الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسائل اعلامية تهدر اموال سعودية عبثاً ( صحيفة الحياة نموذجاً )

زيد سفوك
كاتب وباحث سياسي

(Zed Safok)

2016 / 10 / 10
الصحافة والاعلام


اعتمدت السعودية على الاعلام كثيراً في الاعوام التي مضت , تماشياً مع التطور الحضاري ونشر الثقافات , وقدمت صورة جيدة عن نفسها من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال اعلامها المتميز . ومع تطور التكنولوجيا عبر الانترنت وادمان القارئ على وسائل التواصل الاجتماعي , ازدادت أنشطة عدة صحف ومواقع ممولة من المملكة العربية السعودية وبكثافة , مع تمييز البعض منها , واستطاعت تلك المؤوسسات النجاح فيما مضى , لكن مع ازدياد الصحف والمواقع حصل تخبط واضح في الوسائل الاعلامية , وتقلص النجاح رويدا رويدا نتيجة استغلال البعض من تلك الوسائل الاعلامية للمال السعودي وهدره عبثاً وفق اجندات العاملين عليها , فبمجرد قراءة اسم بعض الكتاب او السياسيين اللامعين وبعض أصحاب التقارير الصحفية في تلك المؤسسات , يتجاوز القارئ تلك المساحة لمعرفته التامة عن توجه ذاك القلم , فمن خلال القراءة يتبين حقيقة ما دونه احدهم ان كان في حساب مصلحة شخصية , ام بالفعل يعطي الكتابة حقها من خلال النقد البناء والمصداقية لتصحيح مسار الامور , فالناقد هو الحيادي الذي لا يضع نفسه طرفً في الصراع , والتحليل الموضوعي للأحداث يأتي عبر الفكر وليس المهارة باللغة واتقان ترتيب الكلمات , وهذه من احدى مقومات المصداقية للقارئ العربي , و تلك المؤسسات الاعلامية افقدت المصداقية من مضمونها حتى باتت المملكة خاسرة في هدر مالها على تلك المؤوسسات .
حسب ما يتداوله الكثيرين من اراء حول مصداقية ( صحيفة الحياة ) اصبحت دون رقابة وادارة ناجحة من خلال غالبية ساحقة من صفحاتها تتناول الفاظ غير لائقة وتضع في اخرها ان ما كُتب لا يعبر عن رأيها لتزيل عن نفسها المسائلة , وربما متناسية ان الثقافة حضارة , فليس المهم اظهار المقال او الحوار او التحليل او اي تقرير ليقرأه الممول ليعرف انك ضد خصمه , وان ما تكتبه أو تقوم بنشره للدفاع عنه الذي ياتي لغاية استمراره بالدعم والابتعاد عن اساسيات المهنة , فذاك خطأ فادح ينقلب ضد الدولة الراعية , من خلال امساك الخصم بتلك الافكار ووضعها امام الراي العام ضمن اطار الكراهية , بل الاصح اظهار اسلوب سياسي محترف بالكتابة تصارع فيه خصمك دون ان تشعر بذلك , بل تجعل غيرك يشعر به ويتلمسه , وذاك بحد ذاته انتصار ونجاح في العمل , وهو بالضبط ما تفقتقد اليه ( صحيفة الحياة ) لضيق فكر القائمين على تلك المؤوسسات وتفكيرهم فقط بمصالحهم الشخصية على حساب الدولة التي تقدم لهم كل ما يلزم ليكونوا سندا وعونا لها من خلال ثقافتهم , وليس ليكونوا اصحاب هدر المال وفق اجنداتهم الشخصية .

ليس بالضرورة ان تمتلك دولة ما اقتصاد متين لتمول عدة صحف ومواقع اعلامية , فاحيانا صحيفة واحدة ذات سياسة صحيحة وسليمة وادارة ناجحة تكفي ان تشغل العالم باجمعه عبر ما تنشره , من خلال اظهار بعض الاستقلالية واحترام جميع طبقات المجتمع واحترام ما تدونه في صفحاته , تماما كما فعلت مجموعة ( mbc ) العالمية الممولة من المملكة والتي حازت شهرة ومصداقية شملت معظم دول الشرق الاوسط , حيث بات المتابع والقارئ العربي يتابع ما يجري حوله من احداث سياسيه وتطورات اقليمية من خلالها , واظهرت شفافية ونوع من الاستقلالية ونجحت في اظهار صورة حديثة ومتطورة عن المجتمع السعودي , في حين ان صحيفة الحياة ابتعدت كل البعد عن ذاك النجاح .
زيد سفوك
كاتب سياسي كردي سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس