الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات انتخابية

جاسم هداد

2005 / 12 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وفق قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الأنتقالية ، تم تنظيم الأنتخابات في الخامس عشر من كانون الأول 2005 لأنتخاب مجلس نواب يتولى المسؤولية لمدة اربع سنوات قادمة ، وهذا المجلس سيقوم بتشريع حوالي اربعة وخمسين قانونا مكملة للدستور العراقي ، اضافة الى اجراء مراجعة لبعض المواد الدستورية وفق اتفاق اللحظات الأخيرة الذي تم بين الأطراف الرئيسية في كتابة الدستور والحزب الأسلامي العراقي والذي وفق ذلك منح تأييده للدستور .

واثناء فترة الحملة الأنتخابية مارست بعض القوائم الأنتخابية اساليب غير نظيفة ، ولا تختلف عن الأساليب البعثية ، لا بل فاقتها وحشية ودموية ، ووصلت لحد اقتحام مقرات الأحزاب المنافسة وحرقها ، واغتيال المرشحين ، وحذر رئيس احد القوائم الكبيرة من التزوير ، وهدد انهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في حالة حصوله .

اما في يوم الأنتخابات ، فلقد تعدت الأنتهاكات والتجاوزات الخطوط الأحمر ، فقامت ميليشيات القوائم الكبيرة بأستخدام سلاحها بتهديد المواطنين وخلق حالة الرعب بين صفوفهم ومنع القسم الآخر منهم ، ووصل الأمر الى دخول افراد هذه الميليشيات الى المراكز الأنتخابية وتهديد الناخبين بالتصويت لقائمة معينة ( بغداد/ مدينة الثورة / قطاع 26 ) , واجبار الموظفين على التزوير( مركز رقم 44014) ، ومنع مراقبي منظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية من دخول المراكز الأنتخابية تحت حجج واهية ( بغداد / الدورة / ابو غريب / الزعفرانية ، النجف ، كربلاء ، السماوة ) ، وتسليم انصار قائمة معينة ورقتين انتخابيتين ( كربلاء ) ، وتأشير اكثر من دفتر لصالح قائمة معينة ( الصويرة ، المقدادية ، اربيل ، دهوك ) ، والتصويت بشكل جماعي وعلى اساس العائلة ( النجف ) .

من المفارقات الأنتخابية انه بعد اعلان النتائج الجزئية للأنتخابات عقدت القوائم الأنتخابية مؤتمرات صحفية واعلن كل منها انه لديه ادلة على تزوير الأنتخابات وموثقة بالصور ، وبعد صمت عقدت القائمة الفائزة والمتهمة من قبل القوائم الأخرى بالتزوير مؤتمرا صحفيا ، اتهمت فيه القوائم الأخرى بالتزوير وان بعض الصناديق قد تم سرقتها وبعد ملئها بالأوراق الأنتخابية لصالح قائمة معينة تم اعادتها ، ومع استعمال التهديد ومنع الناس من ممارسة حقهم الأنتخابي ،وبعد ان عدد عددا من المدن التي تم فيها التزوير ، أكد زميله وفي نفس المؤتمر الصحفي ان الأنتخابات كانت من " أنزه انتخابات في العالم الثالث " ، بينما صرح عضو مكتب سياسي لأحد احزاب نفس القائمة بأن " ما يشاع حول تزوير الأنتخابات ضجة مفتعلة " ،بينما أكد مدير عام المفوضية العليا المستقلة ( عفوا المستَغَلّة ) للأنتخابات وفي مؤتمر صحفي يوم في 24/12 ان عدد الشكاوى الحمراء ارتفع الى ( 35) شكوى وتشمل ( 920) صندوق ، وقبل ذلك صرح عضو مجلس المفوضين بأن هناك انتهاكات وتجاوزات وضحيتها القائمة العراقية الوطنية .

القوائم المعترضة اتهمت ايران بالتحديد في التدخل في الأنتخابات من خلال ارسال سيارات محملة بالأوراق الأنتخابية المزورة ، وكذلك بتقديم الدعم المالي ، وردت القائمة الفائزة الأتهام لنفس القوائم بـ" ادخال العامل الخارجي في الملف الداخلي " .

القوائم المعترضة اتهمت الميليشيات المسلحة بالتدخل لصالح قوائم انتخابية محددة ، والقائمة الفائزة اتهمت احدى القوائم المعترضة بالأعلان عن حماية " المقاومة " لصناديق الأقتراع وهو دليل تدخلها .

القوائم المعترضة اتهمت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات بعدم الأستقلالية ، والقائمة الفائزة تدافع عن استقلالية المفوضية ، بينما في بداية الحملة كانت تحذر من التزوير ، ولكن بعد ضمانها الفوز تغير اسلوب لهجتها تجاه المفوضية .

يبدو ان القائمة العراقية الوطنية دفعت ثمن تدخل الميليشيات المسلحة والتجاوزات والأنتهاكات والتزوير ، وكانت الضحية في الوسط والجنوب والمنطقة الغربية وحتى في بغداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي