الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صَوت الهاربين

علي دريوسي

2016 / 10 / 8
الادب والفن


اِلْتقيتُ اليوم جيراد.
جيراد شاب لطيف من الجزيرة السورية، لا يجيد كتابة اِسمه، ولا بأية لغة، يعيش في ألمانيا منذ عام 2003.
في المرة الأولى قال لي ضاحكاً بأنّه هارب، يحب الأسد! لكنه يحب الكوكايين أكثر!
في المرة الثانية حكى لي كيف كان أهل الجزيرة قبل عام 2011 يقفون باستعداد لاحترام مساعد ما قادم من الساحل وكيف سقطت هيبة الشرطي الساحلي بعد عام 2011...
ثم أضاف: "قال.. ثورة.. قال"، "يا عمي.. الثورة تبدأ في عقول الفلاسفة... لا في عقول مثل عقلي".
أما اليوم، في المرة الثالثة، فقد أخبرني بأنّ الله أنعم عليه بالزواج وتحقيق ربح مادي جيد في صفقة كوكايين...
ثم أضاف: "لقد اشتريت منزلاً بطوابق ثلاث... توقفت عن التدخين نهائياً وبدأت بممارسة الرياضة.
ملاحظة: لم أكن أعلم أن ما قاله صديقي جيراد قد قاله سابقاً الفيلسوف الألماني كارل ماركس "الثورة تبدأ في رأس الفلاسفة".
*****

عندما يدفع شخص ما 360.000 يورو ثمناً للحصول على إقامة دائمة في بلد ما من بلدان الاتحاد الأوروبي، هنغاريا مثلاً، حينئذٍ يجب أن يفهم الثوار الهاربون في أي نعيم في ألمانيا هم (مؤقتاً) يعيشون!
حتى الآن تم بيع 3000 إقامة دائمة!
*****

يقول صديقي عبود المحترم: "بعض السوريين الذين ساقتهم الأقدار إلى ألمانيا لا يعرف من ألمانيا سوى "الجوب-سنتر" والتعويض الشهري، وتعويض السكن، وتعويض الأولاد، وتعويض الملابس و"الملدنة"..إلخ."
*****

يستطيع الإنسان أنْ يصنِّف الهاربين إلى بلدان العطايا تحديداً وفق الشرائح التالية:

أولاً: شريحة الزعران الذين حملوا السلاح وارتكبوا أعمال الإساءة والسرقة والنهب والتهريب والقتل في سوريا، واستطاعوا بفعل الأموال التي جمعوها بطرقٍ بشعة الوصول الآمن إلى بلدان لم يحلموا يوماً برؤيتها، لهذه الزمرة من الأوباش نقول: ستُعادون إلى البلدان التي أتيتم منها عاجلاً أم آجلاً وستتم محاكمتكم يوماً.

ثانياً: شريحة الطراطير الثورجيين الانتهازيين المتفذلكين حديثي النعمة من كافة المستويات وعلى كا...فة الأصعدة، هؤلاء الذين لم يكن لهم تاريخياً أية علاقة تُذكر بالعمل النضالي أو الثقافي أو الإنساني الجاد. هذه الزمرة ستبقى مشرّدة إلى أن يحين أجلها.

ثالثاً: شريحة النوايا المُخبّئة والتي تضم البعض من مستوى حملة شهادة بكالوريا، الذين لا علاقة لهروبهم أبداً بأنّ في بعض مناطق سوريا ثمة حرب، هؤلاء لم يهربوا بسبب الحرب، وإنما بسبب نواياهم المتواجدة أصلاً في عقولهم قبل حدوث الحرب، وما أن اشتدت الأزمة حتى ركبوا الموجة واستغلوا الفرصة ووصلوا إلى بلاد العطايا ليعيشوا عالة على الآخرين أو في كنف الآخرين.

رابعاً: شريحة القطب الثالث من الباحثين عن الأمان والسلام والهدوء والحربة والطامحين للتطور الشخصي والوجداني، ممن لم تتلوث لا أياديهم ولا عقولهم مع أي طرف من الأطراف في أية مرحلة من المراحل، يسعى أتباع هذه الشريحة جاهدين للعمل والعلم والمعرفة ليتخلصوا بأسرع وقت من كونهم يعيشون عالة على الآخرين، لهؤلاء الصدر ولنا العتبة.

خامساً: شريحة العائلات المحترمة التي تَضَرَّرَت بصدق مادياً أو معنوياً كنتيجة لهمجية الميليشيات الإرهابية والأصولية وقوى التخريب والنهب التي تمرح وتسرح في كل مكان. هؤلاء هم من يستحقون الحماية والاهتمام والحصول على الدعم المالي والنفسي حتى يستعيدوا صلابتهم من جديد.
*****

ساهم الربيع الإسلامي الغوغائي في خلق نوع جديد من الثَّقَافَة اللاوَطَنِيَّة، ثقافة التَّهَارُب العنفثورجماعي.
*****

ضجيجكم أَيُّها الثوار الهاربون في شوارع برلين، شعاراتكم الرديئة، رقصاتكم الهزلية، موسيقاكم الصاخبة، سجائركم، تكبيراتكم وتنسيقاتكم... كلها أشياء تثير التقيؤ... عودوا إلى مناطقكم المُحرّرة، لا مستقبل لكم في هذا البلد!
إنَّه زمن التلوث البصري والسمعي يا برلين.
*****

السيدة المستشارة الألمانية "ماما ميركل" من المرشحات لجائزة نوبل للسلام لوقفتها الجريئة المتسرعة مع قضية الفرار الجماعي التي سببت شرخاً عميقاً في المجتمع الألماني بدلاً من وقفتها مع قضية المنكوبين ضمن بلدان الفرار، بدلاً من مساعيها لمكافحة الأسباب الأصلية للفرار وإيجاد الحلول لإنهاء الصراع وإيقاف الحرب، بدلاً من السعي للوقوف في وجه الصادرات العسكرية للحكومات سيئة الصيت، المملكة السعودية مثلاً...
السيدة المستشارة لا تستحق نوبل للسلام لهذا السبب، لأنّ فتح أبواب ألمانيا في وجه القادمين ليس كافياً بالمعنى الفلسفي لخلفية الجائزة للحصول عليها... لكن لعلها قد تستحق الجائزة إذا كان الأمر يتعلق بمساعيها الدائمة لحل الأزمات والكوارث المالية في الاتحاد الأوروبي لمنعه من الانهيار!
*****

هناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأفغانستان على إعادة الهاربين الأفغان إلى كابول، بمعدل 50 شخص في اليوم الواحد حتى نهاية آذار 2017، ومن ثم يزداد عدد الواجب إعادتهم ليصبح دون سقف.
حكومة كابول تقبض المال الذي تحتاجه لقاء هذا الاتفاق وحكومات أوروبا ترتاح من منهم.
والدور فيما بعد على الهاربين من ليبيا وتونس والمغرب وبلدان أخرى...
*****

السيد طيبي شخص طائفي، ضعيف، عصبيّ قَبَليّ، ضائع، متهالك، مثقوب، كاره لأبيه، عاشق لأمه!
*****

كتب أطروحة الدكتوراه تحت عنوان: "الله جميل".
هذا الرجل هو نوید کرمانی، 49 عام، محاضر جامعي لمادة الشعر، أكاديمي مسرحي، صحفي، مستشرق وكاتب ألماني-إيراني... ألّف الكثير من الكتب الهامة، كتب الكثير من المقالات الصحفية، حصد الكثير من الجوائز على مستوى ألمانيا... متزوج من الصحفية الألمانية-الإيرانية السيدة کتایون امیرپور...
وقف هذا الرجل ضد حرب العراق، إلا أنه من أنصار ومشجعيّ قناة الجزيرة!! وكان من المعجبين بالربيع العربي!
يُعتبر هذا الرجل من المرشحين الأقوياء نظرياً لرئاسة ألمانيا اعتباراً من عام 2017.
لا أستطيع أن أتخيل أنَّ رئيس ألمانيا القدم ينتمي إلى عائلة إيرانية مسلمة! ما زال الوقت مبكراً لهذه القفزة النوعية.
*****

إذا كان فمك مليئاً بالدم فلا تبصقه أمام الهاربين...
*****

تَلَكّأَ الهارب طويلاً في خلع ملابسه لتعلم السباحة والوصول إلى ألمانيا، حتى صارَ لا يحصل إلَّا على حماية مؤقتة لمدة سنة ودون لم الرمل.
*****

لكل هارب الحق في الحصول على 2000 يورو من أجل شراء عفش.
على الحاضر أن يُعلم الغائب!
*****

نطالب جامعات ألمانيا باتخاذ التدابير القانونية والاختبارات الصارمة قبل الاعتراف الجزئي بالمسمّاة شهادات باكالوريوس وشهادة بكالوريا، لأن بعضها قد أُخِذَ تحايلاً من المسماة جامعات ومدارس سوريّة وذلك اعتباراً من عام 2012.
*****

عشرات الآلاف من الذين هربوا من ضياعهم ومدنهم لأسباب متعددة تراهم منتشرين في البلدان الأوربية... لايجيدون القراءة ولا الكتابة... يبيعون الشاورما واللحم الحلال....أو يتاجرون بالحشيش و أصنافه... لا يفكرون بالعودة لحماية أهاليهم... لكنهم يطالبون في وقفات ضجرهم الدول الأخرى بحمايتهم!
*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يرسم برج إيفل في حقل زراعي احتفالا بدورة الألعاب


.. الكينج وكاظم الساهر وتامر حسني نجوم حفلات مهرجان العلمين فى




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يتحدث عن كلمات أغنية ع


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن أعمالها مع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 8 يوليو 2024