الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاونية -جمنة-

هيثم بن محمد شطورو

2016 / 10 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في تونس شهدت معتمدية "جمنة" إجابة عملية عن مضمون الثورة التونسية بما هي حرية و عدالة اجتماعية. شهدت ولادة تعاونية فلاحية قام بها الأهالي بواسطة جمعية مدنية قامت بهندسة نظام العمل.
الواحات من الناحية القانونية هي ملك الدولة. لكن اي دولة؟ و ما هي الدولة؟
قامت الثورة ضد دولة السراق و الفساد.. "بن علي مجرم".."التشغيل استحقاق يا عصابة السراق".. و غيرها من الشعارات التي عبرت في مضمونها عن تطلع إلى دولة جديدة هي دولة الحرية و العدالة الاجتماعية كمتلازمتين لا تكون واحدتهما إلا بالأخرى..
واحات "جمنة" كانت عصابة السراق قد اختطفتها من منطق الدولة أي الملكية العامة و الانتـفاع العام، إلى الخصخصة الهزيلة بتسويغها إلى منتـفع بموجب عقد كراء.. على كل فمن المؤكد أن الدكتاتورية تقوم على ربط عدد من المنـتـفعين بها في إطار السيطرة على مقدرات الشعب. التوصيف الحقيقي لهذه السيطرة هو سرقة ممتلكات الشعب..
ما وقع في "جمنة" من إنشاء تعاونية فلاحية مكنت من تشغيل 130 عائلة و من المساهمة في تـنمية الجهة بحيث تم اقـتـناء سيارة إسعاف، و في الوقت نفسه تمت عملية ربط أواصر الأخوة بين الأهالي من خلال حل الخلافات و ربط الجميع بالواحات و العمل المجدي و الجدي مع التمتع بالأجر المرتـفع للفلاحين الذي يتطابق مع مقولة الكرامة، و المساهمة في الاهتمام بالعمل الثـقافي و نشر ثقافة التعاون و الأخوة بالملموس تدعمت بالحصول على نتائج عظيمة في الإنتاجية و المردودية المالية.
إن تعاونية "جنمة" تمثل حلا حقيقيا و جذريا للمشكلة الاقتصادية و الاجتماعية. انظر كيف خلقت هذه التجربة ملحمة عمالية تعاونية. انظر كيف حيدت الأفراد عن الالتجاء إلى التهريب و الالتحاق بشبكات الإرهاب و الهجرة غير الشرعية.. انظر كيف ملأت الفراغات على الأرصفة و تحولت الأحاديث من جاهلات الأمور إلى الواقع الحي و كيفية تغييره بالتضامن و التحدي المشترك و الالتزام بأهل العلم و ليس بالدراويش و بائعي الأوهام لأجل تـفـقيرهم و استعمالهم و تجويعهم ثم رميهم كالكلاب السائبة في متاهة قدر قدره أهل الخسة و الوضاعة..
و هنا تضعنا ملحمة تعاونية "جمنة" في قلب السؤال المحوري. أي دولة نريد و أي نظام اقتصادي و أي حرية و أي ثـقافة؟.. إنها كإجابة عملية عن مطلب الثورة ترفع هذه الملحمة بوضوح عنوانا رئيسيا للثورة في كونها ثورة اشتراكية ديمقراطية.
نعم إنها الاشتراكية يا سادة. إنها ملحة الإنسانية نحو الرقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق


.. الاعتداء على داعمين لفلسطين اعتصموا بمركز تجاري بالسويد




.. تقرير حالة انعدام الأمن الغذائي: 96% من سكان غزة يواجهون مست


.. مصادر العربية: إطلاق النار في محج قلعة أثناء القبض على من سا




.. -إيرباص- تُعاني بسبب الإمداد.. والرئيس التنفيذي للشركة يتوقع