الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنشيد ظل

كمال تاجا

2016 / 10 / 3
الادب والفن


لنشيد ظل

ترى .. ماذا فعلنا لنشيد ظل
نتقي به حر الهجير
~~~ الذي كان يكوي فرائصنا
من وطء اللظى العنيف
لقيظ ~~ لا احتمالنا
-
وتركنا سياط زمهرير~
تمزق الأشرعة المنسدلة
عن سحب الخلو بالنفس
وتعمل على كبح جماحنا
كنفس حرى
تلتط
وفي موقد حر
حتى التقافز
من على سطح
من الصفيح الساخن
وعلى أحر من الجمر
لفك أسر انقباضاتنا الواهية
*
ترى .. ماذا أعددنا
من حبك حيل
لتجنب البرد القارس
ولدرء عواصف من الزمهرير
عن انكماش أضلعنا
مع صكصكة أسناننا
-
ونحن نبحث عن نسمة
من الهواء العليل
لنقي جلودنا
من الشواء باللظى الكاسر
*
وفي الشتاء تكومنا كحلقة
جثث مقرورة
حول كانون من جمر
كي يقينا من أوبئة الزمهرير
و من جوائح ارتعاد الفرائص
وأمراض اصطكاك الأسنان
وعلل تقصف الركب
وحتى نبدو
مسلوبيّ الإرادة
بلا حزم
حتى يهمد حراكنا
و بلا مواقف حاسمة
ونحن نرتعش من البرد
*
مع العلم بأننا زرعنا أشجاراً باسقة
وأخرجنا نباتاً طيباً
نسجنا منه لباساً مناسباً للطبيعة
من مشاعر عطور
وأحاسيس طيوب
و عواطف مفرطة من جذب
الأريج
وجمعه في باقات مفعمة
بالعبير
وفي كل موقع استنشاق
عما في في نفوسنا
من رقيق غوى
مع تدقيق بالنظر
حتى نضع بالاعتبار
رطوبة غضة
بين أجمات ياسمين
تنتج لنا الشذى النفيس
مع العبق المثير للشهية
وفي حسن نية
تبعث على الروية
لالتقاط أنفاس نزقنا
من براثن الحدة المنطوية
كنصلة رجفة منزوية
في عبابنا
*
ونصبنا عرائش زيزفون
لنجمع المزيد من الخمائل الوارفة الظلال
حتى نصنع لأنفسنا
أيكات جميلة
لجلسات هانئة
*
و رفعنا جدراناً عالية
و نصبنا أقواس قزح مخملية
حتى يستحم الفجر
بأكواب من رحيق
تمتعنا بمطلق السعادة
*
ولنشاهد وبأم العين
كيف كان ينسكب العبق
من كؤوس الطل
ليملأ أباريق من رحيق
ما يملأ نفوسنا بالنشوة الصرفة
*
ولنستحم في حمام من ندى
فاض بأن يلطف الجو ~
حتى يؤلف ما بيننا
*
لكننا في الشتاء اضطررنا
على تحطيم شجرة
وعلى ذبح غابة
من أجل أن نشعل الجذوة
كنار موقدة
ومن رائحة شوائه للطقس البارد
مددنا أكفاً حامية
لندفئ أضلعنا المنكمشة
*
والشجرة الظل تحترق
والنار تأتلق
و الجو يتوهج بألسنة الدفء اللذيذ
مما يساعد على فرد أضلعنا
من قبضة الانكماش الممسك
بتلابيب رجفتنا المنزوية
بين طعنات خلجاتنا
*
لكن نسمة عليلة ومن فم ربيع
يضحك مداعباً
حملت على أجنحتها المديدة
شظايا من عبق منثور
نزح عن تمايل غصن وردة
استحمت عند الفجر
في حمام طل
فكت إزار نشوتها
وتعرت براعم واثبة
وعطور سارحة
وبطلات مشغوفة بحسنها
وأطلقت العنان لمجاميع سحرها
تبحث عن أنوف نائمة
لتوقظها من سباتها الشتوي
*
ومرة أخرى يستفيض
هدوء السكينة
ويستنشق النسيم الرائع
زلة الهوادة الراجعة
عن سحر الطبيعة الرائعة
والمتخفية تحت جناح خميلة
سكنت إليها طرائد نبساتنا
المدونة على ألسنة
زقزقة العبير المذهل
مع زلات لسان
من شدو الهديل
مع رفرفة أجنحة طيور
تعمل على خطب ود
مهجة مضرجة بالوضاءة الرافلة
بثياب الشفافية
وهي تحط كالنشوة الجذلة
فوق زغب أعشاشها
-
وتركت عصا البراءة
تهش قطيع النشوة
ليرعى فوق أهداب
أنظارنا الممدودة
للاستمتاع ببهجة الحياة
و بخلو أفئدتنا ومن كل غل
كقاطفي ثمرات~
لذة صرفة
وكجامعي محاصيل النزوة
لصرفها كلثمة
على خد الشهية
حتى ندرك أخيراً
ماذا تفعل النسمة الساجدة
للجو الخالي
من فرد شمائل
تمتعنا بهوادة
منتهى السعادة
في نيل الأرب

كمال تاجا ـــــ 12 /9 /2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل