الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تریدونها إسرائیل ثانیة ام دولة صدیقة

جبار قادر

2016 / 10 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هل تریدونها إسرائیل ثانیة أم دولةصدیقة؟

علی مدی نصف قرن سمعنا الکثیر من العرب یصفون أی نزوع کردی لتحقیق مطامحهم القومیة المشروعة بأنها محاولة لخلق إسرائیل ثانیة. وتلقف الأتراک والفرس هذە التسمیة أیضا بعد وصول الاسلامیین الی السلطة وتردي علاقاتهم الحمیمة مع إسرائیل، فأصبحت "إیکنجي إسرائیل" و "إسرائیلي دوم" من التعابیر المحببة في وسائل إعلامهم وعلی لسان سیاسییهم والقوی المرتبطة بهم في المنطقة. فیما مضی کانت إسرائیل الثانیة صفة تلصق بکوردستان الجنوبیة فقط، أما الآن فإنها أصبحت تشمل کوردستان الغربیة أیضا، وهکذا أصبحنا أمام أسرائیل ثانیة وثالثة. لم یخدم أحد في العالم إسرائیل کما فعل العرب وذلک عبر إعلامهم، فقد هول هذا الأعلام من قدرات إسرائیل الخارقة علی کل الأصعدة وأخذ ینسب کل ما یحدث في المنطقة والعالم الی إسرائیل حتی رسخ الصورة الأسطوریة لهذە الدولة الصغیرة. تصوروا لو قبل العرب بالتقسیم عام ١٩٤٧ وعاشت الدولتان الأسرائیلیة والفلسطینیة بسلام، هل کانت المنطقة ستدفع هذا الکم الهائل من الخسائر في الأرواح والثروات وفرص التطور والأزدهار؟. لقد حصل ما حصل ولا یمکن إعادة عقارب الساعة الی الوراء، المهم أن لا نکرر تلک التجربة المأساویة ونعیش قرنا آخر في صراع وحروب مع دول إسرائیل الجدیدة، کما یحلو للبعض أن یصف دولة کوردستان القادمة.
الأمر عائد الی أصدقائنا العرب في أن یجعلوها دولة صدیقة تتطلع الی التعاون علی جمیع الأصعدة لما فیه خیر الجمیع وکما تتعامل الدول المتحضرة مع بعضها، أو یحولوها الی دولة معادیة في صراع مستمر معهم، تضطر لمواجهة عدوانهم الی التحالف مع إسرائیل وغیرها من الدول المعادیة للعرب وهم کثر. الطریق الی ذلک واضح ولا یحتاج عقلاء القوم الی عناء کبیر لکشفە، وقد بدأنا نقرأ لبعض مثقفیهم وسیاسییهم ما یشیر الی إدراکهم لهذە الحالة ویعبرون عن وجهات نظر متفهمة للحالة الکردیة وضرورة التعامل العقلاني معها والأبتعاد عن ما یلحق یضر بجمیع الأطراف. أما الذین أعماهم الحقد والأفکار الفاشیة فلا یهمنا رأیهم ولا مواقفهم، فقد بدأت الشعوب تلفظهم ولا تستمع لترهاتهم بعد أن تسببوا في الکوراث و الحروب التي دمرت بلدان المنطقة وأوصلت شعوبها الی هذە الحالة البائسة. من المؤکد أن الطریق الی ذلك یمر فقط عبر الأعتراف الصریح بالحقوق الکردیة کاملة دون مواربة والأبتعاد عن المؤمرات مع القوی التي لازالت تعتقد بأنها تستطیع قمع الشعوب المتطلعة الی الحریة الی مالانهایة. کما أن محاولة التشبث بالمناطق التي حاولت الأنظمة المتعاقبة تعریبها وإستقطاعها من الجغرافیا الکردیة ستکون سببا لصراع طویل یستنزف طاقات وإمکانیات الجمیع وتؤدي الی مآسي وکوراث جدیدة.
یقول میخائیل لازریف، أحد أشهر المتخصصین في الدراسات الکردیة، والذي قضی عمرە کله في البحث في القضیة الکردیة وتعقیداتها وترک لنا مجموعة من المؤلفات العلمیة الرصینة، التي لا یمکن لأي باحث جدي في القضیة الکردیة أن یتجاوزها، قال: بأن حزمة المشاکل الکردیةتدور کلها حول هدف أساسي ورئیسي واحد، وهو حق الشعب الکردي في تقریر مصیرە وإقامة دولة کوردستان المستقلة، هذا هو جوهر القضیة الکردیة التي ظهرت قبل قرنین من الزمان علی المسرح السیاسي في الشرق الأدنی. من هنا فإن فکرة إستقلال کوردستان لیست بنت الیوم أو البارحة کما یعتقد المستجدین في عالم الصحافة والباحثین أو سیاسیی الصدفةفي العراق غیرە من دول المنطقة .
لقد أثبت الکرد خلال العقدین الماضیین بأنهم قوم لا یریدون نبش الماضي والثأر من الذین ساموهم سوء العذاب، بل لدیهم روح التسامح والصفح الی حد السذاجة عن کل من أساء بحقهم ودمر دیارهم ونهب ثرواتهم. وهم بالمناسبة لیسوا کذلک مع أبناء جلدتهم، ولکن هذا أمر یخصهم وحدهم یحترق بنارە کل من حاول اللعب به من غیر الکرد. فأیاکم أن تهلهلا للمناکفات السیاسیة الکردیة، فالشعب الکردي یتوحد دون تردد في لحظات الشدة بوجە من یحاول إستعبادهم من جدید.
من المهم أن نذکر الأصدقاء بأن الکرد أثبتوا للجمیع خلال العقدین الأخیرین بأنهم یستطیعون التعایش بسلام حتی مع الذین کانوا یهددونهم بالویل والثبور. ولا بد أن الجمیع یتذکرون تهدیدات صدام حسین لهم في تسعینات القرن الماضي وحتی سقوطە المدوي في التاسع من نیسان ٢٠٠٣. کما أن التهدیدات الترکیة لم تدع الکرد یفقدون التوازن أمام عنجهیة جنرالاتهم، ولم تمنعهمفیما بعد من بناء علاقات إقتصادیة وسیاسیة مفیدة معهم، عندما تخلوا عن خطابات التهدید وبدؤا یبحثون في تحقیق مکاسب إقتصادیة متبادلة. لازال الملالي في طهران یلعبون علی الحبال ویحاولون الأستفادة من الأجواء المتوترة في المنطقة، ولکن مستقبلهم مظلم في المنطقة کلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران