الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل : معركة الخيارات المتقاطعةوالمستقبل الغامض

عزيز الدفاعي

2016 / 10 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الموصل : معركة الخيارات المتقاطعةوالمستقبل الغامض
عزيز الدفاعي
تتواتر المعلومات التي لاتدع أي مجال للشك بان معركه تحرير الموصل باتت وشيكه وربما تنطلق المرحله الأولى منها خلال الأيام القادمة في ظل أجواء محليه وإقليمية ودولية لم تشهدها المنطقه والعالم من قبل مما يجعل امر حسم العملية لا يعتمد فقط على الجانب العسكري في الصراع انما يتأثر بمجمل معطيات سيكون لها دور حاسم فيها والتاثير على مساراتها دون ان يغيب عن بالنا مسبقا ان سقوط الموصل في 9 يونيو حزيران 2014 شكل بداية لاحتلال داعش لمحافضات ومدن اخرى عراقيه بسرعه مدهشه ومباغته كشفت عن حقيقه الصراع الداخلي في العراق الذي وصل الى درجه التعامل مع مجاميع ارهابية لقلب معادله السلطه ودور الولايات المتحده وتركيا والعمق العربي في تلك النكسه السياسية والعسكرية الخطيره في تاريخ العراق الحديث فما جرى لم يكن معركه بقدر ما كانت مخططا اعد باتقان لتحقيق اكثر من هدف خطير .

في الاطار الدولي الذي تتحرك من خلاله القطعات العراقيه صوب الموصل يشهد العالم توترا بين روسيا والولايات المتحده والغرب على خلفيه الازمتين الاوكرانية والسوريه بلغ خلال الايام الماضية ذروه التصعيد الذي لم يعرفه العالم منذ ازمة الصواريخ الكوبية في الستينات ومرحلة الحرب البارده حسب تعبير وزير الخارجية الالماني شتاينمر بعد ان نشر الكرملين صواريخ (اسكندر –م ) في كالينغراد وهي قادره على حمل رؤوس نوويه عند حدود الناتو قريبا من بولندا ولتوانيا والتي يبلغ مداها 750 كم كرد فعل على نشر شبكه الدرع الصاروخي الامريكي في قاعده (ديفيسيلو) الرومانية بحيث تم تركها واضحه امام قمر التجسس الامريكي وفقا لتصريح الناطق باسم وزاره الدفاع الروسيه ايغور كوناشنكوف.

فيما صدمت المتحدثه الروسيه زاهروفا واشنطن بتصريحها بان أي عدوان على الجيش السوري سيعقبه رد مزلزل في الشرق الاوسط بعد ان اكتشف الروس وجود خطه امريكية لضرب المطارات االسوريه والقطعات المتقدمه صوب باقي اجزاء حلب وباتجاه الرقه ولهذا حرك الروس حاملتين للصواريخ في عمق البحر الابيض المتوسط وقاموا بتغطيه سوريا بصواريخ اس 300 وهي تطورات اعقبت انتهاء المفاوضات بين موسكو وواشنطن حول سوريا وفشل مشروع فرنسي في مجلس الأمن حول حلب .
على صعيد متصل كشف وزير الدفاع الروسي يوم السبت ان احدى المروحيات الروسية سقطت في سوريا بصاروخ مقاتلو داعش عليها لاول مره واضاف ان معلومات الاستخبارات الروسيه تظهر ان هذا الصاروخ المضاد للطائرات وصل الى داعش من العراق !!!!

ومن المعروف ان اداره اوباما كانت تراهن على تقديم ورقه تحرير الموصل والرقه لدعم هيلاري كلنتون في معركتها الانتخابية ضد منافسها الجمهوري ترامب ومن هنا يبقى النصر في الموصل الورقه الوحيده لدى الجمهوريين .

اقليميا تبدو انقره التي لازالت تعاني من تداعيات الانقلاب المزعوم واعتقال 32 الف عسكري ومسؤول في الدوله وطرد وتجميد 100 الف اخرين بامس الحاجه الى تحقيق نصر قومي في الخاصره العراقية الرخوه وتصدير ازمتها للخارج بعد تقاربها مع موسكو الذي سمح لها بضرب اكراد سوريا وسعيها للضغط على واشنطن والغرب لتجد في الصراع على الموصل فرصه مواتية من خلال لعبها على الورقه الطائفيه بتاييد وتشجيع من بعض الاطراف العربية التي اسقط من يدها أي امل للنصر في سوريا

يعرف اردوغان انه يمسك باوراق رابحه في العراق بدئا من ملف المياه الى البرزاني و تاييد بعض القاده السنه وقيادات شيعيه ايضا ربما لاتمانع اذا ما تم تقسيم العراق وهي تخشى من أي نصر جديد يحققه الحشد الشعبي في الموصل بل ربما تتطلع الى سقوط المزيد من مقاتلي تلك الافواج صرعى في هذه المعركة المصيريه لكي لايكون الحشد منافسا لهم في الانتخابات القادمه .
في المقابل تراقب طهران التي دعمت خمسه اطراف كورديه ضد الديمقراطي الكوردستاني باهتمام كبير ما سيجري في الموصل وهي لاعب هام يتحرك بهدوء ودهاء ولهذا رفضت زياره البرزاني لطهران بان وضعت امامه شروطا قاسية رغم رمزيتها لانها تعرف حقيقه نواياه وارتباطاته .

بينما تبقى إطراف الصراع العراقي مركبا متناقضا من الاهداف والمصالح بشان مستقبل مدينه الموصل وهو ما يعقد المشهد اصلا خاصه اذا ما عرفنا ان كلا من انقره ومسعود البرزاني والنجيفيين وقاده ما كان يسمى بثوار العشائر كان لهم دور كبير في سقوط الموصل وتسليمها لقمة سائغه لمقاتلين دخلوا المدينه كانوا خليطا من البعثيين السابقين وداعش وتنظيمات اخرى مسلحه .

كيف اذا يمكن الوثوق بهؤلاء اللاعبين الثلاثه اليوم المتهمين باسقاط المدينه ا ليكونوا طرفا اساسيا في معركه تحرير الموصل بقياده الولايات المتحده الامريكيه التي ينظر لها بريبه كل من الحشد الشعبي وقيادات عسكرية عراقيه نزيهة تعرف تفاصيل ما جرى في الموصل قبل عامين ونيف.

فالكثيرين في العراق يدركون اصلا من كان وراء داعش بعد ان بات جليا ان البرزاني هو الطرف المستفيد الوحيد من توغل داعش للعراق الذي اعتبره في البدايه شانا يخص السنه والشيعه العرب حتى اقتربوا من اربيل و الذي تمكن لاحقا استغلال سقوط الموصل وانهيار الجيش العراقي الضعيف ليتمكن من السيطره على كركوك وباقي المناطق المختلطه وطرد اكثر من 120 الف من العرب السنه والاستيلاء على اسلحه قوات عراقيه في كركوك والموصل والحصول على عمولات تهريبب النفط الذي سرقته داعش من سوريا والعراق وكسب تعطف دولي تسليحي وسياسي على خلفية سبي الايزيدين .

من الذي يضمن اذا ان لا تتعرض القوات العراقيه والحشد للغدر من قبل بيشمركة مسعود والاتراك و(الطائرات الصديقه)!! وان لايتم توفير غطاء لدمج دواعش الموصل بالميليشيات التي دربهم الاتراك والامريكيون ولا علم للقياده العامه في بغداد حتى بحقيقتهم وانتماءاتهم في مدينه كبيره جدا مترامية الاطراف واي مخطط تبيته الادارة الامريكية للموصل المتعدده الاعراق والاديان والطوائف حيث تتقاطع المصالح والرؤى والاهداف ولا يوجد لدى واشنطن مشروع مستقبلي للعراق سوى مشروع بايدن وهي الان شبه عاجزه تحت ضغط الانتخابات وتوتر المواجهة مع الروس في سوريا ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس