الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صانع العاهرات ..!

ميشيل زهرة

2016 / 10 / 10
الادب والفن


ليس أمرا معتادا أن يطلب مني ابن خالتي ( الشاعر ) سعدو ، أن أرافق زوجته ، و أولاده إلى الكراج للذهاب إلى بيت أهله ..! و أن آتي إلى المكتب باكرا ، لأنظفه ، و أعمل القهوة المرة ، و اشتري بخاخ ملطف ، و أشتري باقة ورد من عند الآنسة صفاء ، صاحبة محل الورد ، و أضعها في أصيص من كريستال ، على الطاولة التي تتوسط المكتب ، و أذهب لشراء الفاكهة ، و النقولات ( الموالح ) و بعد عودتي عرفت السبب ..!
فتاة جميلة ، تجلس في ارتباك .. تبدو أنها من القرى . في يدها بعض أوراق لكثرة ما عركتها بيديها ، و بتأثير التعرق نتيجة الاضطراب ، أوشكت أن أوفر عليها عناء رميها في سلة المهملات ، لو لم يستدرك الشاعر سعدو ابن خالتي الموقر ، و يطلب منها تلك الأوراق شبه التالفة ، و يفتحها ليقرأ ما كتب فيها من تأليف الفتاة التي تبدو خائفة ، و مرتبكة من حضورها في مكتب سعدو ..!
( مريضة انا ..و بي حنين و شوقن ..أحب الهيامو إلى البحر ..و أحب كل شيء .. و لاشيء ..جرني من يدي يا حبيبي ..و لا تلمس صدري ..جرني إلى السرير ..و لا احب أن تراني أمك في بيتكم ......)
( ما شاء الله ..ما هذا ..؟؟ الحقيقة يا آنسة لقد تفاجأت بشعرك ..!! منذ متى تكتبين الشعر .؟؟؟ من زمان تقولين ..؟؟ لمن تقرأين من الأدباء ..؟؟ تقولين أكثر شيء تقرأين لأحلام ..؟؟!! أحلام لها روايتين فقط ..ماشاء الله ..!! يبدو أنك موهوبة ، و مثقفة..!! عمرك الآن لا يتجاوز العشرين ، و تكتبين من زمان ..!!! هنا بعض الأخطاء اللغوية ..و لكن لا تشيلي هما ..سأصلحها لك ..! و هنا الانسابية متعثرة قليلا ..و لكني ساضع بصماتي على القصيدة قبل إلقائها على مدرج ( ...) تقولين تخافي من الإلقاء لأنها المرة الأولى ..؟؟ و لا يهمك ..ساكون إلى جانبك ..! و لكن يا صديقتي الشاعرة ..( و ألقى على وجهها نظرة ليدرس تأثير الصفة المجانية التي أطلقها عليها ..) لو أنك تتجاوزين التربية التي تربيتي عليها في الضيعة ..هذا التحفظ في الدلالات الجنسية ، يجعل جمهورك يتأفف ..دعي الجمهور ينفتح يا عزيزتي ..فالانفتاح ميزة العصر ..الشاعرة ، إن لم تكن منفتحة ، لا تنجح ..و خاصة إذا كانت مبتدئة ..! فذكر كلمة نهد ..أو ساق ، أو خصر ..يؤجج المستمع ..! تقولين أنك خائفة جدا ..؟؟!! ما رأيك أن أعيد صياغة النص ، و أدربك على الإلقاء قبل أن تكوني أمام جمهور كبير ..؟؟ تقولين كيف ..؟؟
اذهب أنت يا عبدو إلى البيت ..انتهى عملك اليوم ..! ستلقين أمامي في بيتي ..وهل تخجلين مني ..؟؟ عظيم ..! اتفقنا ..! ( مع السلامة يا عبدو . أغلق الباب وراءك ..) سندخل إلى البيت من الباب هذا الذي ضمن المكتب ..زوجتي ، و الأولاد عند أهلي ..و لا أظنك ستخجلين مني ..! ستلقين براحتك ..سأدربك على الإلقاء المثير ، الذي يجعل الجمهور يضفق لك حتى تهتريء أكفه ..! و بعد أن أتأكد من أنك متقنة للإلقاء ، سأدربك على الإلقاء بين أصدقائي ..نعم أصدقائي ..! نحن مجموعة من التجار ، و الأدباء ، نلتقي كل أسبوع في فندق ( ...) هناك ستلقين ..لا شك ، ستكوني قد تجاوزت الخجل بعد إلقائك في منزلي ..! ثم ، سيكون معك صديقتان ستلقيان معك ..! أريدك متفوقة على الجميع ..أولا جمالك باهر ..و حضورك متميز ..! و ستنالين رضى الأصدقاء ، و سيغدقون عليك الكثير من الهدايا إذا ارتاحو لك . و بعد ذلك ستلقين على المنابر العامة..! لندخل الآن لنتدرب على الإلقاء يا عزيزتي ..!! لن أكون سعدو إذا ما صنعت منك شاعرة و لا كل الشاعرات ..! اسألي عني وعد ..و هيام ..سأعرفك عليهن في الفندق .. وعلى وجوه المدينة من التجار و الأدباء ..!! )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟