الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاستا والرز

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2016 / 10 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


جاستا والرز
بعد أن وافق الكونغرس الأمريكي على قانون جاستا ( -Justice against sponsor of terrorism act ( Jasta وابطل فيتو أوباما، تزمرت السعودية وهددت بسحب ودائعها من الخزينة الامريكية والتي تتروح بين 500 إلى 700 مليار دولار. طمأن كيري الوزير السعودي بأنه سيحاول تعديل القانون كي لايضر السعودية.
والقانون ليس وليد اللحظة بل بقي على ادراج الكونغرس فترة طويلة واتى الوقت المناسب كي يضعوا السعودية في الزاوية، ربما بسبب انخفاض اسعار البترول. تذكرت فيلم فهرنهايت لمايكل مور ((Michael Moore المخرج والناشط الأمريكي الذي انتج فيلمه عن الحادي عشر من سبتمبر في عام 2004. يومها وقف امام السفارة السعودية في واشنطن متحديا بعد أن رفضوا الحديث معه. وقد اشار أن هؤلاء يقصد السعوديين حلفاء بوش، هم اللذين ساعدوا على هجمات سبتمبر.
الكثير من الامركيين شعروا بأنهم خدعوا بسبب أن أغلب الذين قاموا بالهجمات سعوديين والتمويل كان سعودياً، وعوضا على الهجوم على السعودية احتل بوش افغانستان. وبعد قيام داعش في العراق تأكدت امريكا أن عدوها سني وليس شيعي. ولذلك دعمت بطريقة غير مباشرة القوى الشيعية بقيادة ايران كي ينتقموا من السنة الذين انتجوا فكر القاعدة ومن ثم داعش.
ولأن الولايات المتحدة اصبحت أول دولة في العالم منتجة للنفظ وأصبحت أيضا من الدول المنتجة لمادة الأثنل التي تضاف إلى البترول، تضررت الشركات الامريكية من انخاض اسعار النفط وتضرر المزارعين ايضا من كساد منتوجهم الزراعي بسبب انخفاض النفط. والسبب يكمن في أن الربح من مادة الاثنل لا تتم الا عندما يكون غالون النفط يتجاوز ثلاث دولارات بسبب الكلفة العالية في تحويل الصويا او الذرة إلى مادة نفطية.
قال لي رجل امريكي كهل خدم في الحرب الكورية أن أكثر مصائب الإرهاب مصدره السعودية. ثم أضاف بأن السعودية دولة متخلفة لاتنج أي شيء ينفع البشرية سوى النفط الذي هو منتج طبيعي والانتاج الاخر هو الارهاب, وبما أن الساسة الامركيين قد عرفوا أنهم لايستفودوا من السعودية سوى من النفط والودائع فعليهم السطو على هذه الودائع كي لا تبزره السعودية على الارهاب. هكذا يفكر الامركيين. وهذا ليس محصور بالامريكيين بل يشاركهم الساسة العرب في ذلك، وعلى رأسهم الريس عبد الفتاح السيسي الذي حاول الاستفادة من الرز (الفلوس) الخليجي في بداية انقلابه، إلا أنه عندما شعر بافول نجم الخليج وضعف مواقف امريكا التحق الرجل بالروس والايرانيين وصوت مع روسيا مؤخرا في مجلس الأمن.
ورغم أن السعودية هي ثالث دولة منفقة ومستوردة للسلاح (87) مليار دولار سنويا، وهذا بعد الولايات المتحدة والصين إلا أنها لاتملك القوة العسكرية التي تجعلها قوة اقلييمة. لأن استيراد السلاح وتكديسه لايجعل من الدول قوية.
الخلافات السعودية المصرية هي قائمة على التنافس والمصالح. أما من النواحي الاجتماعية والثقافية فهناك اختلاف واسع. فبنية السعودية هي قبلية ومازالت تعيش ثقافة الرعي، أي غير منتجة كقوة بشرية، أما مصر فهي مجتمع زراعي ليس فيه دور للقبيلة والغزو في ثقافته. فقد أنتج المجتمع المصري اسلام سياسي اخواني نصفه غربي (البدلة والطربوش) والنصف الاخر عربي. اما السعودية فقد انتجت محمد عبد الوهاب الذي كان ابن بيئته في ثقافة الغزو والرعي. والصراع بين هاتين الثقافتين بدأ منذ بداية الخليفة الثالث عثمان عندما كان للوفد المصري أثر كبير في تجييش الناس ضد الخليفة ومن ثم قتله. ثم أتت فيما بعد حملة محمد علي بقيادة ابراهيم باشا على الدرعية وتدمير نواة الدولة السعودية الاولى. ولم تتوقف عند ذلك الحد، بل استمر الصراع حتى على عهد عبد الناصر ومن ثم على عهد السيسي الآن. إذن الصراع سياسي وثقافي بين الدولتين.
والثقافة المجتمعية هي أهم منتج للفكر الذي يمثل حالة المجتمع، فقد انتجت المجتمعات الزراعية من أمثال المهندس محمد محمود طه السوداني الذي انتج اسلاما معتدلا مكياً يتماشى مع الثقافة الزراعية السودنية. أو من أمثال محمد شحرور المفكر الاسلامي السوري الذي انتجه مجتمع زراعي وتجاري مثل المجتمع السوري. أو فرج فودة وسيد قمني وخليل عبد الكريم في مصر. ورشيد الغنوشي في تونس.
لماذا لا تستطيع السعودية قيادة الدول العربية أو الاسلامية؟ الجواب بسيط ، لأانها لا تملك سدة القيادة السياسية أو الثقافية أو القوة العسكرية. تصورا أن مجتمع مازال يرفض حتى الان قيادة السيارة للمراة، فكيف له أن يقود مجتمعات اخرى بالغة التعقيد.
نقيضا لذلك، فقد استطاعت ايران عسكرة وتجييش معظم الشيعة العرب كي يكون جزء من سياستها التوسعية واثبتت قدرتها على الاحتمال رغم كل العقوبات ضدها. وهي بكل تأكيد ربما استطاعت اختراق حتى اعتى التنظيمات السنية تزمتا مثل داعش ليعمل لصالحها. فلم يهاجم هذا التنظيم اي مصالح لايران او روسيا. إلا أنه كان نشطا في السعودية وقام بعدد من التفجيرات والتخريب. ولم تستطع السعودية حتى استغلال نقمةعرب الاهواز على ايران كما استطاعت ايران ضناعة البلبلة للسعودية سواء في اليمن أو في القطيف والدمام. ولأن أيران قد استطاعت تجير كل ماهو يخدمها من الشيعة العرب وزجهم في حربها في سوريا والعراق واليمن ولبنان، استطاعت ايضا اثبات ذاتها كقوة اقليمية فاعلة في المنطقة وارغمت الولايات المتحدة أن تسلم لها بسياستها في البلدان العربية المذكورة، حتى أنها أرغمت امريكا على دفع فدية قميتها 400 مليون دولار للافراج عن الامريكيين الخمسة المحتجزين لديها منذ العام الماضي.
بشكل عام، كنا نحن العرب نتمنى لو كان بمقدور السعودية أو مصر أن تقود العرب إلى بر الأمان، لكن كما هو معروف، ليس بالرز وحده يستطيع الانسان أن يقود أو يؤثر على الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم