الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَلِ السِّحْرُ الأسْوَدُ حَقِيقَةٌ؟ و لمَاذَا يَفْشَلُ العِلاَجُ الرَّبَّانِي فِي إزَالَتِهِ؟

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 10 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


هَلِ السِّحْرُ الأسْوَدُ حَقِيقَةٌ؟ و لمَاذَا يَفْشَلُ العِلاَجُ الرَّبَّانِي فِي إزَالَتِهِ؟
("الفُودُو" و "الرُّقْيَة الشَّرْعِيَّة" فِي المِيزَانِ)
الحقيقة أنني من هواة متابعة الأفلام الخيالية التي لها ارتباط ما بالجانب العلمي، و كنت دائما أتابع بعض الأفلام التي تقدمها قناة "بوليود"، تعرض فيها صُوَرًا عن "السِّحْرِ الأسْوَدِ"، و إن كانت بعض المشاهد مُخِيفة جِدًّا، و تجعل ضِعَافَ القلوب يخافون ، و يتهيأ لهم أن شَبَحٌ يلاحقهم، و أنهم مُعَرَّضُونَ في أيِّ لحظة لاعتداءٍ " غير مَرْئيٍّ"، و غالبا ما كانت الشخصيات التي تمثل دور الضحية تسكنها روح شريرة، لحادث أو جريمة ما، وقعت في الماضي، و مع مرور السنين يتحول المكان الذي وقت فيه الجريمة إلى شبه "مسكون" بتلك الروح الشريرة، قد يكون هذا ضرب من الخيال طبعا، لكن ..
في الحقيقة لا أؤمن بمثل هذه الظواهر، و مشاهداتي لها كان من باب الاستمتاع لا غير، حتى وقعت بعض الأحداث في الجزائر، و لعلَّ الجميع يتذكر حادثة الأمّ التي قتلت ولديها بحي البوسكي سيدي مبروك قسنطينة إثر تعرضها - لمسٍّ - شيطاني خبيث، أمرها بأن تقتل ولديها، و توفيت بعدها بسكتة قلبية بأيام فقط من وقوع الجريمة، ثم الأمّ التي ألقت بطفليها من الطابق الخامس بولاية تيبازة، و حوادث أخرى، ربما لم نسمع عنها، وقعت هنا و هناك، لا يمكننا الجزم طبعا إن كانت جريمة أم حالات استثنائية، مثلما هو الشأن بالنسبة للحالة الأولى، و حتى الحالة الثانية، لأنه لا يعقل أن تقتل أم طفليها، و لا توجد أمٌّ في كامل قواها العقلية ترتكب هذه الجرائم البشعة، حتى لو كان الإجرام يسري في دمها.
بحثت في محرك البحث Google عن هذا الذي يسمونه " السحر الأسود"، فوجدت له تعاريف عديدة، تقول الكتابات أن السحر الأسود أو كما يسمى بـ: سحر "الفودو" الإفريقي Voodoo ، و هي كلمة مشتقة من كلمة من كلمة (Vodun) التي تعني ( الروح ) ، وهو دين توفيقي ، و يسمى ممارسوه بخادمي الأرواح، حسب التقارير بدأت هذه العقيدة في جزر الكاريبي و عرفت انتشارا كبيرا، إلى أن وصلت كافة دول أفريقي، و يقال أنه عن طريق سحر الفودو تم تحرير الشعب الهاييتي من الاستعمار الفرنسي علم 1804، و هو يعتبر من أشهر أنواع المذاهب الدينية المتعلقة بالسحر الأسود، ويعتقد العديد من المؤرخين بأن مذهب "الفودو" وجد في إفريقيا منذ بداية التاريخ الإنساني، ويقول بعضهم إنه يمتد إلى 10 آلاف عامًا بالتحديد، يقوم هذا السحر في مجمله على الشر و إلحاق الضرر و الأذى بالآخر، و الطلاسم المستخدمة فيه شيطانية، و يسمى هذا الأخير أيضا بالسحر الإفريقي و هو المخصص للقتل ، و الأفارقة أكثر الناس استعمالا للسحر الأسود، و قد كشفوا عن طقوسهم في المقابلات الرياضية، فما يسمى بـ: " الدنبوشي" هو نوع من السحر يستخدم في مقابلات كرة القدم، من أجل فوز فريق و خسارة فريق آخر، و غيرها من الممارسات الشيطانية التي تفصل العبد عن ربه، و تقوده إلى طريق الشيطان.
و الحقيقة أني لم افهم بعض المفاهيم مثل السحر العلوي و السحر السفلي، و تضيف الكتابات أن أهل علم السحر يقسمونه إلى عدة أقسام، فثمة سحر مشروب ومأكول وطائر ومدفون ومعمول، لكن ما حدث مع العائلتين السالفات الذكر اسكت كل خبير بهذا العلم، و لذا يقول البعض ان السحر الأسود هو سحر اليهود و هو سحر مميت و العياذ بالله، فما كنت أشاهده في تلك الأفلام أراه في الواقع، لا أحد يمكنه أن يشك طبعا في وجود جنّ كافر ( نجس) ، و كثيرة هي الحالات التي يتعرض صاحبها سواء أكان رجل أو امرأة لمسّ شيطاني خبيث، و يقال أن فلان "مسكون"، لكن مثل هذه الحالات لا تحتاج إلى تشخيص طبّي، و إنما تحتاج إلى "الرقية الشرعية".
المشكلة أن الرقاة الذين يمارسون "الرقية الشرعية" وقفوا عاجزين أمام الذين يدّعون أنهم يمتلكون قدرات خارقة يعجز البشر عن القيام بها ، و يستطيعون السيطرة على الأفراد و التحكم في مصائرهم، مع ممارسة بعض الطقوس و ترديد التعاويذ، و هذا يقودنا إلى الحديث عن الخير و الشرّ ، ففشل الرقية الشرعية في علاج أناس مصابون بأمراض غير عضوية، أو مَسٍّ شيطاني ( جن كافر لا يؤمن بالله ) و العياذ بالله، يطرح الكثير من الأسئلة، و على ما يبدوا أن "التقوى" و صفاء سريرة العبد من الشروط التي تُمَكِّنُ الشخص من أداء الرقية الشرعية، لكن و للأسف فإن الرقية الشرعية في السنوات الأخيرة تحولت إلى تجارة مربحة ، و دون تعميم طبعا، فكثير من الذين يذهبون إلى الرقاة يقعون ضحية خبث الشخص الذي يقوم بالرقية، الذي جعل من "العلاج الرباني" فرصة للربح السريع ، و هناك حالات أصبح فيها الرقاة هم في الحقيقة رقاة "مزيفون" ينشرون إعلانات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الزبائن، و كم هي الحالات التي نقرأ عنها بأن فلانا راق رهن الحبس المؤقت عن تهمة كذا و كذا، و قد وصلت الأمور إلى حد الاغتصاب.
ما يمكن قوله هو أن البعد عن الإسلام و المنهج الرباني أوقع كثير من الناس في الجهل و الانحراف، كما أن بعض الرقاة بعيدون كل البعد عن العلم الشرعي ، و غير متخصصين في العلاج الربّاني، المسؤولية طبعا تقع على وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف التي لم تكرس فعل " الرقابة " على فئة من الرقاة الذي لا يملكون ترخيصا قانونيا في علاج المرضى علاجا ربانيا، و ما الذهاب عند المشعوذين و السحرة دلالة على خروج هؤلاء عن الطريق التي رسمها الله لعباده، و السؤال يُطْرَحُ هنا: كيف يتغلب الشرُّ على الخير؟ تلك هي المشكلة..
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |