الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بابا .. بابا .. لقد أخذتُ عشرة

امين يونس

2016 / 10 / 17
كتابات ساخرة


" قالَ الولدُ لأبيهِ : ... بابا ، أخذتُ اليومَ عشرة . ففرح الأب وأجاب : عَفارِم عليك ولدي .. ليسَ هذا غريباً ، فأنتَ شاطرٌ مثل أبيك ! . بعد يومَين ، قالَ الإبن : بابا بابا ، لقد أخذتُ اليوم عشرة . إبتسمَ الأب قائِلاً : أحسنتَ يا بَطَل . وكُل بضعة أيام ، يخبرهُ بأنهُ أخذَ عشرة . إلى أن جاءَ اليوم الذي قالَ لوالده : بابا .. لقد أخذتُ اليوم خمسة . فإستغربَ الأب وسألهُ مُستنكراً : لماذا لم تأخُذ عشرة كالعادة ؟ أجاب الولد الشاطِر : لأني لَم أجِد في جيبِكَ غير خمسة !! " .
ظهرَ أن الولد ، عدا عن مصروفهِ اليومي الذي يستلمهُ من والدتهِ ، فأنهُ يسرق من جيبِ والدهِ ! . هنالك إحتمالان : أما أن يكون الأب ساذجاً وغبياً ولا يصلح أن يكون أباً حقيقياً ، أو أنه كانَ يعلم أو يشُك على الأقل ، لكنه متواطئ ! . وهنالك إحتمالان ، أما أن تكون الأُم بسيطة أكثر من اللازم وساذجة ، فلا تصلح لمسؤولية المُتابعة والتربية ، أو أنها كانتْ تحسُ بما يجري وتشعر بأن هنالك شيئاً مُريباً ، لكنها تسكت مُتواطِئة ! .
............................
ما يجري عندنا في العراق عموماً ، يشبه كثيراً النُكتة أعلاه . فالأبُ هو " الخزينة العامة العائدة للدَولة " والاُم هي الحكومة ، والولد هو كبار مسؤولي الدولة ، من رؤساء ووزراء ونواب وأصحاب المناصب الرفيعة الأخرى ... الخ . كُل هؤلاء الأخيرين يستلمون رواتبهم الشهرية الكبيرة أصلاً ، من الحكومة ، وفوق ذلك ، لايكتفونَ بذلك ، فأنهُم من خلال دهاليز الفساد يأخذون " عشرة " يومياً من الخزينة . إلى أن جاء اليوم الذي أصبحت فيه خزينة الدولة ، شُبه فارغة ، من كُثرة اللهط والشفط والنهب .
فأما أن تكون الحكومة ومعها المُؤتَمن على الخزينة العامة ، لا يفقهون شيئاً من عملهم وسُذّج إلى درجةٍ كبيرة ، بحيث لم يشعروا طيلة سنوات ، بالكارثة الجارية أمام أعينهم .. أو أنهم كانوا يدركونَ ويعرفونَ ويرونَ ويسمعونَ ، إلا أنهم متواطئون وشُركاء ! .
" الولدُ " كانَ يقول ل " أبيهِ " : بابا .. لقد إشتريتُ اليوم قصراً بمليون دولار . فيجيب الأب : عفارم عليك ، كم أنت شاطرٌ وذّكي . بعد فترة قصيرة : بابا بابا ، لقد أسستُ شركة ثمنها عشرة ملايين دولار . الأب : أحسنتَ ، فأنتَ نجيبٌ مثل والدك . وفي يوم : بابا .. لقد إشتريتُ سيارةً بخمسين ألف لألهو بها بين الحين والحين . الأبُ مُستغرباً : بخمسين ألف فقط ؟ أراكَ أصبحتَ مُقتصِداً ؟ الإبن : كلا .. لكني لم أجد غير هذا المبلغ في الخزينة ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا