الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبعدي يا هند

أسعد العزوني

2016 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



المتعارف عليه والذي أصبح تداوله عالميا لغرابته ، هو قول النائب يحيى السعود لزميلته آنذاك النائب هند الفايز "إقعدي يا هند "،في إحدى جلسات مجلس النواب التي غرد فيها النائب السعود خارج السرب بعض الشيء ،ودعا على نظام الكوتا ومن أقره ،لأنه سمح لبعض النسوة بدخول مجلس النواب ،والجلوس تحت القبة شأنهن شأن الرجال ،الذين أجزم أن غالبيتم ما كانوا ليحلمون بالجلوس تحت القبة لولا التزويرالذي يمارس رسميا لأجلهم والشواهد والإعترافات بذلك كثيرة ،ولم آت بجديد.
تندر العالم كثيرا وقيل ما قيل حول صرخة السعود :"إقعدي يا هند"، لكن هند لم تقعد آنذاك ، ولم تهتز من جسمها شعرة واحدة ،بل أكملت مداخلتها وتركت السعود يواصل صراخه "إقعدي يا هند "، ولم تقعد هند ، وذهبت صرخة السعود تندرا .
كان النائب يحيى السعود شخصا لا يمتلك سوى الحصانة البرلمانية ، ولذلك كان من السهل على أختنا هند عدم أخذ صرخته مأخذ الجد ، ولذلك أكملت هديرها كاللبؤة في المجلس معلنة عن نفسها ، أنها ليست إبنة العروبي الأصيل الراحل حاكم الفايز فقط ، الذي قضى بين فكي الوحش الأصفهاني عشرات السنين ثمنا لتمسكه بمبادئه ،ورفضه ليهودي أصفهاني أن يعتلي عرش الشام العزيزة على قلوبنا جميعا ، بل أرادت إيصال رسالة تقول أنها وريثة حاكم الفايز والأمينة على مبادئه والوفية لتراثه ، وأنها لن تمارس دور "إيديث" إبنة منظر أوروبا المفكر"برانداس"،عندما ورثت مذكراته وقامت بإستخدام موس حاد وعملت على قص الكثير الكثير مما اورده في مذكراته.
حاليا نشهد فصلا آخر من فصول إسكات هند الفايز ، وهو ليس ككل المشاهد لأن من كتبه ومن نفذه ليس شخصا واحدا عاديا ، بل هو قرار يمتلك صاحبه كل الإمكانيات لتنفيذه ،وبالفعل فقد تم تنفيذ قرار إبعاد هند الفايز عن المجلس المقبل الذي أراه من أخطر المجالس البرلمانية على مصالح الشعب الأردني ،لأن هذا المجلس سيكون الأخير بالصفة المتعارف عليها في الحياة النيابية الأردنية "موافجين "، ولذلك فإن من إتخذ قرار إبعاد هند عن المجلس أراد عدم سماع صوت " نشاز" يقول لا ،وأراد عدم رؤية نائب حر مثل هند بنت حاكم الفايز تقف رافعة يافطة واضحة تقول فيها لا لمعاهدة الذل والعار وادي عربة ،ولا لإتفاقية الذل والعار وهي إتفاقية شراء الغاز المسروق من مستدمرة إسرائيل، وتقول لا للكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية التي ستكون شهادة الميلاد الحقيقية لمستدمرة إسرائيل.
كانت هند الفايز تؤنس وحدتنا عندما نراها تحرك الساكن تحت القبة ، وكانت تشفي الغليل عندما تقف وتجبر الآخر أن ينصت لهدير وزمجرة اللبؤة ،مع علمنا الأكيد أن ما تريده هند الفايز وما نريده نحن لن يتحقق ،لأن هناك الكثير من النواب الذين يطلق عليهم نواب "الألو" جاهزون لإسقاط أي مشروع وطني ولتمرير أي مشروع معاكس يخدم مستدمرة إسرائيل.
سنحزن كثيرا ونحن نراقب جلسات مجلس النواب الحالي ، وسنحرم من سماع زثير أسد أو زمجرة لبؤة ، لأن من كانت نتيجة الإنتخابات في ذمته إستعار ذمم مزارع الكاوتشوك الإفريقية ،وجاء لنا بقائمة نواب غالبيتهم نجحوا بالتزوير وبالمال السياسي، وكان المخطط يقضي بمنع هند بنت حاكم الفايز والنائب المحترم عبد الهادي المحارمة ،من العودة إلى تحت القبة حتى لا يكونا صوت نشاز وسط الجوقة التي جيء بها وسيقال انهم نواب الوطن .
مخطيء من قرر إبعاد هند الفايز وعبد الهادي المحارمة عن المجلس الحالي ، فنحن احوج ما يكون إلى الأصوات الجريئة الحرة التي تنظر بعين قلبها إلى الوطن والشعب، وترى أن مصلحة الشعب أهم من مصالحها ، وعموما فقد نجحوا في إبعاد هند الفايز عن البرلمان لكنهم لن ينجحوا في إبعادها عن قلوب أبناء وطنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني. هل اشترت سيارة بوغاتي


.. بعد -المرحلة الأخيرة في غزة.. هل تجتاح إسرائيل لبنان؟ | #غرف




.. غارات إسرائيلية على خان يونس.. وموجة نزوح جديدة | #مراسلو_سك


.. معاناة مستمرة للنازحين في مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة




.. احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا لفسخ التعاقد مع شركات داعمة للإ