الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدمير الجيش وتفكيك الدولة

ناجح شاهين

2016 / 10 / 21
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تدمير الجيش، تفكيك الدولة، وانفجار الفسيفساء الاجتماعية
يريد المثقف الليبرالي الذي يسهر حتى آخر الليل يعاقر الويسكي الفاخر ويتناول شرائح اللحوم والأسماك الغالية الثمن، أن نعطيه الديمقراطية بأي شكل. إنه مثقف ناعم وحساس يقرأ الشعر ويشاهد الأفلام الأمريكية ويتحدث في الفن والحب والجمال، أما السياسة فمدخله إليها هو الديمقراطية وحقوق الإنسان. التاريخ والاقتصاد السياسي لا تهمه كثيرا ربما لأنها تكشف أن الديمقراطية وهم لا مكان له في بلاد ليس فيها مواطنين.
دعونا نقول بشكل متسرع قليلاً إذ أن هذا مجرد حديث "فيس بوك" وليس بحثاً ممولاً يحتاج الى استمارات وتقنيات بحث معتمدة من الممول الأمريكي أو الأوروبي، دعونا نقول إن المجتمع-الأمة قد ولدا في سياق الحداثة الرأسمالية وليس قبلها. فيما سبق كانت هزيمة الجيش تعني نهاية الدولة وحلول دولة أخرى مكانها. لم يكن هناك أمة لتقاوم. لنتذكر مثلاً هزيمة جيش المماليك أمام العثمانيين التي أدت إلى تعايش الرعية في مصر والشام مدة أربعة قرون مع الدولة الجديدة. كان الناس رعايا.
الحداثة الرأسمالية في سياق توحيد السوق واللغة والثقافة أوجدت الأمة والمواطن الذي يدافع عنها. لكن ذلك إنما تحقق فقط في مركز النظام العالمي المصنع. أما في الجنوب الذي يقوم بوظيفة التابع الذي يستورد السلعة المصنعة ويصدر المادة الخام فلم يتحقق توليد الأمم على نحو راسخ. كذلك مفهوم المواطنة ظل ملتبساً. للتوضيح نسأل ببساطة: من نحن؟ فلسطينيون؟ عرب؟ مسيحيون؟ مسلمون؟ فتحاوية؟ حمساوية؟ لاجئون؟ عائدون؟ غزاوية؟ ضفاوية؟ خلايلة؟ رجوب؟ عمرو؟ جعبري؟
من الواضح أننا لا نملك إجابة موحدة. بالطبع في فرنسا هناك هوية واحدة سياسياً هي الهوية القومية الفرنسية. أما نحن فعلى الأقل هناك التباس واضح في مجتمعاتنا بين العروبة والاسلام والإقليمية والاثنية. هذا لكي لا نتوسع في سرد الهويات المتشظية المتصارعة.
إن الذي يشد المجتمع في بلادنا بعضه الى بعض هو الدولة التي يمسك بها ويحميها من التساقط الجيش، ولا شيء غيره. ما عدا ذلك يمكن للمجتمع أن يتشظى: أنظروا الى حالة فلسطين الكوميدية، أراهن أن بإمكاننا إقامة دولة في الخليل أو نابلس أو الشمال الذي يتعرض أحياناً لتسمية "تايلاند".
من هنا فكر الاستعمار العالمي في أن تدمير الجيوش القطرية العربية ذات التوجه القومي في العراق وسوريا وليبيا مقدمة ضرورية لانهيار الدولة ومن تم تفكك المجتمع وتذرره وسط صراخ خارج التاريخ لحفنة من المثقفين المرتزقة أو أصحاب النوايا الحسنة الذين يرددون في سذاجة أناشيد عزمي بشارة "عاشت الديمقراطية" ها هو "العربي الجديد" بازغ من بعيد. سلامتكم ليس هناك من عرب قادمين هناك مليون طائفة واثنية واتجاه وقبيلة.
الجيش العربي السوري المتماسك هو الذي يمكن أن يحمينا من خطر تذرر المجتمع العربي في سوريا نهائياً. المجد للدولة السورية وجيشها فهما الحارس الوحيد لمستقبلنا الحداثي والقومي في زمن الإمارات القروسطية التابعة للصهيونية وقبائل الديمقراطية المتحققة في ليبيا بجهود نظريات الحرية القطرية وطيران الناتو الممول بالبترودولار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
سوري فهمان ( 2016 / 10 / 21 - 14:18 )
لقد استولت عصابات الأسد على الحكم في سورية عام 1963 ومنذ ذلك الوقت مضى قرن كامل ولم يكن لجيش هذا النظام سوى دور واحد هو سحق الشعب السوري حتى يبقى المقبور ومن بعده الوريث الأهبل في الحكم.

وكل ما حققه ذلك النظام هو خسارة الجولان ومحادثات السلام بعد حرب تشرين التحريكية .

ونرى الفرق ألان بين شراسة هذا النظام المجرم ضد شعبه ولطافته مع العدو الاسرائيلي

السيد الكاتب ينضم لقوات المقاومة الحنجرية وينتصر لقاتلي الشعب السوري اللذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل فلسطين

ولكن كما قال الشعر

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ......

اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا