الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة أعزّ من الأمريكان

علي شايع

2005 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لوحدها دونما شريك؛كأن أمريكا تمتلك الحقيقة التي لا ترغب لأحد قرب معرفة بها،و كأن لها في هذه الوحدانية مآرب أخرى،وغايات،وربما فلسفة تنظّر وتستقطب لأفكار جديدة ومدارس واعدة،لكن الأمر في واقعه أبسط من هذا بكثير،فما يحدث عراقيا هو الحقيقة بعينها،وربما يكون الحقيقة بالتقسيط،أو على دفعات،وهذا مفيد فلسفياً!،ومأساوي واقعياً،لأن الفلسفة في جوهرها لا تعنى بامتلاك الحقيقة،بل في البحث الدائم عنها، لذا فالسائر في درب أمريكا سيصبح فيلسوفاً بحكم البحث المضني،والركض خلف خيوطٍ،وبيوتٍ للعنكبوت تركت في كلّ الاتجاهات حيرةً للسائلين..تشبه حيرة من يقف أمام خبرٍ للإفراج عن أخطر سلاح كان الديكتاتور يستخدمه على رقاب العراقيين لسنوات، ففي حمّى الانشغال وضوضاء اللغط عن القائمة الانتخابية الأولى وما يتـّبعها،أطلقت القوات الأمريكية بالأمس سراح ثمانية من مساعدي الطاغية، بينهم "سيدتان متهمتان بتصنيع أسلحة بيولوجية"..هكذا بسهولة تناقلت وسائل الإعلام الغربية الخبر،ومرّت عليه مراصد الأخبار العراقية كما لو أنها تتحدث عن خبر في قارة بعيدة..ولربما يكون الخبر أيضا حديثاً عن قارة بعيدة ما دام أمر الإفراج عن هؤلاء جاء عابراً للقارات..
المضحك ليس في إطلاق سراحهم،وإرسالهم كبشائر سرور لأمثالهم (المتطحلبين) شراً وعدوانا في الأردن،وليس في عدم معرفة الجهات العراقية بالأمر لأنه لم يعلن بشكل رسمي،بل في قول المتحدث الأمريكي:"المعتقلين المفرج عنهم لم يعودوا يشكلون تهديدا للأمن"..
فهل أدركت أمريكا الأمن العراقي سابقا،وهل استدلت على مكامن الخطر، لتعرف ما يشكله أو ما لا يشكله الآن؟..
هذه أمور لا تحتاج حكماء وفلاسفة ليترجموا ألغازها،مثلما لا يكون سؤالنا عن مسؤولين عراقيين سابقين يتنعمون الآن- نسياناً- بعد نيسان فرارهم صوب بحبوحة منتجعاتهم، دون حساب أو محاكمة؛سؤالاً فلسفياً؟..سؤال لا أعرف وجهة له أو موضع حاجات يسمع استفهامه،ويعدّ ألمه على نبض القلوب، فالمتحدث الأمريكي قال: كانوا سبعة..وقالت وكالة الاسوشيتدبرس نقلاً مسؤول عراقي؛ إن المفرج عنهم هم حوالي 24 شخصية..لتصرّ القوات الأمريكية على العدد سبعة في تصريح لاحق، إصراراً مقدساً..
سبعة أو ثمانية،لا ضير،ولكن ما تعدادهم فيمن أفرج عنهم؟..
وإن كانوا سبعة فما موقع قداستهم في الزمن الديكتاتوري،وإذا كانوا ثمانية؟ّ!..فهل هم حملة عرش الديكتاتور؟!..
من هم أصلاً،قبل أن ندخل في حيص بيص العدد،وقبل أن يصبح هذا تاريخا عن أهل الكهف،فيثور الجدل إن كان ثامنهم كلبهم،أم ضابط كبير في الأمن الخاص؟!..أم هو شخص آخر من الفتية اللذين "آمنوا بربهم"..حسب ما ورد في أول بيان بعثي بعد إعلان جمهورية الكويت؟!!..
فيا لكهفك يا شعبي..
والى كم تثاقلت عليك الأعباء،حتى تشابه البقر على وكالات الأنباء؟..
وما أفجع من يسمع ويرى،كلّ هذه الأحداث والأخبار ولا يسأل..فلا عاصم من الأسئلة،مثلما لا عاصم من فوضى الأمريكان في هذا الآن العراقي الصعب..فإن كان لهم في فوضاهم آية،فما آيتهم؟..
أم لعلّ في إشغال الناس هذه الأيام سؤالاً عن عدد المسرحين عن التهمة وعدتهم،ما يلهي السائلين عن عدد وعدّة أخرى في زحمة النتائج الانتخابية وصخب أيامنا القادمة؟..
ولِمَ يفرج عن مثل هؤلاء الآن،ألكي يضيع دم الإفراج عنهم بين حكومة تمشية الأمور والحكومة القادمة؟..
وإذا كانت تمشية الأمور وزاريا في مرحلة التداول القادمة أمرا واجبا،فهل أخذت جمعيتنا الوطنية عطلتها حتى موعد تشكيل مجلس النواب الجديد؟..إلا نحتاجهم حتى آخر لحظة؟..أليس الأجدر بهم ترك أسئلة للقادمين بعدهم لعلّ ثمة من يكتنز لنا جوابا فيريح الناس؟..
أسئلة مربكة تتراكم،وتتربى في أوجاعنا العراقية، نحملها كرها، ووهنا على وهن، حتى تتفجر على ألسنتنا آناً بعد آن،فنقولها في طريق البحث عن الحقيقة؛لأنها أعزّ من الأمريكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلم نور والجهل ضلال
بن شايع ( 2012 / 2 / 20 - 12:10 )
انالعلم هوالذي يرفع الى المستقبلك ومستقبل بلادك واما الجهل الا يفعل لك شيا انماء يضيع الك جميع الاعمال ولا احد يقبل ابنته بزوج من الجاهل واستودعكم اله واتمنا انيعيد الجنوب الحر وان يتعلمواطفلنا في امن


2 - العلم نور والجهل ضلال
بن شايع ( 2012 / 2 / 20 - 12:10 )
انالعلم هوالذي يرفع الى المستقبلك ومستقبل بلادك واما الجهل الا يفعل لك شيا انماء يضيع الك جميع الاعمال ولا احد يقبل ابنته بزوج من الجاهل واستودعكم اله واتمنا انيعيد الجنوب الحر وان يتعلمواطفلنا في امن

اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا