الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم في القمر

كاظم الشاهري

2003 / 2 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

اختار فقراء العراق القمر مكانا للزعيم حينما داهمه الغدر وداهمته الجيوش . ومنذ ذلك اليوم لم نسم القمر قمرا ، بل اصبحنا نسميه اذا ظهر واذا غاب ، ظهر الزعيم وغاب الزعيم ، وبخلاصة شديدة نسينا اسم القمر بتاتا وصار اسمه عندنا ، الزعيم .
كنا نخشى الزعماء ونخافهم ونخاف بطشهم فكل الزعماء الذين تزعمونا من اول اجدادي وحتى اخر اب لي ، كنا نخر لهم ساجدينا وكان هو يخر لنا ساجدا ، ولهذا السبب حينما داهمه الغدر وداهمته الجيوش وحينما شعرنا بعدم قدرتنا على حمايته رحلاناه الى القمر ، وقد وصل سالما وشاهدته بيجية وحرشة ودنفة وشهزنان والملأ الاعظم بكامل نياشينه وقيافته وابتسامته ، سالما معافى وحارسا للفقراء .
وقبل رحلته البعيدة الى هناك كان :
يقول ( ...... ) كان لدي مخبزا وكانت فيه صورة كبيرة للزعيم . وكان عملنا يبدا بعد منتصف الليل حتى اذا اشرق الصباح يكون الخبز جاهزا للناس ودخل علينا الزعيم في غفلة وكان لدينا ميزان نختبر فيه حجم الفطائر واستخدمه الزعيم فوجد ان وزن الفطيرة دون الحد الادنى فطلب منا برجاء ان نصغر صورته ونزيد حجم الفطيرة .

كانت السيدة ( ........ ) مديرة مدرسة ابتدائية وكانت زميلته في التعليم قبل ان يكون ضابطا في الجيش وكان قد احبها حبا شديدا وكانت تسخر منه وكانت تقول له اذا بقيت انت الرجل الوحيد في الكون فسأختار بغلا عوضا عنك . وكان الزعيم قد دخل في زيارة تفقدية للمدرسة وكان خاتم الزواج في بنصرها ذهبا صافيا . تفقد الزعيم المدرسة واحتياجاتها وسجل ملاحظاته ورحل . وتؤكد السيدة المديرة انها لم تشعر بالخوف او الانتقام وتقول كان ظني صادقا لانه لم يقترب من المدرسة ولم يقترب مني وكنت سعيدة باختياري زوجا دونه حتى رحيله الى القمر .

حدثنا زاير ( ....... ) القادم من مدينة العمارة يقول كنت احفر اساسا في قطعة ارض في بغداد وشاهدت خلفي شخصا سألني ماذا تعمل واجبت على الفور ( ابو اذان وعد بتوزيع قطع اراض وسلف لنا نحن سكان الصرايف ) فقال استمر و ( ابو اذان  انشالله مايقصر ) ويقول الزاير كان الشخص السائل هو نفسه الزعيم وقد تأكدت من ذلك بالتمعن في صوره وكنا نسميه ( ابو اذان ) لحجم اذنيه الكبيرتين .

بعد انتصار الزعيم ورحيله الى القمر . قال احد الخاسرين في حربه عليه ( حذاء ) الزعيم اشرف منا جميعا .

يقول ( ابو ...... ) كنت اسكن في محلة بغدادية قديمة اب عن جد قبل ان ارحل عنها بتهمة انني غير عراقي خالص النسب ، وكان الزعيم يأتي هناك وكان زعيما وكنا نستخدم صفائح علب الدهن الفارغة كراسى ونجلس عليها في مقاه بسيطة تتخذ فسح الارصفة مكانا لها وكان هو يأتي ويجلس على واحدة من تلك الصفائح ويطلب ( استكان   جاي ) و يشاركنا الاحاديث والمزاح .

قبل ان يختار له الفقراء القمر مكانا . وجد الغادرون والجيوش المداهمة في جيبة . دينارا واحدا .

سيهبط الزعيم من قمره .  لاننا نحن فقراء العراق ادخرناه هناك ووجدنا القمر مكانا امنا له . والان نقول له عد من قمرك ياقمر .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا