الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القديس المثالي

كمال تاجا

2016 / 10 / 3
الادب والفن


القديس المثالي

لا أريد أن أكون قديساً مثالياً
كمرقد نفيس ~
لانطوائية نرسيس
يرى حسنه الرائع
على صفحة ماء رقراق
ليزداد إعجاباً بنفسه
-
والواقع المتجرد
يعكس صورة خلويّ
إلى نفسي المنطوية
في صميمي
كنصل مقت قاتل
في سلبي أهميتي
*
ولا-- لا أستطيع أن أستولي على القلوب
كقداس وسواس خناس
يسكن في معابد رثة
قديمة العهد
ويسوق تقاليد بالية
لأوابد راسخة
بالوهم
وهو يتلقى عذاب القهر
من دبر المفاهيم العاقلة
-
ويشاهد الكوارث
تصب في قوالب
تراث قديم
لتهدأ ثائرتي واستكين
إلى قرب نهايتي
ودنو أجلي
-
وأترك الحياة ترعى هدبي
في عيش طارئ
مع قحط شديد
تجتاحه أوبئة فتاكة
كي أضل السبيل
-
والابتعاد عن الواقع
ينشد تراتيل غثة
ويرتدي ألحان جنائزية
في طقوس ترتدي أطوارها
في سجلات طيّ أزمنة منصرمة
كتراث خالد
يجرني من رقبة عقيدتي
إلى حتف
اعتناقي
*
لا.. و لم أروم أن أتنحى جانباً
كأيقونة مقدسة
أو كلغز محير
عصي على الحل
أو كإشارة استفهام ~ إفحام
لمخيلتنا الحالمة
*
ولا أريد أن أضمحل
كنبرة خافتة
في صرخة حق
-
أو كأصابع اتهام~ شكوى
ضلالة
وهي تنتشر كجائحة
أمراض نفسية
وبأوبئة أكاذيب ملفقة
على حياتنا المعرضة
لكل الترهات الكيدية
*
أريد خلاصاً مصدقاً
لما بين يدي
حسن ظني
من يقين واضح المعالم
وهو يقص السيرة الأولى
لما يذخر به باطني
من تفاؤل وشيك
*
أريد أن أذرف عبرة
نظرة أخرى
تتماها على رفة
كل جفن منقبض
كان على وشك الإجهاش
بالبكاء الذاتي
*
ولا لن أرضى أن أصبح
مثالاً يحتذى ~ كضريح
~ لشبح مستكين
أو كنهاية وشيكة
لما شبه لهم
من وليف
كان ساكن في ألحاظ
لم تروها
-
وأن أتردى عن شاهق
طعن صامت
يخلف جرح غائر
عن مضاجعة
فتيات أحلام
لم تراعي حرمات
انسجامي مع ذاتي
-
لولا الترهات المبلورة
كالكريستال
ليصدقها ظني
ولا نكتفي بطلائنا للمستحيل
بألوان براقة
حتى نغيب القصي
و نجبر المجهول على الفرار
من تطلعاتنا
-
ونبحث عن الصب العاجل
الذي لا نراه ولا
بالمضاجع
فوق أسرة غير موضبة
لفرح غامر
في قلوب المستضعفين
كي أتبرأ من ذنوب الخاطئين العتاة
في كل جولة اختبار ناصحة
على خطيئة مربكة
أو اندحار معنوي
أو بالقيام بالواجب القهري
*
و بعد تلقي الصفعة على الخد
و في رد الدين
من الكيل بصاعين
في قلع العين
*
لأقف على رأس سدة
المشهد العام
للبذاءة العنيفة
والطهر الحيادي
كفارس اللمحة العصية
التي قد تبدو
على أحصنة
وجهة النظر المحيرة
*
ولا يعنيني البتة
هذا الاستمرار بتلاوة
براءتي الكاذبة
وعلى عيون الإشهاد
في كل قداس احتفالي
كي أنفض عن بدني
غبار الوصمة المزعجة
ووحل الصرامة المقدسة
متحلياً بلطف ~
الرضى عن النفس
-
وبهراء الرد غير المناسب
على الوضع الحيادي
المحضر بحرص
على مخالفة المألوف
*
بل أريد أن أحصل على
أعلى دنس ممكن
كي أدخل عتبة التوبة
و من باب العفو الواسع
عند المغفرة
*
وبأن أظل بريئاً ومتعففاً
وأن تكون ثيابي
أطهر نقاء
من كل أدعياء النظافة المثلى
الملوثة طهارتهم بنجس
الخبث الداخلي
*
وأن يكون لساني الطليق
ينأى عن اللغو السخيف
و يمتنع عن الرد السليط اللسان
و بشتائم منتهى التعالي
على الناس المستضعفين
*
وعند ممارسة العيش المذري
بين جنوح كفاف باهظ
تكلفة الثمن
لسلب إنسانية
البشر النفيس
من الشعور بنقمة
تحصيل لقمة العيش
من القفر المهلك
*
و بالتردي فوق أيكات
ترف مغالي
لصدق لا يبالي
بمصداقيتنا الملفقة
على غباؤنا المنفلت
*
و أترفع عن التلوث البغيض
برزاز بصاق اللعنة
على التهمة الباطلة
واللاصقة
بإنسانيتنا الذبيحة
*
و أنهمك كمعصرة حزن
من ذرف دموع الندم
في قداس الخيبة
للرد كغصة بالحلق
على نباح الكلاب الشاردة
للناجين من علل الكارثة
وأوبئة سوء المصير
-
ولأكون أنا الناجي المثالي
منذ القدم
كمدعشر بالقعطلين تحشرمت شرامتاه
فخر كالخربعصلي
أو أتابع المسير
جحيشاً لا أعروري ركوب المهالك

كمال تاجا ــــــــــ 25/7/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل