الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى اسرائيل: كما أتيتم بهم أعيدوهم

مجدي عبد الوهاب

2016 / 10 / 21
القضية الفلسطينية


الى اسرائيل: "كما أتيتم بهم أعيدوهم"
مجدي عبدالوهاب
لا زالت صورة عرفات داخلا قطاع غزة على متن مروحية رافعا اشارة النصر راسخة في ذهني لا تتركني للحظة، فطائرة عرفات حلقت بنا الى الخيلاء وسرنا جميعا في موكب الخيول العربية الاصيلة التي يلوح الفرسان من على ظهورها بسيوف النصر، واعتقدنا جميعا ان الوطن او لنقل الدولة على مرمى حجر وان البناء سيبدأ فور انطفاء محركات مروحية عرفات ودخول عشرات الالاف بل مئات الالاف من الرتب العسكرية وانضمامهم الى الاخرين من رفاقهم من رفاق السلاح، وبمباركة ودعم اسرائيل بالسلاح والمال، وهكذا كثر الزعماء والالوية والعمداء والعقداء والوزراء الذين لا بيد سيبدأون ببناء الدولة كما تخيل لنا، ولكن عادل امام وكما يبدو لخص حينها في مسرحية "الزعيم" المشهد الهزلي الفلسطيني الذي لا زال قائما حتى اليوم.
فبعد ان توافد علينا القادة والوطنيون والمكافحون والثوريون واستبشرنا بهم وبأنهم سيكونون بناة الوطن والمؤسسات الوطنية والجامعات والمدارس والمستشفيات وانهم سيجمعون النفايات من شوراعنا وسيضيئون شوارعنا وسيقضون على الفساد وسينشرون الشفافية التي لن تضاهيها شفافية الماء، فاذا بالصدمات تتوالى علينا الواحدة تلو الاخرى، فالقاذورات والنفايات أخذت تتراكم أكثر فاكثر حتى أصبحت والله بشرية على صورة بشر واصبحت جزءا من المشهد الفلسطيني العام وامتلات المستشفيات بالجرذان وذهبت الوظائف الى من لا يستحقونها، وان جاء أحدهم من الخارج معتقدا انه سيسهم في بناء مؤسسات الوطن تفاجأ بعد شهر او اقل بما تشهده عيناه وأقفل عائدا من حيث أتى مودعا ما كان يعتقده سيكون وطنا، وهكذا أخذ الشباب يصطفون على ابواب السفارات للهجرة، فلا أمل بهذا البلد، وأصبحت سلطتنا الوطنية رمزا للفساد واللصوصية والاوبئة والقاذورات، لدرجة ان الفلسطيني أصبح يتقزز برؤية واحد من دعاة الوطنية وبناة الوطن.
وانا أحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة على ما آلت اليه الاوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة فهي التي اتت بتلك الطغمة، وهي المسؤولة عن التحريض وعن استمرار الارهاب والتطرف، فهي من يبقي على تلك السلطة، فان ارادت ان تخلي وفاضها من المسؤولية عليها ان تعيد من ادخلتهم وان تعيد الفلسطينيين الى سابق عهدهم ليتولوا امورهم بانفسهم، فلسان حال الفلسطينيين يقول لاسرائيل:" كما أتيتم بهم اعيدوهم"، فنحن لسنا بحاجة لالوية ولا لعقداء ولا لوزراء ولا لزعماء، وكل ما نريده هو ان ننظف شوارعنا وان ننيرها وان نبني ارصفتها وان نبني جامعاتنا ومدارسنا بسواعدنا لا بمساعدات من احد، لا نريد ان نبقى متسولين على ابواب الدول والحكومات والجمعيات، فمدي يدك اسرائيل الينا وخلصينا من الذين جئت بهم وملكتينهم رقابنا ليذبحونا ويذبحوا كل انسانية بنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا