الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجوكر ولعبة السياسة

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2016 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الجوكر ولعبة السياسية
المتداول بين الناس ان الجوكر تعبير لحالة متفق على فهم مغزاها في اوراق اللعب وعددها 52 ورقة + الجوكر ، و لكن هذا المغزى لا نشخصه في مفهومه الا من خلال الرسوم الهزلية لأنه شخصية خيالية افتراضية محصورة في اللعب والتسلية ، وغالبا ما يعطى للجوكر قيمة عالية في قوانين ورق اللعب وعادة ما تكون تلك القيمة خيالية بعيدة عن السياق النمطي للعبة ويحق للجوكر هذا الامتياز لكونه جوكر ولا يحق لباقي فئات الورق ان تتمتع بهذا التميز.
فهو لا ينتمي الى اي مجموعة ولا الى اي سلسلة رقمية ولا الى اي عائلة ، اذن هو ذو خصوصية بعيدة عن خصائص بقية المجموعات وبالتالي سمح له في الواقع الافتراضي ان يتغير و ينقلب من دور لأخر ليتشارك مع من يحصل عليه فيضعه بديلا عن اي عنصر غير متواجد في مكانه الطبيعي وقد يطرد الجوكر بكل سهوله اذا ما حضر العنصر المفقود ليحصل على موقع جديد لعنصر جديد مفقود ايضا ، ذلك لأن الجوكر عرف على انه شخصية عدمية (nihilistic) وجوده عديم القيمة و خالي من أي معني حقيقي لذلك فهو يوضع في المكان الذي يريده من يماكه ليحظى فيه الجوكر بقيمة وقتيه كاذبة ومكان بين الصنوف والمجموعات ذات القيمة الحقيقية و ليعترف به الاخرون. والاهم من هذا كله فان عدم وجوده لا يعني شيء ضمن الترتيب النمطي ، و الاستغناء عنه لا يعني شيء فهو من منظور اخر نكرة يستطيع مالكه ان يحشره في اي مكان يريد.
ومن هذا الواقع الافتراضي يمكن ان نحاكي واقعنا الحالي في السياسة الدولية والادوار السياسية المؤثرة في حياتنا الواقعية .. ذلك لأن السياسة اصبحت من اساسيات الحياة التي تؤثر على مصائر الشعوب وتغير ملامح الجغرافيا ومستويات المعيشة والثقافة والعلوم والصناعة ، فهل سنجد الجوكر بين هذه الصراعات الواقعية ..
قد لا نتجنى او نبالغ اذا عرضنا الواقع الدولي السياسي للعالم بين اوراق اللعب المعروفة ومثلناه في التكتلات الدولية حسب ادوارها وسياساتها وتأثيرها و قوتها .. ويمكننا ان نعرض الدول وما يتبعها كمحاور كما في مجاميع ورق اللعب .. فلتكن مثلا اميركا ومحاورها ثم اسيا وعلى رأسها روسيا ومحاورها ثم اوربا ومحاورها واخيرا العرب . وليكن بينهم من يمثل الجوكر ولا نتجنى اذا قلنا ان الجوكر الان هو الشرق الاوسط العربي ممثلا في العراق و سوريا .. فالعراق الان تتلاعب به مختلف الدول وعلى رأسها ايران اضافة الى الدول الكبرى التي تضعه في الموقع الذي تريده ويمكن ان تهمله في اي وقت تريد .. فهو الجوكر الذي لا قيمه له الا حين يستغل حسبما يريده الكبار ولا قيمه له في استقلاليته بشكل منفرد وليس له محور او مجموعة ينتهمي لها. وهذا ما نراه واضحا في المواقف الدولية تجاه العراق ، اذ ان المعلن ان 63 دولة في العالم لها وجود في العراق بقرارات دولية ليس للعراق رأي فيها الا بشكل صوري او تكميلي . ولا ندري اذا ما سيكون حال بقية دول الشرق الاوسط العربي كحال العراق . وهل سيبقى العراق جوكر اللعبة السياسية الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو