الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتشف لاوعينا كل ليلة حين ننام ليعود وعينا ليسلبنا لائه حين نستيقظ!

دعد دريد ثابت

2016 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يؤكد المختصون من العلماء والأطباء وغيرهم، من أن النوم هو راحة الإنسان من ضجيج وعيه والعالم ليأخذ نفساً من بضع سويعات للهروب وتجديد الطاقة الجسدية والنفسية للإنسان.
برأيي وقناعتي بعد تجربتي الشخصية، أن النوم بلاء وكارثة. فهو يسبر بنا الى عوالم الرموز العبثية، الى بواطن الأنا السرية، الى أصول كل شئ وبدون أن نستطيع أن نمسك ببداية أي شئ ونفكك جزيئة الوعي الأولى. بل تزداد الأمور غموضاً كما لو أننا نشم رائحة ولا نتذكر أين شممناها هل كانت رائحة حنان أم عبير ذكرى أول وعي لحزن يكون عذراً لدموع ذرفناها؟
أو نرى شخصاً ولانعرف لماذا هو مألوف بالرغم من أننا على يقين أننا لم نلتقيه سابقاً في وعينا الذي يزيف لنا الكثير من الحقائق بل ويخفيها عنا، وبالرغم من نسيان وعينا له، يبقى أليفاً بوجهه أو بإيماءته أو رائحته ولا نعلم لماذا؟
او حين نحاول بأقصى جهدنا تذكر مفردة بساعة غضب أو إنفعال لحبيب أو قريب ظننا أنه أقرب الينا من ظلنا بل هو الروح بعينها، ولاتسعفنا الذاكرة عن إيجاد هذه المفردة اللعينة والتي نعتقد أنها ستختزل كل جرحنا فيها ووهم ظننا بأننا أخيراً وجدنا معنىً لنهاية غربة الأنا!
أو إسم شخص فارقناه منذ زمن لظروف التغرب القسرية والحروب عبث الإنسان اللاواعي لوعي ماهو آل اليه. شاركنا بعضاً من أفراحنا وأتراحنا، هكذا وبكل بساطة ننسى اسمه. وكان اسمه في يوم مضى بعيد بزمننا المحدود الأفق وجزء من لحظة تهزأ بنا، من عمر هذا الأزل، مقترن بنا وبجذورنا التي ظنناها كذلك.
فكلما أظن أنني سأصل بنومي أو موتي المؤقت، لفك رموز مسمارية هذه الإحلام. أصرخ وأتجادل معي أحياناً بصوت عالٍ، أضحك وأبكي لأستيقظ بعدها، وأنا في البداية، منهكة قلقة كما لو كنت بدولاب الهواء. مرة أترك وعيي ليتسلمني لاوعيي، والعكس صحيح. وهكذا دواليك، أبقى معلقة بين سماء وأرض تختلط الوانها وتمتزج ولا تنطبقان أبدا بالرغم من هذا الإمتزاج. حائرة مابين محاولة فهم وإدراك ذاتي، على الرغم من بساطتها لأول وهلة، ولكن حينما أفككها لأعي أسباب كل ذلك، أعود لنفس المأزق والصراع من الدوران حولها بدون الوصول لنتيجة، بالرغم من حاجة الجسد لهذا النوم اللعين ليعود اللاوعي ليسيطر علي ويملؤني ضجيجاً، هو أسوأ من ضجيج العالم ووعيه أحياناً.
لعل نقطة إلتقاء الوعي باللاوعي وبداية إدراك مغزى إن كان هناك مغزى، لعبث أو نظام هذه الرموز ستكون في حالة إعلان أحدهما الإستسلام، وذلك بعد أن يموت الجسد ويعلن إنسحابه التام. ليعود سرداب ذكريات هذه الحياة وحيوات أخرى قد عشناها ونسيناها. ربما نكون قد ولدنا ومتنا لمرات لاتحصى وبعمر الأزل. وربما سنفهم ولو للحظة قصيرة لنولد مرة أخرى ونعود فننسى ونتبادل الأدوار كممثلين على مسرح الوجود السرمدي وكل ممثل نسي أنه أدى هذا الدور أو ذاك ليعود ويؤديه بنفس الهمة والإندفاع ليكون الأفضل أمام حشد متفرجين بولع وبعيون متألقة فضولية وكلها آذان تقطع أنفاسها لئلاً يفوتها مشهد يظنوه مشهد الخليقة الأولى وماهو الا تكرار يداومون عليه مرة بعد أخرى.
وبخفي حينين، استسلم لأعود وصراعي الجدلي مع الأنا بكل عبثها ونزقها بعد كل غفوة أو لعله صحو. لا أعلم فقد أختلط عليّ الأمر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار