعدت في العالم المتقدم التي اختيرت من غلاة التكفيريين السلفيين والوهابيه (-ك-حروب الاشباح)والاسلام السياسي في حالة فرض الهيمنة لايختلف عنهم بأي شيئ سوى بالتفاصيل ولايوجد نظام يحمي العلمانيه والنظام المدني ونشىوء الديمقراطيه فهناك قمع وترهيب وتكفير وبشكل فجا منحطا في كل العالم الفاشل واهمها بلدان الشرق الاوسط الغنية كبلدان وشعوب فقيره ومنها تهديم الجزائر التي لحظة ما وصلوا السلطة أي الاسلام السياسي قالوا هذه اول و اخر مره يتم فيها القول عن الديمقراطيه فهي كفروالحاد ومثلها التي صارت في مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق. والسؤال ماهي امكانية نشؤ نظام مدني في ظل هيمنة الاسلام السياسي الذي يستخدم الدين كسلعة قمع وترهيب وفرض نظام ديني تكفيري وماهو مقدار فرصة مشاركة قوى العلمانيه والنظام المدني وسط كل هذا الحطام والحروب الدينيه الطائفية والفقر والافقار والتجويع ؟وهل يكفي ان يكونوا سلعة لغرض الديكور ام يفترض ان يكونوا قوى فاعلة تطالب بالنظام المدني والعدالة والحريات والديمقراطيه والقول من ان لااحد معين من الله وسمو الشيخ ولاحاجة له بالشعب بل ليس له ان يكون من دون رضى واختيار الشعب من خلال تكافأ الفرص والعدالة والحريات؟ومامدى امكانية النقد والتغيير وسط كل هذا الاضطراب والتردي وهيمنة سطوة نظام العوائل؟


48 - رد الى: سلام فضيل
سمير عادل ( 2016 / 10 / 8 - 16:28 )
عزيزي السيد سلام فضيل
شكرا لهذا العرض التاريخي والكم من المعلومات والمصادر.
كي ارد على سؤالك يجب قبل كل شيء ان نشخص لماذا الاسلام السياسي اليوم يمثل مشكلة ليست بالنسبة للبرجوازية كطبقة حاكمة، بل ان الاسلام السياسي مشكلة لانه متناقض بأفكاره وقيمه وعقائده السياسية والاجتماعية مع كل القيم والعقائد والافكار التي تعيش في ظلها الاغلبية المطلقة للبشر في المجتمع الانساني؟ اي بعبارة اخرى ان طروحات الاسلام السياسي على صعيد الحريات الفردية ومسألة المرأة وحقوق الاطفال وعلاقة الفرد بالإله، وتنظيم الحياة الاسرية وقوانين الاحوال الشخصية ، وحتى الغناء والموسيقى والرقص، تتناسب مع حياة القرون الوسطى او حياة الصحراء، ولكن نفس هذه الاطروحات لا تشكل اية مشكلة مع الطبقة البرجوازية الحاكمة. وهنا عندما اقول البرجوازية، فاقصد البرجوازية ببعدها العالمي. فمثلا في بريطانيا غضت الطبقة الحاكمة ولعقود من الزمن الطرف عن المحاكم الاسلامية التي تحكم حول العنف المنزلي، وفي اوربا عموم غضت الطبقة الحاكمة الطرف عن الختان البنات، وغضت الطرف ايضا عن تعدد الزوجات، ووضعت ليونة ومرونة في قوانينها اتجاه العنف ضد النساء من الجاليات المصنفة بالمسلمة، وغضت الطرف على زاوج القاصرين. واذا ما خرجنا من العالم الغربي الى عالمنا المصنف بالعربي والاسلامي، فلا داعي ان اذكرك واذكر القارئ بما تقترفها السعودية من جرائم يومية ضد النساء وحريات الافراد والاطفال..الخ. انها لم توقع حتى من الناحية الشكلة او رفضت الانضمام الى اتفاقية الامم المتحدة ضد التمييز الجنسي على المرأة، ناهيك عن فصول الاعدام بالساطور وقطع الايدي وحسب الشريعة الاسلامية، اضافة الى الى تنظيم الميراث والزواج. حسب نفس الشريعة. ان نفس القوانين ولكن بشكل أخف موجودة في بلداننا، ويكفي ان نذكر بالدساتير التي تنص اما الاسلام مصدر التشريع او احد مصادر التشريع او المصدر الوحيد للتشريع.
ما اريد ان اقوله ان البرجوازية ليس لديها مشكلة مع الاسلام السياسي ولا مع أيدولوجيته دين الاسلام. وهكذا هو النظام الرأسمالي، فعندما تضربها ازمة اقتصادية وسياسية، تطرح بدائل مختلفة لإنقاذ اسسه. فالأحزاب الاسلامية جاءت على انقاذ الجسد المتهالك للقومية العربية بعد هزيمة مشروعها الاقتصادي والسياسي وفشلها في بناء سوق اقتصادية مستقلة تكون جزء من الاقتصاد الرأسمالي العالمي وخاصة بعد هزيمة حزيران في 1967. وما حدث في مصر وفي الجزائر وتونس على سبيل المثال هو صراع البدائل البرجوازية، صراع بين القوى القومية العربية والاحزاب الاسلامية. انظر الى السياسة البرجوازية التي لها وجهين، احدهما اقبح من الثاني: في اواسط التسعينات رفعت الاستخبارات الامريكية تقرير الى الادارة الامريكية بأن نظام مبارك ايل الى السقوط تحت ضربات الاسلاميين وتحديدا -اخوان المسلمين-. ولان نظام مبارك له اتفاقيات مع اسرائيل ويدور في الفلك الامريكي، فقدم كل اشكال الدعم له، بما فيه خبراء بالتعذيب للإجهاز على الاسلاميين من قبل الادارة الامريكية. ولكن نفس -اخوان المسلمين- مثلما ذكرت على نفس هذا الباب، قدمت ادارة اوباما دعم 300 مليون دولار الى حملة انتخابات محمد مرسي، ضمن مشروع هيمنة -الاسلام المعتدل- المتمثل بالإخوان المسلمين على شمال افريقيا والشرق الاوسط كي يدور في الفلك الامريكي. وهذا سر غضب ادارة اوباما من انقلاب السيسي لأنه افشل المشروع المذكور. والمثال الاخر هو في اعادة تأهيل الجمهورية الاسلامية في ايران بعد الاتفاقية النووية. اي ان البرجوازية العالمية ليس لديها مشكلة لا مع الاسلام السياسي ولا مع الاسلام نفسه. وها هي اعترافات قادة جبهة النصرة في سوريا بأنها استلمت مساعدات عسكرية من الادارة الامريكية، والمعلن بأن جبهة النصرة فرع القاعدة في سوريا وعلى لوائح قائمة الارهاب بالنسبة لامريكا.
هذا التناقض الذي اشرت اليه بين البديل الاجتماعي والسياسي لقوى واحزاب الاسلامية وبين تطلعات جماهير المنطقة، يبلغ كل يوم مدياته وخاصة بعد صعود نجم عصابات داعش المدعوم من تركيا والسعودية وقطر. وصعود نجم داعش القى الضوء ايضا على ما يجري ضد الجماهير في الدول المذكورة في ظل الاسلام السياسي وفي ايران. اضافة الى ذلك امتداد جرائم الاسلاميين الى العمق الاوربي وتهديد امنهم وسلامتهم واصطياد شبابهم وتحويلهم الى قنابل موقوتة تنفجر عبر ريموت كونترول في اي مكان واي زمان.
هذه التناقضات عملت وستعمل بتهيئة الارضية في خلق حركة احتجاجية ضد الدين وخاصة ضد الاسلام. وإذا ما تتبعت حجم ازدياد الملحدين، فأن عددهم يزداد كل يوم في السعودية والعراق والسورية ومصر وتونس وعموم البلدان المصنفة بالإسلامية. وهذا سر غضب علماء الدين في السعودية وفي العراق وفي ايران ضد الالحاد وضد المدنية وضد الفيس بوك وضد الانترنيت. لقد بات مسألة الالحاد تؤرقهم. ان هذا التناقض والخوف من الانفجار الاجتماعي ذهب بالحكومة المصرية بتغيير مناهجها الدراسية، كما اليوم يحصل في الاردن وكجزء من الصراع بين التيار القومي والتيار الاسلامي. ان هذه الحكومات هي اساس كل شرور وبلاء انبعاث الدين ودعم الجماعات والقوى الاسلامية.
برأن ان هذه الحركة بدأت وان كانت عفوية لحد الان ولكننا تتبلور كل يوم وتتسع وينظم لها مؤيدين ومتحمسين كثيرين. باعتقادي كما اشرت ايضا من قبل ان تصفية الحساب مع الاسلام السياسي يبدأ من منطقتنا وفي منطقتنا. باعتقادي ان هذه الحركة لها حظوظ بالحاق الهزيمة بالإسلاميين وفصل الدين عن الدولة وتشكيل نظم علمانية في المنطقة. علينا الشروع بتشكيل وتأسيس وتنظيم هذه الحركة، وتكون لهذا الحركة ابعاد عالمية. يجب ان نذهب الى تأسيس هذه الجبهة ببعدها العالمي، كما اسست الجبهة المناهضة للفاشية في العالم. ان المرحلة التي تمر بها الاسلام السياسي في المنطقة على الصعيد الاجتماعي والفكري على الاقل تشبه مرحلة التي مرت بها المسيحية والكنيسة في اوربا قبل سماع دوي سقوطها.


49 - محاور عدة
لبنى خليل ( 2016 / 10 / 10 - 02:55 )
السيد سمير عادل بما انك قبلت الحوار المفتوح فتحمل صراحتنا فالامنا كبيرة . واليك الاسئلة 1
....انتم ترفضون الانتخابات الديمقراطية وفي كل مرّة تقاطعونها وتدعون الى مقاطعتها .وترفضون المظاهرات وتنتقدونها ... ولا توافقون على تبني الكفاح المسلح فما هي بدائلكم للسيطرة على الحكم او على الاقل تغيير الواقع . 2- نحن نعلم ان المجتمع العراقي هو مجتمع اسلامي,الا تعتبرون خطابكم السياسي هذا يقف حجر عثر او عقبة كبيرة في كسب الاعضاء وتوسيع قاعدتكم الحزبية . 3- اكثر من عشرين عام مرّعلى تأسيس حزبكم ( الحزب الشيوعي العمالي العراقي ) ولم تتحولوا بعد الى قوة مؤثرة في الساحة السياسية فما السبب .4 وصلت الصراعات بين الاحزاب الاسلامية لحد كسر العظم كمافي صولة الفرسان وهي المعارك التي قادها حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي ضد الصدريين فقتل منهم من قتل واعتقل منهم الكثيرين ونفس الشيء بين الاحزاب الكردية وكذلك بين الاحزاب الكردية وحزب الدعوة وذلك حين ارسل المالكي قوات دجلة الى حدود اقليم كردستان . اقول كل هذا حصل بينهم ولكنهم توحدوا فجأة ووقفوا جميعهم باسلامييهم وقومييهم في خندق واحد ضد الشعب حينما اندلعت مظاهرات 17 شباط في السليمانية وكركوك ومظاهرات 25 شباط في بغداد ومدن الجنوب . بينما هناك عدة احزاب ومنظمات تحمل اسم الشيوعية ولاتستطيعون الاتفاق على برنامج حد ادنى لمواجهة الاسلاميين والقوميين مع جزيل الشكر


50 - رد الى: لبنى خليل
سمير عادل ( 2016 / 10 / 10 - 11:02 )
العزيزة السيدة لبنى خليل
اني اشكرك على هذه الاسئلة، والشيوعيين ابدا كانوا صريحين مع انفسهم ومع حركتهم ويوجهون الانتقاد لنواقصهم وضعفهم كي يلملموا قواهم من جديد لينطلقوا بقوة من جديد ثانية. ولذلك ان صراحتك هو جزء من تقاليدنا النضالية.
يبدو لديك الاطلاع القليل عى مواقفنا. بالنسبة للانتخابات نحن لسنا ضدها، ونحن مع المؤسسات النيابية ومع الانتخابات الحرة والنزيهة. الا اننا سجلنا موقفنا من الانتخابات المهزلة في -العراق الجديد-. لقد قلنا وما زلنا نقول يجب ان توفر الشروط لأية انتخابات تجري في العراق للمشاركة فيها: على جميع الاحزاب والقوى السياسية التي تشارك في الانتخابات ان تحصل على اموال متساوية من الدولة دون اي تمييز لغرض الدعاية الانتخابية، وجميع وسائل الاعلام الحكومية تكون تحت متناول يد الاحزاب والقوى بشكل متكافئ ومتساوي، وحل جميع المليشيات والمظاهر المسلحة في المجتمع، وتشرف على الانتخابات جهات دولية مثل الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ... لقد عشنا جميعنا مهزلة خمسة انتخابات معا، فالقوى الاسلامية والقومية تسيطر على كل مقدرات الدولة ووظفتها لأغراضها الدعائية، وكانت المليشيات المسلحة تحسم مصير الصناديق الانتخابية. الم يعترف بذلك نفس اياد علاوي بالرغم له دعم دولي ويستحوذ مثل البقية على اموال العراق وله مليشيات ايضا. الم يقول بعد انتخابات مجالس المحافظات في 2009 بأن نسبة المشاركين في بغداد لم يتجاوز 19-20٪-;- في حين الارقام الرسمية التي اعلنتها المفوضية العليا تجاوزت 50٪-;- وهي اعلان صريح على عمليات التزوير. اليوم الذي يحدد صناديق الانتخابات في العراق ليست حرية الاختيار والنزاهة والمشاركة الحرة، بل المليشيات والاموال التي تنهبها القوى القومية والاسلامية من ثروة جماهير العراق، وكل ما يقال عن الانتخابات هي خداع وكذبة ووهم وليس اكثر من اضفاء الشرعية على اعادة تأهيل نفس اللصوص الى سدة الحكم. نحن لا نشارك في مثل هذه الانتخابات وندعو جماهير العراق الى مقاطعتها، نحن لا نريد ان نضفي شرعية على مسرحية سمجة. الم نرى جميعا كيف عضت الجماهير الاصبع البنفسجي التي ختمت على الانتخابات في 25 شباط 2011؟ اي ان الجماهير عرفت الحقيقة بعد سنوات من موقفنا من الانتخابات.
اما حول المظاهرات، فقبل كل شيء نحن لا نشترك في اية مظاهرات، نحن لدينا بوصلتنا النضالية، ونتخذ المشاركة من عدم المشاركة في اية تظاهرات واحتجاجات من زاوية مصالح طبقتنا، وهي الطبقة العاملة. ومع هذا نحن كنا من المبادرين والمشاركين في احتجاجات 25 شباط 2011 لانها ضد الفساد والسرقة والنهب والطائفية وقمع الحريات، وكانت لدينا نشرة يومية باسم -يوميات الانتفاضة- وكنا شخصيا رئيس تحريرها، وكانت لدينا لقاء مباشر عشية 25 شباط مع قناة -الشرقية- تحدينا به المالكي وتهديداته التي قال بأن القاعدة والبعثيين يقفان وراء الاحتجاجات، وقلنا له سنشارك يوم غد، وسقط عدد من رفاقنا جرحى اثر اصابتهم بالرصاص المطاطي في ساحة التحرير وجرت اعتقالات في صفوفنا، وشكلنا حينها لجنة الاحتجاجات الجماهيرية، وكانت لدينا تنسيق مع بقية اللجان والتنظيمات. وبعد 31 تموز 2015 كنا ايضا من المشاركين والفعالين من تلك التظاهرات ضد الفساد وتوفير الخدمات. الا اننا انسحبنا وانتقدنا الاحتجاجات عندما جيرها التيار الصدري لصالحه، ودعونا الجماهير بالانسحاب منها وكانت مشاركتنا وانسحابنا مدروس ووفق مصالح حركتنا واثبتت الوقائع على صحة ما ذهبنا اليه. وطرحنا بديلنا لتلك التظاهرات بأن تكون ليس في ساحة التحرير والساحات المدن الكبرى، بل في المصانع والمعامل والدوائر الحكومية وبشعارات مستقلة وصف مستقل عن شعارات ومطالب وصف التيار الصدري.
اما ان حزبنا لم يتحول الى قوة مؤثرة، فأن كلامك صحيح ودقيق. وهذا يعود الى ضعف الحركة الشيوعية واليسار عموما ليس على صعيد العراق بل على صعيد العالم. لدينا الكثير من الاسباب وليس هنا الفرصة لذكرها. ولكن النقطة التي اريد ان اركز عليها ان احدى اسباب ضعف حركتنا هي موضوعية، وهي مرتبطة بانفصال الحركة الشيوعية عن الطبقة العاملة. ان الكثير يعتقد انه يعود الى انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية. ولكن الحقيقة ان حركتنا لا تنتمي الى الاتحاد السوفيتي، ومع اعلان الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية، كان اعلان لهزيمة حركتنا. لقد صورت البرجوازية العالمية بأن ما انهار هو الشيوعية ولكن في الحقيقة كان شكل من اشكال الرأسمالية وهي رأسمالية الدولة. ولكن البرجوازية العالمية ارادت من هذا التصوير المخادع للحيلولة بعدم جسارة الطبقة العاملة وتيارها الشيوعي من جديد بالسيطرة على السلطة السياسية كما كان في ثورة اكتوبر. نحن نواجه اليوم شيوعية مهزومة، وما زلنا ندفع ثمن هذه الهزيمة. واقصد شيوعية ماركس وانجلز ولينين. الشيوعية التي تمثل حركة حية في صفوف الطبقة العاملة وتنظم ثورتها الاجتماعية. الشيوعية التي تعتبر الانسان أغلي رأسمال. ونحن على وعي ودراية بنقطة ضعفنا ومشاكلنا ونعمل بشكل حثيث للتغلب عليها. لكن المسألة الاصلية لنا هي مواصلة النضال وفي نفس الوقت التغلب على المعوقات التي تقف بوجه نمو الحركة العمالية عموما والحركة الشيوعية خصوصا.
ولذلك نجد ان البرجوازية بقواها القومية والاسلامية التحمت ضد الاحتجاجات الجماهيرية، في 17 و25 شباط مثلما تفضلت انت، بينما كانت الجماهير العمالية والكادحة عارية الصدور.
اما ان المجتمع العراقي هو اسلامي، فليس دقيق. وكل محاولات القوى الاسلامية ومنذ الاحتلال من تحويل نصف ايام السنة الى عطل دينية، وانفاق الاموال الطائلة المسروقة من العمال والمحرومين في المجتمع على المناسبات الدينية، ونشر البدع والخرافات ورجل المبرقع هي من اجل تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع اسلامي. وعندما فشلوا أطلقوا عصاباتهم وميليشياتهم لفرض الاسلمة على المجتمع العراقي. لنتذكر فقط كيف صوت اكثر من 7 ملايين عراقي للمطربة لشذى حسون في برنامج -سوبر ستار- عام 2007 وعذرا اذا لم تسعفني الذاكرة، وهي اكثر من عدد الاصوات مع التزوير في الانتخابات للمالكي وحزبه الدعوة، وكيف يتزاحم الحضور على قاعات المسرح الوطني في عرض اية مسرحية او سمفونية، وكيف حاولت مليشيا محافظة بغداد في غلق شارع المتنبي في شهر رمضان هذا العام، وكيف يمنعون بالقوة الافطار العلني.. كلها ادلة بسيطة بعدم قدرة القوى الاسلامية من ترويض المجتمع العراقي اسلاميا لحد الان الذي يضرب جذوره اي المجتمع العراقي في عمق المدنية. والعكس هو صحيح ان المجتمع العراقي يحتاج الى خطابنا السياسي، اليس هو نفس المجتمع الذي رفعت جماهيره في ساحة التحرير -باسم الدين باكونا الحرامية.. من طب بهيه ابو عمامة، صار البوك للهامة-. ان الجرأة ثم الجرأة ثم الجرأة يحتاجه المجتمع العراقي وليس خطاب سياسي مهادن ويطأطأ الرأس للإسلاميين او المشاركة في المواكب الحسينية، او طبخ الهريسة، او رفع شعار ات اسلامية.
اما النقطة الاخيرة بأننا لم نتفق على برنامج حد ادنى، كان حزبنا اكثر القوى اليسارية مرونة مع القوى الاخرى للاتفاق على وثيقة عمل مشترك. ففي لقاء عبر احدى الفضائيات مع حميد مجيد موسى بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في عام 2010 على ما اذكر، وكنت حينها اشارك عبر الهاتف، سألني المذيع بأن كنا نرفض او نوافق على العمل المشترك مع الحزب الشيوعي العراقي، فأعلنت باسم الحزب الشيوعي العمالي العراقي، بأننا على استعداد لتوثيق وثيقة للعمل المشترك حول الدفاع عن مدنية المجتمع، حول الوقوف ضد الطائفية والقومية، حول الدفاع عن المساواة المطلقة للمرأة مع الرجل، الا ان موسى رفض ذلك. كما كنا على رأس وفد والقتينا الحزب الشيوعي العراقي في مقره في ساحة الاندلس في 2011 وقد مثل الحزب آنذاك جاسم الحلفي وعدد من رفاق اخرين، وعرضنا عليهم نفس عرضنا هذا وقال سنرد عليكم ولكنه والى الان لم يردوا علينا، وقد فضلوا الاتفاق مع التيار الصدري ولبس الكفن والقاء الخطابات تحت مظلتهم على الاتفاق مع حزب يدافع بضراوة عن كل ما هو انساني في المجتمع العراقي.


51 - الموقف من الحركة الاحتجاجية
كريم السلمان ( 2016 / 10 / 16 - 20:53 )
في البداية احيي موقع الحوار المتمدن على اجراء هذه الحوار التي نستيطع من خلال معرفة امور كثيره عن الحركات السياسية والفكرية.وكذلك التحية الى السيد سمير عادل على هذه المقدمة والحوار مع الحضور ...اود توجية السؤال الى جنابك الكريم ماهو موقفكم من الحركة الاحتجاجية التي تجري في العراق ضد فساد احزاب الاسلام السياسي الطائفي ومدى تواجدكم في الشارع وكذلك في كردستان.والسؤال الاخر ماهي الامكانيات المادية المتوفره لتحقيق مع تعتقدون انه ضرروي في العراق في ظل سيطرة الاسلام السياسي على مفاصل الدولة وعلما انهم يمتلكوا كل الامكانيات المادية والعسكرية لمجابهة كل محاولة لضرب مصالحهم


52 - رد الى: كريم السلمان
سمير عادل ( 2016 / 10 / 16 - 20:58 )
عزيزي السيد كريم السلمان.. ارتئيت ان انشر تعليقك مع ردي في قسم الاسئلة والاجوبة ليتسنى للقاريئ الذي لا يتنبه الى تعليقات في اعلى صفحة -الحوار-..
مع التقدير
سمير عادل

حية الى السيد كريم السلمان.. اشكرك على كلماتك.. لقد اجبت على هذا السؤال في ردي الى السيدة لبنى سلام وقد تجده في اسفل هذه الصفحة. على العموم، ان الحركة الاحتجاجية الحالية خرجت عن اطارها التي دشنت في 31 تموز من العام الماضي والتي كانت مثلما تفضلت انت ضد فساد الاسلام السياسي.
اليوم اصبحت هذه الحركة تحت افاق التيار الصدري، ولقد جيرت وحرفت بوصلتها ونصال نضالها. واستطاع التيار الصدري الالتفاف على هذه الحركة. في البداية شاركنا في هذه الحركة وعملنا على تعبئة القوى من اجل توسيعها وتقويتها، وحاولنا العمل على استقلالية افاقها والتسلح بمطالبها وشعاراتها المستقلة. يمكنك العودة الى ارشيف صحيفة -الى الامام- والى الموقع الالكتروني للحزب للمعرفة ادق التفاصيل. ولكن بعد انخراط التيار الصدري فيها انسحبنا من هذه الحركة ووجهنا ندائنا الى المشاركين والى الجماهير الانسحاب منها. وقلنا ان البديل هي تنظيم الحركة الاحتجاجية في المصانع والمعامل والدوائر الحكومية وفي الجامعات والمعاهد وفي الاحياء والمحلات السكنية والمعيشية. لقد وضحنا ان التيار الصدري لم يرفع شعار ضد سياسة التقشف وليس لديه اي برنامج اقتصادي وسياسي لتوفير الخدمات والكهرباء والغاء سياسة التقشف..الخ. لقد اكتفى بشعار محاربة الفساد وحكومة تكنوقراط الخالية من اي محتوى طبقي. لقد قلنا ما يهمنا هو محتوى البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهذه الحكومة. نحن لا نشتري شعار محاربة الفساد والقضاء على المحاصصة ونوقع على صك من البياض للاحزاب للتيار الصدري، ما لم يدرج تحتها، انهاء سياسة التقشف وتوفير الخدمات وضمان البطالة للعاطلين عن العمل. ان هذه الشعارات واقصد حكومة تكنوقراط ومحاربة الفساد، هي شعارات الاحزاب الاسلامية بما فيها افسد الفاسدين مثل المالكي وعمار الحكيم على سبيل المثال لا الحصر، للالتفاف على مطالب الجماهير من جهة، ومن جهة اخرى تعبير عن محتوى الصراع السياسي بين الكتل البرجوازية في التحالف الشيعي من اجل الامتيازات والنفوذ والسلطة. انهاء المحاصصة بالنسبة لي كعامل لا تعني اي شيء اذا لم ترتفع اجوري واذا لم احصل على الطبابة المجانية دون اي عناء واذا لم احصل على الكهرباء واذا لم توفر كل مستلزمات الحياتية والمادية لدخول بناتي وابنائي المدارس وانهاء تعليمهم الجامعي. القضاء على الفاسد لا يهمني اذا لم تقض على سياسة التقشف وشد الاحزمة على البطون لا يساوي شعار محاربة الفساد بالنسبة لي 250 دينار كعامل او خريج، كعاطل عن العمل اذا لم احصل على فرصة عمل مناسبة او ضمان بطالة.
اما في كردستان فهناك الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني، وله حضور ميداني في الحركة الاحتجاجية، في احتجاجات المعلمين في الاحتجاجت الجماهيرية على العموم.
اما حول سؤالك حول الامكانيات المادية، فأذا كنت تقصد الاموال، فأن الاموال لا تخلق الحركات الاحتجاجية ولا تخلق الثورات. وما شاهدناه في مصر وتونس خير دليل على ذلك. ان حركتنا تحتاج الى قبل كل شيء القضاء على تشتت الطبقة العاملة وتوحيد صفوفها وتقوية تنظيمها عن طريق النضال ضد كل الخرافات الطائفية والقومية والدينية التي تحاول القوى البرجوازية المتمثلة اليوم احزاب الاسلام السياسي في ترسيخها في صفوف الطبقة العاملة لطمس ماهية الصراع الطبقي وحجب رؤوية عدوها الطبقي. صحيح ان الامكانات المادية ضرورية في مرحلة معينة من النضال السياسي ولكن عندما تتطور الحركة الاحتجاجية في المجتمع وتكسب ثقة الشارع، عندئذ تفتح ابواب عديدة امام الامكانات المادية في المجتمع

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-