الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العفالقة الجدد ... ثانية

جاسم هداد

2005 / 12 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من سمات انظمة الحكم الدكتاتورية الفاشية قمعها لشعوبها مستخدمة شتى الأساليب ، ترهيب وترغيب ، شراء ذمم ، اعتقال وتعذيب ، تهديد بالقتل والأغتيال السياسي ، حصر الوظائف المهمة في الدولة لمن يسبح بحمد الدكتاتور والحزب الأوحد ، واجبار الناس على الهتاف لـ " القائد " الأوحد .

والنظام البعثي الفاشي الذي حكم عراقنا الحبيب لأكثر من خمسة وثلاثين عام ، كان بإمتياز من اكثر انظمة الحكم فاشية واجراما ، حيث لم يسلم منه البشر والحجر ، الحيوان والنبات ، الماء " جريمة تجفيف الأهوار " والهواء " استخدام الأسلحة الكيمياوية " ، حتى الموتى في قبورهم حيث قام بجرف قبور مقبرة الغري في النجف الأشرف في انتفاضة عام 1991 لفتح شوارع فيها لتسهيل مهمته في قمع الأنتفاضة .

واستخدم النظام المقبور وسائل خسيسة لأسكات كل صوت يرتفع بالأنتقاد لممارساته الفاشية ، من الأغتيال السياسي بواسطة الدهس بالسيارات وسم الثاليوم . والضغط على طالبي الوظائف بعدم تعيينهم بدون الأنتماء لحزبهم الفاشي ، وجعل بعض الكليات مغلقة للمنتمين لحزب البعث الأجرامي فقط ، اضافة للجيش العقائدي وحصر وظائف الأمن والمخابرات والأستخبارات بأزلام النظام ومن ابناء العشيرة والعائلة .

وقام البعث الفاشي بتشكيل تشكيلات عسكرية سماها " فدائي صدام " وتميزوا عن غيرهم بقمصانهم السود وهي تقليد لفاشيي موسوليني ونازيي هتلر ، وقام هؤلاء الأوغاد بأرتكاب الجرائم دفاعا عن النظام البعثي الفاشي تحت غطاء الدفاع عن الأخلاق والآداب ، ومتسترين بالحملة الأيمانية التي بشر بها النظام الفاشي زورا وبهتانا . وعاث هؤلاء البرابرة فسادا في المجتمع العراقي ، فارضين قيمهم السيئة واخلاقهم الشائنة ، متبعين كل الأساليب الدنيئة المنافية لأبسط حقوق الأنسان من اجل إلغاء الرأي الآخر وفرض رأي واحد هو الرأي المسبح بحمد القائد ، رأي البعث الفاشي .

بعد سقوط الصنم ، وتنفس ابناء شعبنا العراقي لنسيم الحرية ، ولكن مع الأسف الشديد لم يدم الحال كثيرا ، فعاد اصحاب " القمصان السود " مرة ثانية ، متلبسين هذه المرة بلبوس الدين ، فارضين اجندتهم وكذلك تحت نفس الحجة السابقة في الحفاظ على الأخلاق ، فتراهم يصولون ويجولون في مدينة الثورة الباسلة ومدن الفرات الأوسط والجنوب ، فارضين لبس الحجاب بقوة السلاح على النساء والفتيات ، جاعلين من انفسهم حماة وقضاة في نفس الوقت منفذين قوانينهم بأيديهم ، والغريب ان كل ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع شرطة وجيش الحكومة الحالية ، متبعين نفس اساليب البعث الفاشي ، ولا ندري هل من الأخلاق الأسلامية القيام بقص شعر الفتيات علنا وامام زميلاتهن وصديقاتهن ؟ ، وهل ينسجم مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي ينشدهما كافة أبناء شعبنا العراقي ما يحدث في مدينة الثورة من اكراه وارهاب وتهديد وفرض الرأي الآخر بقوة السلاح واجبار الفتيات على ارتداء الحجاب ؟ ومنع الناس حتى سماع الموسيقى والأغاني .

قام ويقوم ذوي " القمصان السود " بإبتكار اساليب فاقت اساليب البعث فاشية وتعسفا ، فلقد اصبح قتل صاحب الرأي المخالف لهم علنا ، ويمر دون أي حساب ودون الخضوع لأي قانون ، فالشوارع اصبح من يتحكم فيها الميليشيات ، كما يقول المفكر الأسلامي أياد جمال الدين ، وقوله يستند على شهادة عيان وتجربة ، وهو شخصيا تعرض الى محاولتي إغتيال لأنتقاده الممارسات البعثية الفاشية الجديدة .

يغد سقوط الصنم ، قام ازلام البعث بتشكيل عصابات ارهابية وتلبسوا رداء الدين ايضا ، فسموا تشكيلاتهم " جيش محمد " و " الجيش الأسلامي " وغير ذلك ، ويرتدون القمصان السود ايضا ويتلثمون ، واوغاد صدام الجدد شكلوا ايضا ما يسمونه " كتائب عزرائيل " حيث انها ترتدي نفس قمصان " فدائي صدام " وتتلثم بنفس اللثام ، وتقوم بنفس الأعمال التي تقوم بها العصابات الأرهابية ، لا بل زادتها بشاعة ودموية ، وخروقا لحقوق الأنسان ، محاولين ايضا فرض الرأي الواحد .

متناسين ان " حراس الفكر الواحد المقبور ودعاة الفكر الواحد الجدد ، فكلاهما ارهابيان وكلاهما يقتلان النفس البشرية البريئة الآمنة بدون حق وكلاهما يدخلان مزبلة التاريخ أن عاجلاُ أم آجلاُ " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ