الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُؤتمر KNK السادس عشر . مُلاحظات 3

امين يونس

2016 / 10 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الرئيسة المشتركة ل KNK للدورة الحالية " نيلوفل كوج " التي توسطتْ هيئة الرئاسة وأدارتْ مُجريات اليوم الأول من المؤتمر ، قامتْ في صبيحة اليوم الثاني ، بقراءة التقرير النهائي لعمل ونشاط المؤتمر خلال السنة المنصرمة ، وكانتْ أطول المساهمات إذ إستغرقتْ 64 دقيقة . لّخصتْ فيها نشاطات ال KNK في الأجزاء الأربعة والعديد من الدول الأوروبية وغيرها ، والعراقيل والصعوبات التي واجهوها ، والخطط من أجل تحسين العمل والإرتقاء به وتوسيعه . قالت : بأن واجب ال KNK الرئيسي وفي هذه المرحلة بالذات ، هو مُحاولة " فتح الأبواب المُقفَلة " بوجهنا . لا ينبغي أن نيأس ، فضيتنا جميعاً واحدة ، فسنطرق الأبواب المغلقة ، مرةً ومرتين وثلاث وعشرة ، ألى أن تُفتَح .
بعد ذلك دعا الرئيس المُشترك ل KNK " ريبوار رشيد " والذي أدار جلسة اليوم الثاني ، دعا مسؤول اللجنة المالية ، السيد " ممو " لقراءة التقرير المالي السنوي ، وطلبَ من الأعضاء تسديد إشتراكاتهم السنوية وقال بأن الباب مفتوح للضيوف والأصدقاء بالتبرع أيضاً .
جاء في التقرير : ان مجموع واردات ال KNK للسنة الماضية بلغ ( 274 ) ألف يورو . كُلها من إشتراكات الأعضاء وتبرعات الأصدقاء . والمصاريف كالتالي : ( 98 ) ألف يورو ، الإيجار السنوي لمقر ال KNK في بروكسل ( ولقد تجولتُ فيهِ وهو بناية أثرية كبيرة من ثلاثة طوابق ، مُؤجَرة من الحكومة البلجيكية ) ، وذكر مصاريف السيارات والنقل والطعام والقرطاسية ... ألخ ، بدقة . توّلَد لديّ إنطباعٌ ، بأن هنالك شفافية إلى درجةٍ معقولة ، في واردات ومصاريف ال KNK .
* سألتُ : مَنْ ذاك الجالس بجانب صالح مُسلم ؟ قالوا لي : بأنهُ دكتورٌ ثَري من السليمانية ، وعضو في المؤتمر ، يحضر كُل سنة ، ويتبرع بحوالي (30 ) ألف يورو أو أكثر ، كُل مّرة ! .
* مسؤول اللجنة الإعلامية ، السيد " رفيق " ، قال في تقريره ، بأن اللجنة تُعاني الكثير من الخَلل في عملها ، وأن السيدات والسادة الذين تطوعوا للعمل في اللجنة في السنة الماضية ، لم يُقّدموا شيئاً يُذكَر ولم يقوموا بنشاطاتٍ ملحوظة ! .
* مسؤول اللجنة الثقافية واللغة ، السيد " بهزاد بيرموسا " ، تطرق إلى الصعوبات التي تُواجه عمل اللجنة ، والمشاكل الناتجة عن عدم نجاحهم لحد الآن في إيجاد " لغة مُوّحَدة " يفهمها الجميع ، والأمر بحاجة إلى توحيد جهود الأكاديميين والمختصين . ووجهَ إنتقاداً لبعض أعضاء ال KNK الذين يتحدثون مع بعضهم أحياناً ، بالتُركية أو الفارسية ! .
* عدا عن الحزبَين الإسلاميين في أقليم كردستان العراق ، فلقد حضر المؤتمر ، العديد من الأحزاب الإسلامية من كردستان تركيا / باكور ، وبعض رجال الدين والشخصيات الإسلامية ، وإنتقدوا بِشّدة في كلماتهم ، دكتاتورية أردوغان وحربه الشعواء على الكُرد في كُل من تركيا وسوريا .
( وطلب السيد " بهزاد بيرموسا " الكلام ، فقال : أقترح أن تُشكَل هيئة لل [ إفتاء ] في ال KNK ، فبوجود كُل هؤلاء الأفاضل من رجال الدين بيننا ، نستطيع تشكيل هيئة للإفتاء خاصّة بنا ، ونتخلص من عسف إفتاءات الوهابيين والداعشيين وغيرهم ) !! .
* طلبَ العديد من الأعضاء والضيوف ، الكلام . وكانتْ إنتقادات بعضهم قوية ، لهيئة رئاسة المؤتمر ، وقالَ آخرون ، بأن الآلية المُتبعة في صياغة التقرير النهائي ، قديمة وتقليدية وتأخذ الكثير من الوقت وتُسّبب الملل للحاضرين ! . قالَ آخَر : بأن مُجمل عمل المُؤتمر القومي الكردستاني ، يشكو من خللٍ خطير وينبغي التركيز أكثر على تقريب الأطراف ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني . قال بعضهم : ان التردُد في تعريف المؤتمر ، بأنه المؤتمر القومي الكردستاني الرسمي أو بمثابة برلمان شعبي جامع للكردستانيين جميعاً ، خطأ .. إذ ينبغي فعل ذلك حتى بعدم حضور الحزب الديمقراطي .
* كانتْ سنجار ومأساة الإيزيديين ، حاضرة في الكثير من كلمات المشاركين ، وتعالتْ دعواتُ لإتاحة فُرصة أن يُدير الإيزيديون شؤونهم بأنفسهم ، بعد تحرير الموصل وسهل نينوى من داعش .
* قبل ختام المؤتمر ، ألقى السيد " صالح مُسلم " كلمته ، فتطرقَ بإختصار ، إلى تجربة الكانتونات والفدرالية في روژئاڤا ، تلك التجربة الفذة التي أبهرتْ العالم رغم كونها لازالت فتية ، ونجاحهم في العيش المشترك مع العرب والسريان والتركمان ، ضمن حكومات محلية مشتركة ، تجمع النساء والرجال .
ثم تحدث عن ضرورة إستحداث مفوضيات أو هيئات خاصة ، في ال KNK ، لكُل من الإيزيديين والعلويين والسريان والكلدان والأرمن .
..............................
خُلاصة :
الخُلاصة قد تكون ناقصة هنا أو مُبتَسرة هناك ، أو حتى غير دقيقة ، فهي معتمدة أساساً ، على مُشاهداتي وإنطباعاتي الشخصية ، وأسئلتي للعديد من الموجودين ، خلال الإستراحات .. وسأحاوِل أن أكون موضوعياً قَدر الإمكان :
- ما تقوم بهِ ال KNK أي المؤتمر القومي الكردستاني ، عملٌ كبير ، وتُبذّل جهود ضخمة في الجانب " الدبلوماسي " في التعريف بالكُرد وقضاياهم في الأجزاء الأربعة وغيرها ، وإطلاع الحكومات الأوروبية وبرلماناتها على ما يجري من أحداث . يبدو ان نشاط ال KNK في أوروبا والخارج عموماً ، أكبر وأكثر تأثيراً ، من مكاتِب حكومة أقليم كردستان أو مكاتب حِزبَي السلطة في بعض البلدان الأوربية وأمريكا . أنهم أي ال KNK يخلقون نواة لجماعات ضغط " لوبيات " كردستانية في أوروبا .
- مَهما حاول حزب العمال PKK أن لا يكون في الواجهة ، إلا ان الواضح ، هو ان الحزب وفروعه وإمتداداته ، هي المُسيطَرة على هيئات ومُجريات وتوجهات المُؤتَمَر .
- سمعتُ من بعض الأعضاء ، بأن وفداً من ال PKK ، زارَ السيد " مسعود البارزاني " منذ بضعة سنوات ، وأبلغوهُ رسالة السيد " عبدالله أوجلان " ، التي فحواها ، بأن أوجلان يقبل ويُرّحِب أن يكون السيد بارزاني رئيساً للمؤتمر القومي الكردستاني KNK .. واُتُفِقَ مبدئياً ، ان يُعقد المؤتمر في أربيل ، تحت رعاية البارزاني .. إلا أن الخلاف حدث " كما قالوا " ، حين طلب البارزاني أن يكون نصف عدد أعضاء المؤتمر ، من باشور أي من أقليم كردستان العراق ، والنصف الآخر للأجزاء الثلاثة الأخرى ! . مما أدى ألى فشل الأمر برّمته . وقالوا : أن تركيا وأردوغان بالذات ، كانَ لهُ دورٌ في إفشال ذاك المسعى .
- لم تكُن هنالك تهجمات عنيفة من أغلب المتحدثين " المُهمين " في المؤتمر ، ضد الحزب الديمقراطي أو السيد مسعود البارزاني ، مُباشرةً . لكن كانتْ الإنتقادات واضحة وصريحة ، ضد سياسة الحزب الديمقراطي ، تجاه روژئاڤا سوريا وباكور تركيا وتهميش البرلمان والحكومة في أقليم كردستان العراق .
بدا وكأنَ هنالك جبهتان : جبهة حزب العمال PKK و PYD في سوريا و PJAK في إيران وHDP في تركيا و عشرات الأحزاب الصغيرة والمنظمات الموالية في أنحاء متفرقة من أوروبا وغيرها و ( حركة التغيير وجزء من الإتحاد الوطني وجزء من الإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية " بدرجاتٍ متفاوتة " ) ، من جهة . وجبهة الحزب الديمقراطي الكردستاني ويُؤيدها قسمٌ من الإتحاد الإسلامي وقسمٌ من الإتحاد الوطني في أقليم كردستان و بعض الأحزاب الصغيرة في كردستان تركيا وقسمٌ من رؤساء العشائر الكردية في تركيا وعدة أحزاب كردية في سوريا .
جبهة حزب العمال ، في صراعٍ مرير ضد حكومة أردوغان وضد داعش وملحقاتها في سوريا ، ولها قوات في قنديل ومخمور وسنجار . وتحصل على ما يبدو على دعمٍ غير مُباشِر من إيران ، ودعمٍ مباشِر من حكومة بغداد مُؤخَراً . ( هنالك إنتقادات مريرة ضد تورُط حزب العمال في حربِ مُدن وخنادِق ضد الدولة التركية ، أدتْ إلى تدمير الكثير من المدن والبلدات في كردستان تركيا . هذه السياسات التي أوقعتْ حزب الشعوب الديمقراطي HDP في حرجٍ كبير ، مما قد يكون له تداعيات سيئة في المستقبل ، على مُجمَل شعبية ال PKK هناك ، في رأيي ) .
جبهة الحزب الديمقراطي ، لها علاقات قوية مع أردوغان ، ومتورطة " كما يبدو " في إتفاقيات تجارية ونفطية وأمنية وعسكرية ، مع أردوغان ، يجد الحزب الديمقراطي ، صعوبة بالغة ، في التخلص منها ومن تبعاتها ( حتى لو أرادَ ذلك ) .
السيد مسعود البارزاني ، لم يقطع " شعرة مُعاوية " مع ال KNK ، والدليل على ذلك ، هو تواجد السيدة " نيلوفل كوج " الرئيسة المشتركة ل KNK ، منذ عدة أشهُر في أربيل ، وترؤسها لمؤتمرٍ فرعي لل KNK قبل شهر في مدينة كركوك .
وحزب العمال ، لم يقطع تلك الشَعرةِ أيضاً ، مع السيد البارزاني ، فزيارات شخصيات من ال PKK ، علناً أو سِراً ، متواصلة ، كما يبدو .
- سألتُ عضواً في المؤتمر : عن واقع قُوة حزب العمال PKK في أوربا ؟ فقال : صّدقني ، رغم صرف الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ، لكثيرٍ من الأموال لمكاتبهم في أوروبا ، فأنهم لايستطيعون جمع 400 شخص في مدينةٍ ما من أجل فعالية أو مسيرة ، بينما يستطيع حزب العمال ، تحشيد اللآلاف بكُل سهولة ! . لدينا محطات تلفزيون عديدة ومئات المكاتب تحت مسميات مختلفة ، في طول أوروبا وعرضها ، ومعظم الذين يديرون هذه الاماكن ( متطوعون ) ! .. هل هنالك مَنْ يعمل متطوعاً ، للحزب الديمقراطي او الإتحاد الوطني ؟ . نحنُ لا نعتمد على مُساعدات من أية دولة أو جهة ، فكل وارداتنا من " التبرعات " ، قد يحصل بعض التجاوز هنا أو هناك ، حين يتم جمع التبرعات ، لكن نهجنا هذا جعلنا لا نخضع لإبتزازات أحد .
وهل تعلم ما هو الفرق الكبير بيننا ، وبين الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني ؟ لسنا حزباً عشائريا أو عائلياً أو مناطقياً . أنظر إلى أقليمكم ، فأبناء وأقرباء الرؤساء ، لهم مناصب مهمة ، رُبما لايستحقونها ، بعكسنا تماماً .
لا أخفيكم ... غادرتُ مكان شُرب الشاي سريعاً ، متذرعاً بالذهاب الى التواليت ... لأنَ كلام المتحدِث ، كانَ معقولاً ومنطقياً ، أكثرَ من اللازم ، بحيث لم أدري كيفَ أرُدُ عليهِ ! .
- رغم كُل الدعوات الجميلة في المؤتمر ، لتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات ، فأن الوقائع تثبت ، بأن الجميع بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود الفعالة ، لتحقيق ذلك ، والتنازلات المتبادلة ، والإتفاق حول المصالح المشتركة وإستنباط إستراتيجية واضحة المعالم قابلة للتنفيذ .
- لستُ " قومياً " بالمعنى التقليدي للقومية ، بل أعتبرُ نفسي عابراً للإنتماءات الفرعية جميعها . لكنها كانتْ تجربة جيدة لي وفُرصة للتعرُف عن كثب ، على الكثير من الأشخاص المحترَمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتقدير
صادق البلادي ( 2016 / 10 / 13 - 07:35 )
كل التقدير لهذا العرض الوافي ، والمحايد، دون انحياز لطرف ، وكلام المتحدث المعقول و المنطقي
تذكره أنت في كتاباتك أيضا.
لعل الأمل يصبح كبيرا في تلاقي كل الحركات الكردية ضمن إطار تنظيمي واحد يقرب من بلوغ
الهدف في إطار سلمي مع شعوب المنظقة.
ذكرني تعبيرك (لست -قوميا - بالمعنى التقليدي للقومية - بما ورد في البيان الشيوعي : فالطبقة العاملة
إذن قومية ولكن ليس بالمعنى البرجوازي للكلمة-
تحياتي أيها العزيز وتمنيات بالصحة والفرح...

اخر الافلام

.. استطلاع للرأي يتوقع فوز حزب العمال بأغلبية هي الأكبر في تاري


.. نشرة 8 غرينتش | حزب العمال يتقدم في انتخابات بريطانيا... وبا




.. يوصفون بأنهم -يهود من النوع الخطأ-.. يهود حزب العمال البريطا


.. أخبار الصباح | توقعات بفوز ساحق لحزب العمال في بريطانيا..




.. بريطانيا تستعد لتغيير حكومي تاريخي وتوقعات بأن يطيح حزب العم