الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل فائده الأطرش

عطا مناع

2016 / 10 / 12
حقوق الانسان


من قتل فائده الأطرش

عطا مناع

أخال أنني أعود للصفوف الابتدائية عندما كان المعلم يفند لنا أشكال الاستعمار، وقتها أدركنا أن الاستعمار ليس قوة عسكريه فقط ، وأدركنا أيضا أن الاستعمار قتل الروح المعنوية للشعوب المستعمره.

كانت حكايات المعلم مشوقه رغم الألم الذي يكتنفها، كان يتحدث عن سياسة التجهيل والتجويع والموت في القرى البعيدة نظراً لانعدام الخدمات الطبيه، وكان الاستعمار الفرنسي في الجزائر يفتك بكل من يرفع صوته لدرجه انه كان يربط يقيد أرجل الوطنيين ويلقي بهم في البحر،

انكفأ الاستعمار، هكذا اعتقدنا، لكنه ترك لنا كشعوب عربيه أرثا ثقافياً ألخصه بانعدام قيمة البشر، وهذا مربط الفرس.

هي مفارقات ليس من السهل استيعابها، وما يقودني انبش الجحر، حيث وفاة المواطنه فائده الأطرش من مدينة بيت لحم الفلسطينية جراء خطأ طبي في انتظار النتائج الرسميه.

كمن ألقى حجراً في الماء الراكد، فالغضب الشعبي وبعيداً عن ردود الفعل الأولى يختصر المشهد الفلسطيني ألخدماتي الذي اسقط صفة البشر عنا كفلسطينيين، لذلك نرى التعامل بدونيه واحتقار مع المواطنين من قبل بعض الطواقم الطبية الحكوميه، بالطبع نحن مباشرين في غضبنا وانتقادنا، نحن نواجه الحالة وكأنها فريده ونفصلها عن المنظومة ألعامه وتفسير ذلك أن خازوق غياب الخدمات والعدالة ألاجتماعيه يعبر عن منظومة سياسة واقتصادية تعصر المواطن الذي على وشك أن ينفجر.

ما لنا وللتفاصيل، قائده الأطرش دخلت مستشفى بيت جالا الحكومي وماتت، بعضنا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وعلينا أن نؤمن بالقضاء والقدر، نعم علينا أن نتحلى بالإيمان والقضاء، لكن أن يأتينا القدر ممن يحتقرون البشر فهذا ليس بإيمان.

الغريب في حادثة موت فائده والتي يتعاطى معها بعضنا كجريمة تعكس الإهمال الممنهج الذي عشعش في عقل وأداء الموظفين بشتى تخصصاتهم أثارت حفيظتنا، السبب يعود أن فائده لم تكن حاله حرجه وأنها تغسل الكلى لأول مره كما أفاد والدها السيد محمد الأطرش الذي نفي ما جاء على لسان مدير المستشفى الدكتور زياد شقير.

الملفت أن هذه الحادثة أثبتت أن النقابات الفلسطيني تمارس القمع المركب، فهي مقموعه من الحكومة الفلسطينية وتسقط هذا القمع على المواطن البسيط، ولذلك قررت نقابة الأطباء تعطيل تقديم الخدمات في الضفة المحتلة احتجاجاً على اعتقال النيابة ألعامه للطبيب المسئول عن قسم الكلى، وكأن الشعب الفلسطيني ناقصه تجميد الخدمات المجمدة أصلا.

من الذي قتل فائده الأطرش؟؟؟ اعذروني لهذه النكتة المؤلمه، قبل أيام تم الإعلان عن قرب افتتاح مستشفى هو الأول من نوعه في فلسطين للطيور، وانفردت وسائل الإعلام المحليه بتغطية الخبر الكبير، وجاء على لسان مدير الجمعية المعنية بعدم قلق المواطن على حيواناته الاليفه لتوفر العلاج على مدار الساعه ناهيك عن توفير فرص عمل!!!!! لم تنتهي النكتة، في نابلس جاء منشيت الخبر كالتالي: الأول من نوعه في فلسطين مشفى خاص بالحمير وبالبغال والخيول، ويحمل هذا المستشفى اسم الملجأ الآمن للحمير.

من الذي قتل فائده الأطرش؟؟؟؟ الفساد أيها الساده هو أساس مصائبنا، الفساد الإداري والمالي ومؤسسات الانجزة التي تطارد عصفور مهاجر بميزانيات خياليه لدراسته والحفاظ على حياته، لا بأس!!! ولكن هل تسألنا عن السبب لنقف على النتيجه؟؟؟ إن مشروع الملجأ الآمن للحمير هو فكره لمضيفة طيران بريطانيه، وكما يقول الراوي أن تلك المضيفه لاحظت في إحدى رحلاتها في فلسطين 48 حماراً مصاباً مهملاً فقررت اصطحابه لبريطانيا لعلاجه لتأتي فكرة الجمعية البريطانية لحماية وعناية الحمير الفلسطينية!!!!!

من الذي قتل فائده الأطرش؟؟؟ إنها ثقافة العبيد، كلنا عبيد، الوزير عبد، والطبيب عبد، والسياسي عبد، والفصيل الوطني عبد، والفكر عبد، والاسفنجة التي تمتص أدائهم هو المواطن الذي استمرئ حياة العبيد؟

كيف لا ؟؟؟ لماذا نصمت والبطالة تنهش مجتمعنا؟؟؟ كيف نصمت على سوء الصحة والتعليم حيث أكثر من خمسين طالب في الغرفة الصفية؟؟؟ لماذا السكوت عن صفقات الأدوية الفاسدة التي تأتينا كمساعدات؟؟؟؟ أيعقل أن السلة الغذائية في فلسطين هي الأغلى في الشرق الأوسط وان المواطن الفلسطيني يصرف 86% من دخلة على الغذاء؟؟؟؟ أين العدالة الاجتماعية حيث عشرات الآلاف من العائلات تعيش الفقر المدقع؟؟؟؟

من الذي قتل فائده الأطرش؟؟؟؟ سلبيتنا نحن، تفريطنا نحن!! صمتنا نحن، التنازل عن حقوقنا الطبيعيه!!! السجن الذي بناه كل منا لنفسه!!! استجداءنا لحقوقنا!!! عدم ألمسائله!!! الاستسلام لقدرنا هو الذي قتل فائده الأطرش ومن سبقها ومن سيلحق بها.

من الذي قتل فائده الأطرش؟؟؟ حكاية عايشتها، في تسعينيات القرن الماضي انشأ في مخيم الدهيشه مستوصف صحي للأسنان، طبعاً المعدات جاءت دعما للمخيم والقرى المحيطه، كان المستوصف متواضعاً، وفي يوم من الأيام تم دعوة الهيئة الإدارية التي كنت واحداً منها لاستقبال الداعمين، عندما دخلت للمبنى لم اعرفه من كثرة المعدات التي لم تقتصر على الأسنان، قدم الطبيب المسئول شرحاً كاذباً عن الخدمات التي تقدم للمخيم، وبعد أن غادر الوفد تبخرت المعدات ونقلت لموقع آخر، وبعدها تبخر المبنى ونقل لموقع آخر، الم اقل لكم أننا عبيد.

أطلت على غير عادتي ولكن لأهمية الموضوع، فقد كانت جدتي تقول يا ابني الله ما بسمع ما ساكت، وكلنا ندرك التحالفات الاقتصادية للثالوث الغير مقدس في فلسطين والمتمثلة بالكمبرادور والسلطة التنفيذية وغالبية مؤسسات الانجزه، هذا الثالوث الذي يتعامل مع الشعب كبقرة وجدت من اجل الحلب فقط ، الشعب الذي كان ولا زال يغلب التناقض الرئيسي مع الاحتلال ويقدم ابناءة شهداء ومنهم الشهيد معين الأطرش شقيق المغدوره فائده على التناقض الثانوي.

لكن؟؟؟ كيف لنا أن نحلم بالحرية من نير الاحتلال ونحن عاجزين عن الحصول على حقوقنا الطبيعه في الصحة والتعليم والأمن الغذائي؟؟؟؟ وفي اعتقادي لن يبقى الحال على ما هو عليه، فالضغوط التي يعيشها شعبنا اكبر من أن يحتمل، وألان أنا أرى شعبنا الفلسطيني يخرج مطالباً الحكومة الفلسطينية بتحقيق العدالة والأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب




.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت


.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين




.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال