الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة المقاومة وثقافة الحياة

محمد عمر يوسف القراعين

2016 / 10 / 7
الادب والفن


محمد عمر يوسف القراعين

ثقافة المقاومة وثقافة الحياة

إذا ربطنا بين هذه وتلك، نحصل على ثقافة المقاومة من أجل ا

لحياة، وليس من أجل الموت والشهادة, حيث يكون هدف المقاوم النجاح في المعركة، لأجل استمرار المقاومة ما أمكن وتحقيق نجاحات،’في حين يكون الموت مسألة ثانوية, قد تحصل لكل واحد, بدون أن يكون الموت هو الهدف الرئيسي، فالحياة تستحق أن تُحيا.
والمقصود بالحياة هنا, الحياة الكريمة التي ذكرها الجواهري حين قال:
ثلاث هي الدنيا حياة كريمة وخيُر تُسديه ومجد تناله
ولا تكون الحياة كريمة في غياب الحرية، كما لا تكون بوجود الفساد وغياب الحكم الرشيد، لذلك تكون المقاومة في ساحتين محلية وخارجية، وتكون باليد أو السيف، الذي ذكره أبو تمام: السيف أصدق إنباءً من الكتب... وكذلك بالكلمة الصادقة، في مكانها المناسب ووقتها المناسب, والتي قد يكون لها وقع السيف, إن لم يكن أحد منه أحيانا، ولكل مقام مقال.

والأدب والفن دائما في خدمة السيف عند الحاجة, أو يسبقه في العادة. والكلمة المكتوبة أو المقروءة أو المسموعة، نثرا أو شعرا، هي أسلحة المقاومة، ولا يكون دائما بالتهويل كما فعل أحمد سعيد، ولا بالسب والشتم كما فعل صلاح أبو زيد.
والمقاومة ليست بالسلاح فقط، فقد تكون سلمية ومستمرة في حياتنا اليومية، بالكتابات والكلمات الهادفة التي تعالج المشاكل الاجتماعية والصحية، وتحارب العادات الضارة، وتعري الفساد والعنف بأشكاله في المجتمع، والتمييز بين الأفراد، وتدعو إلى التعددية والشفافية، وحرية التعبير والصمود, وتطوير التعليم, كل ذلك من صميم أدب المقاومة. وقد تم في ندوة اليوم السابع تناول كتابات من هذا النوع.

( ولا يفوتني التنويه بأن هذه الأهداف النبيلة، هي شعارات نخبوية، إذا بقيت ضمن هذه الصالونات الفكرية، وخرج المتحدثون كل إلى غايته، ولم تصل إلى مجموعات أوسع, من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الجماهيرية، التي ينبغي أن تطرح برامج توعوية؛ لنشر وتأصيل هذه الأهداف الخاصة، لتكون برنامجا تطويربا لحياتنا اليومية، نصل بعدها إلى مرحلة من التطور, يسمح لنا بتحقيق أهدافنا العامة، والوصول إلى الحياة الكريمة التي نصبو لها).

وعلى العموم, فإن الثقافة "وهي الحضارة بشكل عام) تضم كل المعرغة وكل المقدرة اللتين اكتسبهما بنو الإنسان؛ ليسيطروا على القوى الطبيعية وغيرها، لينتزعوا الخيرات القمينة بتلبية الحاجات الإنسانية، وتنضوي من الجهة الثانية، على جميع الاستعدادات الضرورية لتنظيم علاقات البشر فيما بينهم، لتوزيع الخيرات المتاحة بشكل أفضل، وهكذا يكون النضال والمقاومة لكل القوى المحلية أوالخارجية أو الاجتماعية، التي تحد من تلبية الحاجات الإنسانية المادية وغير المادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي