الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكوك فلاديمير بوشين

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2016 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


نشر موقع حزب العمال الشيوعي الروسي مقالة للكاتب السوفياتي والروسي الفذ، والناقد الأدبي، والناشط الاجتماعي، والعضو في اتحاد الكتاب السوفيات فلاديمير بوشين (مواليد عام 1924) تحدث فيها عن مزايا وفعال رؤوس السلطة الروسية الحالية بمناسبة إقالة وزير التربية والتعليم الروسي المقيت دميتري ليفانوف وإحلال أولغا فاسيلييفا محله. وكانت صحيفة "زافترا" ("الغد") القومية اليسارية التي غالبا ما يكتب فيها بوشين قد وصفت هذه السيدة بأنها خريجة بضع كليات، وقامت بنشر أكثر من مائتي ورقة بحثية في التاريخ، وتحمل لقب دكتوراه دولة في العلوم... وكأنها عينت لتنقذ التعليم الروسي الحالي من الدرك الذي وجد نفسه فيه بعد سلسلة من "الإصلاحات" الليبرالية الخرقاء.
وقد تساءل بوشين عن السبب في أن أحدا لم يكن يسمع بها رغم كل هذا؟ أو يمكنه تسمية أي من أعمالها؟ وأضاف: أنا لا أتكلم عن احتجاج شجاع من قبلهاعلى الكابوس الذي تقوده السلطة الحالية في روسيا، على الأقل ضد تحويل أكاديمية العلوم إلى نادٍ بحسب الاهتمامات، ومع ذلك نجحت في الترقي في المناصب، واحتلت في الخمس السنوات الأخيرة منصبا هاما في الإدارة الرئاسية، أي عملت تحت إشراف سيرغي ايفانوف، هذا الصفر المطلق بالمعنى الإنساني والسياسي، والذي أيضا أقيل للتو من منصبه الرفيع. فهو سيذكر ليس فقط أنه كان ضد عودة شبه جزيرة القرم لروسيا كالكثير من الليبراليين أيضا، بل أنه في يوم 16 يوليو/تموز ساعد وزير الثقافة ميدينسكي Medinsky على تثبيت لوحة تذكارية لحليف هتلر، الجنرال في الجيش القيصري الروسي سابقا ورئيس فنلندا بعد انفصالها لاحقا مانرهايم، في لينينغراد التي كان حاصرها وجوّع أهلها مع النازيين... وتساءل بوشين عن الذي أعجب ايفانوف في فاسيلييفا هذه، وعما أمكنها أن تتعلمه منه؟
وأضاف: من الذي عيِّن الآن في مكان ايفانوف؟ نائبه المباشر انطون فوينو الذي لم يسمع به أحد في أي مكان باستثناء تالين عاصمة إستونيا (مسقط رأسه)، وهو الذي ابتهج لتعيينه رئيس تحرير جريدة "زافترا" بروخانوف باعتباره حفيد أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في استونيا! لكننا رأينا وخبرنا ما يكفي من أحفاد الأمناء وأبناء المارشالات هؤلاء. وما هو مدعاة للأسف أن مزايا كبار القوم لا تنتقل دائما لذريتهم. ويكفي أن نذكر نابليون بونابرت ونابليون الثالث.
وعن أسلوب بوتين ونهجه في التصرف ...الذي لا يرضى عنه ملايين المواطنين الروس الذين يعانون من الجوع والخوف الدائم على حياة أطفالهم وحياتهم هم.. قال بوشين: أنا أفهم معنى مختلف "المناقلات" التي يقوم بها بوتين: إنه خلق انطباعٍ بين الناس وكأنه يعمل بهمة ونشاط، لكن نشاطه هذا لا يؤدي إلى تغيير أي شيء في الواقع. فطريق الإصلاحات ضار جداً لروسيا، مع أن تصحيح التشوهات الرهيبة ضروري بطبيعة الحال. والعديد من الإصلاحات والقرارات والتعيينات الأخيرة بموجب "مراسيم مايو"، هو نفسه صاحبها. كيف لنا أن ننسي مثلا استرضاءه الأمريكان بالقضاء على المحطة الفضائية "مير" التي كان يمكن أن تعمل بعد لفترة طويلة، وتصفيته القواعد العسكرية السوفييتية في كوبا وفيتنام التي كانت تسمح لنا بالسيطرة على كلا نصفي الكرة الأرضية تقريبا. وهو نفسه من عين الوزراء المقيتين أمثال شفيدكوي (اشتهر كيهودي متصهين كارهٍ للروس حين كان وزيرا للثقافة)، وسردوكوف (وزير للدفاع الذي أقيل بفضيحة مالية وهو كان بائع موبيليا في السابق)، ثم وزير التربية والتعليم ليفانوف الذي أقيل بالأمس...
وكيف يصحح بوتين تلك "التشوهات الفظيعة"؟ هو يختبر صبر الشعب على الضغوط: إلى أي مدى سوف يصبر ويصمد؟" فبوتين موجود في السلطة فترة أطول مرتين تقريبا من سابقيه غورباتشوف ويلتسين اللذين أوديا بالبلاد إلى الهاوية. خلال هذا الوقت، كان من الممكن له فهم الكثير من الامور وتصحيحها. هناك على الأقل خطوة بسيطة جدا ورخيصة كان يمكنه القيام بها: رمي علم فلاسوف (الجنرال الروسي المتحالف مع هتلر) المثلث الألوان بعيداً. لكن بوتين لم يفعل، وكل هذا الوقت لم يفقه شيئا ولم يتعلم شيئا. دعونا نتذكر بعض التفاصيل البارزة. على سبيل المثال، في بداية فترة ولايته، بينما كان ذات مرة في مزرعة الرئيس الأمريكي، انهال على ركبتيه أمام كلب الرئيس وعانقه كما لو أنه يعانق ألينا كاباييفا (يقال أن هذه الرياضية الأولمبية سابقا هي عشيقة بوتين وولدت منه طفلا). وعندما انتخب رئيسا للمرة الثانية، أعرب الممثل الفرنسي دوبارديو شفهيا (الهارب إلى روسيا من الضرائب التي طالبته بدفعها الدولة الفرنسية)، وهو في مدينة سوتشي الجنوبية الدافئة، عن رغبته في الحصول على الجنسية الروسية. فما كان من بوتين، وهو رئيس الدولة العظمى، إلا أن أمر بأن توفر لهذا الفرنسي على وجه السرعة شقة من خمس غرف، ومنحه جوازاً روسياً حمله إليه بنفسه مهرولا إلى سوتشي. لكن ذاك الممثل لم يكن يعتزم أبدا أن يعيش في روسيا التي قال فيها في وقت لاحق: "روسيا حظيرة ذات رائحة كريهة!".
ولكن هناك حادثة حصلت مؤخراً هي أكثر خطورة من تلك بكثير، وقبل قيام أي "ميدان" في كييف (التحركات في ساحات كييف والتي أتت بالفاشيين إلى السلطة بدعم أميركي أوروبي). قال بوتين ان الاتحاد السوفيتي كان يمكنه أن يهزم ألمانيا النازية من دون أوكرانيا أصلا. وعلل الأمر على النحو التالي: "أعظم الخسائر تكبدتها في الحرب روسيا الاتحادية السوفياتية - أكثر من 70٪ من الخسائر. وهذا يعني أن الفوز في الحرب تم بفضل الموارد البشرية والقدرات الصناعية للاتحاد الروسي". هذا الكلام يقوله رجل دولة "اكتسب خبرة حاكم؟!!!". أولا، هذا خطأ صادر عن جاهل، لأن أوكرانيا لم تكن دولة مستقلة، حليفة لنا، بل كانت جزءا من كلّ هو الاتحاد السوفياتي. ثانيا، يجب أن يفهم الحاكم ذو الخبرة، كم هي مهينة هذه الحسابات في الواقع لأوكرانيا والأوكرانيين في روسيا. فبين الأوكرانيين وحدهم كان تعداد حمَلة وسام "بطل الاتحاد السوفيتي" خلال الحرب 2012 أوكرانياً.
ويرى بوشين أن بوتين يختبر حتى آخر الحدود مدى ما يمكن للشعب أن يتسامح مع إصلاحات عوجاء مجنونة أو أن يصطبر على مسؤول بلا نخاع"، فيأتي كالساحر على مسرح بهذا وذاك بين الحين والحين من الشخصيات الاستفزازية الخرقاء التي لا يُعرف من أي كُمّ استلّها والمعادية لكل ما هو روسي أمثال عازف الجاز المغمور والمبتذل شفيدكوي (يهودي) يسلمه وزارة الثقافة خلال أعوام 2000-2004 وينظر، ينظر إلى الشعب المغلوب على أمره من دون أن يرف له جفن، وأمثال تاجر الأسرّة المزدوجة سردوكوف صديقه من أيام لينيغراد، الذي يسلمه وزارة الدفاع خلال كل سنوات 2007-2012، ووزير التربية والتعليم الراسب في السنة الجامعية الثانية فورسنكو، الذي يكاد لا يعرف جدول الضرب فيبقى معجبا به خلال فترة 2004-2012، ثم يعين بعده ليفانوف أربع سنوات... ويتطلع إلى معرفة كم سيتسامح الشعب مع وجود هذا السيئ أو ذاك في منصبه. الناس تبدأ على الفور تقريبا في الاستياء ولكنها تصبر على الضيم.... ويضيف بوشين: "أنا لا أتحدث عن ميدفيديف، الذي يقوده وراءه، مثل شخصية أليكو Aleko عند بوشكين رابطاً إياه بجنزير مع دفّ منذ 12 عاما".
والشعب يعاني ويصبر. ولكن ها هو بوتين، بعد 4-8-12 سنة، يجري مناقلات، أي يقيل هؤلاء الأفراد المكرهين من قبلنا، ولكنه لا يحاكم أيا منهم على الأضرار التي ألحقوها بالوطن، بل يعطيهم مناصب لا بأس بها مرة أخرى. وجميع هذا يقدمه لنا بعضهم وكأنه حكمة من رجل دولة حاكم قدير.
لكن السلطة كانت في الواقع واقعة في خوف شديد على مستقبلها نتيجة الانتخابات التي جرت مؤخرا. ولذا بدأت حملتها الانتخابية في بداية العام بإلقاء القبض على الحاكم في أحد الأقاليم السارق خوروشافين Khoroshavin. وأعقب ذلك اعتقال الحاكمين غايزر وبييليخ وكبار المسؤولين في لجنة التحقيق ... ثم إقالة ايفانوف، وبعده ليفانوف، وتعيين المجهولي الإنجازات فوينو وفاسيلييفا.... وكل هذا لا شيء سوى أنه الخوف واتخاذ خطوات متشنجة قبيل الانتخابات. ولن أكون مندهشا إذا تمت إقالة ميدفيديف لاحقا، وهو الذي زكّى فاسيلييفا تلك. ولكن كل هذه الإقالات لن تغير شيئا. فقط عندما يحاكم "تشوبايس الأكبر" أمام المحكمة، ساعتئذ فقط سأرى أن من الممكن القول: "السادة في لجنة المحلفين، هو الجليد انكسر!!".
فلاديمير بوشين – الترجمة باختصار لمشعل يسار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النصر للروس
مرتضى السالم ( 2016 / 10 / 4 - 12:52 )
في الاحتفال بالنصر على النازية أواخر يوليو 1945 رفض ستالين أن يعزو النصر لغير الشعب الروسي وقال مصححا ..
ليس ستالين من انتصر الشعب الروسي هو من انتصر
اشربوا معي نخب الشعب الروسي العظيم
نؤمل أن يبقى الشعب الروسي عظياً كا رآه لينين وسنتالين
وألأ يلحق به بوتين العار كما في تدمير سوريا

أيها الشعب الروسي الحبيب رائد القوى العالمية إمنعوا بوتين يلحق بكم العار

اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن