الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعر الدكتورة سندس صديق بكر ما بين استنطاق الفكرة واستمطار المعنى

اخلاص باقر النجار

2016 / 10 / 20
الادب والفن


شعر الدكتورة سندس صديق بكر ما بين استنطاق الفكرة واستمطار المعنى
د.إخـــلاص باقـــر النجـــــار
العراق / جامعة البصرة / الإدارة والإقتصاد
قسم العلوم المالية والمصرفية

رأيت تلك السيدة في أروقة ورشة الكتابة من أجل الحياة قبل أيام خلت ، وللوهلة الأولى عرفتها قبل أن أتعرف عليها ، عندما إنساب صوتها الشجي إلى قلوبنا قبل مسامعنا ، وهي تلقي إحدى نصوصها الأدبية بجدارة واحتراف ، فإنشدّت إليها أبصارنا تتبع بلهفة عذوبة مخارج حروفها وأيادينا تتسابق بحفاوة للتصفيق والابتسامة ملء الأفواه ، ولسان الحال يشهد بمئة مصداقية بأنها أجادت أيما إجادة ، فأيُّ شعور بالنشوة تركته فينا هذه السيدة ؟ ، وجعلتنا نسمع وكأننا نرى مشاهد حية تُعرض أمامنا بالصوت والصورة ، هذه هي الأكاديمية المتألقة شخصية راقية وستبقى دائما في تجدد إرتقائي.
أنها الإستاذة الدكتورة الأكاديمية التي تقتنص أفضل طريقة لإغتنام الدقيقة في مجال التسابق البحثي في الحياة الجامعية تارة ، وتارة أخرى لتلون لنا الحياة بألوان الطيف الشمسي بريشة الأمل الحالمة وشلال الشوق الهادر فتُحيل النفوس المجدبة إلى يانعة مخضرة تؤتي أُكلها كل حين ، على صحراء الورق الأصم الأبكم تستنطق الفكرة وتضفي إليها الروح ، بعنصر التأثير الذي يدبُّ في النفس ، ويتيه في عتمة الخيال الأخاذ بعيداً عن ضجيج الواقع ، فالشاعرة هنا أجادت في توظيف المشاعر والانفعالات المختلفة في نصوصها التي تضمنت الأفكار والقيم الإنسانية والخيال والمعاني والصور الحسية وقوة العاطفة والإيحاءات والأمل والتفاؤل ، مما يجعل القارئ يقتنع بالفكرة إلى درجة التأثير في النفس ، وبمهارات فنية تميزت بها ولاسيما القصيدة رقم (1) أحبك التي تسيدت على الأخريات ، بقوة التأثير العاطفي والتسلل إلى كل الجوارح بقدرتها على تطويع المفردات في إيقاع متناغم جميل ، والانتقالات الفنية الرائعة لخلجات النفس ولاسيما ( قصيدة أبوح لنفسي بقولها : تعبتُ من حقيقة أحملها وأرحل ، تعبتُ من ظلي ومن وجعي ومن كلي .... الى قولها تعبتُ من الشوق لبيت بعيد في الذاكرة ) ، ثم تنتقل ... قائلة : ( يطاردني ألف سؤال وأنا أشدُّ الى نفسي الرحال ... ؟ أتراني تعبتُ أم أكتفيت ؟ ويجرحني السؤال ) ، وفي الأمل بقولها : ( وأحلم أن صحارى العمر روضة ) ، كما أنها أشارت لمشاعر الأسى بإنتقالات ذكية شفافة بقولها : ( كلما فاض جرح بلادي تضاحكت ... ونثرت حزمة أورادِ وقلت ... يوما أخر يأتي غدا ... ويكون للأيام سيدا ) .
لقد تفننت في انتقاء الألفاظ ووضعتها في سياقات بسيطة سهلة تعطيها دلالات وايحاءات حسية اخرى وهذا هو دين الشاعر المتمكن من أدواته ، فضلا عن أن القصائد زاخرة بالعواطف التي تعكس في الانطباعات الاولى القوة والصدق في ردة الفعل الفطري المباشر للقلب ، ناهيك عن أمتلاكها لقوة الحضور والجاذبية والابتسامة ، فكلما تملك الشاعر الكاريزما والحضور والايجابية والتعاطف تملك قلوب الناس ، لأنها تمثل لهم مصدراً لقوة الدافعية والتحفيز ، فضلا عن رشاقة النصوص ودقة دلالتها على المعاني واتساقها مع العنوان ، فنرى من ثنايا هذا التوافق جمال النصوص التي تلون الحياة بريشة الفنان فنقطف حزمة مضيئة من الإيجابيات ذات العبير الرقيق الجذاب الذي ينشد المحبة والسلام ويشحذ الطاقات المتسربلة ، لتأتلق ببريق الأمل والتواصل دائما الى الأمام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب