الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى رجل حر..أفنان القاسم

ماجدة منصور

2016 / 10 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


رسالة الى أستاذي: أفنان القاسم
تباً للحروف والكلمات فهي تخونني،،في بعض الأحيان،، لأنني أحاول جاهدة أن أبحث عن المعنى..المعنى الساكن بين حروفي وكلماتي.
لا أرغب اليوم في الحديث مع العبيد..لأنني في حضرة كاتب حر فقراءتي لك تشفيني من حزني الذي هاجر معي و ألمي المقيم في حنايا نفسي و بؤبؤ عيني.
لا فرح عندي يضاهي عشقي لكتاباتك..وهاهو فرحي يتحول الى رسائل حب عالمي..يقرأها الجن و الإنس...هههه...نعم الجن و الأنس...العبد و الحر.
هناك قنوات خفية بين رواياتك و روحي الآسرة..ففي كلماتك المهذبة و البذيئة أيضا..تنفتح لي معابر مضيئة كي تضيئ لي الطريق الى عالمك الداخلي..المدبب كسهم مارق..فهو حاد كشفرة حلاقة حديثة الصنع.
عالمك الداخلي هذا...يصنع لي فارقا كبيرا...كالفرق بين أن تكون سيدا أو عبدا...أليس كذلك..سيدي الأستاذ؟؟
حينما كنت صغيرة..بما يكفي للعبيد كي يتحكموا بي...أدركت جيدا أن العبيد لا يقتلون الأموات...لأن الأموات هم أموات...قد ماتوا و فطسوا و أنتهى أمرهم..ولكنهم،، أي العبيد،، يحاولون قتل الأحرار فقط..أتعلم لماذا؟؟ لأنهم عبيد قد ماتوا منذ
لحظة وعيهم..و مهمة العبد أن يجاهد..كي يقتل الأحرار.
العبيد دائما..يقتلون الأبهى و الأجمل و الأحلى...لأن الجمال يكشف لهم عورات نفوسهم و بؤس عالمهم و فساد عقائدهم الميتة...لذا فأنت تجد أن العبد يقدس أمواته اللذي فطسوا في سبيل الله و يستدعيهم دائما للعيش في عالمنا الجميل..الذي يضج
بالمعاني الإنسانية الراقية..
العيش الحر...لا يناسب العبد أبدا...فالعبد البائس..سيحاول يائسا...أن يسحق كل معنى للحب و الجمال...
العبد لا يتورع بأن يسمي المرأة ( قحبة)...فهو يستدعي في ذاكرته المختلة...أمه (القحبة ) التي باضته و فقسته الى حياته اللعينة .
لا بأس في هذا كله...فلنجاهد كي نعتق العبيد من عبوديتهم المقيتة.
ذات يوم مضى...كتبت لك مقالة صاخبة (هل تتذكرها) فماذا حصل؟؟
خرجت الثعابين من ثقوبها العفنة و تنطنطت الجرذان من بالوعاتها المعتمة ..وحسب العبد..أن هذه هي فرصته..كي ينال من سيدته...فنهق كالحمير و تأتأة كالببغاء...و نبح ككلب مسعور...وجعر كثور مذبوح...وهو يطالب بأن يقدم (سيدته) الحرة
الى محكمة الجنايات الدولية...بتهم كثيرة،،،كان قد وثقًها العبد...لأسياده الأسود النافقة..والتي نفقت في اسواق النخاسة الدولية..لا لشيئ..إلاً كي يرضى عنه أسوده و يرموا له بعضمة كلب ميت.
أحس العبد...أنك تحضًر لمشروع تنوير حقيقي لهذه الأمة المنكوبة بحكامها الفاطسين.
أقول لك الآن...أيها السيد...لا تؤجل وعدك لك بالتنوير..فوعد الحر...دين برقبته..كما تعلم و أعلم جيدا.
إمض الى قدرك الذي رسمته لنفسك...و بمحض إرادتك..متسلحا بكلمتك الحية و بقدرة هؤلاء التلاميذ الذين أحبوك و آمنوا بك...و أنا منهم.
لأنك بالكلمة الحرة ستعيش للأبد..و لأن الحرية هي قدرك و قدر الذين آمنوا بك...من المي الى المي.
و لنلعن العبيد...و دين العبيد...ولنلعن سنسفيل اللي خلفوهم...فبك،،سيدي الأستاذ،، قد لمحنا شعاع نور..و بقعة ضوء...تضيئ به عالمنا التعيس..الذي إبتلي بمنايك دمويين...قد ورثوا ثقافة الدم و ثقافة اللطم..على الذين فطسوا من قبلهم..كابر عن كابر.
نحن شعوبا لم تقتلهم سوى الأيديولوجيا...أيديولوجيا الدين...و أيديولوجيا النافقين..من اللذين عبروا تلك الأرض المبتلية بحكامها و عبيدها كمان.
تبا للأيديولوجيا مالم تستطع النهوض بالإنسان ..تبا لأيديولوجيا تصنع من الإنسان الحر...عبدا لطغاته.
هكذا أعتقد أنا...و سأظل أعتقد بهذا..الى أن ينتهي هذا العمر المتساقط في آبار العدم.
نحن ننتظر مشروعك المنير فمطلوب منك الآن...الآن الآن...و ليس غدا...أن تحول حطب العرب..الى آلات موسيقية...تغني أغنية الحرية..التي نتوق لها..و تتطرب لسماعها...أرواحنا...التي تشتاق الى الحب و الحرية و العدل و الحقيقة و الجمال.
نحن الشوق الآتي...و نحن أغنية الحب التي ينتظرها الكون...الذي يلفظ كل العبيد...هذا الكون الذي لن يقبل إلاً بالأحرار أمثالك..سيدي الأستاذ.
غيابك يؤلمني كثيرا...ولا عذر لك في غيابك...فأنت قد زرعت ورودا كثيرة...و الورود لا تحتمل الإهمال...الورد بحاجة لعناية دائمة...كي يزهر و ينشر عطره.
لا تدع قلبك الفتي...يصدأ بالسنين.
فنحن نرى النور من حدقة عينيك.
فلا تطير بيننا دون أجنحة...نحن أجنحتك المحلقة الى حيث الله الذي به يؤمنون.
الحق أقول لك أنني لا استطيع الكلام...مثلك أنت...لكنني استطيع الحلم أكثر من عباس ابن فرناس.
نحن قلبك النابض..لا تسمح لقلبك أن يتوقف عن النبض..فحين تتوقف القلوب الكبيرة عن النبض...فسيتنطنط العبيد من مخابئهم كي يُنٍصبوا من ذواتهم المريضة...أساتذة على ربنا.
أعلم جيدا أن كلماتي بسيطة و لكن أعلم جيدا أنها صادقة و مليئة بالحب...لا تستخف أبدا...من كلمات البسطاء...فالحق الحق أقول لك: إن البسطاء..هم الذين يعرفون الحق و الحرية و الإنسانية...لأنهم أنقياء.
البسطاء هم من يدخلون الملكوت...هكذا قال لنا السيد المخلص.
قد تحتار في تحديد عقيدتي..لهذا سأقول لك بالفم الملآن: إن كل عقيدة أو كل دين..يعتدي على الإنسان و لا يعترف بإلوهية الإنسان...لا يلزمني كله على بعضه..قشة لفة..أي و الله.
الإنسان هو قيمة القيم و ذمة الذمم و ليأخذني،،،رب العبد،،الى جهنمه برفقة شوبان و باخ و موزارت و غالليلو..و أنجيلينا جولي..و برات...و سارتر.
فجنة العبيد لا اشتريها بقشرة بصل.
أنا خادمة لمشروعك النبيل كما كنت و كما سأكون..الى آخر العمر.
مشروع التنوير هو مبتغاي منك فأنا أريدك ثائرا على كل منظومة الإستبداد و الظلم و العهر...حتى آخر الدهر..سيدي الأستاذ.
أنا أبحث عن صفاء كينونتك كإنسان عالمي...و لا أريد منك غير هذا.
أبحث عن يداك التي ستحول حطبنا الى آلات موسيقية تملأ الدنيا ألحانا جميلة.
هاهو حبي أعلنه لك،،كما فعلت سابقا،،و كما سافعل حتى آخر العمر...حتى لو كره ذلك..كل العبيد...حتى لو إستشاط العبد غضبا و لؤما...فأنا جاهزة كي أجعل هذا العبد..يتقيأ كل دنائته و رذالته..حتى لو إنطلق من فمه الكريه كل مفردات
القحبنة و الشرمطة ذلك أنني تعودت،،ومنذ صغري،،على مفردات العبيد.
إعلم جيدا،، أيها الأستاذ،، أننا في ألم كبير..إنه ألم الدم المراق على عتبة الأسود النافقة.
رأيتك البارحة في حلمي...لكني لم أستطع ضمك الى صدري..لأن الحضور كان كثيفا.
هنا أقف ومن هناك أمشي و للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا