الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَمَل مَصر فى جَيشِها الحر

منير جمال الدين سالم

2016 / 10 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أَمَل مَصر فى جَيشِها الحر

فى 25 يناير, كسر الشعب المصرى حاجز الخوف وهب مطالباَ بإسقاط رئيس فاسد ونظام فاسد, وبتحقيق آماله وأهدافه المشروعه لإقامة دولة الحريه والعدل والمساواه.
كانت قناعة المصريين أن نجاحهم فى إسقاط مبارك, يعنى بالتالى أنهم تخلصوا من نظام حكمه ودولته العميقه وقبضتها الحديديه.
وبمجيء رئيس مدنى منتخب, تخيل المصريين أنهم قد تخلصوا أيضاَ من سطوة المجلس العسكرى.
وجاء الرئيس المدنى المنتخب, ولَكِن بإنعدام رؤيه لمستقبل أفضل, وبأجِندَه ورؤيا تمزج الدين بالسياسه, وهو ما لا يتوافق عليه كثير من المصريين.
فشل محمد مرسى فى إدارة شؤون البلاد وسعيه لتحقيق هيمنة الجماعه , أدى إلى نشر حاله من القلق والإحباط لدى الكثيرين, وكان سبباَ رئيساَ للإستجابه لدعوة رئيس المجاس العسكرى بتوكيله لإسقاط محمد مرسى (المجلس العسكرى الذى كان خصماَ وعدو للثوره فى بعض مراحلها).
وبَرزَ السيسى على الساحه بكلامه الناعم المعسول (يذكرنى بالإسم الذى أطلقه عليه الشعب "سيسو العاشق" وبأغانى "عبد الحليم حافظ") , ومقولته المأثوره" إنتوا نور عينيا ", ووعوده الخادعه بمصر عظيمه وبمصر قَد الدنيا وأم الدنيا, وبكره تشوفوا مصر,هذه الوعود والأغانى دفعت الشعب إلى تصديقه وإلى منحه الثقه, وللإلتفاف حوله, لتخليص الوطن من كوابيس الدكتاتوريه الدينيه ومن الفوضى والفساد.
إلتف الشعب حول السيسى, وإعتقدوا فيه الأمل والمنقِذ والمخَلِص والبطل القومى, ورأوا فيه عودة الروح لرؤساء يعظمونهم (كل وفق ميوله السياسيه) كعبد الناصر والسادات, بل وذهب البعض إلى تشبيهه بالرسل المنَزَلين.
ولكن الأحداث المتواليه منذ بداية حكمه, كشفت أنه يمثل نفس النظام العَفِن القديم الذى طالبنا بإسقاطه ومازال يحكمنا بوقاحه متناميه وبشراسه متَجَبِرَه.
فى خلال سنوات حكمه, خلعت دولته العميقه, القديمه الجديده, التى ورث رئاستها عن مبارك والسادات, خلعت برقع الحياء وكشفت عن وجهها القبيح وعن نواياها فى فرض نفسها كسلطه إستبداديه أبديه مطلقه مهيمنه سياسياَ وإقتصاديا على مقدرات البلاد (ومهما كان الثمن ولو بقوة السلاح, وحتى على حساب مصالح مصر الداخليه والخارجيه) تحميها أدواتها ومؤسساتها الدعويه مثل الأزهر والكنيسه, والقضاء الذى يستثنى الساده من سيادة القانون, والأجهزه الأمنيه, سوط السلطه الذى يفرض بالقوه ديكتاتورية حكم الفرد والرأى الواحد والدوله العسكريه الشموليه.
وبعد أكثر من خمس سنوات من الثوره, وبعد ثلاثة سنوات من الإستبداد والفشل, يجد شعب مصر نفسه محاصراَ بواقع مؤلم أدت إليه سياسات السيسى العشوائيه والغير مدروسه, بل والغامضه فى كثير من الأحيان, كتساؤلنا عن الدافع الحقيقى وراء حفر تفريعة قناة السويس, وعن التنازل عن جزيرتى صنافير وتيران, وعن التعتيم على موقفنا من سد النهضه, وعن عدم الإعلان عن خطه لمواجهة العجز المائى المتوقع فى القريب العاجل, أوخطط واضحه للقضاء على الفساد, ولبناء مستقبل أفضل.
وبينما تتزايد مظاهر الغنى الفاحش والبذخ المستفز والتميز الطَبَقى, تتزايد الضغوط على الطبقات المتوسطه والفقيره من الشعب وتتوالى الضربات على المواطن البسيط, من رفع للدعم وفرض ضرائب جديده وإلى إرتفاع الأسعار, وتتنامى معدلات البطاله لتزيد من فقر وعوز وحاجة ومعاناه الكثيرين, وتتسع الفَجوَه والجَفوَه بين طبقات الشعب, مما تسبب فى إشاعة حاله من الإحباط والغضب تدفع بالرغبه فى التمرد والثأر والإنتقام لدى قطاعات مهَمَشه ومعدَمه من الشعب, لاتملك ما تخشى على فقدانه.
وبالرغم من تأكد فشله على جميع الأصعده منذ توليه الرئاسه, إلا أنه يرى فى نفسه القائد والزعيم الملهم, ولتبرير فشله, فأنه يلقى باللوم على الشعب أوعلى الزيادة السكانيه أو يتعلل بأنها نتيجه للحروب التى خاضتها مصر, أو نتيجه لمؤامرات داخليه وخارجيه, أو بسبب الأشرار والمشَكِكين.
يصرح السيسى فى كل المناسبات بأنه لا ولن يسمح ولن يقبل بمعارضه أو منافسه أو إنتقاد, وعلى غرار السادات كبير العيله وبابا حسنى, يفرض السيسى نفسه أباَ لشعب من القصَر, غير مؤهل بَعد للديمقراطيه, ووصياَ على شعب من فاقِدى الأهليه, وفى سبيل ذلك (وبدعوى محاربة الإرهاب) يستخدم كل ما أوتى من قوة الترويع لفرض سياسة تكميم الأفواه ومنع كل من تسول له نفسه المطالبه بحق قومى أو فئوى, أو من يعترض أو يحتج على سياسات وقرارات خاطئه أو مجحفه, ويتخذ السيسى أساليب التهديد والوعيد والشجب والمنع لوسائل إعلام, وتجريم كشف الحقائق والنقد البناء ودعاوى الإصلاح ( إلى حَد إعتبارها خيانه للوطن), والإختفاء القصرى والسجن والإعتقال والمحاكمات العسكريه, يستخدمها كلها كأدوات لسحق كل معارضه, ولسد كل الطرق أمام مشاركة فعليه للشعب فى الحكم, ولكبح آمال ومطالب المصريين بدولة العدل والحريه والمساواه, وكأنه يتعمد خلق نفس الظروف والأسباب التى دفعت الشعب للثوره على حكم مبارك.
وأصبحنا نعيش حاله من القلق والإحباط والغضب والخوف, القلق مما قد يأتى به الغد من تعاظم فى المعاناه والهيمنه والقمع والفوضى والفساد تحت حكم السيسى العسكرى, والإحباط والغضب لعدم تحقق مطالب الثوره بالتغيير, والخوف مما قد تؤدى إليه عودة الجماهير إلى الميادين للتصدى للقمع وللظلم الإجتماعى وللفشل الإقتصادى, كما حدث فى 25 يناير وما تلاه من تصعيد, بما سيؤدى لمزيد من الَفرقَه والتفكك , كثورة غلابه متوقَعَه وصدام بين الشعب وأجهزة النظام الأمنيه, أو صدام بين التيار الدينى والتيار المدنى, وتكون النتيجه مزيد من الفوضى وإراقة الدماء.
أبنائنا من أحرارالقوات المسلحه وحدهم هم القادرين على التغيير, وهم القادرين على تلافى الصدام المحتمل والمتوقع وعلى تفادى وقوع حرب أهليه, وعلى منع سفك مزيد من الدماء.
جيش مصر الحر وحده هو القادر على حماية ثورة الشعب وجمع الصف, وعلى وضع مصر على الطريق الصحيح نحو الإستقرار ونحو تحقيق بناء دوله سيادة القانون المدنيه العصريه, ودعم قيام حكومه مدنيه تمثل الشعب وتفرض إرادته وتحقق آماله فى الوِحدَه والتئالف, وفى الإصلاح والإستقرار وفى الحريه والعدل والمساواه, وتحقق حلمه بمستقبل أفضل للأجيال القادمه .
هل سيستجيب جيشنا لدعوته بالوقوف فى مواجهة أطماع هيمنة وتسلط المجلس العسكرى ورئيسه الذى يقود الدوله العميقه, وهل سينأى جيشنا بنفسه عن التدخل فى السياسه ويعود إلى ممارسة دوره الرئيسى والأساسى فى الدفاع عن هذا الوطن, وهل يمكن أن يتخلى عن مكتسبات المجلس العسكرى ومؤسسته الإقتصاديه الإحتكاريه؟.
الإجابه عن هذه التساؤلات ستأتى بها الأيام القادمه, وإن غداَ لِنَاظِره لَقَريب.
# منير سالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام