الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم بثلاثين سنة سجن فقط على كلمة متمردة

طلال شاكر

2005 / 12 / 29
الصحافة والاعلام


تواترت الاخبار والمعلومات عن صدور حكم قضائي، من محكمة خاصة في اربيل على الدكتور والكاتب
كمال سيد قادر المعتقل منذ شهرين، بالسجن 30 سنة، بتهمة القذف والاساءة الى رموز رسمية وكردستانية..... حين يتأمل
المرءقسوة هذا الحكم وغرابته على مثقف جاهر بتمرده ورفضه لاوضاع وممارسات اجتهد في تقييم سوءها وفسادها
ومتعرضاً بذات الوقت الى شخصيات تتبوأ مراكز القرار والمسوؤلية في كردستان، حتماً سيصاب المرء بالدهشة والذهول فلايعقل ان حكماً بهذا التطرف وهذه القسوة يصدر بحق كاتب نشر مقالات ضد اوضاعا فاسدة بقسوة الكلمة النافذة والمها من منطلق وطني حريص نحو شعبه وبلده ولنقل انه كان متماديا في نظر من حكموا عليه فهل يستحق الامر كله مثل ردة الفعل هذه من مسؤولين نضع مصائرنا في ايديهم ونجدد انتخابهم اتوماتيكيا؟ ولاادري ان كان هذا مؤشرا اخر على تفاقم ازمة نكران الاخر ورفضه في ثقافتنا الديمقراطية الوليدة..؟ ولا اعلم ان كان من يحكموننا يعلمون ان مثل هذه الممارسات ستترك انطباعا عميقا عند مدنيي العالم بان هذه المنطقة تحتاج الى المزيد من العقود والعقود حتى تغادر كهوفها المتوحشة، ولا ادري ان شعر هولاء الحكام بوطاة التغيرات الديمقراطية التي اجتاحت العالم وكيف ان الحرية واليمقراطية صارت هوية العالم والانسان المتحضر.... ولماذا تبقى منطقتنا ومنها العراق بمناى عن عن استيعاب هذا التغير ولو بحدوده الدنيا فلماذا الكلمة الحرة مازالت تستفز وتخيف الحاكمين ولماذا يقبع في ثنايا وطننا الصغير ويكمن الطغيان وينتشر المستبدون ... ولماذا يتزايد اولئك الذين تستوحشهم انوار الكلمة الحرة ان هذا الحكم المتناهي في قسوته
وظلمه وتداعياته ، أثار في نفسي بعداً اخر واستغراقات متشابكة،
عن جوهرفهمنا للديمقراطية وحرية الراي، هل يختلف فهمنا لها عن باقي البشر وكم من السنين والتربية يحتاج
حكامنا ليصبحوا ، ديمقراطين لماذا يعاني حكامنا الديمقراطيون من عقدة الكلمة وعدم تحمل الراي الاخر انها فضيحة مريرة ان يحكم على كاتب بثلاثين سنة سجن لانه استخدم سلاح الكلمة ضد اوضاع وجدها سيئة ونشر رأيه بشكل علني، وبدلاً من مواجهة الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة لجأ المستبدون كما هي عادتهم الى مرتكزات الطغيان للبطش بمن
يعارضهم انهم ديمقراطيون من ورق لايستطيعون استيعاب مفهوم الاخر الامن خلال اخضاعه والتنكيل به، وفاتهم ان بناء
الديمقراطية وتعزيزها، لايتم الا بوجود الاخر واحترام رأيه والاقرار بمفهوم التعارض، ولايجوز للحكام ان يتعسفوا ويتجبروا ضد من يجدون في رايه مايخالف رأيهم وتوجههم، كانت الاغلبية من العراقيين تجد في تجربة كردستان بوادر
ممارسة ديمقراطية واعدة رغم وجود الثغرات الجدية في ألياتها وفهمها، ولم يتصور احد ان يلاق كاتباً كل هذا الظلم في ربوع ارض عانت من الظلم والاستبداد وتلوت بنارحكام بغداد المستبدين، الذين كانوا يحكمون على مواطنيهم بالموت او
السجن لمجرد الاساءة اليهم كلاماً، وللتذكير اقول كان هنالك قسم في سجن ابو غريب يسمى( قسم القذف) وهومملوء بالمحكومين الذي ساقهم الحض العاثر الى هذا القسم التعيس لانهم اساءوا الى الرموز السياسية او الى الحزب القائد، فهل تفكر حكومة اقليم كردستان بفتح قسم للمقذوفات في سجونها الجديدة يذكرنا بتلك الاحكام وذالك العار الذي يلاحق مستبدينا
الى حد الان؟ في هذه اللحظة ينبغي تذكير رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني ان يستخدم صلاحياته وينثر مبادئه
ويتمسك بها لنصرة كاتب شريف ووطني كردي، لابطال الحكم الجائر ضده وان لايستخدم صلاحياته فقط في الاستجابة
لاستغاثة برزان التكريتي لصداقة تاريخية، اويرفض التوقيع على قصاص عادل تصدره محكمةعراقية نزيهة ضد مجرم
شمولي كصدام حسين من منطلقات مبدئية؟، وفي هذه الحالة انا وغيري من العراقيين ينتظرون مبادرة رئيس جمهوريتنا المحترم ليبطل مفعول هذا الحكم الجائر،وسيكون تدخلاً عراقيا نفخربه ونعتزبه لنصرة عراقي مظلوم واجب علينا مؤازرته، وشرف نحمله لنصرة مثقف لايواجه الا تهمة الدفاع عن ابناء شعبه اساء تأويلها المتنفذون ، اليس هذا افضل من ان يتدخل الرئيس الامريكي بوش برسالة يوجهها الى السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان يطالبه بها باطلاق سراح كمال سيد قادر كما يفعل مع الحكام الاخرين في منطقتنا؟. لانريد العفو ولاالرحمة للدكتور كمال سيد قادر من خلال منة اوالتفاتة حنونة من هذا القائد اوذاك الرئيس بل نريد ايقافاً لحكم غير منصف وغير معقول من خلال اسس العدالة والقانون,
تتجاوب مع حقوق الانسان وحرية الفكر في بلد صوت ابناؤه على دستور يضمن هذه الحقوق ويحميها من عسف المستبدين. اطلقوا سراح الدكتور كمال سيد قادر... ليعود الى اهله وعائلته عزيزا وحراً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب