الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية، الطراز العراقي

كهلان القيسي

2005 / 12 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


إشتراك السُنّةِ في إنتخاباتِ العراق الأخيرة رُحّبَ به مِن قِبل إدارة بوشِ ومؤيديه واعتبروه كنصر عظيم للمجهود الحربي والدليل القاطعِ بان دمقرطةِ العراق مشروع ذو قيمة يستحق المتابعة - لَكنَّه تبين إن الأغلبيةِ الشيعيّةِ لا تُوافقُ. فقد طَردوا مؤخراً حوالي 100 مِنْ أعضاء قائمة الحزبِ السنيِ يُدرجونَ على أساس أنَّهم كَانوا مقربين جداً إلى نظامِ البعث السابق. تخيّلْ إذا الجمهوريين إستطاعوا مَسْك قبضةِ السلطةِ القضائية، وينالون من الديمقراطيين بَرْميِهم خارج الحلبة التي هم فيها، مع ذلك، يبقى الحزب التقليدي للإتحادِ..
عشرات آلاف الناخبين السنّةِ خَرجوا إلى الشوارع للإِحْتِجاج على ما وصفوه بالتزوير الهائل في الإنتخابات ِ:حتى إذا بَعْض السُنّةِ واصلوا مقاطعتَهم للعمليةِ، في يوم الإنتخابات في العراق، فان الجثث ستنهض مِنْ القبور وتُصَوَّتِ. حسب قول صحيفة الواشنطن بوست، "وائل عبد اللطيف, مرشّح على قائمةِ علاوي في مدينةِ البصرة الجنوبيةِ، قالَ بأنّه في إحدى مراكز المدينةِ الإنتخابية، كان هناك إقتراعان بأسماءِ رجل وإبنه. ظَهرَ ان كلاهما ميتين. وقد بين المسئولون الأمريكان، بالإضافة إلى الناطق بلسانِ الحزبِ السنيِ، بأنّ التهديد من قبل المليشيات الشيعيّةِ والكرديةِ كَان على نطاق واسع جدا.
مرةً أخرى، الأطراف الإيرانية الولاء،المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والدعوة – "اكَتسَحت" الإنتخاباتَ، وقَدْ يكون لَهاُ مقاعدُ كافيةُ في الجمعيةِ حتى لتَشكيل حكومة جديدة بدون إشتراكِ الأكراد أَو المجموعاتِ العلمانيةِ، بالرغم مِنْ نداءِ آية اللهَ السيستاني ل"حكومة وحدة وطنية." أما الأطراف العلمانية، تحت قيادة إياد علاوي المدعوم من قبل الولايات المتحدة، أدّى إداءً سيئاً، في الإنتخابات حصلوا تقريبا على 8 بالمائة. أما أحمد ألجلبي، إبن المحافظين الجدد المفضّل، حَصلَ على النِصْفِ بالمائة في منطقةِ بغداد، وحزبه قَدْ يَصفّي بدون مقاعدِ في المجلس التشريعي الجديدِ.
أيضاً، مرةً أخرى، التركمان وعرب كردستان مُنِعوا مِنْ التصويت بأعداد كبيرة، ليَضْمنواُ أغلبياتهمَ الكردية الممتازة في الجيبِ الكرديِ الشمالي الغربيِ - ويُثيرُ النزاعَ المتصاعدَ على السيطرةِ كركوك الغنية بالنفطِ.
الفكرة بِأَنَّ هذا الإنتخاباتِ كَانَت سَتصْبَحُ مَعْلَم على الطريقِ إلى الديمقراطيةِ الأصيلةِ في العراق لم تعطي ذلك الإحساسَ أبدا، ومن نظرة لنَتائِجِها تَجْعلُ الأمل لدرجة أقل. العراق على طريق إلى الحرب الأهليةِ الشاملةِ، والإنتخابات، بدلاً مِنْ أنْ تغطّي الإنقساماتَ العرقيةَ والدينيةَ رسختهما فقط. أما التمرّد، بدلاً من أَنْ يُتقلص، لَهُ الآن شَكوى جديدة- التزوير الهائل للانتخابات- لتَحشيد قواتِه حوله ويستقطب مُجنَّدين جدّدَ . أما الإيرانيون، من جهتهم، دَعمَوا ومدّدَوا تأثيرَهم المُتزايدَ حتى، يَضْمنونُ عملياً، نصرِ من خلال الأطرافِ المدعومة من قبلِ طهران مثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراقِ والدعوة، ذلك العراق "الديمقراطي" قريباً سيصبح "جمهورية إسلامية." لا عَجَب الإيرانيون يَنْعقونَ الآن بأنّ الإنتخاباتَ كَانتْ نصر ل"الخمينية." شكراً إلى الإحتلالِ الأمريكيِ، والنصر اللاحق للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراقِ، الدعوة، والراديكاليون الصدريون بل أكثر من ذلك إيران الآن عملياً مسيطرة على الحكومةِ العراقيةِ
بحسب الظاهر، هذا يَبْدو مثل تطوير إفَاقَة غريبةِ. مع ذلك، ألَيس الإيرانيون أعدائنا المهلكون؟ ألَنْ تَشْجبَهم الحكومة الأمريكية على أساس يومي كتهديد مُريع إلى سلامِ الشرق الأوسطِ؟ نسَمْع المسؤولين الأمريكان يُخبرونَنا، إن إيران على وشك أن تُصبحُ قوة نووية وتَسْقطُ بسرعة في أيدي الراديكاليين المجنونينِ، مثل الرئيسِ المُنصَبِ حديثاً، الذي دَعا إلى على ما يقال يَمْسحُ إسرائيل من الخريطة.

إذا نَتراجعُ، ونَنْظرُ إلى ميزانِ القواتِ في المنطقةِ، هناك منطق مؤكد إلى الإستراتيجيةِ الأمريكيةِ. إنّ نشوء دولة شيعيّة كبرى في وسطِ الشرق الأوسط ذو الغالبية السنيَّة المسيطرة سابقاً يَعْني بأنّ العالم الاسلامي منقسمُ ضدّ نفسه - النتيجة التي يُمْكِنُ أن تكون مُفضّلة فقط لدى الصليبيين المحتلين. إنسَ المواصفات البريطانية حول "الديمقراطيةِ" و"الحرية، "ونظرة فقط في ما حماقةِ سياستِنا تُنجزُه في الحقيقة: حرب أهلية دينية إقليمية، نزاع لانهائي، وفرصة للتدخل العسكري الأمريكيِ المستمرِ على مد البصر. إنظرْ ما بعد العراق: إلى سوريا، وحتى إلى العربية السعودية، حيث الشيعة متململون في محافظةِ الحجاز الغنية بالنفط ويُمْكِنُ أَنْ تُشكّلَ قاعدةَ تتحرّكُ مستقبلاُ لزَعْزَعَة الحكم الملكي السعوديِ. إنظرْ إلى لبنان، حيث نفس نوعِ الإنقساماتِ العرقيةِ التي تربكُ العراق اليومِ: ذلك مستقبلُ العراق، ومُعظم المنطقةِ. تحويل الدول العربيةِ الإسلاميةِ الحاليةِ، إلى فتات حرب أهلية إقليمية،، وبالطبع، تواجد عسكري أمريكي متعجرف ودائم لمَنْع القدر مِنْ الفَيَضَاْن - هذا ما نحن يَجِبُ أَنْ نَنتظره ،وهو لَيسَ جميلَ.

الكاتب :جوستن ريموندو
المصدر:www.antiwar.com
ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه