الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاحة حواء من ثمر الجنة

كمال تاجا

2016 / 10 / 15
الادب والفن


تفاحة حواء من ثمر الجنة

أنا لم أسرق الخصب
من وابل غيث
لا -- ولم أوزع السحاب
كما يحلو للريح
لأمنع عن الجذر
ماء نسغ الحياة
ولا -- لم أزرع السراب
بين كثبان الرمال
واحات متباعدة
لأخدع الذات المتضورة
من الجوع والعطش
بمكر التهيوآت
-
ولا -- نشلت الزقزقة
من حناجر العصافير
لأزعزع الوقفة الصامتة
لفزع الاستياء
من الضجة العارمة
والتي صدت الشهية الذاتية
-
بل سعيت في نكز
الوقع اللذيذ
لأستراق السمع
لإلهب حماس التغريد
حتى يحلق بارتقاء سلالم الخلابة
كما نشتهي
على دفعنا قدماً
-
والشدو هو الذي دلني
على رنة عذوبة الأناشيد
وهي تصدح بين جنبات
إصغائنا المترنم
والذي يفرد أذرع الصفاء
للشفاء الخالص النية ~ للمحبة
الساكنة ~ بين أضلعنا
لشقشقتها الرحبة

والتي تلهب حماسنا
في مواجهة بشاشة
الطبيعة الوادعة
وقتامة الجو المكفهر
-
ولا--- لم أحني السنابل
إلا لحصاد
آثر للفؤاد
-
2
ما معنى المكابدة في طلب العيش
وما جدوى الصراع على البقاء
إذا لم أشعر بالبرد وبالحر
بالجوع و بالعطش
بالألم وبالوجع وبالتقزز
من المنفرات
-
وبأن أنصب شباك بالخلاء
للإيقاع بالمهجة بين أحضان
متعة الفرح والسرور
وفي أن أنعم بمنتهى السعادة
و بهناء الارتواء
حتى الثمالة
-
وفي أن أتلقى لسعات سوط العذاب الذابح
وفي أن أقاصي أصعب التحديات
وفي أن أكون طيباً عند اللزوم
وأحقر شب على الإطلاق
إذا ما دعا الواجب من الغيرة ..
عند الوقوع بالحب ..
ومن تسديد فروض النخوة
على شرف الإخلاص
ولأن أرد الصاع صاعين ~
للفتى المنافس المنتظر ~
نتيجة اختبار الاختيار
وفي أحط نزال
للاستيلاء على قلب الأنثى .. الواقفة بانتظار
ما تؤل إليه المبارزة
على أخذ القلوب
-
و في أن أقاصي من نار الغرام
و من حرقة البعاد والصد والهجران
و من الهوى العنيف الزائر
ما يجرح شعوري
ويدعني وفي وضع مذري
من الخروج
عن سباق الرنين العذب
لأجراس دعوات رحبة
ليست بالحسبان
-
و من الشوق العائد
ما يرق له قلبي
ولأن أرتمي تحت قدميها
كفارس مقدام
أرخى كل أسلحته جانباً
لجلسة استجمام
وبأن يضعها بالحسبان
للوقوع بغرام الافتتان
وفي أن أواصل على طلب الغفران
-
وإذا ما تضورت .. من نقص عتاد معنوي
أو عاطفة زاوية
أريد أن أقضم تفاحة هذا العالم كله
قضمه واحدة
من شفتيّ .. ها .. هناء
كمضغة خالصة الاشتهاء
-
3
كما حدث مع أبونا آدم
والتي تناولها من يدها قبلنا
و على جريّ العادة والتي استمرت حتى الآن
و لملايين المرات
-
وأنا الذي خولت أمري
لتلبية نزواتها الحارقة
من لمس شعلة شمعة الارتجاف
ووطء اتقاد حريق الارتعاش
وبإخماد جذوة السعار
وبإرواء غليل الإختلاج
ومن إذابة الصهر
كقبلة على خد الغوى الشاهق
وفي أن أحلب العصافير
وأحرس قطعان الشذى
ليرق قلبها

وأنا أوزع صدري
على المدى
ألف شهقة ندى
من الانصياع لأمرها
-
و في أن أتناول لقمة الزقوم
.. وما أطيبها ..
و بأن أرفس جنات الخلد والنعيم
لأهوي معها إلى الدرك الأسفل للهاوية
للوقوع على صدرها
وبين ساعديها
في ساعة هياج هيمان
مع تلوي أعطاف ثمالة مترنحة
تتلقفها انتعاظاتي
في كل دفع إلى الأمام
-
ودون أن أدري ~ أنهمك
في نبش السرير
للبحث عن أعضائي المنتشره
وفي كل مكان هنا وهناك
لما بين فخذيها
من وجهات بظر
أو تحت قدميها
من وطء ملذات
-
وهي تتخاطفني بناظريها
كألف دعوة ممدودة للفراش
وللتمتع بقطاف لذائذ هذه الحياة
ومن جوارحها الممدودة
لمس الشغاف
-
وجل ما أتوق إليه
في مواصلة الجريّ ورائها
لإدراك عربات النشوة والانتعاظ
و للتمسك بأذيال
العودة إلى الحياة
-
4
فجنات الخلد
دونما عناء
من حب وكره وعدوان
دون وجع رأس .. من نق الأنثى
ليس جنة على الإطلاق
-
فالذي يحققه التضور من الشهوة
و إشباع النهم الجنسي
عند الوصول للذروة
وبالقفز الحر
وإلى قمة اللذة
لا يستطيع قداس احتفالي
في أن يحققه
و لا طقس من طقوس الغفران
على الإطلاق
-
ولولا الخطيئة الفادحة
والتي جعلت من قضم
التفاحة العظيمة
أسطورة مناجاة
وهي التي فتحت عيون الطلطميس أدم
على روعة وجمال حواء الأولى --- تلك
والتي حشدت وقتئذ من الحسن الرائع
والإثارة غير المسبوقة
ما يغيب الصواب
-
مما استدعى هبوطهما
إلى الأرض
-
و على ما كانت تتمتع به
من جمال أخاذ
وتدل بحسن منقطع النظير
في ذلك الزمن الغابر
وحتى الآن
و بالإضافة لاستعمالها لكامل مساحيق
أسلحة فتنتها
من نظرة ساحرة
و لسان عذب طليق
وجسد رائع
حلو الشمائل
وبوقفات انطراح على جنبات الغوى
في كل محاولة إغراء
ومن التمدد على سرير الأمكنة
لتنفس الصعداء
-
ومنذ ذلك الوقت
من الهبوط
أصبح حتام على آدم
بأن يعيش في قلب الحدث
وفي أن يتهيأ بالانتصاب
وأن يحشد همته
وفي كل نزوة
وعلى وشك المطارحة بالغرام
-
ولذلك كان واجباً عليّه دائماً
أن يتلوى ألف رغبة
وغوى
في إعادة اكتشاف هذه الحياة
لما بين يدية من رغبات
تتبعها إغواءات لممارسة ما ينبغي
من وطء
و إلى ما لا نهاية له من ملذات
-
وهي التي تركت عريها اللذيذ الدافئ
يتمختر ويزهو تحت أنظاره
وفي جمال متفتح
كفخ متقن
للإيقاع به
بين تبادل طلق النظرات
الممزوجة بهمسات الإطراء
لاصطياد قلب آدم الطائر
ونزعه من أبطيه
في كل جولة شغف
على وطء
أو البدء بالاضطجاع
لجماع
تفريغ طاقة
كسر حدة الجماح
-
وهي التي كانت تصوب نحوه
ألحاظاً ساحرة
تدك كيانه
ولتجعل من كوامن نفسه
محط انفجار
وتعمل على تأجيج
نار الغوى
مع ملامس حارة
لشوق متوقد
حتى يكاد أن يفقد صوابه
بعد كل نظرة ساحرة
دون أن يضطر ليمسك
بطرف ثوبها
ليهم بها
مثلما تهم به
-
وبعد أن تفننت
بتسليط سياط من لهيب
بما يكفي لأن يسقط آدم تحت قدميها
و أن ينهار إعياء
و في أن يجعل من مطارحة الغرام
وقفة اضطجاع
بمنتهى الدعة
وغاية بالانسجام
-
ويترك نفسه تهفو إليها
وينهد حيله إلى جانبها
مما يهدئ الروع
وبأن يقضي أجمل أوقات حياته
في ممارسة طقوس غرام
غاية بالانسجام
بين مد ساقيها
ورفع فخذيها
مع أعذب لحظات
نيل الوطر
-
5
ولأنه ما كان في داع لانتقاء الأزياء
من على قوائم الترجيح
لجمال من تنوع
الأصباغ والملونات

و لا مجال للمنافسة
بين فتاة ساحرة
أو أنثى رائعة عابرة
للتمتع بتلوي أعطافهن
في سلب العقول
-
و ما من حاجة لاستعمال طلاء المساحيق ~
والبدكير والمنكير
وما في بنات غيرها .. حتى تغار
لذلك ظلت حواء تتنقل عارية
كما خلق الله المرأة
على الأرض
وهي تشهر كل أسلحتها من الفتنة
و بإغواء منقطع النظير
مع كل معدات ما لديها
من دلال إقبال
مما يؤجج كل انفعال
للمطارحة بالغرام
-
وحواء تنشر أضلعها المفرودة
فوق جبال غسيل
أعضائها المنفلتة على أسرة وصال
ما لا يخطر على بال
من أفخاذ رائعة
و أثداء فالتة
وهي تصوب الألحاظ الساحرة
على سرير الغواية
كلهفة قلب يتقلب
أعطافاً متمايلة
ورغبات ملحة
وغوى متفاقم
-
وهي في كل حركة هيام
تقوم بالمباشرة
وبأخذ وضعية الاستلقاء
وترتب سرير المطارحة
ومن أنها جاهزة لفعل الحب
و لأن تكون السبب في ولادتنا جميعا
نحن البشر الخبثاء ..
على الأرض طبعاً
-
ذلك لأنه ما من متسع في الجنة
لأخطائنا الشنيعة
حسب الميثولوجيا الدينية
وليس لنا أشقاء نسيناهم ورائنا
بالجنة
ولا بنات مخلدون
-
فالنكاح حصل على الأرض
وبشكل قاطع وأكيد
و أدى إلى هذا الميلاد العظيم للإنسان
ولأنه أتضح وبلا مجال للشك
أن الذي يستحي من زوجته
لا تنجب له أولاد
-
6
هذا لأن الجنة عصية على الفحش
وفيها تتم الممارسة
مع حور عين
لعب باربي
جنس ثالث~ لألعاب ربووت
ومن غير البشر
لا يمتون لنا بصلة غرام
مما يجعل وضع النكاح مختلفاً
أشبه ب .. ف - ح - لم .. سينما
-
وتفاحة نيوتن لا تسقط على الأرض مطلقاً
بل إلى حاسة الذوق مباشرة
تذوب بلا إلاكة ..
ودونما انعصار لعاب يذكر
يعني ما في لا أكل
ولا مين يحضر الطعام
ولا يوجد من يقدم الركوة
لشرب فنجان قهوة
على الريق
وليس هناك حلويات تسيل اللعاب
والأمر يستوجب عدد كبير من الخدم والحشم
لتجهيز العدة
وبتلبية المطالب المتعددة
لساكن جنات النعيم
-
مع أنه بغمضة عين
يحضر موائد ممدودة
ويفرد قوائم ما لذ وطاب من طعام
مع مزج كل أنواع المشروبات
ليتناولها بألحاظ نهم
وبشهية مفعمة
حسب مذاق نادر
وعما يزيد عن الحاجة
ولذلك لايوجد سوء هضم
من التخمة
ولا حاجة لأقياء
ولا مجال لأن يتجشأ
أو أن يتف هنا وهناك
-
وأفيدكم علماً بأنه
لا يوجد صرف صحي
ولا مكان للنف ولا للبصاق
ولا يفعلها من أمام
ولا من وراء
-
والأنغام تتراقص كما يشتهى السمع
والجمال يفرد حسن
على كل محط نظر
ولا مكان لشادي ألحان
والجلسة طويلة
بلا إتيان
أي حركة غوى
لجنس دون عشق
وبلا هيام
وعلى عكس المطارحة بالغرام
-
7
لأنه ما من شيء يروي غليلنا الناري
إلا النكاح
فهو وحده الذي يسعد ويشقي
يحي القلب
و يميت النفس
ومن أجله نتحمل كل هذا الهوان .. العاطفي
و نتخلص من كل أحمال
هذا الوطء الانفعالي
الذي يمزقنا إرباً ~
رغبات شتى
ويدق رؤوسنا بأوتاد عناد
طقطقة عظامنا
من النفور
وعلى انفراد
-
ومن كلام السابقين الأولين
طبعاً نأخذ العبرة
عن سبب نزول أدم وحواء من الجنة
والتي اتفقت الروايات جميعها
على أن الخطيئة الأولى
والتي حصلت بعد قضم التفاحة
انقشع الظلام
وفجأة حدث شيء مذهل
من إلقاء النظر إلى ما بين الساقين
فتم الارتاج
والرغبة بالانطلاق
وهي التي طرحتنا أرضاً
من أعالي الفضاء
إلى أسفل سماء الدنيا
وحزمتنا أسرة واحدة
وفي عناق أبدي
وبلا انفصام
-
إذن الدنيا هي بيت تعدد الرغبات
ودار خطيئة
عما لذ وطاب
وفيها يجب أن نقترف كافة أنواع الذنوب
وأن نعاقر خمرة كل الملذات
وأن نفعل كل ما يحلو لنا
من أخطاء وسيئات
وبأن نتمادى باقتراف
كل أنواع الموبقات
-
8
و لأنه بالجنة لا يوجد إطلاق نار أبداً
على متلصص
أو عاشق منافس يتنقل بالجوار
-
يتهادون حور العين
وكل اللذائذ اشتراكية
لأنهن كلهن متماثلات متطابقات
حتى .. لا تميز بينهن
.. و ما من سبب للغيرة يا أفندي ..
-
و ما في واحدة زنجيه نارية
ولا واحده بيضاء فاتنة
لأنه العملية أخيراً شيء يوجع القلب
يمل قلبه الواحد منا
من غرام .. خذني جيتك
-
ولأن الفردوس حافل بالمستردات
والنزلاء يتبارزون بأ فكار
راجحة من تبادل مكنونات ~
تفسير لمفاهيم
من حسن التمتع والتأمل
تذهل العقول
ويقضون جل وقتهم بالطواف على متن المسرات
التي لا تخطر على بال مراح
وهناك من يقضي بالتمعن
ليحبل بأجيال من التأمل
وفي رسم معالم بحبوحة
للصواب الفاعل
ولا يترك هنيهة سدى
تضيع هباء
وهو ينسج بأنوال العفاء
ملابس استرضاء
ليلبسها للمرتجفين
من القر المعنوي
وبأثواب عافية
ومن كل دواعي الشفاء
وترى بأم العين
اليقين يسرح بالفضاء
والخيلاء على وشك الظفر
بمكنوناتنا سالكة
على دروب الغواية
---
8
لا— لقد كانت حياتهم بالنعيم مهمة
وبالغة التأثير
ويستحقونها وعن جدارة
لأنهم كانوا من القوم العقلاء بيننا
-
و ليست مثل ضروب حياتنا المنفلشة
ونحن نضيع كل دقائق عمرنا سدى
وفي كل نزوة
نبحث عن صالات دسكو صاخب
لنجده تحت طأطيق الأرض
مع ضجة انفعالات عارمة
-
ونتطلع بوجوه المتذمرين
لنفرز أشخاصاً من الند للند
مع ندماء من صنف الوليف
الذي يسكن إلى جوارنا
و بانتقاء خلان
وعلى طراز شبيه لأمثالنا
متضايقين مثلنا
نتسامر معهم حتى مطلع الفجر
لتهدئة روعنا المتذمر
وللتعويض عن خسائرنا المتتالية
حتى لا نخانق دبان وجهنا
من السأم والعبث واللامبالاة
-
9
ونعوض عن شدة انكباح
استياؤنا الشديد
من حاجتنا للمنافع الجمة ~~~ للجنة
في جلسة استراحة بسيران شامي
على ضفة نهر بردى
وعلى كأس شاي من ماء نبع الفيجة
أعذب ينابيع الدنيا .. يا سلام
وعلى تبولة وسلطة وكبه نيه
و عم نشوي لحم غنم
على الفحم
رائحتها بتجنن وبتفتح الشهية
مع الأهل والخلان
ونهر بردى يقفز من تخته
من مجراه المائي إلى قلبك مباشرة
و تتقافز مياهه الباردة التي تلسعك لسعاً بالصيف
و الحصى تشدك ومن رجليك شداً
وقلبك يقفز وينط
وعلى هوى عليل عم يصفق
ويغسل السودا
-
اقتضى التنويه أن السودا الشامية
ذات طعم استثنائي
ليست مثل الصودا الأجنبية
التي يكسروا فيها كأس الخمر
ليخففوا من طعمه القابض
-
ونحن بالشام نسكها سك
رشفة جنونية
يقفز لها اللب
ودموعي عم تغلي وتفور
وأنا عم بتذكرك يا شام
وآه على شمة هواء من بلودان والزبداني
على نسمة عليلة من حديقة الغوطة
في الربيع
يلي كلها باقة أزهار
شيء يطير العقل
تعد بأشهى الثمار
-
سقى الله أيام زمان
كل حبة فاكهه لها طعمها المميز
ولا يوجد لها مثيل على هذه الأرض قاطبة
-
10
و شو بدك كمان وحشة منغلقة ..
كل واحد عايش لوحدة
ما في حياة اجتماعية
الواحد بطق روحه
يا ألهي روح قلبي الأخذ والعطا
واللعب والتهريج
وشتم بعضنا بعضاً
وبالضحك وبالأفراح
تشتفي الأرواح
-
ونحن نجول بالسهر
و في حفلات سمر
حتى مطلع الفجر
ونلج صالات عرض
ونشارك بحفلات دبكة جماعية
مع درّبكة تؤجج حماس
الرقص الشرقي
لبنت شابة بطير العقل
عم تهز خصرها
وعقلك هز
ونحنا من دون رقص عم نفقش لحالنا
وعلى يا شادي الألحان آه واسقينا
ويا طير طيري يا حمامة
وديني لدمر والهامة
وعلى موال يتبع موال شيء بيسطل سطل
-
11
وهناك لا توجه لهم دعوات
على مآدب طعام عامرة
بكل الألوان والأصناف
بل يأكلوا كما تشتهي أنفسهم
ومما لذ وطاب
وعلى مد النظر
-
و يفرشون الأرائك
مع مخدات وبسط
و أثاث خيمة للتمدد كفقير مسكين
يذوي في زاوية تعبد
وهي تلبي الحاجة الماسة
للاضطجاع
وفي راحة تامة
وعلى كل الجنبات
-
وهناك الناس يتخاطرون فيما بينهم
يعرفون ما يدور بخلد بعضهم البعض
و قبل ما تحكي يعرف شو بدك تحكي و .. تلقش ..
يعني ما في طق حنك بالصف
ولي بموت طقيق
-
12
لا -- عندهم الحياة الاجتماعية معطلة
ما في أسر
ولا زواج
ولا أولاد يسرحون ويمرحون
ولا يوجد واحد أرفع من الثاني
إلا بمقدار ما عفت نفسه
من ارتكاب ذنوب
وخدش حياء
وغاية بالامتناع
-
وما في صالات اجتماع
ولا صالونات مزدانة بالأثاث الفاخر
ولا معارض من كل الأشكال
ولا متاحف لتبادل الآفكار
-
ولا داعي لغرف نوم فخمة
مع حمامات ساونا
لأنه ليس عندهم جنبات
يتلون عليها ~ مثلنا
وكل شيء يؤرقنا
وكل شيء في متناول أيديهم
ليشفيهم من أعباء الانطراح
-
ولا يوجد هناك ملاعب تنس
ولا أحواض سباحة
و لا حشود جماهرية هائلة على حفلة غناء
.. ولا على ميكروفونات تصرع صرع
ولا يوجد هناك مباريات نهائية
ولا في حشود تأييد فريق ضد آخر
ولأخذ العلم كل هذا من الأمور المادية
خالية من الروح
بعيدة عن الإبداع
-
13
و ما في بنات حواء بتمزع العقل
من هذا الشيء البلدي
الذي يسطل سطل
و يجبروك على أن تلملم قلبك
من تحت رجليهم
بعدما نزعوه من إبطك
ومزقوه شقف ونتف
في كل قفزة دبكة
و كأنهن غير مباليات
-
14
و يجب أن تأخذوا علماً
لأنه من أجل النساء فقط لا غير
هبطنا إلى درك الأرض
و لا جناح علينا ولا هم يحزنون
وحتى نصنع نعيمنا بأيدينا
بنينا مدناً ضخمة مكتظة بالسكان
فيها هذا المد الطويل والعريض
من إقامة مهرجانات الأفراح والنكاح
هذا لأن الأنثى على الأرض
تفض بكارتها
لمرة واحدة فقط
و بعدها تريك العجب العجاب
من هذه الألعاب الشهوانية المثيرة للشهية
-
وهناك دائما ما يضيف
في حشد هذه الحضارة الزاهية
والتي بنيناها
ورفعنا البنيان
واخترعنا حياة لا تخطر على بال ابليس
تذكرت .. هذا الشيطان الذي كان صاحب والدنا آدم ..بالجنة
وهو الذي قدم نصيحة التفاحة لأمنا حواء
وعلى شكل همسة إغواء
والتي جابت هذه النتيجة التي هي
ما نحن عليه الأن
والغريب بالأمر أنه ما شكينا بأمره حتى الآن
هذا الملعون طبعاً
كان بينه وبين أمنا وسواس خناس
.. وهاتف محمول ..
دائما يطن بأذنها
و أيضاً هو الآخر تلقى عقاب النزول معنا
و أكلها مثلنا
-
15
و قسماً عظماً ..
أنه أذا ما دنت منك بنت شامية
لتهمس بأذنك
وقبل أن تفتح شفتيها القرمزيتين
ذات الابتسامة العذبة ..
بالانبهار الذي يحوطها
كإكليل من الزهو الرائع
وهج حرارة سطوع حسنها
ودفء دنوها
تلفح قلوبنا بلظى الأوار
و الذي يريد أن يمد يده إلى النار
ب - يحرق قلبه
ولا نعرف البتة
كيف نحقق المحال
إلا ابتسامة رائعة
من بين شفتيها
والله تصيبنا بالدوار
-
وهكذا أيها السادة
هكذا تستمر الحال على ما هي عليه
و لا ينتهي المشوار
في كل معايدة
معاودة تذكرك يا شام
--------------------
أريد أن ألفت الانتباه إلى الغربة ماذا تفعل بالقلب وبالهوى وبالغرام من خطب جلل ..
فتجيش على اثرها عواطفنا دو ن أن نقدر على كفكفة دموعنا المسالة
.. فنتركها تنهمر و أن تقفز مدرار ..
والجنة هنا حسرة على فراقها فقط أرجوكم .
مما اضطرني على استعمال
اللهجة الشامية
من حرقة قلبي على فراق دمشق الشام

كمال تاجا ــــــــــــ7 /2 /2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى