الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الموصل و الاختبار الصعب

محمد فريق الركابي

2016 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية




داعش ليست ازمة العراق الوحيدة ، لكنها الاهم ، في هذه الايام على الاقل ، التي تشهد تحركا واسعا لتحرير مدينة الموصل ، اخر معاقل التنظيم الارهابي في العراق ، و طبعا معركة لها هذه الاهمية ، سيترتب عليها عدة نتائج ، و يستلزم لنجاحها تحضيرات كبيرة ، لا تقتصر على طبيعة القتال و المقاتلين فقط ، بل تتعداها لتشمل جوانب يتخذها البعض ذريعة التدخل المباشر او غير المباشر في عملية التحرير ، كتركيا مثلا التي تعتقد ان العراق وحده (عسكريا ) غير قادر على مواجهة داعش ، و تجد ان لها مكان في عملية التحرير و ليس لاحد ان يعترض بل تعتبر نفسها متفضلة ايضا.

تحرير الموصل وحده ليس كافيا ، بل هو جزء من الخطة التي يجب تضم الى جانب طرد عناصر داعش ، مهمة انقاذ المحاصرين في الموصل من المدنيين ، فالنصر على المستوى الانساني له اهمية قصوى ان اراد المحررين النصر الشامل ، بجوانبه العسكرية و السياسية ، و على مستوى محلي او دولي ( اقليمي على وجه الخصوص) ، فحماية المدنيين امرا لا يقل اهمية عن فرض السيطرة العسكرية ، هذا من جانب ، و من جانب اخر لمنع الانتقادات التي ستنهال على القوات العراقية ، ان اغفلوا عن هذه النقطة ( حماية المدنيين ) فأغلب من يشكك في نزاهة معارك تحرير المناطق المحتلة من داعش يتخذ من المدنيين ذريعة للتدخل في الشأن العراقي الداخلي.

و لا يمكن نسيان اهمية الحفاظ على مدينة الموصل كمحافظة موحدة ، و العودة بها الى ما قبل احتلالها من داعش ، بعيدا عن ما يثار من مشاريع تقسيم ، او الدخول في مشروع اقليم مستقل ، ايا كانت طبيعته و اسس تكونه الطائفي او القومي ، اي ان معركة التحرير يجب ان تستمر الى ما بعد داعش ، و الحرص على منع مشاريع تتخذ من داعش نفسها ذريعة لتنفيذ مخططات لا علاقة لها بمصلحة المواطن العراقي في الموصل.

طرد داعش من الموصل ، اختبار صعب ، فهو لا يقتصر على الجانب العسكري فقط ، و لا يتعلق بمرحلة تواجد داعش و حسب ، بل يتعداه الى ما بعد ذلك ، و هذه الامور هي التي تسببت في ازمة العراق مع تركيا ، و بصورة ادق تفتح المجال للتدخل في شؤون العراق من قبل الدول الاقليمية ، التي تعتقد ان لها الحق في المشاركة بتحرير مدينة الموصل ، معتمدة على ذرائع كثيرة ينبغي ان تلتفت لها الحكومة العراقية ، لعل ابرزها السيطرة الحكومية على القوات العسكرية التي تشارك في المعركة ، و كذلك حماية المدنيين داخل الموصل ، و اعادة نازحيها ، و الاهم بقاء الموصل موحدة كما كانت ، دون تغيير سكاني او اداري ، تفرضه مخططات اقليمية بعيدة عن مصلحة العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج