الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوميديا المحاكمة

ليلي عادل

2005 / 12 / 28
حقوق الانسان


أنتظرت كثيرا" وغالبية العراقيين يوم محاكمة طاغية لم يصنع التاريخ له مثيلا ..لأن الظلم الذي مارسه على العراقيين و غيرهم ممن طالتهم يده الملطخة بدماء الأبرياء لم يشهد التاريخ له مثيلا ..ترقبنا بحرص بدء هذه المحاكمة , حين أطل علينا عراقي أسمه رزكار ..ليقود المحاكمة ..ذاك العراقي الذي أعرفه (وفي الواقع أنا ليست لي معرفة به)العراقي الذي كنا نسمع بصفاته من أهلنا فجيلنا و من بعده لم نشهد له شبيه الا ما ندر , رجل قانون عادل فسّر لنا معنى العدالة و الحكم تحت قانون حقوق الأنسان حتى لو كان المتهم هو صدام و أمثاله وهم بعيدون كل البعد عن صفة الأنسان أو حتى الحيوان فهم مخلوقات من فصيلة خاصة ..تفننوا في سلب الأرواح و التجويع و الترحيل و أهانة شعب كامل و تحويله الى أداة تنفذ أرادة شخص واحد واليوم أكتشفت في هؤلاء موهبة جديدة تضاف الى مواهبهم في القتل و التعذيب و الكذب المكشوف ..هي صفة الحس الكوميدي فكلما تحدث صدام أو أخيه (عزرائيل) برزان أنفجرنا أنا و من معي ضحكا" لدرجة الهستيريا , رغم الألم الذي كان يعتصر قلوبنا و نحن نستمع الى الشهادات المؤلمة ..التي كنا جزءا" منها ..أقول ضحكنا حين رمى صدام الطز التي زلزلت أمريكا بنظره طز قالها لبوش و بيريز و لا أدري لم نجى شارون من طزه العظيمة ..و فعلا" عظمها بعض أصحاب العقول الصغيره و المؤمنون بالحرب اللغوية ..أما برزان فكان أنشط كوميديا" و تغلب على أخيه بل كما يقال في الفن فقد تغلب على نفسه ..حين تسائل ...كيف ان هذا الشعب الذي قتل بالأمس الملك فيصل الثاني ..وو حتى وصل الى قتل عبد الكريم قاسم ..و اليوم يحاول النيل من السيد الرئيس ..ها هو اليوم برزان يطالب بدم الزعيم ..و بالمناسبه أتت حقبة في زمن صدام منع فيها أستخدام كلمة ملك أو زعيم في الأدبيات و التعليم ..
كما أن الحمل الوديع برزان يقول : الشعب العراقي يعرفني كم أنا منصف و عادل و أعطي لكل متهم حقوقه كاملة ..و نحن العراقيين نعرف ماذا كانت هذه الحقوق .من بسط و كيبلات هذا غير دوامة العذاب التي تطال القريب من كل الدرجات للمتهم ..
ثم يأتي دور المحامون الذين نزلوا علينا من كوكب آخر حين سألوا المشتكي هل قدمت شكوى عما حصل لك ...تخيلوا ان أحد الضحايا يذهب و يقدم شكوى لأنه أعتقل و عذب و شردت عائلته دون سبب ..هؤلاء لا يعلمون ان أبسط طلب لوظيفة أو دراسة في دولة صدام كانت تحتوي على سؤال , هل لديك أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة ..معدومين , فأذا كانت الأجابة نعم ..فأقرأ السلام على طلبك ذاك .
هذا الوهم الصدامي مازال مسيطرا" حتى اليوم على بعض العقول المغلقة ...فأتمنى لهؤلاء الشفاء من مرضهم ..أو لينتحروا لأن ليس لبطلهم خلاص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط