الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمعة ضوء على درب الحلم

بدر الدين شنن

2005 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تأتي مناسبة احتفالية مثل الأعياد والأعراس ، على اختلاف أ سمائها ، ينتابني إحساس حزين ينغص علي مشاركة الآخرين بالاستمتاع بهذه المناسبة . في البداية، عندما لم أكن بعد أتفهم الأشياء ، كان العيد بالنسبة لي مناسبة تستفز وتضخم عندي مرارة الإحساس باليتم والفقر . وكنت أقارن بين حالنا وبين أحوال الأغنياء في
العيد وأتسائل ، لماذا ؟ ولما كبرت وبدأت أتدرج في إكتساب الوعي كبرت المقارنة وكبر السؤال ، صارلماذا وإلى متى ؟..
وظل هذا السؤال يسيطر على وعي وتفكيري ، ويزداد حدة وإيلاماً .. خاصة الإحتفال بعيد ليلة رأس السنة الميلادية ، الذي يكاد أن يصير عيداً كونياً شاملاً ، ففي هذه الليلة رغم كل ما تحمله من محفزات التفاؤل المفهومة .. ومن الرغبة باغتنام سويعات مقتطعة من المساحة المباحة بين عامين ، لمنح القلب بعض الفرحة والراحة ، أجدني مشدوداً إلى آلام الواقع ومآسيه وتداعياته المحتملة على كل مستوى يتبادر على الخاطر ، ويسرح بي الفكر إلى الأمكنة ، التي ارتبطت بها حياتي ووجودي وأفكاري وأمنياتي ، إبتداء من سورية الحبيبة ومكابدتها الاستبداد الشمولي .. إلى العراق الغالي رهين الإحتلالات .. إلى فلسطين المخطوفة الجريحة .. إلى كل البلدان العربية التي تعاني مخاض الديمقراطية العسير .. إلى ضحايا تسونامي وضحايا الزلازل في كشمير .. إلى الثلاثين مليون أفريقي المصابين بالأيدز .. إلى 300 مليون طفل يعانون من الجوع ( يموت 6 مليون منهم كل عام ) .. إلى ألف مليون إنسان عاطلين عن العمل .. إلى أكثر من خمسين ألف إمرأة يمتن كل عام أثناء الولادة .. إلى ألف مليون إنسان لايتمتعون بالخدمات الصحية .. إلى أربعة مليار إنسان يعيشون في بيوت غير صحية أو بدائية .. إلى آلمعتقلين السياسيين في آلاف السجون السرية والعلنية المنشرة في كل القارات .. إلى ضحايا التعذيب المشوهين جسدياً أو نفسياً .. إلى المغدورين تحت التعذيب المدفونين في القبور المعروفة والمجهولة .. إلى المفقودين في القبور الجماعية .. إلى .. إلى

ويتكرر ويلح السؤال لماذا وإلى متى ؟

وأجدني مشدوداً إلى الجهة الأخرى ، إلى الألف مليار دولار ، التي ينفقها طواغيت النظام الرأسمالي المتغولين وأجرائهم حكام الأنظمة التابعة على التسلح والحروب العدوانية للهيمنة على الشعوب ، وعلى سلب ثرواتها واستقلالها وكرامتها .. ويتجدد السؤال .. لماذا وإلى متى ؟ وأحلم .. وأحدس .. بل وأفكر

ربما يطل علينا مشروع جواب على السؤال من خندق مناهضي العولمة .. أو .. من فنزويلا .. أو بوليفيا .. أو البرازيل .. ربما يتمخض الصراع في الشرق عن مشروع جواب آخر .. من سوريا .. من مصر .. من العراق .. أو من لبنان .. هذه ال .. ربما .. تشي بها .. بما يشبه الأقدار الإلهية .. أو دورة الفصول السنوية.. تلك الأيدي التي تمتد في عتمة القهر والجوع والعسف .. متزاحمة تتماوج بالحركة .. مثل حقل قمح تلاعبه الريح في نيسان .. وتوقد شمعة إثر شمعة على درب الحلم.. درب غد بلا أوبئة .. بلاجوع .. بلا حروب .. بلا قيود .. بلا رأسمالية متوحشة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض