الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعير السعودي السائب .

عساسي عبدالحميد

2016 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


البعير السعودي السائب .
أمريكا اليوم تشحذ سكاكينها وتجهز مسلخها لذبح البعير الوهابي السائب الذي عاث فسادا وبدأ يكثر من الرفس والدهس؛ ولم يعد يصلح بتاتا للحرث ولا لحمل الهودج أو الانضباط بين الإبل في قوافل رحلة الشتاء والصيف؛ وعلى الجانب الأخر من الخليج الفارسي تتهيأ إيران هي الأخرى وبحماس لمساعدة الجزار؛ فإيران تحمل آنية الماء والمنشفة؛ وتمسك بالحبل الذي سيقيد القوائم الخلفية للبعير السائب ليسحل نحو مسلخ العم سام...
.
وهذا بالضبط ما فعلته إيران عندما أمسكت بالحبل وقدمت مساعدتها لأمريكا لدك مواقع الطالبان بأفغانستان ستة 2001 بفتح أجوائها السيادية وملفات استخباراتها؛ و نفس الشيء فعلته مع العراق سنة 2003 عندما شرٌعت الجنوب العراقي لأمريكا للدخول إلى بغداد والقبض على صدام حسين ليشنق ليلة عيد الأضحى الذي تزامن مع أعياد رأس سنة 2006 ؛ وهكذا انتقمت ايران لنفسها من الطالبان ومن صدام ...
.
إيران تريد التخلص من العائلة الحاكمة بالسعودية التي وصفها المرشد الروحي علي خامنائي بالشجرة الملعونة؛ قد يختلف المرء في أمور كثير مع قادة ونظام ايران في أنه نظام حكم عمائم و تضييق للحريات ونشر التشيع؛ لكن الوصف الذي أعطاه مرشد الثورة الإيرانية للعائلة السعودية وصفا في منتهى الدقة؛ عندما وصف آل سعود بالشجرة الملعونة...
.
إيران؛ تدرك تمام الإدراك بأن النظام السعودي لم يعد يجلب المنفعة للأمن القومي الأمريكي؛ بل أصبح يشكل ضررا عليه ؛ وتدرك أيضا بأن واشنطن ترى في إيران الحليف المستقبلي والاستراتيجي في المنطقة؛ وهذا صحيح لأن واشنطن أصبحت لديها قناعة بأن إيران أكثر تعقلا من السعودية وتركيا...وتدرك أيضا بأن اقتصاد أمريكا بحاجة لسندات واستثمارات السعودية المودعة بالمصارف الأمريكية والمقدرة ب 750 مليار دولار ؛ وبحاجة إلى تعويضات ضحايا هجمات 11 سبتمبر التي قدرتها جهات إعلامية وحقوقية في حدود 3 تريليون دولار؛ وهذا لن يكفي ما لم تضع يدها على آبار النفط السعودية وتقسيم مملكة آل سعود بما يخدم مصالحها الإستراتيجية وأمنها القومي بالمنطقة.
.
ايران؛ تملك مقومات دولة المركز النافعة للاقتصاد الليبرالي الحر؛ وهذا ما تريده واشنطن؛ بموقع استراتيجي في غاية الأهمية وساكنة تفوق 80 مليون نسمة متعددة الاثنيات والمنابت؛ وثروات هائلة؛ وبعد حضاري متجدر لآلاف السنين عكس السعودية ؛ وعنصر بشري ذكي له قابلية كبيرة للتعامل مع مستجدات التكنولوجيا عكس الوطاويط الصهدانة بمدعشات الخليج التي أدمنت الاستمناء على فيديوهات العراء ....
.
الإيرانيون اليوم يمتلكون التكنولوجيا النووية التي سينتجون بها الكهرباء وسيسيرون بها منظومات القطارات الميترو وتشغيل الوحدات الإنتاجية الكبرى؛ في حين ستعمل على تصدير نفطها الحلو العالي الجودة لجارتها الهند وللصين بأقل تكلفة من نفط بلدان مجلس التعاون الخليجي ؛ كما أن لايران أكاديميون وباحثون وعلماء في المستوى العالي عكس السعودية ؛ فلا غرابة ان دعا الرئيس الأمريكي بمناسبة عيد النيروز الإيراني سنة 2015 أسابيع قليلة على ابرام اتفاقية فيينا 5+1 المعاهد والجامعات الإيرانية لتوقيع شراكات تعاون مع نظيراتها الأمريكية ..
.
أمريكا بحاجة للعقل الإيراني الذي اخترع لعبة الشطرنج؛ بحاجة الى مهارة تاجر البازار الذي يزن صفقاته ببيض النمل؛ وليس بحاجة للعقل السعودي المهووس بالجنس ورحلات الاستنكاح والعمليات الانتحارية التي تشجع عليها العقيدة الوهابية التي يرتكز عليها النظام السعودي لإضفاء الشرعية على حكمه ..
.
السعودية اليوم أصابها السعار بعد أن رأى حكامها ببؤبؤ عينهم سكاكين أمريكا الحادة وهي تلمع خاصة بعد مصادقة الكونجرس الأمريكي على قانون جاستا القاضي بحق أهالي ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية ؛ ولهذا أصبحت السعودية تغضب على كل شقيق لا يمشي في ركبها ولا يؤيدها على جرائمها التي ترتكبها في اليمن وسوريا والعراق وليبيا؛ وكانت آخر غضبتها على دولة مصر التي صوتت لصالح المشروع الروسي بخصوص مدينة حلب السورية فتنصلت شركتها أرامكو من التزاماتها السابقة لتزويد مصر من احتياجاتها الطاقية؛ ووجهت فوهات مدفعيات اعلامها لتنعت مصر بأقدح الأوصاف؛ وتقول فيها وفي رئيسها السيسي ما لم يقله مالك في الخمر ....
.
السعودية تُستنزف اليوم في العراق وسوريا وفي اليمن حيث وضع لها الايرانيون شراكا معتبرا؛ وهي غير قادرة على الخروج منه؛ أما بالمنطقة الشرقية للسعودية حيث الشيعة يوجد حقل ألغام مميت قد ينفجر و يتشظى في أية لحظة....
.
حبل مشنقة أل سعود اليوم هو بيد الإيرانيين؛ والعائلة الحاكمة التي سماها المرشد الروحي بالشجرة الملعونة تدرك أن حبل الموت يمسك به أبو لؤلؤة المجوسي؛ كما أمسك به بالأمس في أفغانستان والعراق...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عنوان المقال ممتاز
شيخ صفوك ( 2016 / 10 / 14 - 08:53 )
يعبر و بشكل واضح عن حال ال سعود
تحياتي

اخر الافلام

.. المؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي-نجاحات وتهاني-1


.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل




.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ


.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا




.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات