الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رز السعودية وفول مصر

عساسي عبدالحميد

2016 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في تصريح تلفزيوني لأحد أمراء السعودية نايف ابن فواز الشعلان معلقا باستهزاء على موقف مصر الأخير المؤيد لروسيا بخصوص الوضع في مدينة حلب السورية؛ قال الأمير هل تدرون لماذا صوتت لصالحنا تركيا وغدرت بنا مصر ؟؟ لأننا أعطينا المصريين رزا؛ ومن تعطيه الرز سيبيعك غدا بالفول اشارة للفول المدمس إحدى أشهر الأطباق الشعبية بمصر ؛ ....
.
ويضيف الأمير الوهابي العنصري نايف بن فواز النكيحان أن ما يجمع تركيا بالسعودية هي العقيدة والتاريخ ؛ اذن هاهو العقل الباطن السعودي بدأ يتقيأ بملء شدقيه ولوزتيه ....فعلا الهوية المصرية هي فرعونية افريقية حيث الأقباط نواة صلبة فيها بعيدة عن هوية وعقيدة أكلة الضب والجراد وسدنة أصنام مكة السوداء..
.
أبو القاسم الفردوسي هو شاعر ملحمي له كتاب اسمه الشاهنامة؛ ومعناه ملحمة الملوك ؛ للفردوسى ومؤلفه الشاهنامة اليوم مكانة كبيرة في نفوس الإيرانيين و قادة إيران لأنه يثير الحماسة في نفوس الشعب...يقول في إحدى قصائده (( توف....توف على هذا الزمن الدوار الغادر الذي جعل من هذا العربي آكل الضب والجراد أن يغزو بلاد فارس الجميلة؛ عندما كان هذا العربي يشرب بول البعير كان الكلب في أصفهان يشرب من ماء النهر البارد ))

.
جرائم ضباع الصحراء الذين زحفوا من كهوف الوادي المتصدع ورمال الربع الخالي لفتح مصر؛ ان قمنا بتدوين كل هذه الجرائم للزمنا أطنان من الورق وبراميل من الحبر؛ بدءا بحرق مكتبة الاسكندرية على يد مجرم الحرب عمرو ابن العاص بأمر من الخليفة عمر ابن الخطاب؛ مرورا بقطع أعناق الأقباط وتعليقها على أبواب المساجد بعد تمليحها.

المسلمون ومنذ دخولهم لمصر فاتحين قاموا بهدم الآلاف من الكنائس والأديرة وتجريف مقابر الأقباط وحرق رفاث القديسين؛ انتهاء بهذا الوضع الرهيب حيث يعاني أقباط مصر المتبقين اليوم من مختف أنواع الحيف والجور من حرق لبيوتهم وكنائسهم ومتاجرهم وخطف بناتهم بتشجيع من الأزهر وقيادات أمن الدولة المحسوبة على السعودية؛ ومنعهم من المناصب السيادية خوفا من التوغل كما صرح أحد قادة السلفيين المدعومين سعوديا....وما زال السلفيون بمصر ومعهم الملايين من المنومة ضمائرهم يطالبون بتنزيل العهد العمرية وإذلال الأقباط طلبا لمرضاة الله .
.
لو أقيمت العدالة حقا وجئنا لنحاسب بعضنا البعض فإن السعودية هي الجانية؛ هي من رصدت المليارات من الدولارات لنشر العقيدة الوهابية المدمرة ؛ وسببت ضررا لمصر فنشأت أجيال مهتزة غير قادرة على الإنتاج والانخراط في منظومة التنمية ؛ مصر خسرت كثيرا جراء المد الوهابي الرهيب؛ الذي تزامن مع الطفرة النفطية وتنامي مداخيل الحج؛ الوهابية تغلغلت في مفاصل الدولة والمجتمع بشكل رهيب.
.
لو أقيمت العدالة حقا للزم أن تدفع السعودية تعويضا لمصر يفوق ذلك التعويض الذي حدده خبراء أمريكيون بعد قرار قانون جاستا الذي أقره الكونجرس الأمريكي والذي يناهز 3 تريليون دولار لتعويض ضحايا هجمات 11 سبتمبر ...
.
على مصر اليوم أن تبتعد قدر المستطاع عن السعودية لأنها منبع الشر بامتياز؛ و لن يأتي منها غير السم الزعاف الذي يشل حركة الشعوب ويجعلها غير قادرة على الانخراط في المنظومة الكونية ؛موقع مصر الحقيقي والصائب هو ضمن معسكر الصين وروسيا وايران ....مصر لها فرصة الآن في ليبيا وجب تدبيرها بذكاء؛ فهي قادرة على المساهمة في استتباب و عودة الأمن لهذا البلد الجريح الذي مولت تدميره قطر وتركيا والسعودية والامارات؛ و بمقدورها الحصول على احتياجاتها الطاقية من النفط الليبي و خلق علاقات إستراتيجية متوازنة مع جارتها الغربية ليبيا وفق مبدأ (( رابح- رابح )).
.
التدخل المصري في ليبيا سيربك ويبعثر أجندة ثلاثي الإجرام (( السعودية- تركيا - قطر )) حيث مصلحة هذه العصابة أن تبقى ليبيا متخبطة في الفوضى وأن يظل للجماعات الارهابية وعلى رأسها داعش موطأ قدم بليبيا؛ ولهذا قد لا تتردد قطر والسعودية وتركيا من الانتقام من مصر عبر تأليب دولة اثيوبيا واستعمالها للورقة المائية للضغط والنيل من مصر ....
.
وفعلا فقد نددت أديس أبابا منذ أيام قليلة بضلوع مصر في تهييج شعب الأورومو ودعم عصيانه على النظام الاثيوبي ؛ و قد بدأت الماكينة الاجرامية تشتغل في مصر للقيام بعمليات ارهابية كان آخرها مقتل جنود مصريين شمال سيناء ..وتمكن الجيش المصري من إحباط عمليات أخرى لجماعات محسوبة على ثلاثي الشر (( السعودية – تركيا- قطر ))
.
بمقدور مصر الاستفادة من علاقات مع ايران؛ نمر آسيا القادم والمستعد لتزويد مصر من حاجياتها النفطية بشروط تفضيلية وبكلفة أقل من نفط مشيخات البعير؛ ايران ستفتح أبوابها خلال سنة أو سنتين لليد العاملة و سيكون للمصريين فيها نصيب معتبرا بعيدا عن نظام الكفيل وعبودية قريش بمدعشات الخليج ..
.
بمقدور مصر الاستفادة من علاقات مع الصين وروسيا كبوابة مربحة للشراكات الروسية والصينية نحو قلب إفريقيا التي تزخر بأكثر من نصف ثروات الكوكب الأزرق؛ لأنهما دولتان متعقلتان ولهما مصداقية عكس سلاجقة تركيا و بدو الجزيرة أكلة الضب وشاربي بول العيس....
.
إذا كانت السعودية قد تفضلت ببعض الرز على مصر و على شعوب شمال افريقية فإنها قامت بتخريبها وحقنها بمصل الوهابية القاتل ومازالت مستمرة في خرابها وتدميرها في العراق وسوريا واليمن ....
.
يبدو و أتمنى أن لا أكون مخطئا عندما أقول أن الرئيس المصري أصبح مدركا لخطورة المرحلة؛ ومدركا بأن السعودية على شفا الهلاك وهاوية السقوط المدوي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر