الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة الفنجانية في المطارات السومرية

مؤيد عبد الستار

2016 / 10 / 13
كتابات ساخرة


ديباجة
في احدث ظهور له بعد استيزاره اعلن السيد كاظم فنجان الحمامي وزير النقل والمواصلات في خطبة له في مطار الناصرية ما مفاده ان اول مطار في العالم وجد في الناصرية قبل خمسة الاف عام ، مطار سومري يستخدم لاقلاع الطائرات التي تطير الى الفضاء .
- هذا الايجاز للخطبة ، انشره وانا غير مصدق ، حتى بعد اعادة استماعي ومشاهدتي للفيديو اكثر من مرة خوف ان يكون مفبركا - ولكن ما نفى فبركته واكد لي ان السيد الوزير هو صاحب هذه الاقوال هو رسالته المرسلة عبر الايميل الى الاصدقاء يشرح فيها ما يؤكد انه صاحب هذه الخطبة البتراء.
طبعا سمعنا من قبل امثال هذه المقولات وكانت اشهر مقولة اطربتنا واضحكتنا في الستينات ما صرح به الدكتور صفاء خلوصي من ان شكسبير هو شيخ زبير ، هاجر الى بريطانيا وكتب هناك مسرحياته ، ولا اذكر بعد هذه السنوات العجاف هل كان خلوصي هو الذي اطلق هذا القول ام لُـفق عليه ، وهل قاله للمزاح ام للجد .. اذكر اني سمعته في مقابلة تلفزيونية وارجو ان لا يكون الامر اختلط علي لطول المدة وبعد السنوات .
من المفارقات ان يخرج المسؤول عن دائرة اختصاصه ليتعدى على اختصاصات العلماء ويدلي بما يروق له او بما لديه من معارف مشوشة في علم من العلوم امام الناس الذين لا خيار امامهم سوى الاستماع اليه والتصفيق له .
واتمنى على زميلنا في الكتابة سابقا ومعالي وزير نقلنا حاليا ان يتقبل منا هذه المقامة و ياخذها مأخذ الهزل مادامت المطارات السومرية مجهولة للعلم والتاريخ .
المقامة الفنجانية
بعد ان صدقت الاحلام وطارت عصافير القوم لتحط على رؤوس التكنوقراط ، اصاب طائر السعادة ما لم يكن متوقعا منه ، فدار على البيوت وطرق باب الفنجان ، وكان مصداقا للمثل الساطع الذي يذهب الى ان الدنيا ان اقبلت باض الحمام على وتد .
وها قد باض الحمام على وتد الحمّـامي ، ليفوز بوزارة النقل بالكمال والتمام ِ، اسعده الله بها ودفع عنه حسد القوم اللئام .
ولما كان لكل حصان كبوة ولكل سيف نبوه ، لم يتأخر وزيرنا الحمامي عن الهرولة ليقع فريسة السرعة في الخطاب وهو ما زال في اول الطريق ، فوقف على رؤوس قومه النيام ، وقرع رؤوسهم بمقولة مسلولة من الكتب المعلولة ، جاء بها بهلول المسقوفي ، والقى بها في ثنايا التاريخ السومري ، وهي من تهويم المخاريق اصحاب الجن والسعالى الذين لا ينامون الليل الا وقصص الطناطل والسعدان تهيم في عقولهم المسكونة بكل خرافة ما انزل الله بها من سلطان .
قال الحمّـامي نقلا عن ابن بهلول المسقوفي ان لسومر مطارات شيدوها قبل الاف السنوات ، ولم يسأل نفسه ، اين اختفت تلك المطارات التي لابد وان يكون فيها جدار او شاخص او طريق جيري او اسفلتي او اسمنتي ، وان يكون لها ابراج تقود الطائرات الى المدارج المزعومة في العقول المأزومة ، في الوقت الذي نجد فيه الرقم التي كتب عليها ابناء سومر قصصهم ، والتي كانت من صلصال وطين ، فخروها وحرقوها بحرارة الاشعاعات الشمسية ، فظلت حية الى اليوم نقرأ فيها تاريخ ابناء سومر وبابل وعيلام وآشور واور والوركاء ، فاين ذهبت المطارات الجوية والفضائية فيما ظلت على الارض تلك الرقم الطينية ؟
ولما كنا نرغب في مقارعة الحجة بالحجة ، لذلك سنقفز على ما جاء من مقولات جنجلوتية ،
ونسأل وزيرنا الهمام وزميلنا في الكتابة ايام زمان ، كيف ضاعت الطائرات الفضائية واختفت المطارات الكونكريتية والمدارج الاسمنتية وظلت الرقم الطينية ؟ فان كان جوابك موافقا لزوالها ، فما هو تعليلك لمثل هذا الحدث الذي لايستقيم واحداث الزمان وما ظل في الارض من اثار ابناء بلاد الرافدين من عرب وعجم ومعدان ، وان كنت لا تملك الاجابة فالاولى بك مراجعة ما عرض من اثار في متاحف البلدان واكبرها في بلاد الانجليز الذين احتفظوا بما لاهل الرافدين من رقم واطيان ، واستحقوا بذلك الشكر والامتنان، وما لنا الا ان ندعو الله ان يلهمك العلم ويخرجك من جب الاوهام يا صديقي يا ابن فنجان مع السلام والتحيات والعرفان لرحابة صدرك في قبول هذه المقامة وهذا البيان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز