الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية اقسى من الدكتاتوريات: ثلاثين عاماً عقوبة التشهير بالقياديين!

صائب خليل

2005 / 12 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو سألت كردياً متابعاً: من كان يضطهد الأحرار من الأكراد ويصادق المجرمين من العرب في العراق؟ لأجابك على الفور: الشوفينيين من الحكام العرب. ثم من؟ الحكام الاكراد!

فبعد مفاجآت الطالباني غير المعقولة ولا السارة, لاللعرب ولا للأكراد في ابداء العطف الشديد والإغراق في الانسانية والشعور المتضخم بضمير المهنة عندما يتعلق الامر بمجرمي ابادة شعوبهم مثل صدام حسين وبرزان التكريتي, دع عنك تعيين اصحاب السوابق الجرمية في اعلى المناصب الأمنية لديه, عقد الرئيس الطالباني مؤتمراً صحفياً على اثر مؤتمر القاهرة, تحدث فيه عن دوره ورعايته و مسوؤليته عن العراقيين جميعاً بوصفه مسؤولا ًورئيس لكل العراقيين وانه على استعداد للاستماع حتى للمجرمين!

كما نذكر حين قابل الرئيس الطالباني وزير الداخلية بيان جبر حين استلامه منصب الرئاسة, وشدد على الوزير ضرورة "سيادة القانون وإحترام حقوق الإنسان"
وفي مناشدته لرئيس الوزراء لإخراج "المواطن" برزان التكريتي من السجن و إدخاله مستشفى للمعالجة من السرطان, كتب الرئيس بأنه "يؤمن بأن العراق الجديد هو عراق تسامح إنساني"

لكن الأيام كشفت لنا ان عواطف الرئيس تقتصر على المجرمين دون غيرهم. فكتب مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكورديجاك (www.chak.info ) محتجاً:
"هناك الملايين من العراقيين و الكورد الذين لم يقترفوا اية جريمة و من الذين يعانون من السرطانات ايضا و من المفروض لا بل من الواجب أن بتلقى هؤلاء قبل غيرهم الرعاية اللازمة و الضرورية.
ان الانسانية و نبذ الاحقاد و العدالة لا تعني أن تهتم بالمجرم أكثر من البرئ.. أو أن تهتم بالدكتاتور قبل الديمقراطي. أننا نرى أن الحكومة العراقية في هذا القرار لم توزع العدالة بشكل عادل و لم توزع الاهتمام و الرعاية بشكل عادل .. و لو كان الغرض كما يقال العدل و الانصاف والرأفه، فاليرأفوا بالشعب العراقي أجمالا و بنفس الشكل و دون تمييز."

أما القائد الاخر, السيد مسعود البارزاني, فقد تبرع لحماية متهم اخر بتهمة أكبر سرقة في تأريخ العراق ولتقديم الدعم السياسي والامني له, ولمنع القانون من التحقيق معه.

واليوم, نقرأ الخبر المحزن المؤلم والمخيف من وكالة اخبار كردستان بإعلان الدكتور كمال سيد قادر اضراباً عن الطعام حتى الموت في سجنه في اربيل, بعد اصدار محكمة حكمها عليه ب 30 سنه سجن بسبب نشرة لمقالتين ضد القيادة الكوردية في اربيل و أتهمتة المحكمة بالتشهير و القذف!

والحقيقة ان هذا الحكم القرقوشي ليس بحاجة الى تعليق, ومع ذلك إسمحوا لي ان احكي لكم قصة نائب ضابط كان معي اثناء الخدمة في الجيش اثناء حرب صدام على إيران.
يوما ما قرر هذا النائب ضابط ان يجرب حظه للخروج من الجيش, وكانت وسيلته الوحيدة هي إرتكاب "جريمة" ما. وبعد السؤال والمداولة مع اصدقائه, قرر ان يحكي نكتة بذيئة فيها تشهير ب "عدي" أمام احد الجنود المتملقين, الذي اوصلها الى ضابط التوجيه السياسي كما هو متوقع. وفي المحكمة لم ينكر الرجل قوله, لكنه صدم ان الحكم الصادر عليه كان بالسجن ست سنوات بدلاً من السنتين التين كان يتوقعهما. تعجبنا وقتها للقسوة البالغة, والقضاة الذين ليس لديهم اي احترام لمهنتهم او لأنفسهم, وقارنا مع بلدان القانون والديمقراطية في العالم حيث تحكم مثل تلك المشاكل بغرامة مالية, او سجن لبضعة ايام.
لم يكن ليخطر في بالنا ان العراق عندما سيتحول الى "الديمقراطية" فأنه سيكون اقسى من جلاوزة عدي بخمسة مرات امام المتجرأين على حكامه, وان سيكون لديه قضاة ارخص من قضاته!

ما الذي كتبه الدكتور كمال ليستدعي كل تلك القسوة في الحكم عليه؟ لعلنا نجد جواباً في موقعه على الحوار المتمدن *** أو من خلال مقالتي السابقة: لماذا اعتقل الكردي الجريء كمال سيد قادر؟ ****:
حكم على الدكتور كمال سيد قادر بسبب التشهير. ولعل ما كتبه ادناه هو ما اعتبر تشهيراً:
"تجربتنا فى كوردوستان يجب ان تكون درسا لآخواننا فى ألوسط و ألجنوب بأن ألفساد ألأدارى أذا لم يتم أحتوائه منذ ألبدايه سيستحيل محاربته بعدئذ لأنه يصبح نفسه مؤسسة و هو يحكم لذا لم يعود هناك وجود لمن يستطيع محاربته. فى كوردوستان وصل بنا ألمطاف الى حد ألغاء حق ألملكية ألفردية و أحتكار هذا ألحق من قبل ألعائلتين ألحاكمتين فقط فى أمارة طالبانى عاصمتها ألسليمانية و أمارة بارزاني عاصمتها أربيل حيث أصبح كل ما نحصل عليه نحن ألشعب من رواتب أو أراض سكنية يعتبر صدقة من هذا ألرئيس أو ذاك او أبنائهم و أبناء أخوانهم و أخواتهم و حتى زوجاتهم.—" *****

لا يأمل الكاتب الجريء كمال سيد قادر اليوم, وهو يتضور جوعاً, ان يعامله البارزاني بمثل ما عامل المتهم باللصوصية من حفاوة ولا يريد منه عفواً اوحمايةً من العدالة, فكل ما يريده ويطالب به هو حقه بمحاكمة عادلة. وللدكتور كمال سيد قادر أسوة حسنة في ضحايا حلبجة ألّذين يأملون, كما جاء على لسان مركز حلبجة اعلاه, ان يعاملهم قائدهم ولو بالمساواة مع جلاديهم : " بنفس الشكل و دون تمييز"!

http://www.rezgar.com/camp/i.asp?id=47 *

http://wse69445.ta24.talkactive.net/Exbar-December/idah-chak-12-25.asp **

http://www.rezgar.com/m.asp?i=521 ***

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=49390 ****
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=23401 *****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي تداعيات إبطال محكمة العدل الأوروبية اتفاقيين تجاريين م


.. إسرائيل تستعد لشن هجوم -قوي وكبير- على إيران.. هل تستهدف الم




.. واشنطن بوست: تساؤلات بشأن مدى تضرر القواعد العسكرية الإسرائي


.. مسيرات تجوب مدنا يابانية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة




.. رقعة | كيف أبدل إعصار هيلين ملامح بلدات نورث كارولينا في أمر