الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نسمة حفيف

كمال تاجا

2016 / 10 / 7
الادب والفن


نسمة حفيف

ما بالنا نشك في أية نسمة حفيف
تخربش جدران ~ حرمة الصدى
وغصباً عن تلفت إصغائنا

وتحتد من خلال الأوراق المصفقة
لخريف كان يتبع
خطى فلولنا الهاربة
ليزعزع إيماننا بأنفسنا
*
وها نحن نتنقل بحذر واجف
وعلى خطى التؤدة
ونتلفت إلى الوراء ..
ونشك في أية زوبعة شديدة
تعصف بنا
*
و نسمع أصداء لصافرة
قطار شغب مشاكس
صادرة عن عصف رياح
دربكة أوراق صفراء
تسقط فوق هشيم
خريف استياءنا
*
والفوضى تلاحقنا كانتشار عفار
وفي حلقات هباء متعثر
مما يجبرنا على الإنزواء

و تتراجع فلولنا الهاربة للوراء
كأديم خطى متقاعسة
*
ونحن نمعن في سماع ~ شجو
دبيب تخبطنا
والذي يمشي حثيثاً خلفنا
*
والخلاف .. يشاركنا موائد حيرتنا
و بطعم خسارتنا
ويقاسمنا أوقات الإفراط بحزننا
وفي أصعب لحظات خلونا
إلى أنفسنا
*
ونحن ننكفئ على أعقابنا
ومن خلف تربصنا
ونقيم في المكان الفارغ
غير المرئي ~ لخيبتنا
*
نبحث عن تلويحه
حبال وهم ..
لتأرجح انشراحنا
*
وعن بسمة فك أسر .. انقباضنا
وعن لثمة ما .. محلقة بفضاء
لا .. اكتراثنا
بعيدة عن فتح أشداقنا
لمرور المرح المستعصي
على فغرة شفاهنا
*
والمزاولة الفاشلة لتخبطنا
تجبرنا على أن نشحذ سكاكين يأسنا
لتسديد طعنات على جنبات
لا-- احتمالنا
ونغتال أعز ما لدينا
مع أوفى أبناء أمانينا
في ردهات اللاانتباه
ليخرج يأسنا
من قبضة اندحارنا العريض
من السقوط
في كل معارك
ضروب خذلاننا
*
ونبحث بين طيات الغفلة
عن غصة كانت تتنصت على
شجونا العنيف

عن تطويقة وهم
كردع كفيف
و لو من فقد البصر
يعكر صفو انسجامنا
*
ونحن وإن نغمض أعيننا
عن ظلام تقاعسنا
و نتحرق دائماً على وشك
انعصار دمعة ندم ..
الفشل الذريع
الذي ألم بنا
*
و نتعدى مرارة الحنق
غير الكاظم غيظه
الناشب أظافره في جسد
سقطاتنا الوشيكة
فوق انكساراتنا المتوالية
*
و نصدق أكاذيب
سد الذرائع
ونحتفي بملاذنا البعيد
وعلى شكل إجهاش بكاء متقطع
من النحيب المحجوب عن التداول
من عبرات نفور
و من ذرف دمعات قصور
واهن الطرف
على نظراتنا الخائنة
*
وتنقبض قلوبنا
وراء كل رفة جفن
كف نظر
لنلوك الخيبات المرة
بألوان خسارتنا
*
ونشم ملء عباب صدودنا
الروائح النتنة لنفاذ الأمل
ونمضغ كالبصاق المقرف
قيء حيرتنا
و ننكمش من لوثة الاشمئزاز
الصاد نفوسنا

ونقف وعلى وشك
أن نتف بالخواء
فوق مكبات جنوحنا المتواري
وعلى مزاعم كبح جماحنا

و نتلوى من مواجع
دحر أحاسيسنا
ونتحمل وزر .. زلات
ذبح عواطفنا
بسكاكين لا اكتراثنا
*
ونحن نشحذ نصال ~ شكوكنا
ونتلقى طعنات عدم اقتناعنا
وندفع بجسد ارتياحنا
من على حافة السريرة
لنحطم صلابة عودنا
*
ولا نبالي بجروح أحاسيسنا
ونستقبل وفود عريضة
لهواجس عقارب تعاسة
تلدغنا لتقلق راحتنا
ونسمع هتاف شائعات
عن شدة دهاء مكرنا
*
ونغض البصر
عن تلاعبنا بنتائج انهزامنا
و نسمح بإفشاء أسرار ويلات انتصاراتنا
المخيبة للآمال

ونروي قصص رذيلة
عن شدة تفاهتنا
و نلوك سمعتنا
بألفاظ فداحة وضاعتنا
*
ونتمزق كأرواح ضالة الرشد
على مراعي ناضبة
كي لا ننعم البتة بسعادة الظفر
في طق حنك ضحكاتنا
باحتفالات حبور محظور
*
و نعاني من الأسر الحيوي
خلف القضبان التحذيرية
التي تضبط قيادنا
*
ويأخذنا الحال إلى كل مآل
زواغ بصر
ومن السقوط بدوامة
انزلاقنا الطويل
في دوامات الهاوية

وفي كل هذيان مكشر
نخرج عن جادة الصواب
*
ونحشر اضطراباتنا
في عنق زجاجة ..أوهام
على وشك الانفجار
ونقتات قطع مريرة
و من شظف الحيرة
*
ونواجه ظلال خواء غير معلومة
اقتدت من حلكة ليل كظيم
وبالتدريج ننخرط في حياكة
وجهات نظر محيرة
وننسج من خيوط العدم
خيالات مارقة
و أشباحاً مطلقة السراح
وأوهاماً محلقة
في أعالي الهراء
*
حتى أوقعت بنا الظلمة
في عتمة دجى كالح ..
بالكاد نتلمس بيد حيرتنا
حراكنا الحيوي الأعمى
*
ونطب في كل حدجة كابحة
لحدة البصر .
الرادعة للبصيرة
كحشرات نافقة وهي تنقلب على قفاها
هذا ولم يدركنا القمر
في لحظة سمر
حتى لا يتاح لنا البتة ..
أية فرصة محتملة
لنيل الوطر

كمال تاجا 2 /2 /2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل


.. تراث الصحراء الجزائرية الموسيقي مع فرقة -قعدة ديوان بشار-




.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??