الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذكريات الراهن 1

نور الدين بدران

2005 / 12 / 29
الادب والفن


في كل صف تقريباً،ثمة مهرج،ومشاغب وبليد ونشيط مجتهد،وتلاميذ عاديون.
يحدث أن ينال المهرج عقوبة قاسية على تهريجة سمجة،فتربيه حتى نهاية عمره الدراسي على الأقل.
أو أن يتمكن المشاغب لفترة وجيزة،من إدارة بعض الرؤوس الضعيفة،فيشكل عصابة يتزعمها،ويشوش لبعض الوقت على زملائه وبعض مدرسيه،وليس على الجميع،لأنه غالباً ما يكون هناك مدرس أو أكثر لا يمكن المزاح معهم أو اللعب في حضورهم،ولكن مهما طالت وتكررت فرص النجاة للمشاغب،فإنه في النهاية،ماض إلى خارج المدرسة،حيث الشوارع أو السجن أو ما شابه،ونادراً ما يثوب بعض هذا النمط إلى رشده،ويتابع دراسته ويبني مستقبلاً يليق بالإنسان المعاصر.
أما المجتهد والمهذب فغالباً ما يصل إلى هدفه،ولكن يمكن أن يفشل إذا ما ابتلي بجار مشاغب وشقي،خاصة إذا كانت البيئة ملوثة بعناصر الشغب،داخل المدرسة وخارجها.
هناك السرقة والابتزاز والاعتداء وزرع الخوف والقلق،وكلها عوامل إحباط للدرس والنجاح والتفوق،أما دوافع المشاغب لارتكاب ذلك كله وأكثر،مما يعكر مزاج الجميع عموماً، والمجتهد خصوصاً،فهي كثيرة ولا تحصى، فغير العطش الذاتي للشغب،هناك الفراغ والخواء اللذان يتحكمان بالمشاغب،حيث تجتمع مركبات نقص كثيرة،لاسيما تجاه المتفوقين،كالحسد والغيرة والعجز عن مجاراتهم في العلم والدرس الثروة ونوال احترام وعطف الكبار من إدارة ومدرسين وحتى من زملاء وجمهور،بل حتى من الأهل أنفسهم.

ليس هناك ثرثار كالمشاغب،إنه نبع لا ينضب من التظلمات والشكوى وتعليق فشله على الآخرين،لاسيما على الإدارة والأساتذة وغربة المناهج....ألخ ،وليس أكثر منه كذباً وادعاء،بأنه يدرس ويعمل ويسهر الليالي،وليس بنفاقه حول المثل والالتزام بالوصايا على اختلافها،حتى أنه أحياناً يصدق نفسه،وبعضلاته ورعونته يريد أن يصدقه الجميع.
شيء آخر يزيد المشاغب تعلقاً بحالته التي تغدو نمطاً لحياته،وربما مهنة، السهولة وعدم الحاجة إلى الجهود المضنية التي يبذلها المتفوقون،فهل التخريب بصعوبة البناء،أو التقدم بسهولة التخلف والهمجية؟

هناك نوع هو الأتفه بين التلاميذ،وحتى بين البشر قاطبة،أولئك الإمعات الرخوة،أو الطفيليات التي تحيا على الفتات والبقايا،تلك الكائنات التي تردد وتهتف وراء المشاغب الذي إذا ارتفع سوقه لا تتجاوز هي سقط المتاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي