الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الجزائر دولة فرانكفونية؟.. - أرقام و حقائق-

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الجزائر تحتل المركز الثالث في العالم "الفرانكفوني" و 11 مليون جزائري يتكلمون بلغة ديغول..
---------------------------------------------------------------------------------------------------
هل الجزائر دولة فرانكفونية؟.. - أرقام و حقائق-
(اسْتِثْمَارُ اللُّغَةِ أم الإِسْتِثْمَارُ فــِي اللُّغَةِ..أيُّهُمَـا أوْلــىَ بالاهتمَام؟ )
------------------------------------------------------------------
ما تزال قضية "الفرانكفونية" في دول العالم الثالث التي عاشت تحت نير الاستعمار الفرنسي تثير اهتمام الباحثين الأكاديميين، خاصة موقف الجزائر من إعلانها الإنظمام إلى المنظمة العالمية للفرانكفونية باعتبارها تحتل المركز الثالث في العالم الفرانكفوني، في ظل الصراع اللغوي الواقع بين اللغة العربية و الأمازيغية و بين الفرنسية و الإنجليزية ، و لهذا يرى باحثون أن التعددية في المرجعيات توجب الحفاظ على اللغة الأصلية و صيانتها، لأن الأمم التي تسمح بالتلاعب بلغتها و جوهرها لا يمكن أن يكون لها مكانة في المسيرة الطويلة
---------------------------------
قال ابن تيمية: "إن اللغة العربية ليست ملكا للعرب، و كذلك الدين ليس ملكا للعرب"، و لعل هذا الكلام ، شجع العلماء المستشرقين، في تعلم اللغة العربية قراءة و كتابة، و اهتمامهم بتوثيق التراث العربي الإسلامي، ليس حُبًّا في العرب و المسلمين، و إنما ، لأنهم عرفوا قيمة اللغة العربية و قدراتها و كيفية اكتسابها، غير أن الخلط الموجود بين تعلم لغة الحياة اليومية أي لغة الخطاب اليومي و اللغات الأجنبية، راجع إلى عدم تطوير علم "الترجمة" لفتح المجال أمام موارد معرفية جديدة، حيث طغى الجانب التجاري على التكوين في اللغات، و أصبحت فيه اللغة تحت سيطرة العرض و الطلب، فكان القطاع الخاص شريكا في الاستثمار في اللغات ، فكان له انعكاسات على النمو الاقتصادي، فالمشكلة اللغوية أحدثت أبعادا سياسية قوية، و انقسمت إلى اتجاه عروبي و فرانكفوني، حيث شهدت الساحة المحلية سِجَالاتٍ و صراعاتٍ سياسية و حملات شرسة على اللغة العربية و الأمازيغية كلغة ثانية في الجزائر، كانت من نتائج هذه الصراعات أن تكون اللغة الفرنسية في الصدارة.
كثير من الكتابات التي دأبت على الدفاع عن لغة الضاد، أو لغة القرآن إن صح القول تشير أيضا هناك من الغربيين من عرفوا قيمة اللغة العربية، أكثر من العرب في الوطن العربي كله، بدليل أن الغرب استثمر في اللغة العربية و أدخلها في برامجه ( مايكروسوفت، و في الهواتف الذكية، و حتى في الونداوز و..الخ)، و يرجع هذا الاهتمام لكون اللغة العربية ليست غريبة في الغرب و لكنها مهمشة لصراع فكري حضاري، و الجزائر كنموذج و موقفها من المنظمة العالمية للفرانكفونيةOIF عن طريق وكالاتها المنتشرة عبر العالم، خاصة و أن الدراسات الميدانية تشير أن إفريقية أكبر قارة فرانكفونية بنسبة 45,7 بالمائة، و الجزائر كنموذج ، فقد احتلت المركز الثالث في العالم الفرانكفوني، و حسب الإحصائيات الميدانية ،فإن 11 مليون جزائري يتكلم بلغة ديغول، أي 33 بالمائة من نسبة السكان، ممّا أهَّلهَا بأن تكون دولة"فرانكفونية"، أي أن اللغة الفرنسية لم تعد أجنبية في الجزائر، كما تشير الأرقام أن الجزائر استهلكت في سنة 2015 قرابة 17 مليون أورو في مجال الصناعة اللغوية و بالخصوص قطاع الترجمة، مقارنة مع السنوات الماضية ، حيث لم تكلف ميزانية الدولة سوى 8,4 مليون أورو، ما أدى إلى تضييق مجال القراءة و الإطلاع على الجديد في المجال الأكاديمي، و هذا يتطلب التفكير الجدي في وضعية الفرنسية في الجزائر من الناحية السوسيوثقافية و السوسيو لوجستيكية، لاسيما و الجزائر عبرت عن استعدادها الانضمام للمنظمة العالمية للفرانكفونية، من خلال خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعا فيه إلى الانفتاح على العالم الخارجي.
تبقى مسألة "استثمار اللغة و الاستثمار في اللغة" ، موضوع نقاش بين اللغويين، كون الاستثمار في اللغة يعني ترقيتها، عكس استثمار اللغة التي تكون عادة وسيلة لجلب الربح، و الدليل على ذلك الانتشار الواسع لمراكز تعلم اللغات الأجنبية التابعة للقطاع الخاص سواء كان هذا الربح ماديا أو معنويا ( النهوض بالتنمية البشرية)، فلا يستثمر في اللغة إلا من كان يوظفها و يعرف قيمتها، الباحثون اليوم يرون أنه وجب الاستثمار في القاموس المدرسي حتى تصبح اللغة العربية الفصحى لغة الحياة اليومية و تتداول في العقود الإدارية، و بهذا يمكننا الحفاظ على اللسان العربي، و إنقاذه من التغريب، لأن القاموس للمدرسي وحده الذي يزود القارئ بالمعارف و المفردات، في المقابل وجب على واضع القاموس اللغوي أن يكون مشرعا لغويا و قادرا على سدّ الثغرة التي امتاز بها قطاع اللغة الأجنبية التي أخذت مكان اللغة العربية في الإدارة، و الجدير بالذكر أن مجمل اللغات الموجودة في العالم توجد في لغة الاختراع، لكنها غير مستعملة في اللغة اليومية، فالكثير من المصطلحات نعرفها فقط في لغة الاختراع، و بالتالي فإن واضع المصطلح هو المبتكر ، كما أن معظم القواميس و المعاجم لا تجاري ما هو جديد من المصطلحات.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |