الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق مسافر( 4)...ثلاث محطات كردستانية ..ورابعة في مدخل بغداد الشمالي .

حسن كعيد الدراجي

2016 / 10 / 6
الادب والفن


المحطة الرابعة / دائرة الاحوال المدنية : وجدنا من خلال السفر الى اقليم كردستان ، أن الطريق البري بين بغداد وكركوك ، الذي سلكناه مرتين ، مرة في الذهاب ، وأخرى في الإياب ، هو طرق تكثر فيه التحويلات ، التي يشار اليها ب( المؤقتة ) ، وهوطيق متآكل ، ضيق ومتهالك في غالبيه المكانية ، مليء بالحفر والمطبات والتخسفات ، التي يبدو أنها ناتجة عن تأثير اوزان الحمولات الزائدة وغير الطبيعية للمركبات الكبيرة ( التريلات ) في الطريق ،وقد بدأ العمل منذ سنوات بأنشاء طريق بديل ، محاذي له ، وقد تضرر هو الآخر قبل اتمام أنجازه ؛ بسبب العيوب التي رافقت مواصفاته الهندسية غير الدقيقة . وطريق بغداد / كركوك مزدحم دائما ؛ بسبب توقف الشاحنات وحوادث السير ، كما ان بعض الجسور والطرق التي فجرها الارهابيون ، لم يعاد اصلاحها ، ولم تؤهل بالشكل المطلوب ، وان هذه الاسباب مجتمعة تؤدي دائما الى تأخير السفر ، وزيادة المدة المحددة التي تقطعها المركبات في بلوغ الارب ، إذآ فالطريق يحتاج الى سرعة الاصلاح والترميم والاكساء ، كحل آني ليس ألا . خلال تنقلاتنا وجولاتنا في اقليم كردستان ، كان الشيء اللافت ، الذي عكر أجواء النفس ، والذي ضيق مساحة الشعور بالراحة والارتياح ، هو طول الوقت الذي نقضيه في الانتظار أمام السيطرات العسكرية والامنية المنتشرة بين مدن الاقليم ، وقد جرت العادة ان يذهب المرشد السياحي حاملا معه اوراق السفر الرسمية والمستمسكات الثبوتية ، مع هويات الاحوال المدنية لكل المسافرين ، ويعود بمعية احد رجال الاسايش الذي يقوم بمهمة مطابقة كل هوية شخصية مع صاحبها ميدانيا ، ثم يغادر السيارة ، سامحا لسائقهابمواصلة المسير ، هذا ما كان يحصل في اربيل ودهوك ، أما في السيطرة الرئيسية لمدخل بغداد الشمالي ، فقد عاد المرشد السياحي الى السيارة ، بعد ان استصحب معه أحد رجال الامن ، وكان هذا يحمل بيده هويات الاحوال المدنية للمسافرين ، وما ان صعد الى السيارة ، حتى نادى على احد المافرين بأعلى صوته: أين فلان ؟ وكان فلان هذا هو( أنا ) فقلت : ( الحمدلله طلع اسمي ) ، فأذا به يوجّه لي سيلا لا ينقطع من الاسئلة ، وهومنهمك في النظر بهويتي التي يمسكها بيده ، وانا أرد على أسئلته ، كاتلميذ مجتهد ، حرص على متابعة دروسه ، لم يكتف صاحبنا رجل الامن بجهده هذا ، بل طلب مني أن اترك مكاني وأحضرأمامه حيث يقف بجوار السائق ، فأذا به يضع أصبعه على اسم دائرة الاحوال المدنية المثبة في اعلى اليمين من الهوية ، قائلا : (( لعد هاي شنو )) ، فأجبته بالتفصيل الممل ، الا انه بعد ان ترك السيارة نازلا بدى انه غير مقتنع بما قلت . ذكرني هذا الموقف ، بما رواه لي احد الاصدقاء المخضرمين ايام زمان ، وكان يعمل في المجال الاستخباراتي والامني ، قال والعهدة عليه : انتظمنا في دورة تطويرية امنية ، وقبل ان يبدأ المحاضر حديثه ، رفع بيده علبة سكاير ( سومر ) كانت موضوعة امامه ،وبادرنا بالسؤال : هل تعرفون ما هذه ؟ وهنا جاءه الجواب على الفور بصوت واحد وبكل ثقة ، انها علبة سكاير سومر ..عندها ضحك السيد المحاضر ، وقال : (( تنقصكم الخبرة وتعوزكم الدقة والموضوعية والحس الامني ، الغوص في بواطن الامور مهم لعملكم ، دققوا ، ثم تيقنوا تماما ، قبل ان تصدرو الاحكام )). وا تضح لنا بعد ذلك ، انها علبة طباشير وقد لصق عليها غلاف علبة (( السومر )).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري