الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبق العشاء الأخير.

مختار سعد شحاته

2016 / 10 / 4
الادب والفن


قالت المرأة للرجل، بأن العشاء ليس جاهزًا كالعادة،
وأن غسالة الملابس قررت أن تكف عن الدوران، واشترطت ألا تُغسل فيها ملابس تحمل عرق الرجل، ومنديل المرأة الورقي...
كان المطبخ من حولها محاطًا بسور من أغنيات يبثها الراديو الموضوع في رفٍ علوي، وصار مدمنًا صوتها حين تشاركه بعض الأغنيات...
المرأة كانت في الصباح تسمع أنغامًا تساعدها في استمالة الأشياء من حولها؛ فتزيد نار الموقد اشتعالاً، ويجتهد خلاط مرارتها في تدجين السكر، والمرأة تخاف أن يهزمها "السكري"..
وتدعو الله كل صباح أن يساعد "الشفاط" أن يطرد بعض دخان سيجارته المشتعلة على الدوام في المطبخ كلما يدخل إليها يحاول استمالتها ليعرف نوع الطعام المقدم، وأي الملابس تكون مناسبة في أمسية الليلة...
صوت فيروز يغني ويملأ أطباق الطعام منكسة الوجه، ولا يغادرها، ويقرر أن يحل محل الأرز والمعكرونة، ومرق الدجاج... ، وفجأة تشعر أن الحكايات التي تحكيها له ربما تحتاج بعض التعديلات على تفاصيلها...
- "العشاء ليس جاهزًا، وأطباقي مملوءة بصوت فيروز"
ينهض الرجل مستأذنًا أبطال رواية يقرأها، كان بطلها في طور تبرير وشرح لأسباب انتحاره المباغت للقارئ، وكيف أحب التحول إلى ذلك الطيف...
يمد يده نحو طبقها الأول، فيغني (أُكتب اسمك يا حبيبي)؛ فيجلس إلى الطبق، حتى إذا ما انتهت أغنية، سار نحو طبق جديد...
- "حبيتك في الصيف.. حبيتك في الشتيّ"..
يعود الرجل بعد أيام، يسألها وجبته الجديدة، فتخبره أن مطبخها لم يعد يطبخ أصناف طعامه المفضلة...
يتحرك نحو المطبخ، ويتكور أسفل طبق صغير في وضع الجنين، وتبدأ فيروز الغناء من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?